[alibraheemi]

الحلقة الثامنه


سكتَ الكلُّ وأنصتْ
راقِباً شرح القضيّهْ


وهُمُ الآسادُ لا يرضونَ
إلاّ بجوابٍ
كاشفٍ هول البليّهْ


قام من كُرْسيِّهِ الغدّارُ
يشرحْ بيديهِ


وإنِ استصعبَ أمرٌ
غمضّتْ عينيه كِذباً

ليقاوم
قوة الكذب المُنمّقْ


قال يا أحبابُ إنِّي
قد وجدت الشبلَ هذا
ساكناً بين حميرٍ


وسنينٌ قد قضاها
بينهم قد علّمتهُ
لغة النهقِ
وغابتْ عنهُ أيام الزئيرْ



ضربَ الأمثالْ
من كلِّ يمينٍ وشمالْ


ليُثبّتْ حجةٌ
رغم التهافتْ

علّها تعلقُ
في فكر الرعيّهْ

ليس كلُّ الخلقِ
فحّاصاً مسائلْ

بعضهم قد يلقف القولَ
بلا أدنى تثَبُّتْ


إنّ بذل الفكر منهُ
مبعثٌ للمللِ القاتلْ
فيما قد يراهُ


ولقد يشعرُ إنّ الفكرَ
قد ضرَّ هواهُ

وهو يسعى أنْ يهادنْ
حجّةَ حِيطتْ بِكمٍّ

من سطورٍ وحروفٍ
ثقلها ثقل بعيرْ


قال فيما قاله الثعلبُ زوراً

إنّنا نحن انتشلنا
شبلنا قبل ضياعٍ


وبذلنا الخُلُق العالي منا
ورفضنا ترك شبلٍ

بين أنفاض التهالُك


هل رأيتم
أيها الأبطالْ


أخلاقي وفكري

هل رأيتم
كيف أقضي

كيف أن أرضى عليكم

عيشةً بين الحمير



الإبراهيمي

نتابع معكم الحلقات الآتيه >>>>>>>

[alibraheemi]

الحلقة التاسعه



أغلبُ الآساد صدَّق
ما أتى الثعلب قولاً


قوله مسَّ العواطف

وإذا شئتَ انتصاراً
وعلى العقل هزائمْ

فافتعلْ تحريكَ قلبٍ
وأثِرْ فيهِ المشاعرْ

كنْ ذكياً وتباكى

سوف تلقى أمنياتٍ

لم تكن تأتي سريعاً

عندما تُحمى العواطفْ
فوق نارٍ غاب عنها


حكمةُ العقل البصيرْ




صار من حكّم فكراً
قلةً بين الليوثْ

أَسِفوا كيف التفكّرْ
لم يكن يهدي طريقاً


وإذا الأفرادُ غابوا
عن جمال العقل ذابوا


في هوان الجهل حتّى
يعطش الفكرُ ويذبلْ


وإذا الفكرُ تلبّدْ

لعب الثعلب فيهمْ

سوف يأتي ذات يومٍ

يفسخُ التأسيد عنهمْ

ويربيهم خرافاً

وهو بالأمر جديرْ



زاد عزم الشبلُ
أنْ يمضي
ولا ييأس


من وقع النهيقْ

همْ أرادوا بصراخٍ

يمنعوا الفكر السديدْ

وأنا سوف أواصلْ

كشف أوهام القضايا
بافتكارٍ وتعمُّقْ

وهدوءٍ وتروِّيْ

أرسمُ الواقع رسماً

ثم أخطو خطواتي

هدفٌ في كلِّ خطوهْ

وبديلاً سوف أصنعْ

عند إعثارٍ وكبوهْ

سوف أمضي باجتهادٍ

رغم شدّات المصيرْ




الإبراهيمي


إلى الحلقة العاشرة

[alibraheemi]

الحلقة العاشرة



و بصبرٍ وبعزمٍ
قاومَ الشبلُ المصاعبْ

إنّ من يسعَ لأمرٍ

فيهِ إصلاحٌ لجمعٍ

فيهِ إنقاذٌ وهديٌ

لا يكن يأمل سهلاً


فليوطنْ نفسهُ
في الشوك سيراً


وليمانعْ
نومة الليل هنيئاً

أيُّ نومٍ
أيُّ دفءٍ

وهو في حال جهادٍ

فليكن موضع نومٍ

حَسَكاً ليس حصيرْ




فلهذا
رحلَ الليث بعيدا

وإلى الصحراء ولَّى

غادر الغابةَ ليلاً

غادر الخضرةَ
والظلّ المُنَعّمْ

غادرَ الماء وعذبهْ
ودّعَ الدار لِغُربهْ

دمعت عيناهُ دمعهْ
دمعةً فيها المحبهْ

أقسمت دمعةُ حُرٍّ

قبل أن تنزل أرضاً
إنّها سوف تُرجِّعْ

أنهرَ الوادي عُذيباً

مثل أيامٍ خوالي
حيثُ للماء خريرْ




ومشى عنها حزيناً
وهْوَ يخطو
للفراق


أيُّ قلبٍ
يا بلادي

مثل قلبي وفؤادي

هل أنا قاسٍ شديدٌ

أم هو الأمرُ تَطَلّبْ
رحلتي نحو الصعابْ

نحو إملاء المشاعرْ
بفيوضات العزائمْ

نحو صحراء و شوكٍ

أُشْعرُ الروح بقوّه
أُبدلُ الآهات قسوه

لامجال للتخاذلْ

فاسْتَلذْ حرَّ الهجيرْ



الإبراهيمي


إلى الحلقة الحادية عشرة