لكن عندي سؤال وحيد و رايت هربت منه مع اني كبرت خطي في السابق لأريك :
ما هي فائدتكم تكرار المواضيع لنسف علم الحديث عندنا مع اننا نمتلك كتب في هذا المجال من عهد الامام علي عليه السلام و لا يعاند ذلك إلا الجاهل او المنافق لانه يعلم اننا نمتلك علم الدراية ؟؟
الحمد لله..
صديقي كتاب بلا عنوان..أُكبر فيك حسن أدبك..والتماسك للعذر إن كان ثمة خطأ..
وسأبدأ من حيث انتهيت فأقول:
فائدة نسف علم الحديث والإسناد عندكم هو بيان بطلان دين الرافضة المبني على الروايات المسندة المليئة بمخالفة كتاب الله وسنة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-, ولذلك نبين هذا الأمر عسى الله أن ينفذ الغرقى في دين الرافضة إلى الحق المبين, والصراط المستقيم..ويدل على هذا الأمر أمور كثيرة بعضها كلمات أئمة الرافضة التي تصف حال رواة دين الرافضة واسمع كلام الإمام الشريف المرتضى الملقب بعلم الهدى في هذا المضمار إذ يقول في رسائله (3/310) في رسالة رقم (49) مسألة في إبطال العمل بأخبار الآحاد :
((والذي يختص هذا الموضع مما لم نبينه هناك: أنه لا خلاف بين كل من ذهب إلى وجوب العمل بخبر الواحد في الشريعة، أنه لا بد من كون مخبره عدلا.
والعدالة عندنا يقتضي أن يكون معتقدا للحق في الأصول والفروع، وغير ذاهب إلى مذهب قد دلت الأدلة على بطلانه، وأن يكون غير متظاهر بشئ من المعاصي والقبائح.
وهذه الجملة تقتضي تعذر العمل بشئ من الأخبار التي رواها الواقفية على موسى بن جعفر عليهما السلام الذاهبة إلى أنه المهدي عليه السلام، وتكذيب كل من بعده من الأئمة عليهم السلام، وهذا كفر بغير شبهة ورده، كالطاطري وابن سماعة وفلان وفلان، ومن لا يحصى كثرة. فإن معظم الفقه وجمهوره بل جميعه لا يخلو مستنده ممن يذهب مذهب الواقفة، إما أن يكون أصلا في الخبر أو فرعا، راويا عن غيره ومرويا عنه. وإلى غلاة، وخطابية، ومخمسة، وأصحاب حلول، كفلان وفلان ومن لا يحصى أيضا كثرة, وإلى قمي مشبه مجبر. وأن القميين كلهم من غير استثناء لأحد منهم إلا أبا جعفر بن بابويه (رحمة الله عليه) بالأمس كانوا مشبهة مجبرة، وكتبهم وتصانيفهم تشهد بذلك وتنطق به. فليت شعري أي رواية تخلص وتسلم من أن يكون في أصلها وفرعها واقف أو غال، أو قمي مشبه مجبر، والاختبار بيننا وبينهم التفتيش)).
فتأمَّل هذا الكلام كثيراً, وليس هو فردا في هذا الباب بل يوجد غيره الكثير, وما نبأ تأصيلات العلامة الحر العاملي في خاتمة وسائل الشيعة عنا ببعيد, وإن شئتَ نقلنا لك ما تقرُّ بع عينك, ويسكن به فؤادك, وترتاح له نفسك -إن شاء الله-..
ويا صديقي العزيز التمسْ لي عذرا إذ لم أستطع أن أفهم كلامك أوكلامك أصحابك ورفاق دربك؛ فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها..وأنا أيضا كثير التماس الأعذار لك ولأصحابك إذا لم تفهموا كلامي..وعزائي في كل ذلك أن متيقن أن الله سيوفق عقلاءاً نبهاءاً يقرأون ويدققون..فيفهمون ويعلمون..ثم يشكرون ويبرِّون حتى لو كانوا من المخالفين -أنار الله بصائرهم, وسلك بنا وبهم سبيل الرشاد-..
وأرجو رجاءا حاراً أن لا تكثروا عليَّ من أسطوانة الهروب؛ فوالله لست بمن يتصف بهذه الصفة..وقد بينت منهجي, وألقيت عذري..فمكرم ومهين بعدئذٍ..
لكل محترم وعاقل ومنصف أجمل تحية..والله يتولانا وإياكم بخير الخيرات, وأحسن البركات..ونسأله أن يجمعنا في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, وحسن أولئك رفيقا..اللهم آمين..