اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم يا رحيم‘‘‘
أبان بن تغلب ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري الكِندي الربعي الكوفي ، ويكنى بـ( أبو سعيد ) .
ولادته :
لا توجد لدينا معلومات دقيقة عن تاريخ ولادته ومحلِّها .
مكانته العلمية :
كان أبَّان محدثاً ، فقيهاً ، قارئاً ، مفسراً ، لغوياً ،من الرجال المبرّزين في العلم ، ومن حملة فقه آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان لعظم منزلته إذا دخل المدينة تقوَّضت إليه الحِلَق ، وأُخليت له سارية النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وكان له عند الأئمة ( عليهم السلام ) من آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) منزلة وقدم .
فقال له الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( اجلس في مسجد المدينة ، وأفتِ الناس ، فإنِّي أُحبُّ أن يُرى في شيعتي مثلك ) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لمسلم بن أبي حيَّة : ( ائت ِأبان بن تغلب، فإنه قد سمع مني حديثاً كثيراً، فما روى لكفاروه عني ) .
وكان أبان من الشخصيات الإسلامية التي امتازت باتقاد الذهن ، وبُعد الغور، والاختصاص بعلوم القرآن ، وهو ممن أجمعوا على قبول روايته وصدقه .
وكان معروفاً بكثرة الرواية حتّى قيل : إنه روى ثلاثين ألف حديث ، وكان من أعاظم القرَّاء ، بل كان يقرأ القرآن الكريم بطريقة خاصَّة عُرفت بين القرَّاء .
وكان يُعدُّ من أُلي الرأي الحصيف في الحديث ، والفقه ، والأدب ،واللغة ، والنحو .
روايته للحديث :
وثَّقه علماء الرجال الشيعة ، وأيَّد وثاقته محقِّقو الرجال من أهل السنة ، كأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبي حاتم ، والنسائي .
أخذ الفقه والتفسير عن أئمَّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فقد حضر عند الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .
ومن بعده عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ثم عند الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فهو من كبار أصحابهم ، والثقات في رواياتهم .
وروى أيضاً عن أبي حمزة الثمالي ، وزرارة بن أعين ، وسعيد بن المسيَّب .
الراوون عنه :
روى عنه : أبَّان بن عثمان الأحمر ،وإبراهيم بن الفضل الهاشمي ، وحفص بن البختري ، وجميل بن درَّاج النخعي ، وسيف بن عميرة ، وسعدان بن مسلم ، وعبد الله بن سنان ، وعبد الله بن مُسكان ، وعبد الرحمان بن الحجاج البجلي ، وعلي بن رئاب ، ومالك بن عطية الأحمسي ، ومعاوية بن عمار الدهني ، ومنصور بن حازم ، وهشام بن سالم الجواليقي ، وآخرون .
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم يا رحيم‘‘‘
إبراهيم بن أبي البلاد السلمي ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
إبراهيم بن يحيى بن سليم – أو سليمان – ، مولى بني عبد الله بن غَطَفان ، ويُكنّى بـ( أبي يحيى ) ، كما في رجال الكشّي ورجال النجاشي ، كان أبوه أبو البلاد مقرئاً نحوياً .
مكانته :
كان محدّثاً ، فقيهاً ، قارئاً ، أديباً ، ثقة ، انتهل من نمير علم الأئمة الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) ، حيث عُدَّ من أصحابهم ، وتلقَّى عنهم العلوم والحديث والفقه .
وكان ذا منزلة رفيعة ، جليل الشأن ، وكان ضريراً يروي الشعر ، وله يقول الفرزدق : ( يا لَهفَ نفسي على عينيك من رجل ) .
وأرسل له الإمام الرضا ( عليه السلام ) رسالة مدحه فيها وأثنى عليه ، نقلها الكشي ، حيث قال ( عليه السلام ) ابتداءً منه : ( إبراهيم بن أبي البلاد على ما تحبُّون ) .
روايته للحديث :
هو كوفي متَّفق على وثاقته ، حيث وثقّه كل من ترجم له ، روى عن كل من الإمام الصادق ، والإمام الكاظم ، والإمام الرضا ، والإمام الجواد ( عليهم السلام ) ، إذ كان من المعمَّرين .
وروى إبراهيم عن : أبيه أبي البلاد ، وأبي بلال المكي ، وإبراهيم بن عبد الحميد ، وإسماعيل بن محمد بن علي بن الحسين ، والحسين بن المختار ، وزرارة بن أعين ، وزيد الشحَّام ، وسدير الصيرفي ، وسعد الأسكاف ، وعبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم ، وعلي بن المغيرة ، وعمر بن يزيد ، ومعاوية بن عمار الدهني ، والوليد بن الصبيح ، وآخرين .
كما روى عنه :
محمد بن الحسن الصفّار ، وابنه يحيى ، وابن محبوب ، وجعفر بن محمد ، والحسين بن سعيد ، وعلي بن أسباط ، ومحمد بن إسماعيل ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ومحمد ابن سهل ، وموسى بن القاسم ، ويحيى بن المبارك ، وآخرون .
وقد وقع إبراهيم هذا في ( 66 ) مورداً من الكتب الأربعة .
وفاته :
لم نظفر بتاريخ وفاته ، إلا أنّه كان حياً سنة 183 هـ .
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم يا رحيم‘‘‘
إبراهيم بن مالك الأشتر ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
إبراهيم بن مالك بن الحارث ... بن يَعرُب بن قحطان الأشتر النخعي ، والنَخَعي نسبة إلى النخع قبيلة باليمن ، وهم من مذحج .
صفاته :
كان إبراهيم فارساً شجاعاً شهماً مقداماً رئيساً ، عالي النفس بعيد الهمّة ، وفياً شاعراً فصيحاً ، موالياً لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، كما كان أبوه متميّزاً بهذه الصفات ، ومن يشابه أباه فما ظلم .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي وائل قال : أنّ الرجل ليتكلّم في المجلس بالكلمة من الكذب ليضحك بها جلساءه فيسخط الله عليهم جميعاً ، فذكروا ذلك لإبراهيم النخعي فقال : صدق أبو وائل ، أو ليس ذلك في كتاب الله ( فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) .
موقفه يوم صفّين :
كان إبراهيم مع أبيه مالك يوم صفّين يقاتل مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو غلام ، وأبلى فيها بلاءً حسناً ، فقد تقدّم نحو القوم وهو يقول :
يا أيّها السائلُ عنّي لا تــرع ** اقدم فإنّـي من عرانين النخع
كيف ترى طعن العراقي الجذع ** أطير في يوم الوغى ولا اقع
ما ساءكم سر وما ضرّكم نفـع ** أعددت ذا اليوم لهول المطلع
وحمل إبراهيم على الحميري ـ غلام من عشيرة حمير ـ فالتقاه الحميري بلوائه ورمحه ، ولم يبرحا يطعن كلّ واحد منهما صاحبه حتّى سقط الحميري قتيلاً .
موقفه مع المختار الثقفي :
قال أصحاب المختار : يا مختار إن أجابنا إلى أمرنا إبراهيم بن الأشتر رجونا القوّة على عدوّنا ، فإنّه فتى رئيس وابن رجل شريف ، له عشيرة ذات عزّ وعدد ، فخرجوا إلى إبراهيم وسألوه مساعدتهم ، فأجابهم إلى الطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) .
فبعث المختار إبراهيم في سبعة مائة فارس وستمائة راجل لقتال عبيد الله بن زياد ، فحمل إبراهيم على القوم وهو يقول : اللهم إنّك تعلم إنّا غضبنا لأهل بيت نبيّك ، ثرنا لهم على هؤلاء القوم ، فقاتل قتالاً شديداً حتّى قتل عبيد الله بن زياد وانهزم جيشه .
قال سراقة البارقي يمدح إبراهيم بن الأشتر بعد مقتل ابن زياد :
أتاكم غلام من عرانين مذحـج ** جرئ على الأعداء غير نكولِ
جزى الله خيراً شرطة الله أنّهم ** شفوا من عبيد الله حر غليلـي
شهادته :
قتل ( رضوان الله عليه ) عام 71 هـ في معركة دارت بينه وبين عبد الملك بن مروان ، ودفن قرب سامراء ، وقبره مزور وعليه قبة .
وقال مصعب بن الزبير بعد قتله : يا إبراهيم ولا إبراهيم لي اليوم .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
إبراهيم الخراساني ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
إبراهيم بن أبي محمود الخراساني .
مكانته :
عاصرالإمام الكاظم والإمام الرضا ( عليهما السلام ) ، كما أدرك الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
وقد كان ثقة ، وثَّقَهُ كل من ترجم له من الإمامية ، مثل : النجاشي ، والطوسي ، والعلامة الحلي .
وهو من أهل الحديث والرواية ، مصنِّف ، مكفوف البصر ، عُدَّ في أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا ( عليهما السلام ) ، دعا له الإمام الجواد ( عليه السلام ) بالجنة .
وصنَّف إبراهيم كتاب مسائل ، رواه عنه أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، ولم يذكر الشيخ الطوسي عمَّن أخذها .
روايته للحديث :
روى عن الإمامين الكاظم والرضا ( عليهما السلام ) ، وإبراهيم هذا هو الذي روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) خبر فضل البكاء على الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، حيث قال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّ َالمحرَّم شهرٌ كان أهل الجاهليَّة يُحرِّمون فيه القتال ، فاستُحِلَّت فيه دماؤنا، وهتك حرمتنا، وسُبي فيه ذرارينا نساؤنا، وأُضرمت النيران في مضاربنا، وانتُهبت ما فيها من ثقلنا ، ولم تُرعَ لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حرمةٌ في أمرنا .
إنَّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا ، وأذلّ َعزيزنا بأرض كربٍ وبلاء ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإنّ َالبكاء يحطّ الذنوب العظام ) .
الراوون عنه :
وقد روى عن إبراهيم الخراساني : إبراهيم بن هاشم ، وأحمد بن محمد بن عيسى ، والحسين بن سعيد الأهوازي ، وعلي بن أسباط ، وعبد العظيم بن عبد الله الحسني ، وغيرهم .
وقد وقع إبراهيم هذا في ما يقرب من ( 32 ) مورداً في الكتب الأربعة .
وفاته :
لم نعثر على تاريخ وفاته ، إلا أنه كان حياً قبل سنة 220 هـ .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
ابن السكيت ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
يعقوب بن إسحاق ، اللغوي ، النحوي ، الراوي ، الشيعي المذهب ، كنيته ( أبو يوسف ) ، و( السُكيت ) لقب أبيه إسحاق ، وعُرِف أبوه بهذا اللقب لفرط سكوته .
ولادته :
ولد في الدورق ، قرب الأهواز في خوزستان .
دراسته وأساتذته :
رحل من خوزستان إلى بغداد مع أُسرته ، وأفاد فيها من دروس أساتذة كبار كأبي عمرو الشيباني ، والفرًّاء ، وابن الأعرابي ، والأثرم ، ونصران الخراساني ، وكلّهم كانوا من أعلام العلم والأدب آنذاك .
وما لبث أن صار في مصافَّ علماء عصره كابن الأعرابي ، وأبي العباس ثعلب ، وعُرف كأحد كبار فقهاء اللغة وصيارفة الكلام .
مكانته العلمية :
كان لابن السكّيت دور بالغ الأهمّية في جمع أشعار العرب وتدوينها ، مضافاً إلى نشاطاته الملحوظة في النحو واللغة .
وكان عالماً بالقرآن ونحو الكوفيين ، ومن أعلم الناس باللغة والشعر .
قال ابن خلكان : ذكر بعض الثقاة أنّه ما عبر على جسر بغداد كتاب من اللغة مثل كتاب ( إصلاح المنطق ) لابن السكّيت .
وكان شديد التمسّك بالسُّنة النبوية ، والعقائد الدينية ، فقام بجمع الروايات ونقلها مع اهتمامه بجمع الشعر العربي وتدوينه .
وعدًّه الذهبي قوياً في دينه ، برّاً محسناً ، وأشارت مصادر أُخرى إلى أنّه استمات في حبِّ أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وذهب النجاشي إلى أنّه كان من خاصّة الإمامين الجواد والهادي ( عليهما السلام ) ، وأشار إلى رواياته عن الإمام الجواد (عليه السلام ) .
روايته للحديث :
كان ابن السكّيت من الرواة الثُقات ، لا يطعن عليه بشيء ، وروى عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وعن الأصمعي ، وأبي عبيدة .
كما روى عنه : أبو سعيد السكري ، وأبو عكرمة الضبي ، ومحمّد بن الفرج المقرئ ، ومحمّد بن عجلان الإخباري ، وميمون بن هارون الكاتب ، وغيرهم .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :1
- إصلاح المنطق .
2 - الأضداد .
3 - الألفاظ .
4 - القلب والإبدال .
شهادته :
روي أنّ المتوكّل العباسي كان قد ألزمه تأديب ولديه ( المعز والمؤيد ) ، فقال له يوماً : أيّهما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين ؟ فأجابه ابن السكّيت ( رضوان الله عليه ) : والله أنّ قنبراً خادم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) خير منك ومن ابنيك .
فأمر المتوكّل جلاوزته ، فأخرجوا لسانه من قفاه ، فمات ( رضوان الله عليه ) ، وكان ذلك في الخامس من شهر رجب سنة ( 244 هـ ) .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
ابن شاذان ( رضوان الله عليه )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو محمَّد الفضل بن شاذان بن خليل الأزدي النيسابوري ، متكلِّم وفقيه إمامي ، نسبه ينتهي إلى قبيلة الأزد العربيَّة .
ولادته :
لم نعثر على تاريخ ولادته .
أخباره :
كان أبوه شاذان بن خليل يُعدُّ من محدِّثي الإماميَّة ، وابنه كان أحد المعتمَدين الثُّقات بين علماء الإماميَّة في خراسان أيام الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
وقد ذكر الكِشِّي صلته الوثيقة بالإمام ( عليه السلام ) ، وكان أبرز بُعدٍ علميٍّ في شخصية ابن شاذان هو كلامه .
كما ذكره الشيخ الطوسي بوصفه متكلِّماً جليلاً ، وعدَّه المحقِّق الحِلِّي من الطِراز الأول بين فقهاء الإماميَّة .
وكان المترجَم له أحد الرُواة في سلسلة أسناد كثيرة من أحاديث الإماميَّة ، ونَصَّ النجاشي على توثيقه .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1 - الإيضاح .
2 - إثبات الرجعة .
3 - الطلاق .
4 - العِلَل .
5 - الفرائض الكبير .
6 - الفرائض الأوسط .
7 - الفرائض الصغير .
8 - مسائل البلدان .
9 - يوم وليلة .
وفاته :
مرض ابن شاذان ( رضوان الله عليه ) في أواخر سنة ( 259 هـ ) ، ووافاه الأجل في أوائل عام ( 260 ) هـ ، وقبره ( رضوان الله عليه ) الآن في مدينة نيسابور
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو الأسود الدؤلي ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حَلس ابن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة ، من قبيلة كِنَانة .
ولادته :
المُرجّح عند المؤرخين أنه ولد في الجاهلية قبل الهجرة النبوية بـ ( 16 ) عاماً .
إسلامه :
كان أبو الأسود ممن أسلم على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وغالب الظن أن أبا الأسود دخل الإسلام بعد فتح مكة وانتشاره في قبائل العرب ، وبعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) انتقل إلى مكة والمدينة .
مواهبه العلمية :
كان أبو الأسود – من خلال ملكاته النفسية – يميل إلى المجالات الثقافية والفكرية ، ونرى ذلك واضحاً في أعماله وآثاره ، فقد أكَّد المؤرخون والمترجمون على ذلك .
وقد شعر أبو الأسود نفسه بما يملكه من مواهب ، فأخذ بتزويد نفسه من مختلف المجالات الثقافية المتعارفة آنذاك ، سواء المجالات التي تتصل بالشريعة الإسلامية ، كالفقه ، والقرآن الكريم ، والأحاديث الشريفة ، أو غيرها كاللغة ، والنحو ، والأدب .
أساتذته :
اتجه أبو الأسود في عقيدته الدينية لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وربما نشأ هذا الاتجاه في نفسه منذ بداية إسلامه .
وبما أنه كان من التابعين والشيعة – كما يجمع على ذلك المؤرخون – فلابد أن يكون أكثر اتصالاً وصحبة للإمام علي ( عليه السلام ) وللصحابة من شيعته ومواليه .
وقد روى أبو الأسود عن أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وروى أيضاً عن أبي ذر وابن عباس وغيرهم .
تلامذته :
هناك بعض الأفراد أخذوا العلم من أبي الأسود ، ودرسوا على يَدَيه ، وخاصة علم النحو والعربية ، وقراءة القرآن الكريم ، وقد رووا عنه أيضاً بعض الروايات الشريفة .
يقول ابن الأثير في ( الكامل ) ، في حوادث سنة تسعين من الهجرة : وفيها توفي نصر بن عاصم الليثي النحوي ، وقد أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤَلي .
ويقول أيضاً في حوادث سنة تسع وعشرين ومِائة : وفيها مات يحيى بن يعمر العدوي بـ ( خُرَاسان ) ، وكان قد تعلَّم النحو من أبي الأسود الدؤَلي ، وكان من فُصحاء التابعين ، وغيرهما من النحاة والقُرّاء الذين كان لهم دورهم الثقافي آنذاك .
وفي ( الروضات ) : وقيل أن أبا الأسود خَلَّف خمسة من التلامذة ، منهم عطاء ، والآخر أبو حرب – وهما ابناه – ، وثلاثة آخرين ، وهم : عنبسة ، وميمون ، ويحيى بن النعمان العداوني .
وفي ( بهجة الآمال ) : وبالجملة ، لأبي الأسود تلامذة فُضَلاء ، منهم سعد بن شداد الكوفي النحوي المُضحِك ، المعروف بـ ( سعد الرابية ) .
سيرته :
رغم توجه أبو الأسود واهتمامه الكبير بالمجالات الثقافية نراه قد شارك في الكثير من الحوادث والأنشطة السياسية والاجتماعية لتلك الفترة الحاسمة من تاريخ الإسلام .
ومن الجدير به أن يشارك في مثل هذه الممارسات ، لِمَا كان يملكه من خصائص ومؤهلات ، فقد وُصِف بالعقل ، والذكاء ، والتدبير ، والفقاهة ، وغيرها مما يوجِّه له الأنظار .
ومما يفرض على ولاة الأمور أن يسندوا إليه بعض المهام التي تتلاءم ومؤهلاته ، وأكثر ما وصفه مترجموه أنه كان مُتَّسِما بالعقل ، وأنه من العقلاء .
ولعل مرادهم من هذا التعبير حُسن التصرف والتدبير ، والحِنْكة في إدارة الأمور ومعالجة القضايا .
وقد نشأ ذلك من مواهب ذاتية ، ومن تربية جيدة ، ومن خلال تجاربه في الحياة كما صَرَّح بذلك نفسه .
أقوال العلماء فيه :
لو راجعنا كتب الرجال – سواء عند الشيعة أو أهل السنة – لرأينا أكثرها متفقة على مدح أبي الأسود بمختلف التعابير التي تدل على مدحه ، ولو أردنا استعراض أقوالهم وآرائهم في ذلك لطال المجال .
فقد ذكره الشيخ الطوسي في عدة مواضع من رجاله مكتفياً بأنه من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) وأنه مِمَّن رَوى عنهم .
وفي كتاب ( اختيار معرفة الرجال ) : ( أبو الأسود الدؤَلي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين والسبطين والسجاد ( عليهم السلام ) وأجِلاَّئهم ) .
وهذه الألفاظ تدل على مدحه إنْ لم نَقُل أنها تدل على توثيقه .
ويقول الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) بعد ترجمة موسعة له : ( ثُمَّ لا يُخفى أن الرجل من الحسان لكونه شيعياً ممدوحاً بما سَمعتُ ) .
وفي ( عمدة عيون صحاح الآثار ) : ( أبو الأسود الدؤلي هو من بعض الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى ، ومن شعراء الإسلام وشيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) .
ويقول أبو الفرج في ( الأغاني ) : ( وكان أبو الأسود من وجوه التابعين ، وفقهائهم ، ومُحدِّثيهم ) .
وقال في ( غاية النهاية ) عنه : ( ثقة جليل ) .
ولكن يمكن أن نقول أن توثيق الرجل لا ينحصر بهذه الألفاظ المعينة ، بل يمكن استفادة توثيقه من بعض القرائن والأحوال ، كتأمير الإمام ( عليه السلام ) له على الجيش ، أو ولايته على بلد ، أو من سيرة حياته .
وفاته :
اتفقت أكثر الروايات على وفاته في سنة ( 69 هـ ) ، وكذلك اتفق أكثر المؤرخين على تحديد عمره حين وفاته بـ ( 85 ) عاماً .