الحديث عن شخصيته (عليه السلام) لا يتم، إلا إذا تطلعنا في السمات التي امتازت بها، ومن هذه السمات انه عُرف بباب الحوائج.
هذه السمة لا يمكن أن يعرفها الإنسان جيداً إلا إذا عرف انه باب الحسين (عليه السلام) في كل شيء، ولذا البعض يتساءل: لماذا اكثر ما نرى من المعاجز عند ضريح العباس اكثر مما نرى ذلك عند ضريح الحسين (عليه السلام)؟! ولعله لأن العباس هو الباب للحسين في كل كرامات الحسين، وليس المراد من الباب هو الباب السياسي، كما يجعل الحكام لهم حجاباً يحولون بين الناس والوصول إليهم، انما الباب هنا الباب المعنوي لكرامات وصفات الحسين وفضائله وكراماته (عليه السلام)، كما كان أبوه علي بن أبي طالب باباً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل شيء، في الإيمان والتقوى والعزة وغيرها من صفاته الشريفة، وما العلم إلا طريقها، إذ قال الرسول الكريم: "أنا مدينة العلم وعلي بابها"، ولذا كان السيد محسن الحكيم (قدس سره) إذا أراد أن يزور الحسين، يمضي أولاً لأبي الفضل العباس، فيزوره ويأخذ منه الإذن لزيارة الحسين، لأنه بابه.
ولو قال قائل: ماهو السر في أن يكون قبر العباس عند الفرات، والحال ان الحسين قائد رحيم، والقائد الرحيم لا يترك الشهداء على الأرض تحت حرّ الهاجرة، ولذا كان الشهيد اذا سقط يأتي الحسين هو بنفسه ويحمله الى الخيمة التي أعدّها للشهداء، الا العباس تركه عند شاطئ الفرات!
البعض يقول: ان العباس أقسم على الحسين بحق جده رسول الله ان لا يحمل جثته الى المخيم، لأنه قد وعد سكينة بالماء، فكيف تراه سكينة بتلك الحالة؟ والبعض يقول: بأن العباس كان صاحب عاطفة جياشة، فكان يخشى على قلوب النساء والأطفال من أن تنفطر اذا شاهدوه بتلك الحالة، فقال للحسين: دعني عند الفرات، والبعض يقول: ان العباس كان مقطعاً بالسيوف إربا إربا، بحيث ان الحسين كلما رفع جانباً سقط جانب آخر، فتركه عند العلقمي.
الا ان أوجه الآراء ـ كما يذهب البعض ـ أن الحسين تركه عند الفرات ليُظهر مقامه الرفيع بأنه باب الحسين، فلذا صار باب الحوائج، ولذا حتى حينما جاء زين العابدين بطريقة الاعجاز لدفن الأجساد، كان بمقدوره ان ينقله الى الحفرة التي حُفرت للشهداء، الا انه خط خطاً وقال: يا بني أسد، احفروا هاهنا قبراً لعمي العباس.
وكلمة باب الحوائج في التراث الشيعي تطلق على أربعة: أحدها: الإمام موسى ابن جعفر الكاظم (عليه السلام)، لظهور آثار قضاء الحوائج عنده، بحيث أصبح ذلك معروفاً عند الموالف والمخالف، كما يذكر محمد ابن إدريس الشافعي شيخ الشافعية في كتاب تأريخ بغداد بأن مرقد الإمام الكاظم محلاً لشفاء الأمراض الروحية والقلبية، وثانيها: البطل الصغير عبد الله الرضيع، ذلك الطفل الذي قتل بين يدي أبيه الحسين، وحينما أحس بحرارة السهم أخرج يديه من القماط واعتنق رقبة أبيه الحسين (عليه السلام)، لكي نتعلم من ذلك أمرين؛ الاول مصيبة الرضيع المؤلمة، والثانية ان الطفل ليس بينه وبين الله حجاب في الدعاء، ولذا فقد كان الأئمة يربونا على هذه التربية، وثالثها: ام البنين ام العباس واخوته، فهذه المرأة العظيمة بإخلاصها وتفانيها في نصرة الحق، نالت وسام موضع قضاء حاجات الناس، ورابعها: أبو الفضل العباس (صلوات الله عليه)، بنصرته ومواساته لسيد الشهداء صار موضع حاجات القاصي والداني، وقد صار ذلك من المسلمات عند زواره ومحبيه.
وأول من طلب حاجة من العباس في كربلاء في يوم عشوراء؛ سكينة بنت الحسين (عليهما السلام) حينما جاءت اليه قائلة: عم ياعباس، انا عطشانة!
يالللللللللللللللللللللللللللللللله بحق العباس عندك اقضي لي حاجتي
بحق العبد الصالح
ياللللللللللللللله
اخوتي اخواتي في حب الله التمسكم الدعاااااااااااء ارجوكم
بارك الله فيك يا اختي الفاضلة على هذا الموضوع الرائع لباب الحوائج سيدي ومولاي أبا الفضل العباس فكرامته لا تعد ولا تحصى والتي معروفة حتى من أبناء العامة والذين يذهبون وبالخصوص إليه لقضاء حوائجهم وحتى أهل الأنبار وكثير من المنطقة الغربية في العراق يكنونه بأبن البدوية اعتزازاً بأمه فاطمة بنت حزام الكلابية (أم البنين) والتي كما ذكرت هي باب من أبواب الحوائج.
ووفقنا الله في دوام زيارتهم وأن نحشر في زمرتهم ورزقنا شفاعتهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.