س : كيف تعرفتم على شخصية الإمام علي (عليه السلام)؟ متى وأين؟
بدأ تعرفي، مبدئياً، على هذه الشخصية العظيمة منذ طفولتي يوم جاءني شقيقي فؤاد بنهج البلاغة وقال لي: أدرس هذا الكتاب واحفظ منه كل ما تستطيع حفظه، كما سبق أن قلت في أوائل هذا الحديث.
أضف إلى ذلك أن لشقيقي فؤاد قصائد كثيرة في الإمام علي يتحدث بها عن عبقريته وسمو فكره وعظمة مبادئه الإنسانية، وعن سيرته المشرّفة، وكنت أنا أصغي إليه في اهتمام كثير وهو ينشدها على مسامع زوار البيت. وقد أثبت واحدة منها في أواخر المجلد الخامس من كتبي عن الإمام، وهو المجلد الذي عنوانه (علي والقومية العربية)، وفي إمكانك الإطلاع عليها.
وهكذا رسخت صورة الإمام علي في مخيلتي منذ الصغر، كما ترسخ في مخيلة الولد الأقوال والأعمال والصور التي تؤثر فيه.
ودارت الأيام، وتخرجت من الكلية البطريركية في بيروت كما سبق أن قلت، وأخذت أدرس الأدب العربي والفلسفة العربية في بعض معاهد بيروت. ونتاج الإمام علي الأدبي والفكري مطلوب في هاتين المادتين - الأدب العربي والفلسفة العربية - وفق البرنامج المقرر.
ولما كان ما يحتفظ به الإنسان منذ طفولته من خواطر ومشاعر غير كاف في مجال التدريس، وكان لابد له من الإطلاع من جديد إطلاعاً واعياً وشاملاً على شخصية الأديب أو الفيلسوف الذي يتحدث عنه للطلاب، فقد تهيأ لي أن أفضل ما ألجأ إليه في هذا الباب هو الاطلاع على آراء دارسي الإمام، وعلى الكتب التي وضعت عن شخصيته الأدبية والفكرية والاجتماعية والسياسية وما إلى ذلك، لتضاف إلى ما هو راسخ في ذهني ومخيلتي من عناصر هذه الشخصية منذ الطفولة.
والاطلاع على آراء الكتاب والمؤرخين في شخصية مفكر أو فيلسوف يُعنى المرء بتدريسها للطلاب، أمر معروف ومألوف لأنه ضروري، وهكذا أخذتُ أقرأ ما كتب عن الإمام في مؤلفات السابقين والمعاصرين. وبعد الإطلاع على هذه المؤلفات تبين لي أن معظم ما قرأته يدور حول أمور تاريخية محدودة بزمان ومكان معينين، وقد تعني فئة من الناس في بعض مراحل التاريخ ولا تعني جميع الناس في كل الأزمنة، وأكثره يدور حول حقه في الخلافة ومقدار هذا الحق في نظر المؤلفين ولكل منهم دوافع تحركه ولا علاقة متينة لها بالموضوعية التي تدور في نطاق الفكر العلوي بحد ذاته، وبنظرة الإمام إلى معنى الوجود ونواميسه الثابتة، وشروط الحياة التي لابد من إجرائها في المجتمع الإنساني ليكون مجتمعاً سليماً في تركيبه، معافى في مسيرته، كريماً في غايته.
وارتأيت أن أعود إلى نهج البلاغة فأقرأه من جديد قراءة واعية تكون أوفى بالمراد من قراءتي له في السن المبكرة. فقرأته من جديد، فتبين لي أن الإمام أعمق وأعظم من كل ما دارت حوله أبحاث الباحثين من قدامى ومحدثين، وأن إنسانية الإمام، بكل عناصرها ودعائهما، تنبثق من فكر صاف وشعور عميق بمعنى الوجود الحقيقي،
وأن ما دعا إليه، بمبادئه وسيرته، يتجاوز حدود الزمان والمكان إلى كل زمان وكل مكان، فعلامَ يحصرون هذه الشخصية العظيمة النادرة بموضوع الولاية.. وسائر الموضوعات المحلية التي تدور عليها أبحاث معظم المؤلفين الذين قلت إنني قرأتهم.
وهكذا ارتأيت، بدافع من حبي للحقيقة، أن أضع كتاباً موسوعياً يكون فيه بعض الإحاطة بهذه الشخصية العظيمة، وبعض الإنصاف لها، واستدراك ما أهمله المؤلفون. فكان المجلد الأول بعنوان (
علي وحقوق الإنسان) الذي أثبت فيه بالدلائل الساطعة أن علياً سبق مفكري أوروبا والعالم إلى إدراك هذه الحقوق بمفهومها الثابت، وإلى إعلانها، بقرون عديدة. وكان المجلد الثاني بعنوان (
بين علي والثورة الفرنسية) وفيه تأكيد على السبق الذي حققه الإمام على فلاسفة الثورة الكبرى العظام. وكان المجلد الثالث بعنوان (
عليّ وسقراط) والمعروف أن سقراط هو أبو الفلاسفة الإنسانيين الكبار. وقد كشفتُ أن سقراط والإمام علي يلتقيان على كل صعيد. إلى آخر السلسلة التي تتألف من ستة مجلدات يحمل آخرها عنوان (
روائع النهج).
* ما نظرتك الشخصية للإمام (عليه السلام)؟
ج: هذه المجلدات الستة التي وضعتها عن الإمام، أليست كافية لأن تعرّفك بـ(نظرتي الشخصية) إليه؟ أما إذا شئت جواباً موجزاً جداً عن هذا السؤال، فإني أقول: إن علياً هو الصيغة الكونية المثلى للفكر الإنساني المستمد من نواميس ثابتة لا يبدل المكان من جوهرها كثيراً أو قليلاً، ولا الزمان! كما أنه الصيغة الكونية للمضير العملاق والشعور العميق بوحدة الكائنات المتكافئة المتفاعلة المتكاملة!
* لماذا اخترت وصف العدالة الإنسانية.. هل لأنك تجد علياً (عليه السلام) يمثل قيمة العدالة بأكمل صورها؟
ج: هل لديك أو لدى سواك كلمات أدق تعبيراً عن شخصية الإمام علي كما هي في الواقع، وعن سيرته كما رأيتها وتحدثت عنها في هذا الكتاب بأجزائه الستة، من (صوت العدالة الإنسانية؟!) في هذه التسمية إشارة واضحة إلى المدلول العام للكتاب.
* ما هي آثار ظهور الكتاب؟ وكيف كانت ردود الفعل في العالمين المسيحي والإسلامي بشقيه الشيعي والسني؟
ج: أول هذه الآثار أن تاجر كتب عراقياً هو صاحب مكتبة (المثنى)، أعاد طبعه في بغداد من دون علمي بعد صدوره بأقل من شهر واحد، وشحن منه عشرات الآلاف من النسخ إلى بعض دول الشرق الأقصى، فضلاً عما ملأ به مكتبات العراق.
وثاني هذه الآثار أنهم ترجموه في بعض بلدان الشرق إلى لغات أجنبية من دون علمي كذلك.
وثالث هذه الآثار إعادة نشره في بيروت مراراً من دون أن أحاط علماً بهذه الإعادات، أي خفية عني. وكان الدافع في هذه الأعمال (الكريمة) كلها، الجشع التجاري لدى بعض دور النشر في هذا الشرق السعيد. وأخبرك بأنني اشتري بعض هذه الطبعات بالعربية، وببعض اللغات الأجنبية، من المكتبات إذ أن الناشرين والمترجمين الكرام لم يتكرموا حتى بإرسال نسخة واحدة لي مما ينشرونه بأعداد لم يعرفها كتاب آخر، عربياً كان أو مترجماً.
هذا بعض ما كان، وما هو كائن الآن، من قِبَل تجار الكتب.
أما كيف استقبله العالم المسيحي، فينبئك بالأمر ما فعله أحد الآباء بلبنان:
في أثناء تأليف الكتاب، جاءني رئيس تحرير مجلة (الرسالة) اللبنانية، وهو صديق كريم، وطلب إليّ أن أعطيه فصلين اثنين على الأقل من الفصول التي انتهيت من كتابتها. فلبيت رغبته، فنشر الفصلين في عددين من المجلة.
واتفق للراهب العالم الأب نجم رئيس مدرسة الرهبان الكرمليين في مدينة جونية، أن قرأ هذين الفصلين في المجلة المذكورة، فطاب له الموضوع، كما طاب له الأسلوب الذي عولج به، فاتصل برئيس تحرير (الرسالة) ليخبره بأنه يريد أن يطبع هذا الكتاب بأجزائه كلها عندما أنتهي أنا من تأليفه كاملاً، على نفقة الرهبانية.
وهكذا كان. فقد طبعه الأب نجم على نفقته كما أراد وأصرّ على إجراء ما أراده.
وبعدما نُشر الكتاب بمدّة وجيزة وبيعت منه كمية كبيرة، أبى الراهب النبيل أن يسترد قرشاً واحداً من ثمن الورق وتكاليف الصف والطباعة وكانت كثيرة، وقال: لقد نشرت هذا الكتاب تكريماً للإمام علي، وإعجاباً بأسلوب المؤلف وصدقه في ما يرى ويكتب. وعلى هذا، يمكنكم أن تسلموا هذا المبلغ الذي تحملونه إليّ، لإحدى الجمعيات الخيرية إذا شئتم.
وكان له ما نصح به.
ثم عليك أن تقرأ ما قاله أديب الشرق الأكبر ميخائيل نعيمة في هذا الكتاب عند صدوره، وما كتبه الأدباء المسيحيون العرب فيه، وكل ذلك مثبت في الجزء الخامس من الكتاب، لتعلم كيف استقبله العالم المسيحي.
أما في العالم الإسلامي، فما عليك إلاّ أن تقرأ كذلك فصل (قالوا في هذا الكتاب) بالجزء الخامس منه، لتعلم كيف استقبله العلماء والمفكرون والأدباء من المسلمين العرب والأعاجم، ومن الشيعة بصورة خاصة، وفي طليعتهم كبار الأئمة في ديار العرب وإيران وبعض بلدان الشرق الأقصى. وفي كل ما قالوه، إجماع على أنه الكتاب الوحيد الذي يكشف النقاب عن حقيقة الإمام علي، وعن عبقريته النادرة، ولا يقاس به كتاب آخر قديم أو جديد، لا من قريب ولا من بعيد.
* هل حققت ذاتك عبر هذا الكتاب؟ وماذا عن الأهداف، هل تراها تحققت على أرض الواقع؟
ج: الكاتب، عندما يكون صادقاً مع نفسه وفي التعبير عما يجول في أعماقه من خواطر ومشاعر، يحقق ذاته بكل ما يكتب. وبين كتبي الكثيرة المنشورة والمعدّة للنشر، ليس هنالك كتاب ألصق بأعماقي من هذا الكتاب.
أما سؤالك عما إذا كانت الأهداف من هذا الكتاب قد تحققت على أرض الواقع، فأجيب عنه قائلاً: ليس في إمكانية الكاتب أو صاحب الرأي، أيّاً كان وحيث كان، أكثر من أن يكون صادقاً في ما يرى ويكتب، وجريئاً حتى أقصى حدود الجرأة في عرض ما يراه، أما تحقيق ما يصبو إليه على أرض الواقع، فأمر يتعلق بأنظمة المجتمعات، وسلطاتها، وأحوالها العامة التي توجهها، وعلى هذا، أسألك: هل قرأت رسالة الإمام علي إلى الأشتر النخعي عامله على مصر؟ بعد ذلك، اسأل نفسك: من ألف وأربعمائة سنة مضت على صدور هذه الرسالة، الدستور الذي لا تجد أرقى منه في دساتير الأمم جميعاً، حتى يومنا هذا، ما الذي طبّق منها على أرض الواقع في ديار هذا الشرق؟!
*ما موقع الإمام علي (عليه السلام) في الفكر المسيحي؟
ج: إذا ما اطلعنا على بعض الآداب الأوروبية في العصور الوسطى، لاسيما الأدب الإيطالي المعبر أكثر من سواه عن الأفكار والمعتقدات في العالم المسيحي يومذاك، نعلم أن الفكرة التي كانت لدى الكثيرين من الناس عن الإمام علي أنه قدّيس مسيحي، لما في أقواله ومنهجه من شبه بتعاليم المسيح.
ومما يجدر ذكره في هذا الباب أن للإمام علي صورة في إحدى الكنائس القديمة بإيطاليا. وهنا في بيروت، في صدر صالة الاستقبال الكبرى بمدرسة (زهرة الإحسان) التابعة لمطرانية الروم الأرثوذوكس، تجد صورة واسعة المساحة للإمام علي.
وإذا نحن قرأنا ما كتبه المؤرخ والباحث الفرنسي البارون كارا ديفو عن الإمام علي في القرن الأسبق، نعلم أن مكانة رفيعة يحتلها في نفسه وفي نفوس عارفي الإمام من بني قومه.
أما الأدباء والمفكرون المسيحيون العرب، فلاشك أنك تعلم ما هي منزلة الإمام علي لديهم. ولهذه الغاية يكفيك أن تقرأ جرجي زيدان في رواياته التاريخية المعروفة، وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومارون عبود وبولس سلامة وفؤاد جرداق وعبد المسيح محفوظ وكثيرين غيرهم، في آثارهم النثرية والشعرية.
وقد سبق أن رويت لك أن الذي طبع كتبي عن الإمام علي على نفقته الخاصة، أو على نفقة المؤسسة التي يرأسها، إعجاباً بالإمام علي وإكراماً وحباً، هو راهب مسيحي لبناني. وليس من عجب في هذا الواقع بعد أن تقرأ في كتب الحديث أن النبي محمداً نظر ذات مرة طويلاً إلى عليّ، وهو أعرف الخلق بطويته وهويته وحقيقته، ثم قال له: (يا علي، إن فيك لشَبهاً من عيسى ابن مريم!).
إن الإنسان عندما يبلغ درجة عالية من الإدراك، يصبح موضوعياً، أياً كان المعتقد الفلسفي أو الاجتماعي أو الديني الذي نشأ عليه. وعلى هذا، ليس في أصحاب المعرفة من لا يوالي القيم الحقيقة حيث كانت ومن حيث أتت.
* النتاج الحضاري الذي قدمه الإمام علي للإنسانية هل ترونه يمثل فكراً محضاً أم منهجاً مرتبطاً بالسماء؟
ج: في الأساس، ليس هنالك شيء اسمه (فكر محض!) فالفكر ينبع من معادلات واقعية كثيرة، ومن ملاحظة النواميس الثابتة في الطبيعة والحياة وفق قدرة المفكر على الملاحظة، وينهج نهجاً مرتبطاً بالناس ومصائرهم وغايتهم من الحياة أو غاية الحياة منهم. وعلى هذا، ترى أن النهج العلوي ينبعث من الملاحظة الدقيقة والعميقة للنواميس الثابتة، ثم من نظرته إلى المجتمع الإنساني وهي نظرة منسجمة مع ما لاحظه من نواميس كونية ثابتة، ويهدف إلى إسعاد الناس إسعاداً يقوم على بناء الفرد والمجتمع بناءً سليماً يستند إلى ما تقرّره إرادة الحياة ومبادئ الاجتماع التي تستوجب العدل والتكافؤ والتكامل مشفوعة بإرادة السماء التي تقضي بالمحبة والرحمة واستصفاء الضمائر.
* أين تكمن موقعية نهج البلاغة في الفكر الإنساني؟
ج: موقعية نهج البلاغة في الفكر الإنساني هي في القمة. فجميع القيم الرفيعة والمبادئ السامية التي سعى المفكرون وعلماء الاجتماع إلى إدراكها وإشاعة مفهومهاً لدى الآدميين عبر عشرات القرون، تراها كلها في نهج البلاغة. وقد تحدثتُ عن هذا النهج في ستة مجلدات لا يمكن إيجازها بكلمات... فعد إلى هذه الكتب الستة إذا شئت الجواب مفصّلاً ووافياً.
* ما معنى التشيّع في مفهومكم الذي توصلتم إليه؟
ج: معناه إنكار كل ما يؤذي الإنسان فرداً وجماعة من أنظمة وقوانين اجتماعية وسياسية، ورفض استغلال إنسان لإنسان أو فئة لفئة، والثورة على كل منكر من أعمال السلطات مهما بلغت هذه السلطات من القوة والشدة في المحافظة على مصالحها ووجودها على ما هي عليه. وأحداث التاريخ في الشرق كلها تدل على هذا المفهوم وهذا الواقع.
وما ثورة التشيع والمتشيعين على مظالم الحكام في التاريخ إلاّ الوجه الآخر للرحمة والمحبة والميل إلى العدالة بين الناس، وللعطف على المستضعفين ومقاومة الظلم وإزالة أسبابه ونتائجه. والعواطف الكريمة لا تساير ولا تداور بل تمشي في طريقها ولو محفوفة بالمخاطر.
* هل ترون أن هذا العالم سليم الصياغة؟ وهل تدعون إلى إعادة صياغته وفق منهج الإمام علي (عليه السلام)؟
ج: من سوء حظ الإنسان أن صياغة العالم في معظم مراحل التاريخ ومعظم أقاليم الأرض، جُعلت وفق مصالح المنتفعين بآفتين غائلتين هما السياسة والتجارة: السياسة كما فُهمت ومُورست في معظم أصقاع الأرض حتى الآن، والتجارة التي هي آفة الآفات في تاريخ الأمم وفي حاضرها، وسبب الأسباب في ويلات الشعوب. ولن يصلح العالم إلاّ بأن يتولى إدارته وأموره جميعاً اثنان لا ثالث لهما: عالم وأديب! عالم هو الفكر النيّر والنهج والمقياس، وأديب هو الفكر النيّر والقلب الخيّر والضمير والرحمة والإحساس بالوجود وقدسية الحياة.
والإمام علي، في سيرته ونهجه، هو هذا العالم وهذا الأديب مجتمعين في شخصية واحدة!
******************
نقلاً عن احد المنتديات , أعجبني بعض محتواه وبغض النظر هل فكره يوافق فكر جميع الناس أم لا
إلا أنه يبقى انساناً فكّر في شخصية الإمام علي عليه السلام وأبى إلا أن يعطيه بعض بعض بعض حقه ! فحقه علينا كبير
وما أعجبني في اللقاء ... وصية أخيه إليه : احفظ مافي " نهج البلاغة "!
تُرى كم شيعي يحفظ هذا النهج ؟؟ ومايحويه من دُرّر أخلاقية ,بلاغية ,علمية , سياسية , اجتماعية ودينية
سلام الله على أبي الحسن ,,,,
ماأنصفك الدهر , وكيف ينصفك وأنت نفس محمد !
تحياتي : بنتُ علي