بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واااال محمد الطيبين الطاهرين
محاضره بعنوان
(( كيف نتعلم لغة وفن الحوار والمناقشه من خلال البال تالك والمنتديات ))
القيت من قبلي في حسينية الكرار البالتولكيه
ليوم 31 - ايار - 2007
الحضور اخوات واخوه -- 58
المدخل :-
الحوار :-
هو تفاعل لفظي او كتابي بين اثنين او اكثر من البشر يهدف للتواصل
الانساني وتبادل الافكار والخبرات وتكاملها – ان كانت دينيه او سياسيه او
اجتماعيه - ---الخ
ونمارسه يوميا كنشاط في المدرسه والعمل والبيت والشارع وهنا بغرف وحسينيات البال تالك ومن خلال المنتديات –
وبقدر مايكون حوارنا ايجابيا يكون مثمرا وبناءا في حياة الفرد والمجتمع –
وبعكسه عندما يكون سلبيا يكون هداما لكيان الفرد والمجتمع –
والحوار بالمفهوم الاسلامي – مستويات :-
المستوى الاول – الحوار مع النفس ومحاسبتهاا وهو الحوار الداخلي اذ يكون –
بين النفس الاماره بالسوء وبين النفس اللوامه حتى يصل الانسان الى
حالة الاطمئناااان –
المستوى الثاني - الحوار بيبن افراد المجتمع الاسلامي وفق معاير من الاجتهادات
المختلفه وعملا بمبدأ –
(( التعاون في الاتفاق والاعتذار في الاختلاف ))
والهدف منهااا حفاظا على وحدة الصف الاسلامي -
المستوى الثالث - الحوار بين المسلمين وغير المسلمين الغرض منه اشاعة مبدا
التاخي بين الاديان والملل - لكي يسود الامن والسلام المعموره – من اجل منع الفساد واشاعة الخير –
الغايه القريبه – وهي تطلب فهم الاخرين عن قرب –
واما البعيده - هي اقناع الاخرين بوجهة نظر معينه -
وهنالك للحوار السائد بحياتنا والذي يؤثر في سلوكناا ومسيرتنا الحضاريه
ان كنا افراد او مجتمعات – ولنبدأ بالوان الحوار السلبي والحوار الايجابي –
ولنأخذ اولا الحوار السلبي واقسامه وماهيته وصفا ة ممارسيه وحامليه –
اولا:- الحوار العدمي التعجيزي –
وفيه لايرى الطرف المحاور لغيره غير السلبيات والتركيز عليها متغاضيا الايجابيات بالمقابل له – وينتهي دائما المتحاورين الى طريق مسدود لافائده من التحاور – وينتج هذا الحوار نوع من الاحباط لطرف او للطرفين انفسهم –
لكون المقابل لايفهمك – ونظرته دائما انك ناقص الاهليه - ويسد بوجهك التوصل الى اي تفاهم ايجابي –
ثانيا – حوار المناوره ( الكر والفر )
وهذا التحاور ينشغل الطرفان او احدهماا بالتفوق اللفظي - بغض النظر عن الثمره الحقيقيه والغايه من التحاور – والمراد به هو اثبات الذات بشكل سطحي –
والتبجح والمماطله لتحسيس الاطراف الاخرى المستمعه واللتي تقرأ –
ان فلان من الناس متكلم ومحاجج ولا يستطيع عليه احد – وان كان ذالك تلفيق وافتراء المهم ايصال رساله الى المحيط وليكن المحاور الاخر جسرهااا-
ثالثا :- الحوار المزدوج –
وهو يعطي المحاور والمناقش ظاهر الكلام شئ يختلف عن باطنه –
ويتسلح بالفاض ودلالات ومقاصد مبهمه بسياق كلامه والغايه منه ارباك المقابل واثارته وتنفرزه مما يجعله ان تنتابه العصبيه ويفقد مفردات كلامه فيغيب عنه التركيز – ويتشتت افكاره وطرحه – وبحد ذاته يعتبر عدوان خبيث –
رابعاا :- الحوار السلطوي ( اسمع وستجب ) او نفذ ثم ناقش )
وهذا اكثر الحوارات سائد بحياتنا اليوميه –
الاب والام المتسلطين يستخدمه – والمدرس المتسلط يستخدمه ضد تلامذته –
والمسوؤل ورب العمل المتسلطين –وحتى الادمن والمشرف والاونر –
وهو ان يلغي طرف للطرف الاخر ويعتقده اقل منه قدرا وكفائه ومستوى –
وعليه يجده بمستوى ادنا لايرغب بمحاورة من هو ادنى منه –
وهنا على المقابل فقط السماع للاوامر الفوقيه - والاستجابه دون السوؤال والمناقشه – وهو بحد ذاته الغاء لكيان وحرية الاخر –مما يحجم قدرة ونشاط الطرف الاخر –
خامساا :- الحوار السطحي :-
( لاتقترب من الاعماق فتغرق ) يعني مد رجلك على كد لحافك – لازم تعرف قدرك
وامكانيتك وتتصرف وتعمل على قدرهن – وعليه لاتحاور بامور انت غير كفوء لها
وممنوع عليك التحاور بامور جوهريه وفيها بعد اخر –فيلجأ احد الاطراف الى تسطيح الحوار ضما نا للسلامه – اي كنوع من الهروب وهذا ناتج من القلق النفسي او الاجتماعي -0- بحيث لنبقى نراوح مكاننا ولانذهب بعيدا اكثر من قابليتنا الذهنيه والثقافيه =-
سادسا :-حوار الطريق المسدود :-
ومن بداية الحوار احدهما يتسلح برؤيا او مقوله ( لاداعي للحوار فلن نتفق )
وهو انم يعلن احد الفرقاء المتحاورين منذ البدأ بالتحاور – تمسكه
بثوابت مبرمجه له معده سلفا وكانه جاء بها لغرض الالقاء وموافقة الطرف الثاني
عليها كرها او باالتاثير –وهذا اللون فيه من التعصب الفكري – والارهاب الفكري
ويقود الطرفين او احدهما الى انحسار مجال الرؤيه –
سابعاا:- الحوار الالغائي او التعسفي :-
ويستند هذا على مقوله او تصور ( انه كل ماعداي هو على خطأ )
وهذا يبدي انه يرى احد الاطراف الى نفسه هو المحاور الاصح –
ورأيه السائد والمتبع – معتقدا انه اصح من غيره –
ولا يقتصر على هذه الصفه والممارسه بل يلغي ويسفه اي راي يقابله –
بشكل حوار او نقاش ولا يرى فيه غير السلبيات – والسيئات –
وهذا الحوار يجمع بين الحوار السلطوي والحوار الطريق المسدود –
ثامنااا:- حوار البرج العاجي –
وهو الحوار الوارد بين المثقفين والفقهاء ومنهم على مستويات متقدمه
بمجالات تخصصهم – واغلب حواراتهم فلسفيه او فقهيه او عقائديه –
واغلبها تخرج عن واقع الحياة ومجريات الحياة اليوميه وما تتطلبه من حلول
واغلب الاحيان يمتاز بالحذلقه او ابراز التميز والمفاضله –
ولم يتوصل الطرفان بحالة الاصلاح الايجابي لمعضلات الاطراف والمجتمعات وحل مشاكلها –
تاسعاا :-الحوار المرافق او الموافق ( اي معك على طول الخط )
وهذا ناشئ انه احد المحاورين يلغي حقه واعطائه للاخر مما يجعله ينوب عنه
ويتكلم بديله ويوافقه الرأي ان كان خطأ اوصح – وهو الاستخفاف بالمقابل من مبدأ
( اخذه على قدر عقله ) يمعود جاهل او طفل مايفهم –
والغرض منها القاء المسوؤليه على المقابل –
بحيث عندما يتجه احد اطراف الحوار يمينا الطرف الاخر يتجه يساراا عمداا
والعكس بالعكس - والغرض منها اثبات الذات والتميز والاختلاف –
حتى وان كان ذالك على جوهر القضيه – ومن البدايه لااريد ان اشاطرك الرأي ولا اوافقك المواقف لكل منا رأيه ولا اريد الانقياد وراء افكارك ومخططاتك وحتى وان كانت صائبه وصحيحه –
وهو يلجأ احد اطراف الحوار الى السكوت والصمت لغرض تجاهل او
الرغبه بالمكايده والعناد لااثارة المقابل ونفرزته –
وهو حالة استفزاز خوفا من المواجه لايحترم المقابل ويرد على اسئلته
فيكون متسلحا بالصمت – لاامتصاص الاحراج من الوقوع في امور هو لايعرف
الاجابة عليها فيفضل الصمت المطبق –
هذه اغلبهااا الالوان من الحوارات السلبيه - الهدامه واللتي تقف بالضد من الحركه الايجابيه البنائه لغرض التفاهم والمصارحه عبر الحوار والمناقشه –
ومع الاسف نجدها سائده بين الافراد والمجتمعات خاصتاا مجتمعات البال تالك
والمنتديات –
سوف نتطرق بوقت لاحق عن مواصفاة الحوار الايجابي