يبدو من المعطيات الميدانية المتوفرة، والتي تناقلها الناس من مسرح الأحداث في المدينة المنورة، أن جهات أمنية عليا، سمحت لبعض المجاميع السلفية – التكفيرية من التعامل المباشر مع الزوار الشيعة في المدينة المنورة..
وقد مارست هذه المجاميع لاعتبارات أيدلوجية، وتحت حماية أمنية واضحة وصريحة، عمليات الضرب والاستفزاز وانتهاك الحقوق..
والأجهزة الأمنية بهذا التكتيك، تصور المشكلة وكأنها مشكلة بين مجموعة طائفية وافدة، أرادت أن تمارس شعائرها وبين مجاميع أصلية، تقطن المدينة المنورة وترفض لاعتبارات دينية هذه الممارسات التي يقوم بها الشيعة.. لذلك تم التصدي بهذه البدع..
وعلى كل حال اشتركت جميع أجهزة الدولة من إمارة المدينة المنورة مرورا بالشرطة وقوات الشغب وانتهاء بالمؤسسات الإعلامية التي صورت ما جرى على خلاف الحقيقة والواقع، ومارست بعض الأقلام المأجورة حقدها الطائفي الدفين..
والمحصلة التي نخرج منها: إننا «أي الشيعة في المملكة العربية السعودية» تعرضنا إلى ظلم وحيف كبيرين من قبل أجهزة ومؤسسات كان الأجدر بها حماية المظلوم وإنصافه، وليس الوقوف مع الظالم وحمايته وتوفير مستلزمات بطشه وإرهابه..
أسوق هذا الكلام، لكي أصل إلى ضرورة العمل من قبلنا جميعا ومن مختلف مواقعنا للدفاع عن أنفسنا، والوقوف بوجه الحملة الظالمة التي تستهدفنا على أكثر من صعيد.. وإننا في سياق العمل للدفاع عن النفس، ندعو إلى اعتبار الأسبوع الأول من شهر ربيع الأول في كل عام، بأسبوع الدفاع عن الشيعة في المملكة العربية السعودية..
لأن الصمت والانزواء والانكفاء، لا يعالج المشكلة، وإنما يدفع الأطراف الحاقدة للمزيد من إهانتنا والضغط علينا. ولا سبيل أمامنا إلا الدفاع عن أنفسنا، وفضح الممارسات الطائفية التي توجه ضدنا، والمطالبة بحقوقنا المشروعة.
ولا ريب أن أسبوع الدفاع، ليس للتسلية أو إثارة العواطف وإنما للعمل لتعريف قضيتنا للعالم بأسره، وتثقيف أبناء مجتمعنا، ورفع الصوت عاليا وبدون مواربة للمطالبة بحقوقنا المستلبة.
وفي هذا السياق فإننا ندعو إلى الأمور التالية:
1- ندعو الشخصيات الدينية والعلمية والسياسية للتنسيق مع بعضها البعض، والقيام بمبادرات جماعية، تستهدف حماية الطائفة والدفاع عن وجودها ومقدساتها..
2- ندعو المواقع الإعلامية جميعا إلى إبراز المسألة الشيعية في المملكة خلال هذا الأسبوع عبر برامج مختلفة.. ونهيب بكل المواقع الالكترونية تحديدا للمبادرة لتبني مشروع التعريف والدفاع عن الشيعة في المملكة..
3- ندعو الكتاب والأدباء والشعراء، إلى المساهمة بأقلامهم للتعريف بما يتعرض إليه الشيعة من ظلم واضطهاد وتمييز متواصل في المملكة ..
4- إن ما قام به الزوار المدينة المنورة، ليس دفاعا عن أنفسهم فقط، وإنما هم دافعوا عنا جميعا. لذلك فإننا ندعو أبناء مجتمعنا وفي مختلف المناطق إلى شد أزر هؤلاء، ورعاية الجرحى والدفاع عن المظلومين الذين تعرضوا للضرب والإهانة والاعتقال..
5- إن ما تعرض إليه الزوار خلال الأيام القليلة الماضية في المدينة المنورة، يعكس طبيعة المشكلة التي يعانيها الشيعة في السعودية.. حيث الدولة ببنيتها الطائفية التي تمارس الإقصاء والتمييز بوسائل عديدة، وجهات دينية طائفية وحاقدة، توفر الغطاء الديني لهذه الممارسات الطائفية، وتشترك إذا توفرت لها الفرصة في قمع الناس واضطهادهم لاعتبارات أيدلوجية.
لذلك فإننا مطالبون لإطلاق حملة إعلامية وحقوقية لفضح هذه الممارسات الطائفية، وإنصاف الشيعة.
وإننا ندعو جميع أبناء المجتمع، للقيام بواجبهم الديني والأخلاقي والسياسي، للدفاع عن مقدساتهم وحقوقهم وتعريف العالم وبالخصوص المؤسسات الحقوقية بمظلوميتهم. وليتذكر كل واحد منا، أن بإمكانه أن يتحول إلى مؤسسة إعلامية متكاملة، للتعريف بمجتمعه وحقوقه، وفضح الممارسات الطائفية التي تمارس بحقنا جميعا..