15/4/1429
قمت بزيارة إيمان
وسأسرد عليكِ يا وريقاتي الغالية تفاصيل زيارتي
عند الساعة السابعة مساءً توجهت إلى منزل
صديقتي وكنت أعاني من إضطراب
وقلق بسبب زيارتي لها في منزل أهل زوجها كونها تقطن معهم في نفس المنزل
وخاصةً مع الإنطباع اللذي أرتسم في مخيلتي بعد حديث صديقتي عنهم
وما إن طرقت الباب حتى شعرتُ برعشةٍ
بسيطة تجتاحني فكيف سيكون لقائي .. بأهل زوجها وكيف ستكون نظرتهم إلي
فأنا كما إيمان في إلتزامها و مظهرها
فُتح لي الباب من قِبل إحدى العاملات
وقالت :
تفضلي يا مدام.! سيدتي إيمان بانتظارك ..
دخلت وبهرني ذاك القصر الشامخ اللذي
تعيش فيه هذه العائلة الثرية بل الفاحشة الثراء
وما إن رأتني إيمان حتى أتت لي مسرعة و أحتضنتني بلهفة
وهي تقول إيه يافاطمة .. كم اشتقت اليك ..!!!
كيف حالك و ماهي أخبارك؟؟
تعالي إلى غرفة الضيوف
ودخلت معها الغرفة المنشودة ..
وما إن جلسنا حتى أتت والدة زوجها لتلقي علي السلام وكانت ترتدي ثوباً قصيرا عاري الأكمام ..
ورحبت بي بأفضل ترحيب.. ورغم ذلك
أحسستُ أن نظراتها لي كانت مبهمة
واعتذرت بعد ذلك لأنها على وشك الخروج
وما إن انفردنا انا وإيمان سألتها بلهفة عن أخبارها ؟!
فقالت وهي تزفر بضيق
لا جديد الحال كما هو بل إنه يزداد سوء
وبدأت اقتنع بأنني المعقدة وإنني يجب أن
أتخلص من عقُدي..
سئمت العيش في هذا المجتمع اللذي يرى الإلتزام رجعية ولا أستطيع مجاراته
قاطعتها
عزيزتي لو أن ناراً أمامك تشتعل ورأيتي
الناس بأجمعها تندفع للوقوع بها وأنتِ بعيدة
عنها وأتتك إحداهن لتسألك باستنكار لماذا
لاترمين بنفسك في النار
هل كنت لتجيبيها إلى ما تطلب أم تقنعيها بأنه
من الجنون ان تفعلي مثل الآخرين
وإن الله وهبك عقلاً لتميزي به الصواب و الخطأ
قالت بلا تردد طبعاً سأختار الخيار الثاني
وقاطعتها أيضا:
لو أن سيدتنا الزهراء عليها السلام كانت
موجودة في عصرنا الحالي هل كنت
سترتدين مثل حجابها أم ماذا؟؟
قالت بدون تفكير طبعاً سأختار أن أكون مثل الزهراء عليها السلام
قلت لها حسنا إذن اتفقنا
ففاطمة الزهراءعليها السلام
هي نموذج للمرأة المسلمة صحيح ؟!
قالت بلى
قلت ناتي إلى النقطة الثانية إذا أتتك إحداهن
وقالت لك انه لكل إنسان قدوة تتعلق بها روحه فمن قدوتك ..؟؟
قالت وهل هناك أفضل من الزهراء عليها السلام فهي تجسيد حي للمرأة المؤمنة الصالحة
قلت لها وبأي شيء من صفاتها تقتدين؟؟
قالت بإيمانها وصبرها وعبادتها
قلت هل تعلمين إنها عليها السلام حتى في
أحلك ظروفها حين مات الرسول صلى الله عليه وآله
وتعرضت للإمتحان الأكبر بحرق دارها
وايذاءها وخطبتها في الظلمة لم تتخلى لحظة عن حجابها
قالت بلى
قلت وهل تعلمين إن السيدة زينب عليها
السلام كانت تماثل أمها الزهراء عليها السلام
في حجابها ..
وحتى في الملحمة العاشورائية الخالدة وما لقيته من مصائب لم تتخلى
عن حجابها..
ولكن إحدانا لو تتعرض لأقل ابتلاء
كأن يتوه إبنها ترينها تخرج بلا حجاب ولا ستر
طبعا أنا لا الومها ولكن العبرة هنا في قوة
التمسك بالحجاب الكامل لدى هذه السيدة
العظيمة اللتي فرضت إحترامها على العدو قبل
الصديق
ثم تابعت هل تعرفين حقيقة نفور بعض الناس من فكرة الحجاب
قالت مستفهمة لا ؟!
قلت عدم الفهم لحقيقة الحجاب فهم يعتقدون
إن الحجاب يعني أن أبقى بعزلة عن المجتمع
وأحتجب عنهم خاصة من الرجال فلا أراهم
ولا يروني
في حين إن الإسلام لم يمنع المرأة من العمل والتواجد حيثما تشاء
قالت نعم بالضبط هذا ما أعاني منه وهو عدم التفهم للمعنى الحقيقي للحجاب
قلت متابعة لعلك لازلت تتذكرين إننا درسنا
ان المرأة شاركت الرجل في كثير من أعماله
ومنها التمريض للجرحى أيام الحروب
والغزوات وهذا لم يستنكره النبي صلى الله عليه وآله بل أيده
طالما إنها محافظة على نفسها في كل الظروف
إيمان تومئ بعلامات القبول والموافقة
ومن ثم قالت
تذكرت شيئا تخيلي حتى إخوة زوجي ما إن أدخل مكانا حتى
يخرجون منه دون أن أفهم سببا لذلك
فقلت لها وانا اهز رأسي بالتأييد هذا ما كنت أقصده
فالإسلام حين طلب من المرأة أن تتحجب لم
يأمرها بأن تحتجب عن الأنشطة الإجتماعية وأن تعيش بعزلة
وكونك ملتزمة لا يعني إنك لا تستطيعين
التحدث مع اخوة زوجك في حدود الأدب والإحترام واللياقة
فالإسلام ما وضع الحجاب إلا ليحافظ على
هذه الجوهرة المكنونة من نظرات العابثين
فهو يحفظها كلؤلؤة نقية لمن يستحقها
فالصدفة اللتي لاتمس هي اللتي تمنح اروع
اللالئ تماما كالمرأة ..
فالمراة اللتي تسمح للجميع بتصفح ملامح
وجهها وجسدها تصبح تماما كبضاعة تعرض لمن
يستحق ومن لا يستحق
فهل اقتنعت ..؟؟
اومأت براسها ..علامة الموافقة
فقلت حسنا ما دمتي قد إقتنعتي
أريد أن تكوني ثابتة على موقفك ما دمتي
سائرة في طريق الحق وألا تدعي
للشيطان فرصة ليعبث بأفكارك
هزت برأسها ثم قالت وابتسامة تملأ ثغرها:
اكيد ياعزيزتي سأفعل ما تقولين فأنا للحظة
شعرت بظلمة في روحي لكن كلماتكِ أنارت لي الطريق
شكرا لك ..
وهكذا احتضنتها مودعة وقبل أن أخرج قلت لها وانا أشد على يدها
ليس المهم أن يقتنع الآخرون بافكارنا بل الأهم أن نكون نحن مقتنعين
باننا نسير في الطريق الصحيح
وما دمت على الحق بامكانك إقناع الآخرين بافكارك فقط كل ما تحتاجين هو الإيمان بقناعاتك
تحايا اللجنة العامة لمنتديات أنا شيعي العالمية