سيارة بيضاء كانت تقف هنا ..ركبتها ففرَدَت جناحيها كحمامة بيضاء تطير في سماء الحب والجمال ..كانت تطير ..تحلق ..مررنا بالسحب البيضاء ..كانت السحابة تود البكاء ..لكن ابتسامتنا أوقفت دموعها ..حلقنا حتى وصلنا إلى القمر.لم يكن جميلا كما نراه ونحن على الأرض ..فوجوهنا المبتسمة أجمل ... زرنا الكواكب كلها ..لم تسع سعادتنا فانتقلنا إلى الشمس فهي نجم كبير ودافئ ..لقد اقترب وقت الشروق ..عدنا للأرض ..وقفنا على شاطئ البحر ..رأينا منظر الشروق ..ليس أروع من منظر الشمس وهي تشرق ..كان الوقت يمر بسرعة ..فلحظات السعادة لا تحسب من العمر..اقترب وقت غروب الشمس ..كم هو جميل منظر الغروب ..لكن ..مع غروب الشمس ..تحولت السيارة إلى سفينة في البحر ..سارت في البحر ..ناديتها أن عودي إليّ وخذيني معك فانا أحب البحر كثيرا ..لم تعد فأمواج البحر كانت أقوى منها ..عندما ابتعدت ..فقدت الأمل في عودتها ..فرميت نفسي في البحر بالرغم من أني لا أجيد السباحة ..رحت أسبح بل اغرق ..كانت كل موجة أقوى من أختها وأنا مازلت أحاول الوصول إلى السفينة ..لكنها ابتعدت أكثر ..لقد ابتعدت كثيرا.
أغرقتني الأمواج ولم أصل إليها ..جاؤوا لينقذوني ..فرفضت وقلت:اتركوني اغرق لَعلّي الحق بها فتحملني على متنها ..لكنهم أبوا إلا أن ينقذوني ...حملوني إلى الشاطئ
كان الشاطئ مظلما فالشمس قد غابت ولم يبق سوى ظلام الليل الأسود
في كل يوم أعود للشاطئ ..واقف هناك وقت الشروق علّها تعود سفينتي فتأخذني معها إلى حيث رحلَت ..لكنها لم تعد ..............
اليوم فقط أمرتُ تلك السحابة البيضاء التي صارت سوداء ..أمرتها أن أمطري .........
واسكبي دمعك ...فلم تعد هناك ابتسامة تمنعك من البكاء .