مما سبق يتبين لعله بدقة اكبر الحديث النبوي الشريف الذي ثبت في كتب الفريقين ( السنة والشيعة) وهو حديث الثقلين ؛
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .
فكتاب الله والعترة يعملان معا في الدنيا عمل الصراط المستقيم ، اي هما التشريع والإمام الهادي
ثم هل سألت مرة لماذا لا يفترقان ( كتاب الله والعترة من آل البيت ع ) حتى يردا على رسول ألله ص الحوض !
الجواب : لان هذا الصراط المستقيم الذي حقيقته ومصداقه في الدنيا وفي امة الرسول محمد ص وهو الكتاب والعترة سيتمثل بحقيقة اخرى في الآخرة وهو الصراط المستقيم الذي سوف يعبر عليه كل اناس ويمر فوق نار جهنم .
وهناك في الطرف الآخر من الصراط المستقيم وبعد العبور سيكون الحوض ، فمن اضاع صراطه المستقيم في الدنيا كيف له ان يعبر الصراط المستقيم في الآخرة !
ولذلك من كان على الصراط المستقيم في الدنيا (الكتاب والعترة ) يمكن له العبور على الصراط المستقيم في الاخرة وإمامه على الصراط هو إمام عصره وزمانه ، فتأمل .
حتى اذا ما اجتازت كل امة ذلك الصراط المستقيم مع إمامها الذي اتبعت في الدنيا وعبرت الى الطرف الآخر وجدت الحوض وعنده رسول الله ص وهناك ينتهي الدور الذي وكل به العترة حيث اخذوا الناس الى ضفة الامان ودار المقام وجنة الخلد التي وعد بها المؤمنون .
الانقلاب على الاعقاب هو الرجوع عن الدين بعدالايمان ، وكأنما ايمانهم كان مرتهن بحياة الرسول ،
وحيث ان خط الهداية او نظام الهداية ألإلهي المتمثل بالصراط المستقيم الذي حقيقته الخارجية في الدنيا هو الهادي ( النبي ، الرسول ، الامام ، الاوصياء ) والتشريع ( القرآن ) في امة محمد ص ، فان انقطاع هذه السلسلة المترابطة ( الهادي والتشريع ) يؤدي الى حصول الانقلاب على الاعقاب والرجوع عن الدين وتعطيل نظام الهداية
وهذا ما حصل في كثير او اكثر الأمم السابقة وأمة الرسول محمد ص خاصة ، فعند موت الرسول ص اختلفت الامة فيمن يخلف رسول الله او قل انحرفت الامة عن الخليفة الحق المنصوص عليه ،
وهذا يعني ان هناك خلل خطير واساسي حصل في نظام الهداية ألإلهي وإن مصداق الصراط المستقيم ومن يمثله انحرف وتغير عند كثير من امة الرسول الخاتم وهذا يستتبع انقلابهم ورجوعهم عن الدين الحق والايمان الحق .
وحيث ان نظام الهداية والصراط المستقيم في الدنيا هو رحمة ونعمة من الله للناس فمن اضاعه وانحرف عنه فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وسيجزي الله الثابتين على خط الهداية الحق الاوصياء مع التشريع وسيجزي الله الشاكرين
وآلله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 24-06-2020 الساعة 02:18 PM.