|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 72946
|
الإنتساب : Jun 2012
|
المشاركات : 1,624
|
بمعدل : 0.36 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عصر الشيعة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 16-10-2012 الساعة : 02:02 PM
رواية صلاة أبي بكر مخدوشة سنداً ودلالةً, فانّ رواتها بأجمعهم مجروحون - كما نصّ عليه أرباب الجرح والتعديل في الرجال - و أنّ بعض الطرق مرسلة فلا حجيّة لها مطلقاً.
وأمّا الدلالة فمردودة بوجوه شتّى, منها: إنّ أبا بكر كان مأموراً بالخروج مع جيش اسامة لكن تخلف عنه - كما عليه المصادر التاريخيّة - ومخالفة الرسول (صلّى الله عليه وآله) مخالفة الله عزوجل, فكيف يصح ان يكون مخالف الله ورسوله خليفة؟ هذا ومع فرض قبول الحديث, فان خروجه للصلاة لم يكن بأمر النبي (صلّى الله عليه وآله), ومع هذا فكما ورد في الحديث أن النبي (صلّى الله عليه وآله) لما سمع بخروج أبي بكر للصلاة خرج متكئاً على علي (عليه السلام) والعباس - مع ما كان عليه من شدة المرض - و نحّى أبا بكر!
وثانيا - عدم ثبةت تلك الراوية س سندها ليس إلا آحاد لا يفيد العلم، بالاضافة الى روايتها عن مثل الزهري عامل بني أمية وأبو بردة عامل معاوية وأحد المنحرفين عن أهل البيت (عليهم السلام) وهو ممن شهد زوراً على الصحابي الجليل حجر بن عدي (رض) وعروة بن الزبير وابنه مصعب وعائشة وأبو موسى وابن عمر وأنس وكل هذه الشخصيات لها علاقة سيئة ورأي في علي (عليه السلام) فلا حجة في قولهم ونقلهم هذا على كل منصف محتاط لدينه.
هذا من ناحية رجال الاسانيد. أما من ناحية الارسال، فنحن نقصد منه بأن بعض هذه الروايات تنقل قول الصحابي وليس قول النبي (صلى الله عليه وآله) المباشر وأمره بنفسه لابي بكر بالصلاة، كرواية أنس وأبي موسى وابن عمر فإنهم لم يكونوا في حجرة عائشة حينها قطعاً لان النبي (صلى الله عليه وآله) كانت تداريه نساؤه فلا يمكن حضور الناس عنده في نفس الحجرة الصغيرة وبمحضر نسائه(صلى الله عليه وآله) دون إمكان إبتعادهن عنه (صلى الله عليه وآله) بحجاب أو ستار او ما شاكل لانهن يقمنَ بقربه لقضاء حوائجة مداراته ومساعدته(صلى الله عليه وآله)، وقد ألمح بعضهم لذلك ولم يرو الحديث بسماعه وانما بالنقل فحسب، وهذا المسلك معروف عند الصحابة ومتفق عليه وأهل السنة يحتجون به ويحكمون عليه بالرفع؛ لأن الصحابة عندهم كلهم عدول ولا يهم حينئذ إخفاء إسم الصحابي الذي رأى أو سمع تلك الحادثة أو ذلك الحديث.
ونحن نسميه مرسلاً، وبالتالي فإن هؤلاء الصحابة من البعيد أن يكونوا قد حضروا في تلك الحجرة الصغيرة، ويكشف ذلك عن دوران ذلك الأمر على عائشة الموجودة قطعاً هناك بل المدبرة لتلك الأحداث والحكايات والكلام العجيب والمتناقض!!ندا -
وبالمناسبة فلو كان أبو بكر بهذه الاهمية فلماذا لا توجد رواية واحدة فيها أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أمر أبا بكر بذلك مباشرة ودون واسطة!!!؟
فكل الروايات تنص على أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد قال (مروا أبا بكر فليصلّ بالناس) فأين أبو بكر عن النبي (صلى الله عليه وآله) ليأمر الناس بأمر أبي بكر ليصلّ بهم!!؟ فلا يوحي ذلك أن الأمر قد صدر من أحد استغل وجع النبي (صلى الله عليه وآله) وإغمائه فأمر بلالاً أو غيره ليخبر الناس بأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد قال ذلك فلما أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) ووجدهم قد فعلوا ما كان يخشاه. خرج متكأ على علي والعباس (الذين لم يصليا خلف أبي بكر) ورجلاه تخطان الأرض ليبين للكل بأنه لم يصدر ذلك الامر مطلقاً وأنه غير راض بذلك, وإنما صدر ذلك منهم واجتهادهم ورغبتهم المخالفة لأمر النبي(ص) خصوصاً لو أخذنا بنظر الاعتبار سؤال النبي(ص) عن صلاة الناس وإقامتهم لها من عدمها في كل مرة يفيق فيها ومحاولته الوضوء والخروج إليهم وهو في تلك الحالة الصعبة قبل خروجه ذاك!!
ويشهد لما قلناه هنا ما رواه احمد في مسنده (1/356) عن ابن عباس قال: (لما مرض رسول الله(صلى الله عليه وآله)مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال ادعوا لي علياً قالت عائشة: ندعو لك أبا بكر؟ قال: ادعوه! قالت حفصة: يا رسول الله ندعو لك عمر؟ قال: ادعوه! قالت أم الفضل: يا رسول الله ندعو لك العباس؟ قال: ادعوه! فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير علياً فسكت فقال عمر: قوموا عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) .......الى آخر القصة.) وهذه الرواية لو جمعناها مع قوله(صلى الله عليه وآله) لنسائه: (إنكن لأنتن صواحب يوسف) وقول حفصة لعائشة: ( والله ما كنت لأصيب منك خيراً) كما يروي هذه الكلمات البخاري؛ فإننا نفهم جيداً من الذي أمر أبا بكر وعمر بالصلاة خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار إعتراض النبي (صلى الله عليه وآله) على إمامتهم تلك فانه (صلى الله عليه وآله) حين سمع صوت عمر يصلي بهم( كما يرون) قال: (يأبى الله ذلك المؤمنون) وحين يسمع صوت ابي بكر يصلي لهم يخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان الارض ويجلس ويصلي بهم فكيف يتفق عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أمره وقوله ذاك!؟
فكل ذلك من إنكار النبي (صلى الله عليه وآله) على نسائه ووصفه لهن بأنهن صويحبات يوسف (عليه السلام) ورد حفصة على عائشة وهي مغضبة ومثبتة لنا إنكار النبي (صلى الله عليه وآله) عليها وطلبه علياً وسكوته عنهم حين أحضروا غيره وإنكاره الشديد على إمامة عمر وخروجه وهو بتلك الحالة للصلاة وعزل أبي بكر من إمامتهم بها ودوران الحديث على عائشة فقط لانها هي الحاضرة الوحيدة عند النبي (صلى الله عليه وآله) دون أبي موسى وابن عمر!! وهي من جاءت بأبيها حينما طلب النبي (صلى الله عليه وآله) علياً وهي من أرسل بلالاً الى ابي بكر لامره بالصلاة بالناس وهي التي روت الرواية وأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان في بيتها أيام مرضه كلها وأنها روت بأنها طلبت من حفصة أن تأمر أبيها بالصلاة للناس فأمرته وحصل ما حصل وهي التي تروي بأن النبي (صلى الله عليه وآله) على شدة مرضه وإغمائه لأكثر من مرة حاول الوضوء والخروج للصلاة فيغمى عليه ويحاول أخرى حين يفيق ولم يطلب من ابي بكر الصلاة بدلاً عنه وحينما يصلي أبو بكر بالناس يخرج لهم وهو بتلك الحالة ويصلي بهم ويعزله فعلاً وليس قولاً كما فعل ذلك مع عمر, كل ذلك يظهر جلياً موقف النبي (صلى الله عليه وآله) من هذه الصلاة وهذا التخلف عن البعث وهذا التقدم على الناس بلا إذن ولا أمر!!
وأخيراً نضيف أيضاً على ما قلناه بأن هناك روايات تصرح بأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يأمر أحداً بالصلاة بالناس. فقد روى أحمد في مسنده (ج3/ 34) قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعبد الله بن زمعة (مر الناس فليصلوا).
وكذلك ما رواه أحمد في (ج2/ 202) عن انس قوله: (لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله) مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال بعد مرتين( في المرة الثالثة): يا بلال قد بلغت, فمن شاء فليصلّف ومن شاء فليدع).
فهذه الاحاديث المتعددة مع رواية أحمد المتقدمة من أمره (صلى الله عليه وآله) لهم باحضار علي( عليه السلام) تثبت ما قلناه بأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يأمر أبا بكر بالصلاة بالناس وكما أوضحناه في فهم تلك الروايات عن عائشة التي نرجح كثيراً بأنها هي من تصدت لذلك خشية أمر النبي (صلى الله عليه وآله) علياً بالصلاة بالناس دون غيره وبالتالي يثبت تقديمه (عليه السلام) على من سواه ويتأكد ما أراده (صلى الله عليه وآله) وما بلغه من نصوص تقديم علي (عليه السلام) وخلافته من بعده على كل مؤمن والله العالم.
مهزلة طموحي الجنة تنتهي هنا
|
|
|
|
|