ولكن من بعد اذنه لابأس بالتطرق الى موضوع المشيئة ..ومحاولة فك اللبس الحاصل في مفهومها عند الناس
اتت الالفاظ الستة او السبعة في احاديث الائمة عليهم السلام في اكثر من موضع ..فجاءت بالترتيب الاتي ( علم وشاء وأراد وقدّر وقضى وأمضى)
فأبتدأت بالعلم الالهي السابق للمشيئة ..ثم انتهت بالامضاء
والمشيئة فرع العلم في وضع الشئ ضمن مواضعه الاوليه (اي تقريرها)ولايصح فيها الجبر ولايصح فيها المخالفة ايضا (لانها فرع العلم) فلايمكن مخالفة علم الله السابق بالاشياء
على ان المشيئة للشئ ..تعقبها الارادة..التي هي اتمام للمشيئه ..ثم القدر وهو هندستها ..ثم قضاءها ..وامضاءها وعند حد الامضاء يتم خروج المخلوق الى الخارج
اما المشهور قوله عن الامام الحسين عليه السلام (شاء الله ان يراني قتيلا)
فالمشيئة هنا فرع العلم ..اي علم الله اني مقتول ..فأمضى ذلك ولم يمنعه ..وكان بيد الله منعه ولكنه شاء لحكمة عنده امضاء القتل
اخيرا:رواية ابن إسحاق المتقدّمة قال : قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ليونس مولى علي بن يقطين : يا يونس : ( لا تتكلّم بالقدر ، قال : إنّي لا أتكلّم بالقدر ولكن أقول : لا يكون إلاّ ما أراد الله وشاء وقضى وقدّر . فقال : ليس هكذا أقول ولكن أقول : لا يكون إلاّ ما شاء الله وأراد وقدّر وقضى ، ثمّ قال : أتدري ما المشيئة ؟ فقال : لا ، فقال : همّه بالشيء ، أو تدري ما أراد ؟ قال : لا . قال : إتمامه على المشيئة ، فقال : أَوَ تدري ما قدّر ؟ قال : لا ، قال : هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء ، ثمّ قال : إنّ الله إذا شاء شيئاً أراده ، وإذا أراده قدّره ، وإذا قدّره قضاه ، وإذا قضاه أمضاه
البحار ج5 ص122
ورواية حريز وابن مسكان عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء ، إلاّ بهذه الخصال السبع : بمشيئة ، وإرادة ، وقدر ، وقضاء ، وإذن ، وكتاب ، وأجل ، فمَن زعم أنّه يقدر على نقض واحدة فقد كفر )
اصول الكافي ج 1 ص 149
فلا نرى في احاديث الائمة عليهم السلام مقام الجبر او التسيير في المشيئة او غيرها