ان طبيعة المؤاسة تتبع طبيعة الماساة فاذاكانت تلك الماساة ذاتية وشخصية كان التفاعل معها ومشاركتها من موقع الذات وبالاساليب الذاتية اما اذا كانت تلك الماساة منطلقة في خط الرسالة الانسانية وتتغذى من الامم والشعوب ومظلوميتها هنا لابد ان تكون المؤساة منطلقة عن ذلك و لقد كانت ومازلت كربلاء محيط يستقطب كل الثائرين والمنتفضين من حيث الحكم الظالم الذي يستنزفهم ويسيطرعليهم ومن حيث النظام المنحرف.. فلم تكن ثورة ابوالاحرار ع من اجل ان يتمخض التاريخ عن اشخاص يعيشون الترف والكسل المنزلي والموقعي بكل استرخاء ولين ولايقدمون شيء في سبيل الرسالة والانسان ثم يوحون الانفسهم بقداسة الشعور فيذرفون بعض الدموع حزنا على واقعة الطف.. ان الحسين ع هوالثورة الانسانية المتجددة في بسيل الفكر والمضمون واعادة وعي الانسان بانسانيتة قد يصور البعض الخطر الذي يواجه الإنسان والعالَم أنَّه نتيجة الجهالة التي كانتتستحوذ على بعض الناس والمستوى الثقافي المتدني ولكن عندما بلغنا عصر العلم والتطور والنور عصر التكنلوجيا ومعجزاتها وبعد أن تعرف العقل على كثير من الحقائق والأسرار في الارض والسماء فهو كفيل برفع كلِّالمخاطر وسدِّ كلِّ احتياجات الإنسان ورغباته. كن الجهل ليس هو السبب الوحيد لانحراف الناس ولم يكن هو السبب الاوحد في ذلك بل هو ضعيف واعتبارنسبي على الانحراف وأمَّاالعامل القوي فهو عبادة النفسوالخضوع لها وطاعتها بدون ضوابط ومقننات ذاتية .فحب الجاه والمنصب والعظمة والشهرة،والاستسلام للشهوة والغضب والغرائز الثائرة، وعدم التعادل بين الميول والرغباتوالغرائز، كلُّ ذلك يرجع إلى عبادة النفس وكل ذلك يعود لحب الذات والنرجسية الذي يؤدي إلى الانحراف والدمار والوقوعفي أخطاء مؤلمة.وعلى ضوء هذه الأسباب يتضح الردُّ على ذلك التوهم، ففي هذاالعصر وإن ارتفع الجهل وهو السبب الأول للانحراف لكن يبقى السبب الثاني الأقوىموجودا،......ترى هل الانسان الاسمى والانسان الاقوى والانسى الاعلى يعني الانسان القادرعلمين ؟قد يذهب بعض الاسلاميين الى القول ان الحياة نزاع وصراع للبقاء وهذا ليس صيح كله نعم التنازع والصراع للبقاء هو بعنوان الدفاع عن النفس وهذا امر مشروع وفطري لكن يذهب البعض الى ان الصراع الحرب امر ضروري ومادام هناك انسان ويقابلة انسان اخر فلابد من الاقتتال الاثبات الوجود والبقاءوقدترى اضطراب هولاء فنتشة يقول الدين مثلا اخترعة الضعفاء وماركس يقول بل الدين اوجدة الاقوياء فهل التاريخ كان يسير بهذا الشكل صراع وقتتال بدون هدف مشروع وواقعي لا التاريخ القراني يحدثنا عن صراع الحق مع الباطل الضعيف والمستكبرهكذا نفهم الصراع بين النبي إبراهيم عليه السلام والنمرود، وبين النبي موسى عليه السلام وفرعون... فإنّ القرآن يرسم هذه الصراعات بناءً على أنّ لكل عصر نمروداً أو فرعوناً، ولكلّ نمرودٍ وفرعونٍ إبراهيمَ وموسى... وفي هذه الصراعات ينتصر الحقّ حيناً والباطل حيناً آخر. فيدعونا القرآن إلى الاستفادة من عِبر هذه القصص.في كربلاء نوع قراني مشابة تماما صراع بقاء من نوع مختلف هناك لايكون فيه البقاء للاقواى بل القباء للحق وان خسر ميدانيا فوجود حكومة طاغوتية آثمة جائرة وغاشمة تستغل الحرمات وتشوه الدين وتصادر حق الانسان ومفاهيمه وتلحق أذية كبرى بصورة الإسلام وسمعته والانسانية وطبيعتها المتقاربة وسمعة النبي الأعظم لذلكفإن حركة الإمام الحسين ونهضتة هي إزالة كل هذا الواقع وقلعهواستنفاذ الإسلام وصورة نبيّه وتنظيف سمعة الإسلام والنبي من التشوه والتلوث الذيألحقته بهما ممارسات بني أمية وليس هؤلاء يمثلون عائلة او شخص بمنظار الرؤية الحسينة بل هم يمثلون خط الاستكبار ومنبع الضلالة الذي يجب الوقوف ضدة ومحاربتة في هذا الاتجاه الكربلاء يتعمق الجانب الانساني وتوجية تلك الملحمة الى الانسانية ككل يقع هذا الاتجاه في الطرف المقابل تماماً للاتجاه الديالكتيكيّ الآلي، ويعطي فهماً جديداً وتفسيراً آخر لعملية بناء المجتمع وتحرير الانسانية وتكامل التاريخ.يمنح هذا الاتجاه الأصالة للإنسان وقِيَمه ووجودة ويمنحة الارادة في ذاتة وصميمة ، سواء على مستوى الفرد أم على مستوى المجتمع،او على مستوى الامة في مقابل من يرلا أن تكون الأصالة للعامل الاقتصادي كما كان قد تبنّى الاتجاه الديالكتيكي وارهق ذهنة برؤية فلسفية معقدة لاتنتهي بي المجمتع الى تعقيد اضافي .يقوم أصحاب هذا الاتجاه أولاً بمحاولة فهم الإنسان بشكل عميق، فهذا الإنسان تكمن فيه مجموعتان من الغرائز: مجموعة غرائز ماديّة، وهي الغرائز التي يشترك فيها مع الحيوان.ومجموعة غرائز سامية، كغريزة الدين والأخلاق وحبّ الاستطلاع، وهي التي تميّزه عن الحيوان. ويبلغ الإنسان ذروة الكمال عندما يصل إلى الحريّة المعنويّة التامّة، المتمثّلة بالارتباط التام بالعقيدة والإيمان والاحساس بالوجود والارادة بعد السيطرة على العوامل البيئية الطبيعية والتحرر من الأغلال الحيوانيّة.والشد التسافلي وبالنتيجة فإنّ الإنسان يمتلك قدرة التحكّم بنفسه،وتحديد مصيرة ويملك الاختيار وليس الإنسان مجرّد كائن مدفوع بغرائزه الماديّة وفرد غارق في مصالحه الذاتية والآنيّة.لهذا كانت قوة الإيمان والإخلاص في النية مصدر النصرة وعكسه مصدرالهزيمة :
هذا الدور الطليعي الرائد الذي مثله ابو الشهداء ورائد الاحرار ومعلم الانسانية في العالم الامام الحسين ع واستطاع بجهاده المرير وتضحياتة الجسام مع
الطليعية الانسانية من شتى شرائح المجتمع والاديان والاعراق من ابنائه واقاربه واصحابه ان يدفع ذلك الخطر الجسيم عن شرع جده العظيم مردداً بلسان الحال :
إن كان دين محمد لم يستقم * إلا بقتلي يا سيوف خذيني
من هنا ندرك اهمية دور الموقف الجهادي وقيمة الشهادة والتضحية والاستشهاد وما ترتب على ذلك عبر التاريخ الطويل من حفظ الدين وسلامة وعي الانسانية من الاخطار المعنوية والمادية وصون الامة من الضياع والضلال الذي يعود بها الى سابق عهدها قبل بزوغ فجر الرسالة الاسلامية الخالدة . حيث الجاهلية المقيتة التي لاتعير للانسان أي قيمة او وزن او معنى بل هي صراع الاقوى واستضعاف الاضغف ونعم ها كان نتاج غياب الوعي الحقيقي للانسان بنفسة وطبيعتة ومكوناتة ولم يقف دور الجهاد المقدس عند حدود التاريخ بل انطلق مع الزمن ليعلب دوره الطليعي على يد ابطال الحق وجنود الرسالة ليعطي لكل مرحلة حقها ويلبس في كل حرب لباسها المناسب لها وهذا هو سر تنوعه وتمثله مرة بالكفاح العسكري المسلح واخرى بالكلمة الابية الثائرة وهي التي اشار اليها الحديث القائل
أخي شهيد الله وفقك الله لكل خير في طرح هذا الموضوع.
وأعلم أخي أن ثورة الحسين(ع) لم تكن لقلب نظام أو ثورة تخص طائفة معينة أو دين بل كان لكل الإنسانية وهذا الكاتب المصري محمود العقاد الذي يقول ((أن أستشهاد الحسين كان اكبر أنتكاسة للضمير الإنساني)).
ومن هنا كانت مسيرة الشهادة لأبي الأحرار وأن الوقوف بوجه الباطل يستلزم الكثير من المعاني الرفيعة التي قمتها الاستشهاد وبذل النفس وقد بذلت نفسه الزكية روحي له الفداء مع أهل بيته وأصحابه على مذبح الحرية والوقوف بوجه الظلم الذي ساد في ذلك وليتصحح ديننا اإسلامي بهذا السفر الخالد الذي كان وبقى ديننا محمدياً خالصاً لوجه سبحانه وتعالى.
فتحية لك على هذا الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك.