أزمة صراع ما بين مصالح وقيم ومبادئ الولايات المتحدة
بتاريخ : 30-03-2011 الساعة : 04:19 PM
أزمة صراع ما بين مصالح وقيم ومبادئ الولايات المتحدة
الكل يعرف أمريكا التي تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث النفوذ والقوة حتى اعتبرها الكثيرون أنها القطب الأوحد في العالم التي تدور حوله الدول سواء كانت عربية أو أجنبية ولكن في هذه المرحلة التي تمر فيها الشعوب العربية بصحوة حيث هددت صحوة الشعوب عروش حلفاء أمريكا الذين حكموا أكثر من ثلاث عقود فمن هذه العروش تسقطت والأخرى تترنح شارفت على السقوط بسبب وقع أقدام الشعوب العربية التي تسير نحو التغيير ولكن أميركا الآن أصبحت على مفترق طرق بين مصالحها وقيمها وهناك تذبذب وركاكة في السياسة الأميركية لكل متتبع لما يجري الآن في الشرق الأوسط حيث نجد أمريكا تارة تؤيد الثورات كالحال في مصر وسوريا وتارة تتدخل عسكريا جنبا لجنب مع الثوار كما هو الحال في ليبيا ونجدها تارة أخرى تقف بموقف متأني ومرتبك خوفا من خسارة حليفها الأكبر في محاربة تنظيم القاعدة كما هو الحال في اليمن ونجدها في مكان آخر تدعم حكومات شمولية ضد المتظاهرين التواقين للديمقراطية بل ذهبت إلى ابعد من ذلك فهي تدعم دولاً للتدخل في شؤون دولاً أخرى وتعطي مبررات واهية لا يقبلها ابسط مواطن يعيش على هذه البسيطة كما فعلت بدعم الحكومة البحرينية وتدعم تدخل مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسه النظام السعودي م خلال احتلال درع الجزيرة لدولة البحرين لأجل قمع الانتفاضة الشعبية لشعب البحرين وإن ما يجري في الشرق الأوسط لهو تحدي حقيقي لسياسة ومستقبل الولايات المتحدة الأميركية وكذلك سياسة ومستقبل الدول الغربية التي ينظر لها الجميع أنه سياسة متكاملة تنشد نشر الديمقراطية في أرجاء العالم وتدافع عن حقوق الإنسان وترفض كبت الحريات والقمع الوحشي ولكن ما نشاهده الآن هي تكسر المرآة الكاذبة لقيم ومبادىء الولايات المتحدة الأميركية تحت اقدام الشعوب المنتفضة في البحرين والسعودية على وجه الخصوص وفي باقي انتفاضات الدول العربية بشكل عام ونلاحظ أن أمريكا اخذت شيئاً فشيئاً تتخلى عن قيمها وهذا ما ظهر جلياً وسعى اوباما عبر كلمة بثها التلفزيون مساء يوم الأثنين حيث سعى اوباما لتهدئة مواطنيه واضعا في الاعتبار انشغال الرأي العام الأمريكي بالمشاكل الاقتصادية المحلية والسأم من حروب في الدول الإسلامية وأصر على أن الولايات المتحدة لن تكون الشرطى الذي يحمي حقوق الإنسان في العالم.
فيما قال بعض المحللين أن توجه اوباما الذي يتوخى فروقا دقيقة قد يبعث برسائل مزدوجة لمنطقة مضطربة بالفعل ووجهت انتقادات لكلمته من اليمين واليسار.
ويقول محافظون إن اعتماد اوباما على التعددية يضعف قيادة أمريكا للعالم.
إن من الملاحظ أن موقف أمريكا في الأزمات الجارية ما بين الشعوب الدول العربية وحكامهم قد اتضح جلياً انه متناقض وماغير لقيم ومبادىء الولايات المتحدة الأمريكية من حيث دعمها لحركات الشعوب الساعية إلى دك عروش الأنظمة الدكتاتورية والتواقة للنظام الديمقراطي والتعايش السلمي من دون تمييز أو اقصاء لأي مكون من مكونات تلك المجتمعات لهذا نجد أن كفة الصراع الأميركي يظهر رجحان كفة المصالح الأميركية التي يراها اوباما ومن يقف خلف تبنيه هذه الإستراتيجية على قيم ومبادئ الولايات المتحدة التي كان الكثير من مثقفي وكتاب وغيرهما في الشرق الأوسط قد سحرتهم هذه المبادىء إلا أنهم الآن يجدون أن أميركا تتخلى عن مبادئها أو بالأحرى سقط قناعها واتضح وجهها الحقيقي.
هناك من يرى في سماء السياسة أن هذه الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والموقف الأمريكي المتناقض منها ينذر ببداية أفول نجم الولايات المتحدة الأميركية.