bbc القوات السعودية في البحرين لقمع الاحتجاجات
يثير دخول القوات السعودية البحرين مشاكل اقليمية
العنوان الرئيسي على الصفحة الاولى للفاينانشيال تايمز "القوات السعودية تدخل البحرين"، والعناوين الفرعية: "العائلة المالكة تطلب العون لقمع الانتفاضة" و"حركة القوات عبر الحدود تزيد المخاطر السياسية".
وتقول الفاينانشيال تايمز انه بمجرد دخول اكثر من الف من القوات السعودية الى البحرين اعلنت الامارات انها ارسلت 500 من قوات الشرطة الى البحرين.
وكانت اسرة الى خليفة الحاكمة في البحرين طلبت العون من دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الاحتجاجات التي تصاعدت الاحد ووصل الامر يوم الاثنين ان احتل المتظاهرون ضد الحكومة المنطقة التجارية في العاصمة المنامة.
ولا يزيد عدد سكان البحرين عن 600 الف نسمة، اغلبيتهم من الشيعة وتحكمهم عائلة مالكة سنية.
وتشير الصحيفة الى ان التدخل العسكري الخليجي في البحرين، وان جاء في اطار مجلس التعاون الخليجي الا انه يثير مشاكل سياسية فيما يبدو انه دعم للاقلية السنية في البحرين ذات الاغلبية الشيعية.
وتقول الفاينانشيال تايمز ان المعارضة البحرينية لم يردعها التدخل العسكري على ما يبدو وانها مصممة على الاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبها بالاصلاح وتعتبر التدخل العسكري "احتلال صريح".
وتنقل عن العضو القيادي في حركة الوفاق المعارضة جواد فيروز قوله ان دخول القوات السعودية "سيعمق الازمة".
ومع ان الموقف الرسمي ان حكومة البحرين طلبت الدعم العسكري الخليجي "للمساعدة في حماية امن المواطنين والمقيمين والبنية التحتية"، الا ان تلك الخطوة تمثل مشكلة للولايات المتحدة. ليس فقط لان البحرين بها مقر قيادة الاسطول الخامس الامريكي، ولكن لان واشنطن طلبت من زعماء دول المنطقة التحاور مع شعوبهم وليس قمع الاحتجاجات وان كانت في الوقت نفسه لا ترغب في ان يفلت زمام الامور في دول حليفة.
وتشير الفاينانشيال تايمز كذلك الى ان التدخل العسكري الخليجي في البحرين قد يثير ازمة اقليمية، وتنقل تصريحات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايراني كاظم جلالي التي وصف فيها تورط "القوات الاجنبية" في قمع المحتجين بالبحرين بانه "نوع من الجريمة".
ما بين السعودية وليبيا
وفي الغارديان يكتب جورج مونبيوت في صفحة الراي مقالا عن سكوت الغرب عن قمع السعودية لاي محاولات اصلاح عكس الحماس الشديد للاطاحة بالقذافي.
ويخلص الكاتب في مقاله الى ان السعودية اكبر منتج نفطي في اوبك، وليست كليبيا قليلة الانتاج رغم ان مؤشر الديموقراطية الاخير للايكونوميست وضع السعودية في المرتبة 160 وليبيا في المرتبة 158 من بين 167 دولة.
ويتساءل مونبيوت في بداية مقاله: "هل سمع احدكم صرخات الانزعاج من البيت الابيض (الامريكي) ورقم 10 (داوننغ ستريت مقر رئاسة الحكومة البريطانية) حول اطلاق النار يوم الخميس وقمع الاحتجاجات يوم الجمعة ووصول القوات السعودية الى البحرين يوم الاثنين؟".
ولا ينتظر اجابة على سؤاله الاستنكاري، بل يعدد اسباب الرضا الغربي عن الحكم السعودي طالما ان صفقات السلاح تتضاعف.
ويشير في حالة بريطانيا كيف ان الحكومة السابقة قامت بتعطيل عمل مكتب التحقيق في قضايا الفساد بشأن عمولات صفقة اليمامة لارضاء الحكومة السعودية.
ويخلص الكاتب في مقاله الى ان "الاعتماد على النفط يعني الاعتماد على السعودية والاعتماد على السعودية يعني دعم نظامها المستبد".
اما التايمز فخصصت افتتاحيتها الرئيسية لموضوع التدخل العسكري السعودي في البحرين وقضية الاصلاح في السعودية وموقف الغرب منها.
وتعكس الافتتاحية معضلة الحكومات الغربية مع الوضع السعودية، ليس فقط بسبب الاعتماد على النفط ولكن للدور السعودي المساند للغرب.
فكما تقول افتتاحية التايمز لعبت السعودية دورا في تمرير موقف عربي مطالب بفرض حظر جوي على ليبيا يسهل مهمة الغرب في الحصول على قرار دولي بذلك، كما ان السعودية سارعت بزيادة انتاجها النفطي لتعويض نقص الانتاج الليبي.
وتضيف ايضا اهمية الدور السعودي في طرح مبادرة استيعاب اسرائيل ضمن تسوية عربية اسرائيلية.
لكن كون السعودية عامل استقرار، ورغم اشتراكها مع الغرب في التصدي لخطر نفوذ ايراني غير مرغوب، لا يبرر ـ حسب رأي التايمز ـ السكوت عن استبداد الحكم في البلاد وقمع مطالب الاصلاح.
وتقول الصحيفة ان على الغرب ان يحث ال سعود على الاصلاح من باب المصلحة المشتركة ايضا، لان قمع الاحتجاجات يصب لمصلحة ايران اما الاصلاح فيساعد على استقرار الحكم السعودي الذي يمثل ركيزة للغرب.