|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 30152
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
أبو طالب مؤمن قريش ع
بتاريخ : 07-04-2009 الساعة : 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إيمان أبي طالب سلام الله عليه :
ولا بدَّ لنا هنا من الحديث بإيجاز عن موضوع ما زال بين أخذ وردّ بين المسلمين . ألا وهو إيمان أبي طالب رحمه الله فمن مؤيد ، ومن منكر .
فأما أهل البيت وشيعتهم ، فانهم مجمعون على إسلامه (رحمه الله) ، (1) بل في بعض الأحاديث : أنه من الأوصياء (2). وأن نوره يطغي في يوم القيامة على كل نور ، ما عدا نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والأئمة ، وفاطمة (عليها السلام) (3).
ونحن وإن كنا لم نستطع أن نجزم بصحة هذه الأحاديث ، إلا أن إيمانه بالله ، وتصديقه برسالته ، (صلى الله عليه وآله وسلم) وانقياده للأوامر والزواجر الالهية ، كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار .
والأحاديث الدالة على ايمانه ، والواردة عن أهل بيت العصمة كثيرة ، وقد جمعها العلماء في كتب مفردة (4).
وواضح : أن أهل البيت أدرى بما فيه ، من كل أحد . يقول ابن الأثير : (وما أسلم من اعمام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير حمزة والعباس ، وأبي طالب أهل البيت )(5).
وعدا عن ذلك ، فان الأدلة الدالة على إيمانه كثيرة ، وقد ألف في إثبات ايمانه الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء . وقد انهاها بعضهم إلى ثلاثين كتاباً ، ومنها كتاب : أبو طالب مؤمن قريش للأستاذ عبدالله الخنيزي ، الذي كاد ان يدفع حياته ثمناً لهذا الكتاب ؛ حيث حاول الوهابيون في السعودية تنفيذ حكم الإعدام فيه ، بسبب كتابه هذا ؛ فتداركه الله برحمته ، وتخلص من شرّهم .
هذا عدا عن البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموساعات ، ونخص بالذكر هنا ما جاء في الغدير للعلامة الاميني قده ج7و8 .
وقد نقل العلامة الاميني عن جماعة من أهل السنة : أنهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك ، كلبرزنجي في أسنى المطالب ص6-10 والاجهوري ، والاسكافي ، وأبي القاسم البلخي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب : شهاب الأخبار ، والتلمساني في حاشية الشفاء ، والشعراني ، وسبط ابن الجوزي ، والقرطبي ، والسبكي ، وأبي طاهر ، والسيوطي ، وغيرهم .
بل لقد حكم عدد منهم –كابن وحشي والاجهوري ، والتلمساني بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو يذكره بمكروه فهو كافر (6).
بعض الأدلة على ايمان أبي طالب :
وقد استدل من قال بإسلامه بعدة أدلة ، مثل :
أ- ما تقدم مما روي عن الأئمة (عليهم السلام) ، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما يدل على ايمانه ، وهم أعرف بأمر كهذا من كل أحد .
ب- ما تقدم من مناصرته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتحمله تلك المشاق والصعاب العظيمة ، وتضحيته بمكانته في قومه ، وحتى بولده ، وتوطينه نفسه على خوض حرب طاحنة تأكل الاخضر واليابس . ولو كان كافراً ؛ فلماذا يتحمل كل ذلك ؟! ولماذا لم نسمع عنه ولو كلمة عتاب أو تذمر مما جرّه عليه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!.
واحتمال : أنه كان يطمع بمقام أعظم .
غير وجيه ، فانه كان حينئذٍ قد بلغ من الكبر عتيّاً ، حيث إنه قد توفي عن بضع وثمانين سنة ، وهو يرى : موقف قومه منه ، ومن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف هو ، ولا يأمل أن يعيش إلى حيث يبلغ مثل ذلك المقام ، كما أنه لا يجد الفرصة كبيرة لنيل ابن أخيه لذلك المقام بعده .
ج- وقد استدل سبط ابن الجوزي على ايمانه بأنه –كما نقل- لو كان أبو عليّ كافراً لكان شنع عليه معاوية وحزبه ، والزبيريون وأعوانهم ، وسائر أعدائه (عليه السلام) كان يذمهم ويزري عليهم بكفر الآباء والامهات ، ورذالة النسب (7).
د- تصريحاته وأقواله الكثيرة جداً ؛ فانها كلها ناطقة بايمانه وإسلامه . ويكفي أن نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : إن كل هذه الاشعار قد جاءت مجيىء التواتر ، من حيث مجموعها (8).
ونحن نذكر هنا اثني عشر شاهداً من شعره ، على عدد الائمة المعصومين من ولده عليه وعليهم السلام ، تبركاً وتيمناً ، والشواهد هي :
1-ألم تعلموا : أنا وجدنـا محمـداً نبياً كموسى خط في أول الكتب
2-نبي أتاه الوحي من عنـد ربــه ومن قال:لا ، يقرع بها سنّ نادم
3-يا شاهـد الله علـي فاشهــدإني علـى دين النـبي أحمــد
4- أنت الرسول رسول الله نعلمـه عليك نُزِّل من ذي العزة الكتب
5-أنــت النــبي محمـــد قـــوم أغـــر مســود
6-أو تؤمنوا بكتاب منزل عجـب على نبي كموسى أو كذي النـون
7-وظلم نبي جاء يدعو إلى الهـدى وأمر أتى من عند ذي العرش قيـم
8-لقد أكرم الله النـبي محمــداً رسول الإلــه علــى فتــرة
10-والله لا أخـذل النــبي ولا يخذلــه من بـني ذو حسـب
11- وقال رحمه الله يخاطب ملك الحبشة ، ويدعوه إلى الإسلام .
أتعلم ملك الحبش أن محمـــداً نبياً كمـوسى والمسيح ابن مـريم
أتى بالهدى مثـل الذي أتيـا بـهفكل بأمـر الله يهـدي ويعصـم
وانكــم تتلونـه في كتابكــمبصدق حديث لا حديث الترجـم
فلا تجعلـوا لله نـداً فأسلمــوا فان طريق الحـق ليـس بمظلـم
12- وقال مخاطباً ولده حمزة رحمه الله :
فصبراً أبا يعلى على ديـن أحمـد وكن مظهراً للدين وفقت صابـراً
وحط من أتى بالحق من عند ربـه بصدق وعزم لا تكن حمز كافـرا
فقد سرني أن قلت : انك مؤمـن فكن لرسـول الله في الله ناصـراً
وباد قريشاً في الذي قـد أتيتـه جهراٍ ، وقل : ما كان أحمد ساحراً
وأشعار أبي طالب الناطقة بايمانه كثيرة ، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر؛ لنفسح المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل ، ويقال في هذا الموضوع .
هـ – قال المعتزلي : (قلت : كان صديقنا علي بن يحيى البطريق (رحمه الله) يقول : لولا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب ، وهو شيخ قريش ، ورئيسها ، وذو شرفها ، يمدح ابن أخيه محمداً وهو شاب قد ربي في حجره . وهو يتيمه ومكفوله ، وجار مجرى أولاده بمثل قوله :
وتلقوا ربيع الابطحين محمــداًعلى ربوة في رأس عنقاء عيـطل وتأوي إليه هاشم إن هاشمــاً عرانين كعب آخـر بعـد أول
ومثل قوله :
وأبيض يستسقي الغمام بوجهـه ثمال اليتامى عصمـة للارامـل يطيف به الهلاك من آل هاشـم فهم عنده في نعمـة وفواضـل
فان هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابي من الناس ، وإنما هو من مديح الملوك والعظماء . فإذا تصورت : أنه شعر أبي طالب ، ذاك الشيخ المبجل العظيم في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) . وهو شاب مستجير به ، معتصم بظله من قريش ، قد رباه في حجره غلاماً ، وعلى عاتقه طفلاً ، وبين يديه شاباً . يأكل من زاده ، ويأوي إلى داره ، علمت موضع خاصية النبوة وسرّها ، وأن أمره كان عظيماً (9).
كما أن قصيدته اللامية تلك التي يقول فيها : وابيض يستسقى الخ . وهي طويلة ، وكان بنو هاشم يعلمونها أطفالهم فيها الكثير مما يدل على إيمانه العميق الصادق ، وقد ذكرها ابن هشام وابن كثير ، وغيرهم .
و- لقد رأينا أبا طالب الذي يدعو ملك الحبشة إلى الإسلام ، هو الذي دعا ولده جعفراً وأمره بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة . وهو ايضاً الذي دعا زوجته فاطمة بنت أسد إلى الإسلام (10) وأمر حمزة بالثبات على هذا الدين ، وأظهر سروره بإسلامه ، وكذلك الحال بالنسبة لولده أمير المؤمنين (عليه السلام) . إلى غير ذلك مما يجده المتتبع لكلامه ومواقفه في المناسبات المختلفة .
ز- وقد صرح أبو طالب في وصيته بأنه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وان ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قبله الجنان وانكره اللسان ؛ مخافة الشنآن . واوصى قريشاً بقبول دعوة الرسول ومتابعته على امره ، ففي ذلك الرشادة والسعادة (11).
ح- ثم هناك ترحم النبي (ص) عليه ، واستغفاره له باستمرار ، وجزعه عليه عند موته (12) وواضح : أنه لا يصح الترحم إلا على المسلم ، ولأجل ذلك قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لسفانه بنت حاتم الطائي : لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه (13).
ط- وكيف يحكمون لزيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب ، ولولده سعيد بن زيد ، ولورقة بن نوفل ، وقيس بن ساعدة . ولأبي سفيان الذي ما زال كهفاً للمنافقين ، والذي ستأتي لمحه عن تصريحاته ومواقفه في أواخر غزوة أحد كيف يحكمون لهؤلاء بالإسلام .
بل يروون عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه قال عن أمية بن أبي الصلت : انه كان أن يسلم في شعره (14).
نعم ، كيف يحكمون لكل هؤلاء بالإسلام ، وهم لم يدركوا الإسلام ، أو أدركوه ولم يسلموا ، أو اظهروا الإسلام ، وأبطنوا الكفر .
ثم يحكمون بالكفر على أبي طالب الذي ما فتىء يؤكد ويصرح عشرات المرات ، في أقواله وفي افعاله ، ويعلن بالشهادة لله بالوحدانية ، ولنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة والرسالة ؟! .
وان حال أبي طالب مع الأمويين وأشياعهم مثل حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع المشركين الذين حكى القرآن عنهم بقوله : (وقالوا : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً . أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا . أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً ، أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً أو يكون لك بيت من زخرف أو تَرقى في السماء ، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه الخ..)(15).
والأمويون وأشياعهم يقولون : لن نقرّ بإيمان هذا الرجل ولو تضافرت على ذلك كل الأدلة والشواهد ، وحتى لو نص الله ورسوله عليه ، فبئس الخلف من الأمويين وأشياعهم لبئس السلف من طواغيت الجاهلية وعتاتها .
ي- وبعد كل ما تقدم نقول :
إن إسلام أي شخص أو عدمه ، إنما يستفاد من أمور أربعة :
1-من مواقفه العملية ، ومواقف أبي طالب ، قد بلغت الغاية التي ما بعدها غاية في الوضوح والدلالة على اخلاصه وتفانيه في الدفاع عن هذا الدين .
2- من اقراراته اللسانية بالشهادتين ، ويكفي أن نشير إلى ذلك القدر الكثير منها في شعره في المناسبات المختلفة .
3- وإما من موقف ممثل الإسلام ورائد الحق النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) منه . والموقف الرضي أيضاً ثابت منه (عليه السلام) تجاه أبي طالب على اكمل وجه .
4- من إخبار المطلعين على أحواله عن قرب ، وعن حس ، كاهل بيته ، ومن يعيشون معه . وقد قلنا :انهم مجمعون على ذلك .
بل إن نفس القائلين بكفره لما لم يستطيعوا إنكار مواقفه العملية ، ولا الطعن بتصريحاته اللسانية ، حاولوا : أن يشبهوا على العامة بكلام مبهم ، لا معنى له ؛ فقالوا : ( إنه لم يكن منقاداً ) (16)!! .
كل ذلك رجماً بالغيب ، وافتراء على الحق والحقيقة ، من أجل تصحيح ما رووه عن المغيرة بن شعبة وامثاله من أعداء آل أبي طالب كما سنشير إليه حين الكلام على الأدلة الواهية إن شاء تعالى .
ومن أجل أن توفي أبا طالب بعض حقه ، نذكر بعض ما يدل على إيمانه – من مصادر غير الشيعة عموماً – ونترك سائره ، وهو يعد بالعشرات ، لأن المقام لا يتسع لأكثر من أمثله قليلة معدودة ، وهي .
1- قال العباس : يا رسول الله ، ما ترجو لأبي طالب ؟قال : كل الخير أرجوه من ربي (17).
2- جاء ابو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوده ، وهو شيخ أعمى ، يوم فتح مكة . فقال رسول الله . ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه ؟! قال : أردت أن يؤجره الله .لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحاً مني بإسلام أبي ، التمس بذلك قرة عينك الخ (18).
والعلامة الاميني في الغدير ، لا يوافق على أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال لأبي بكر ذلك ، وقد بحث ذلك بحثا جياً ، ونحن نوافقه في ذلك أيضاً . وربما تكون هذه العبارة زيادة من بعض المتزلفين ، كما عودونا في امثال هذه المناسبات .
3- قال المعتزلي : ( باسأنيد كثيرة ، بعضها عن العباس بن عبد المُطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : أن أبا طالب مامات حتى قال : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) (19) .
وتقدم في شعره تصريحات كثيرة بذلك أيضاً .
4- ولقد ترحم عليه ودعا له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واسغفر له ، حتى في المدينة حينما استسقى لاهلها فجاءهم الغيث فذكر أبا طالب ، واستغفر له على المنبر (20) ولما مات أبو طالب تبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جنازته مع انهم يروون النهي عن المشي في جنازة المشرك . كما أنهم يروون أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر عليا بأن يغسّله ويكفنه ويواريه (21) ، وانما لم يأمره بالصلاة عليه لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد ولاجل ذلك قالوا : إن خديجة لم يصل عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما توفيت ، مع انها سيدة نساء العالمين .
5- لقد رثاه ولده علي (عليه السلام) حينما توفي بقوله :
أبا طالب عصمة المستجــير وغيث المحـول ونـور الظلـم
لقد هدّ فقدك أهـل الحفـاظ فصـلى عليـك ولـي النعـم
ولقّـاك ربـك رضوانـــهفقد كنت للطهر من خير عـم (22)
5- وكتب أمير المؤمنين (عليه السلام) رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها : (ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ) (23).
فإذا كان أبو طالب كافراً وأبو سفيان مسلماً ، فكيف يفضل الكافر على المسلم ثم لا يردّ عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان ؟ .
ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً ؛ فان أبا سفيان هو الذي قال : (إنه لا يدري ما جنه ولا نار ) كما سيأتي في أواخر غزوة أحد .
ويلاحظ هنا أيضاً : أن أمير المؤمنين يشير في كلامه الآنف الذكر إلى عدم صفاء نسب معاوية ، ولهذا البحث مجال آخر .
7- وحمل محمد بن الحنفية يوم الجمل على رجل من أهل البصرة ، قال : فلما غشيته قال : أنا على دين أبي طالب ، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه (24).
8- وورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً قوله : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ، وأمي وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية (25).
9- وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن الله عز وجل قال له على لسان جبرئيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمة ، يعني أبا طالب ، وفاطمة بنت أسد . وبمعناه غيره مع اختلاف يسير (26) .
10- وسئل الإمام السجاد (عليه السلام) عن إيمان أبي طالب ، فقال : واعجبا ، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات (27).
ونزل آية النهي عن الامساك بعصم الكوافر في المدينة ، لا يضر ولا يوجب بطلان هذه الرواية ، لا مكان أن يكون النهي عن ذلك بالقول على لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول القرآن . وعدم خضوع بعض المسلمين لذلك حينئذٍ ربما كان لظروف معينة فرضت عليهم ذلك .
11- وأخيراً ، فقد كتب بعضهم يسأل الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن إسلام أبي طالب ، فانه قد شك في ذلك ، فكتب (عليه السلام) إليه : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين(28) الآية . وبعدها : إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(29) .
11- وسيأتي في غزوة بدر : ان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل من شهيد بدر عبيدة بن الحارث أن يعرّض بعمه أبي طالب ، ولو بمثل أن يقول : إني أولى بما قال منه :
كذبتم وبيت الله يبـزى محمـدولمّا نطاعـن دونـه ونناضـل
ونُسْلِمُه حتى نُصَـرَّع دونــه ونُذهل عن أبنائنـا والحلائـل
فإذا كان النبي يغضب ولو لمثل هذا التعريض ، فهل تراه سوف يكون مسروراً بمن يحكم على عمه بالشرك ، ويجعله في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ؟ آخر ما هنالك؟!.
وحسبنا ما ذكرناه من الامثلة الناطقة بإسلام أبي طالب ، ومن أراد التوسع فعليه بالكتب المعدة لذلك .
منقول 14 معصوم.com
رحم الله من يهدي المظلوم مؤمن قريش أبوطالــــــــــــــــــــــــــب عليه السلام الفاتحة تشبقها الصلاة على محمد و آل محمـــــــــــــــــــــــد
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
|
|
|
|
|