اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
[COLOR=gray]أبو حمزة الثمالي ( رضي الله عنه )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو حمزة ، ثابت بن أبي صفية دينار الكوفي ، المعروف بأبي حمزة الثمالي ، والثمالي عشيرة من عشائر الأزد .
نشأته :
نشأ الثمالي في مدينة الكوفة ، التي كانت مركزاً للتشيّع والولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) .
وقد تتلمذ عند علمائها الذين كانوا يحملون علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) وفقههم ، وأصبح فيما بعد من أبرز علمائها ومشايخها وزهّادها .
مكانته العلمية :
كان الثمالي من رواة الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم ( عليهم السلام ) ، وكان من أبرز علماء عصره في الحديث ، والفقه ، وعلوم اللغة ، وغيرها .
وكانت الشيعة ترجع إليه في الكوفة ، وذلك لإحاطته بفقه أهل البيت ( عليهم السلام ) .
أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه : نذكر منهم ما يلي :
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه ) (1) .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي : [/
color]1ـ قال الشيخ عباس القمّي في الكنى والألقاب (2) : ( أبو حمزة ثابت الثقة الجليل ، صاحب الدعاء المعروف في أسحار شهر رمضان ، كان من زُهَّاد أهل الكوفة ومشايخها ، وكان عربياً أزديّاً ... ) .
2ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال (3) : ( وكان ثقة ، وكان عربياً ازدياً ) .
3ـ قال السيّد التفريشي في نقد الرجال (4) : ( كوفي ، ثقة ، لقي علي بن الحسين ، وأبا جعفر ، وأبا عبد الله ، وأبا الحسن ( عليهم السلام ) ، وروى عنهم ، وكان من خيار أصحابنا ، وثقاتهم ، ومعتمدهم في الرواية والحديث ) .
ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي :
الإمام زين العابدين ، الإمام الباقر ، الإمام الصادق ، الإمام الكاظم ( عليهم السلام ) ، أبو رزين الأسدي ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، زيد بن علي بن الحسين ، عبد الله بن الحسن ، الأصبغ بن نباته .
الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي :
الحسن بن محبوب ، أبان بن عثمان ، هشام بن سالم ، محمد بن مسلم ، أبو أيوب ، أبو سعيد المكاري ، علي بن رئاب ، عبد الله بن مسكان ، محمّد بن الفضيل ، يونس بن علي العطّار ، محمّد بن عيّاش ، أبو بصير الأسدي .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو ذر الغفاري ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
جُندَب بن جُنادة ، ونسبه المعلوم إلى عدنان يعضد انتماءه إلى قبيلة بني غِفار .
ولادته :
لم يقدِّم لنا المؤرّخون معلومات عن تاريخ ولادته ، لكنهم لمَّا ذكروا أنه توفّي وهو شيخ كبير ، فلا بد أنه كان قد عَمَّر طويلاً قبل الإسلام .
إسلامه :
ذهب المؤرّخون إلى أنه كان في ثُلَّة الأوائل الذين آمنوا بالإسلام ، وعدُّوه رابعَ أو خامس من أسلم .
موقف شجاع :
كان أبو ذر من الإخلاص والجرأة بحيث وقف في الكعبة ، وأعداء الرسالة كانوا فيها ، ونادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
وبهذه الصورة افتتح تحدِّيه للأصنام ، وتحدِّيه للحكّام الجائرين المتكبرين في مكة ، وأعلن رفضه التام الصريح لهم ، وما كان للمسلمين - يومذاك - مثل هذه الجرأة من التحدي لقريش .
فركض الجميع ، وبدأوا بضرب أبي ذر ، وبدأوا بالشتم والطعن والسب ، وبدأ الناس بالتكاثر ، فلقد كانت وليمة دسمة للارتفاع عند السادة المتكبرين .
وبدأت الإمدادات بالوصول لتوِّها لضرب البطل أبي ذر ، وبقي ثابتاً صامداً رغم قسوة الظروف ، وكثرة الهراوات واللكمات التي تسقط على جسمه ، كان صوته يرتفع : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .
بقي صامداً رغم الضربات القاسية ، فالإرادة والعزيمة والتصميم كانت قوية عنده ، وحينما سقط بأيدي الجهة الطاغية ، استخلصه أحد القوّاد من بين براثن الجهلة المضللين ، قائلاً : أتقتلون الرجل ، وطريقكم على غفار ، تمرُّون عليها بقوافلكم كل يوم ؟!!
فتركوه كارهين ، وهم ينظرون إليه نظرات تشفٍّ وحقد ، والكل يعد ويمنِّي نفسه ، إذا ما وجده بمفرده فلسوف يحرقه بالنار سبعين مرة .
سحب أبو ذر نفسه إلى أن وصل إلى زمزم ، والدماء تسيل من جميع جوارحه ، فغسل جميع جراحاته ، ونظَّف جسمه من الدم ، وكأنه يقول : مرحباً بدماء الحرية ، لقد وجدت هويتي في هذه الدماء ، هذه وثيقة إرادتي الحرة ، وضريبة العقيدة التي لا تلين أمام زيف الباطل ، رغم قوته .
ثم اتَّجه نحو المنبع الفكري ، اتجه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ليستزيد منه علماً وتجربة ، وليأخذ منه التعاليم والدروس الحركية .
إن أبا ذر سيكرر المشهد ثانية ، لكن سيعيدها بزخم أكبر وأشد قوة ، بعد أن استزاد من توجيهات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، قوة فوق قوة ، وصلابة فوق صلابة .
فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل الحق وإن كان مُرّاً ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا تَخَف في الله لَومَة لائم ) .
وإن الطغاة يحسون أبا ذر ثقيلاً عليهم ، فهو صعب الاستمالة ، وكرر التجربة وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
سحبوه وضربوه حتى كاد أن يموت ، وأثخنوه بجراحات كبيرة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يثنوه عن عزمه ، لو كانوا يفعلون بالجبل ما فعلوه بأبي ذر ، لكان قد أصبح قاعاً صفصفاً ، لكنه بقي صامداً .
فالمؤمن أشدُّ من الجبل ، لأن الجبل يستقلّ منه المعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء .
جهاده في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
قَدِم أبو ذر إلى المدينة المنورة سنة ( 6 هـ ) ، فأسكنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد ، مع عِدَّةٍ من المسلمين الفقراء ، وهؤلاء هم المشهورون بأصحاب ( الصُّفَّة ) .
وقد شهد أبو ذر عدداً من الغزوات مثل غزوة الغابة ، كما شهد سَرِيَّة قرب المدينة .
وخَلَفَ النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) على المدينة في غزوة بني المصطلق ، وعُمرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة ( 7 هـ ) فاضطلع بأعمالها ، ورفع لواء بني غفار ، وهم ثلاثمِائة في فتح مكة ، ومرَّ به على أبي سفيان .
منزلته :
يتمتع هذا الصحابي الجليل بمنزلة رفيعة مرموقة خاصة بين الإمامية ، ويسمُّونه والثلاثة الآخرين معه ( سلمان والمقداد وعمّار ) الذين ثبتوا على ولائهم للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بـ( الأركان الأربعة ) .
وتدل الروايات المأثورة عن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) في أبي ذر على أنهم كانوا ينظرون إليه كرجلٍ زاهد كامل ، وقوله وعمله أسوة للشيعة ، وكانوا ( عليهم السلام ) يحدثون شيعتهم دائماً بسيرته ومواعظه .
وحريٌّ بالذكر أن نص النبي ( صلى الله عليه وآله ) على صدقه في الحديث المتواتر المشهور : ( مَا أظلَّت الخضراء ومَا أقَلَّت الغبراء أصدَق لهجةً من أبي ذرٍّ ) .
دفع علماء الشيعة والسنة إلى الثناء عليه و تمجيده .
موقفه من بيعة أبي بكر :
عندما انتقل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جوار ربه ، واستُخلف أبو بكر سنة ( 11 هـ ) ، كان أبو ذر في الصفوة التي أقبلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، رافضاً بيعة أبي بكر ، ثم بايعه مُكْرَهاً .
وبلغ في القُرب من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) درجةً أنه كان معه في الخاصة من أصحابه عند تشييع السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ودفنها .
موقفه من عثمان :
ساء أبو ذر ما رأى من ممارسات عثمان في المدينة ، وعامله معاوية في دمشق مِن مثل محاباته قُرباه بالأعمال المهمة .
فأراد عثمان إبعاده عن المدينة ( عاصمة الخلافة ) ، فأتفق مع معاوية على إبعاده إلى الشام ، ولما وصل إلى الشام بقي هناك على نهجه في التصدي إلى مظاهر الإسراف والتبذير لأموال المسلمين ، وظل صامداً بالرغم من محاولات معاوية في ترغيبه في الدنيا وتطميعه .
وبعد أن عجز عنه معاوية راسل عثمان في شأنه ، فطلب عثمان من معاوية أن يُرجِع أبا ذر إلى المدينة بُعنف ، فأركبه معاوية على جمل بلا غطاء ولا وطاء .
ولمَّا دخل المدينة منهَكاً متعَباً حاول عثمان أن يسترضيه بشيءٍ من المال ، فرفض ذلك ، وواصل انتقاده للنظام الحاكم والأسرة الأموية ، فغضب عثمان وأمر بنفيه إلى الرَّبَذة ، ليُبعده عن الناس .
نفيه إلى الربذة :
عند خروجه من المدينة متوجّهاً إلى منفاه ( الرّبذة ) ، شايعه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبعض مقرَّبيه ، على الرغم من الحظر الذي فرضه عثمان .
وتكلّم الإمام ( عليه السلام ) عند توديعه كلاماً بليغاً ، أثنى فيه على أبي ذر ، وذمَّ عثمان وأعوانه .
وموقف الإمام ( عليه السلام ) هذا في مشايعة أبي ذرّ ودعمه أدّى إلى مواجهة شديدة بينه وبين عثمان .
توجَّه أبو ذر إلى الربذة مع زوجته وابنته ، وأقام هناك ومعه بعض الغلمان ، وعدد من الأغنام والجمال إلى صحراء الربذة ، حيث لا ماء ولا كلأ ، وهو مشرد عن وطنه ، وعن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) له .
فحطَّ الرحال ، ونصب الخيمة بمفرده ، وأخذ يستعدُّ للمصير الذي أخبره به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال فيه : ( يَرحم الله أبا ذر ، يَمشي وَحده ، ويَمُوت وحده ، ويُبعَث وحده ، ويشهده عصابة من المؤمنين ) .
وفاته :
في المنفى ( الربذة ) اشتدَّ المرض بولده ، بعد أن ماتت زوجته من فرط الجوع ، فالتحق الولد بأمّه أيضاً ، فدفنه ورجع إلى الخيمة ليستريح .
لكنه ( رضوان الله عليه ) كان جائعاً قد ألمَّ به الطوى ، فأصابه الذهول ، وانهارت قواه ، وهو شيخ طاعن في السن ، فنظرت إليه ابنته ، وإذا بعينيه قد انقلبتا ، فبكت .
فقال ( رضوان الله عليه ) : ما يبكيك ؟
قالت : كيف لا أبكي ، وأنت تموت في فلاة من الأرض ، وليس عندنا ثوب يسعنا كفناً لي ولا لك ، ولا بدَّ لي من القيام بجهازك .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أبصري الطريق ، لعلَّ هناك أحداً من المؤمنين .
فقالت يائسة : أنَّى ، وقد ذهب الحاج ، وتقطعت الطريق .
لكن أباها قال لها : أبشري ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إنَّ رجالاً من المؤمنين سيدخلونَ الجنة بِتَجهيزِك ) .
فراحت ابنة الثائر العظيم ، ترسل عينيها راجية باكية ، وإذا بركب قادم من بعيد ، أشارت إليهم ، فأسعفوها ، وقالوا : ما لكِ ؟
قالت : أمرؤ من المسلمين ، تُكفِّنُونَه ، وتؤجَرون فيه .
قالوا : ومن هو ؟
قالت : أبو ذر الغفاري ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قالوا : بآبائنا وأمَّهاتِنا هو .
فدخلوا على أبي ذر في خيمته المتواضعة ، فبادرهم ( رضوان الله عليه ) قائلاً : والله ما كذبت ، ولو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي ولابنتي ، لم أكفن إلاَّ في ثوب هو لي ولها .
وإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميراً ، أو عريفاً ، أو بريداً ، أو نقيباً .
فلم يُجِبه إلاَّ فتى من الأنصار ، قائلاً له : إني أكفنك يا عم في ردائي هذا الذي اشتريته بمال كسبته بعملي ، وفي ثوبين من غزل أمي ، حاكتهما لكي أحرم فيهما .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أنت تكفِّنُني ، فثوبك هو الطاهر الحلال .
فاستشهد ، وبقي شاهداً على مجتمعه وعلى التاريخ كله ، وكأنه لم يمت .
أغمض الثائر العظيم عينيه ، وودَّع الدنيا شهيداً ، وكانت وفاته ( رضوان الله عليه ) سنة ( 31 هـ ) أو ( 32 هـ ) .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو رافع ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
غَلَبتْ عليه كنيتُه ، واختُلف في اسمه ، فقيل : أسلمُ ، وهو أشهر ما قيل فيه ، وقيل : إبراهيم ، وقيل غير ذلك .
منزلته :
أحد الوجوه البارزة في التشيُّع ، ومن السابقين إلى التأليف والتدوين والعلم ، وأحد صحابة الإمام الأبرار .
جوانب من حياته :
كان أبو رافع غلاماً للعباس عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم وهبه العباس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
ولمّا أسلم العباس وبلغ أبو رافع رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) بإسلامه ، أعتقه .
شهد أبو رافع حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلها إلا بدراً ، ووقف بعده إلى جانب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثابت العقيدة ، ولم يفارقه .
وهو أحد رواة حديث الغدير ، وعُدّ من أبرار الشيعة وصالحيهم ، وكان مع الإمام ( عليه السلام ) أيضاً في جميع معاركه ، وكان مسؤولاً عن بيت ماله بالكوفة .
ذهب أبو رافع مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) إلى المدينة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ووضع الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) نصف بيت أبيه تحت تصرفه .
في رجال النجاشي عن أبي رافع : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو نائم ، أو يوحى إليه ، وإذا حَيَّة في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فأوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحيَّة ، حتى إن كان منها سوء يكون إليَّ دونه ، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة : 55 .
ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( الحمدُ لله الذي أكمل لعلي مُنيته ، وهنيئاً لعلي بتفضيل الله إيَّاه ) .
ثمّ التفت فرآني إلى جانبه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما أضجَعَكَ هَاهُنا يا أبا رافع ؟ ) ، فأخبرته خبر الحيّة .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قم إليها فاقتلها ) ، فقتلتها ، ثم أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيدي فقال : ( يا أبا رافع ، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً هو على الحق وهم على الباطل ، يكون في حقِّ الله جهادهم ، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه ، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شيء ؟ ) .
فقلت : اُدعُ لي إن أدركتهم أن يُعينني الله ويُقوِّيني على قتالهم .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُم إن أدركهم فقوِّه وأعِنْه ) .
ثمَّ خرج إلى الناس ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يَا أيُّها الناس ، مَن أحبَّ أن ينظر إلى أميني على نَفسي وأهلي ، فهذا أبو رافع أميني على نفسي ) .
آثاره العلمية :
لأبي رافع كتاب كبير عنوانه ( السُّنن والقضايا والأحكام ) ، يشتمل على الفقه في أبوابه المختلفة ، رواه جمع من المحدِّثين الكبار ، وفيهم ولده .
وله كتب اُخرى منها ، كتاب ( أقضية أمير المؤمنين ) ، و( كتاب الديات ) وغيرهما .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو سعيد الخدري ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
سعد بن مالك بن شيبان بن عبيد الأنصاري الخزرجي ، مشهور بكنيته ( أبو سعيد ) .
ولادته :
وُلد في السنة العاشرة قبل الهجرة .
جوانب من حياته :
شهد أبو سعيد الخدري الخندقَ وبيعة الرضوان ، وقال أبو سعيد : عُرضتُ يوم أُحد وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول : يا رسول الله إنّه عبل - ضخم - العظام ، و جعل نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) يصعِّد في النظر ويصوِّبه ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( رُدَّهُ ) ، فردَّني .
كان أحد الصحابة والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار ، وكان من المحدِّثين الكبار ، وفي عداد رواة حديث الغدير ، وحديث المنزلة .
ويُعدّ من أجِلاَّء الصحابة الذين كانت لهم مواقف مشرِّفة مع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومن الذين شهدوا لعلي ( عليه السلام ) بالولاية يوم الغدير .
رُوي أن علياً ( عليه السلام ) قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ( أنشِدُ الله من شهد يوم غدير خُمٍّ إلاَّ قام ) ، فقام سبعة عشر رجلاً ، وكان أبو سعيد الخدري منهم .
ولم يترك مرافقة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان إلى جانبه في معركة النهروان .
ذهب إلى معاوية ابن أبي سفيان ليوصل إليه صوت الحق ، وتعرَّض للضرب والاعتداء على يد جيش يزيد بن معاوية ، بعد واقعة الحرَّة .
عاصر من المعصومين الرسولَ الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، والإمام علياً ، والإمام الحسن ، والإمام الحسين ، والإمام السجاد ( عليهم السلام ) .
ما قيل فيه :
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كان من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان مستقيماً ) .
وقال ابن كثير : كان من نجباء الصحابة ، وفضلائهم ، وعلمائهم .
وقال الخطيب البغدادي : وكان أبو سعيد من أفاضل الأنصار ، وحفظ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حديثاً كثيراً .
وفاته :
توفي الخدري ( رضوان الله عليه ) سنة 74 هـ ، ودفن بالبقيع ، وقيل غير ذلك .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو الصلت الهروي ( رضوان الله عليه )
( القرن الثاني الهجري ـ 207 هـ )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو الصلت ، عبد السلام بن صالح بن أيوب بن ميسرة الهروي الخراساني .
ولادته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه ولد في القرن الثاني الهجري بالمدينة المنوّرة .
ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) وسجنه :
كان من أصحاب الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) وخادمه ، روى فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ورحل في الحديث إلى البصرة ، والكوفة ، والحجاز ، واليمن ، وكان يناظر المرجئة والجهمية والقدرية .
إنّ أبا الصلت الهروي لمّا حبسه المأمون بعد شهادة الإمام الرضا ( عليه السلام ) ضاق عليه الحبس ، سهر ليلة وهو يدعو الله تبارك وتعالى أن يفرّج عنه ويخلّصه ممّا هو فيه من الشدّة ، ثمّ توسّل بمحمّد وآله ( عليهم السلام ) ، وسأل الله بحقّهم أن يفرّج عنه .
يقول : فما أستتم دعائي حتّى دخل عليّ محمّد الجواد ( عليه السلام ) ، وقال : ( يا أبا الصلت ، ضاق صدرك ) ؟ فقلت : إي والله ، قال ( عليه السلام ) : ( قم ) ، فأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، ثمّ قال لي : ( امض في ودائع الله ، فإنّك لن تصل إليه ـ أي المأمون ـ ولا يصل إليك أبداً ) .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ أحمد النجاشي : عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، روى عن الرضا ( عليه السلام ) ، ثقة ، صحيح الحديث ، له كتاب وفاة الرضا ( عليه السلام ) .
2ـ قال الشيخ الطوسي : أبو الصلت ، عبد السلام بن صالح الهروي ، من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وثّقه جمع .
3ـ قال الذهبي : الشيخ العالم العابد ، شيخ الشيعة ، أبو الصلت ، عبد السلام بن صالح الهروي ... له فضل وجلالة .
ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) .
2ـ إسماعيل بن عيّاش .
3ـ جرير بن عبد الحميد .
4ـ شريك بن عبد الله النخعي .
5ـ مالك بن أنس .
6ـ يوسف بن عطية الصفّار .
الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ إبراهيم بن إسحاق السرّاج .
2ـ أحمد بن سيّار المروزي .
3ـ أحمد بن منصور الرمادي .
4ـ الحسين بن إسحاق التستري .
5ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل .
6ـ علي بن الحسين بن الجنيد الرازي .
7ـ محمّد بن رافع النيسابوري .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
وفاة الرضا ( عليه السلام ) .
وفاته :
توفّي أبو الصلت الهروي ( رضوان الله عليه ) في السابع عشر من شوال 207 هـ ، ودفن في أطراف مدينة مشهد في إيران
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
الشيخ أبو قتادة القمّي ( رضوان الله عليه )
( القرن الثاني الهجري )
اسمه وكنيته ونسبه :
الشيخ أبو قتادة ، علي بن محمّد بن حفص بن عبيد بن حميد الأشعري القمّي .
ولادته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه من أعلام القرن الثاني للهجرة .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ النجاشي : أبو قتادة القمّي روى عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعمر ، وكان ثقة ، وابنه الحسن بن أبي قتادة الشاعر ، وأحمد بن أبي قتادة ، أعقب ، وله كتاب .
2ـ قال السيّد هاشم البحراني في حلية الأبرار : روى عن الصادق ( عليه السلام ) ، ووثّقه النجاشي والعلاّمة .
3ـ قال السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث : أبو قتادة القمّي ، روى عن أبي خالد الزبالي ، وروى عنه أحمد بن محمّد ، وإبراهيم بن هاشم .
وفاته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ وفاته ، إلاّ أنّه من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، ومن أعلام القرن الثاني للهجرة
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي ( رضي الله عنه ) (1)
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو مخنف ، لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الغامدي .
مكانته :
كان من أصحاب السجّاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) ، وأحد وجهاء الكوفة ، وصاحب الأخبار والسير والمؤلّفات .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
قال الشيخ النجاشي في رجاله : ( شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يسكن إلى ما يرويه ) .
ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي :
الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، أشعث بن سوار ، عبد الله بن عاصم ، عبد الله بن عمر ، عبد الرحمن بن جندب ، الحارث بن كعب ، فضيل بن خديج .
الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي :
هشام بن محمّد الكلبي ، نصر بن مزاحم ، أحمد بن محمّد بن موسى ، الحسن بن معاذ ، محمّد بن الحكم .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
المغازي ، السقيفة ، الردّة ، فتوح الإسلام ، فتوح العراق ، فتوح خراسان ، الشورى ، مقتل عثمان ، الجمل ، صفّين ، خطبة الزهراء ( عليها السلام ) ، الغارات ، مقتل أمير المؤمنين ، مقتل الحسن ، مقتل الحسين ( عليهم السلام ) ، مقتل حجر بن عدي ، أخبار زياد ، أخذ الثار في المختار المختار ، أخبار محمّد بن أبي بكر ، أخبار ابن الحنفية .
وفاته :
توفّي أبو مخنف ( رضي الله عنه ) عام 157 هـ .
ـــــــــ
1ـ أُنظر : معجم رجال الحديث 15 / 140 ، مقتل الحسين : 1 .