والحمد لله على سوابغ آلائه...والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه النجباء.
من أشق الفروض على المؤمن الحق ان ينفض عن ردائه غبار التعصب
لنزعاته الشخصية من دينية او وطنية او قومية وما الى ذلك،بل لعله من شبه المستحيل ان ينزع من قلمه لحاء عقائده وأهوائه.فأن النفس تلهم عقل صاحبها التصديق بميولها وعواطفها،وأن حاول ان يخرج من نفسيته التي ورثها ونشأ عليها.ويتحلل فكره من اسرها وسجنها ليلحق في جو الحق الطليق.وأذا رأيت طائرا أسعده الحظ فتحرر من سجنه فألحقه اذا كنت حرا مثله،فستجد ان جناحه مثقل بغبار السجن ،وارجله لا تزال متاثرة بالقيود ، فيختلج في رفيفه ويتثاقل في طيرانه ،وقد يهوي احيانا الى الهوة غير مختار.