أنقل لكم هذه القصة التي قرأتها في أحد المنتديات ولأهميتها وتأثيرها احببت أن انقلها لكم لأنها تتعلق باستشهاد هذين الشابين ومدى علاقة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) بالشهداء وقربهم منه ومنزلتهم من ابي الشهداء ولنعرف مدى معاناة الموالين ومدى حبهم لمذهبهم وللحسين والذي يبقى مترسخاً في وجدان وعقل وضمير أي شيعي محب لأهل البيت .
قصةواقعيةمؤثرة.. فلنبك الإمام الحسين
أبو علي الحسيني
تخيل أنك في الصف الأول من المعركة، وصوت الحسين العظيم ينادي : ألاهل من ناصر ينصرنا؟.. وإنك كفرد مطلوب منك أن تجيب أو تستجيب لهذا النداء قبل ان تدبك سنابك الخيول على صدر الحسين العظيم، وعندما تصحو من هذه المخيلة، ومعركةالحسين قد انتهت مكانيا وزمانيا.. ستكتشف أن الامتحان لم ينته، وأن نداء الحسين مازال حتى اللحظة يصرخ بالأجيال ويستحثها، ويشعل جذوتها ؛ لكي يبقى طريق الحق مفترقا عن طريق الباطل، ولكي لا يبقى طريق الحق موحشا لقلة سالكيه.. عندئذ ستكون نفسك هي من تطلب منك بصوتها الخفي، أن تتخذ القرار.
ولكي أسهل لك مهمة اتخاذ القرار، اسمع هذه القصة التي لا يعرفها إلا القليل القليل،وقد حكاها لنا من عاش تفاصيلها وهو رجل كبير السن.. يقول :
في العام 1991وبعد دخول قوات الحرس الجمهوري إلى مدينةكربلاء، وقمعها الانتفاضةالشعبانية، وضرب القبةالحسينية.. والدمار منتشر في كل مكان، والجثث منتشرةبين أنقاض البنايات، وآلة الموت الصدامية تسحق بجنازير الدبابات كل شيء يتحرك، والقوات المختصة وأجهزتها الرهيبة تسوق الآلاف من الشباب إلى المذابح.. يقول صاحبنا الرجل الكبير السن :
كنا حوالى ثلاث سيارات، والأجهزة تأخذنا لا نعرف إلى أين؟!.. ولكن باتجاه الصحراء خارج كربلاء.. يقول : وفي الطريق وجدنا قوات أخرى، فحوّلوا مسارنا باتجاه طريق فرعي.. وهناك أنزلونا في أرض مستوية، تحيط بها التلال.. وبركلات الجنود، والضرب بأخمص البنادق، والشتائم القذرة.. وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع المجرم حسين كامل.. فقلنا مع أنفسنا : هذه هي نهايتنا.. كان متغطرسا مشمئزا، وكنا نتقصد التحديق في التراب ؛ لكي لانرى بشاعة وجهه، ولكن بشاعة ألفاظه وعصبيته تجبرنا للنظر إليه، وفي كل لحظةنقول : سيصدر أمره بإطلاق النار علينا، ونعيد التشهد في كل لحظة.. ثم قال ما خلاصته : من منكم مع صدام حسين، ومن منكم مع الحسين؟..
يقول الرجل : ارتعدنا لهذه المقارنة، وعشرات من فوّهات البنادق مصوبة إلينا، ولم يطل تفكيرناوخيارنا، حتى نهض شاب في حوالي السادسة عشرةمن عمره،وقال بصوت جريء وثابت :
- أنامع الحسين.
فقال له المجرم حسين كامل :
- اذهب وقف هناك!..
ثم ساد صمت رهيب وكان المجرم يتخطى فوق رقابنا، ويتبخترثم رفع يده فاندفع أحدكلابه وناوله بندقية، وهيأها للرمي، فسددها باتجاه الشاب وافرغ فيه طلقات البندقية كاملة.. فسقط الشاب مضرجا بدمائه، ثم عاد والتفت إليناوأعاد سؤاله ثانية :
- من منكم مع صدام حسين، ومن منكم مع الحسين؟..
فنهض شاب آخر بعمر الأول تقريبا وقال
- أنامع الحسين.
فقال له المجرم :
- اذهب وقف هناك بجانب تلك (الجيفة)!.. وطبعا كان يقصدالشهيد الذي أطلق عليه النار.
فذهب الشاب بخطوات ثابتة،ولكن قبل أن يصل أطلق عليه النار، وسقط هو الآخرمضرّجا بدمه.
يقول الرجل : كان حسين كامل مرعوبا، رغم أنه هو الآمر الناهي، ولم يكرر السؤال؛ كيلا يتفاجأ بأن الجميع يمكن أني كونوا مع الحسين.
يقول الرجل : ثم انهال علينا بأقذع الشتائم والسباب في أعراضنا، وشرفنا، ونسائنا.. ثم قال لنا : يله وللو!.. أي اذهبوا!..
يقول الرجل : لم نصدق كلماته الأخيرةإلاحين انهالت علينا الركلات ثانية، فنهضنا بأسرع ما يمكن،وهرولنا على غير هدى، ونحن نتلفت مذعورين، ونتفرّس في وجهي الشهيدين ؛لكي نحفظ ملامحهما جيدا، ولكي نعرف على الاقل من هما؟..
يقول الرجل ساخرا من نفسه : ذهبنا نحن جماعة صدام حسين إلى بيوتنا، وفي الليل في عالم الرؤيا رأيت الحسين العظيم قادما، ومن خلفه الشهداء بكل مهابةعلى خيولهم البيضاء..
فتوقف الإمام الحسين عند الشهيد الثاني، فترجل وقبل الشهيد وحمله ووضعه على فرسه، ثم قال للشهداء :
- هذاالرجل يدفن معي في الضريح.
ثم خطى باتجاه الشهيد الذي قتل أولا،وقبله أيضا وحمله على فرس أحدالشهداء وقال :
أما هذا فيدفن مع الشهداء في ضريحهم.
فسأله أحدالشهداء.
- لماذا ياسيدي والاثنان استشهدا في سبيل الله.
فأجاب الإمام :
نعم، الاثنان استشهدا في سبيل الله، ولكن الثاني رأى الموت بعينيه، وقال : أنامع الحسين.
شكراً أخوتي وأخواتي على قراءة القصة والتي تبين مكانة من يسير على خط الثورة الحسينية الهادرة صوتها على مر الزمان ومقدار المنزلة التي يحظاها وقربه من سيد الشهداء سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين(ع) جعلنا الله من السائرين على خط الثورة الحسينية.