|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.64 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 07-04-2010 الساعة : 02:09 PM
ثروة بارزاني (ياسر عرفات الجديد) 2 مليار دولار ... وثروة طالبانى 400 مليون دولار
يقول الباحث الأميركى البروفيسور مايكل روبن الذى درس فى جامعة السليمانية قبل غزو العراق، ثم عمل مستشارا كبيرا لبريمر وقوات الاحتلال:
إن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزانى ليس هو الشخص الذى تراه واشنطن مناسباً للتحالف معه طويلاً، فهى تنظر إليه على أنه متغطرس ويميل إلى الاستبداد وهو دكتاتور الأكراد، أو كما وصفه خبير -أميركان انتربرايز انستيتيوت- مايكل روبن بأنه عرفات جديد.
وأن الولايات المتحدة تبحث عن نيلسون مانديلا كردى، ربما لتأسيس -نواة الدولة الكردستانية الكبرى- كما هى فى أذهان الكثيرين من الأكراد.
الغريب أن روبن معروف بمواقفه اليمينية وكان متعاطفا جدا مع الأكراد وكانت القيادات الكردية ترحب به فى كردستان العراق لسنوات.
ومايكل روبن خبير الشرق الأوسط فى (أميركان انتربرايز انستيتيوت AEI) تابع الحالة الكردية ـ الأميركية فى تقريره الذى يجيب عن تساؤله هل الأكراد حليف جيد؟
ويقول روبين: إن الدعم الأميركى لكردستان العراق يصبح مفهوما على المستوى العاطفى من خلال جذور القضية الكردية، فالأميركيون يرون أن الكرد فرصتهم، فيما كسب آخرون استقلالهم. وبقيت هذه المجموعة العرقية الأكبر بدون بلد.
وأفرادها عانوا طويلاً على أيدى الآخرين. ومع أن كردستان العراق أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تقرير مصيرها، فإن قيادتها غير جديرة بالثقة وهى التى تجعل أى تحالف طويل المدى بينها وبين الولايات المتحدة أمراً ليس منطقيا.
وبدلاً من أن تصبح قيادتها الكردية العراقية الحالية مشعلاً للديمقراطية تنحدر لتبدو مصممة على أن تكون أتعس النماذج دكتاتورية واستبداداً. وبدلاً من أن يصبح مسعود البارزانى نموذجاً إقليمياً لنيلسون مانديلا فإنه يخطط ليكون على مسار ياسر عرفات جديد بنسخة كردية.
وعلى الرغم من خطابها السياسى المتكبر الذى يقول إنها مناسبة جداً للتحالف مع الأميركيين، فإن أعمال قيادة كردستان العراق، تـُظهر وبشكل كبير أنها غير جديرة بالثقة.
فكردستان العراقية ربما كانت الرابح الأكبر مما يسمّيه الأكراد تحرير العراق، فالأكراد الآن يتمتعون بالمستوى المعيشى الأعلى فى العراق، مستفيدين بشكل كبير من الاستثمارات الأجنبية، ومتمتعين أيضا بمناخ أمنى أفضل إذا ما قيس بظروف أحسن محافظات العراق العربية.
كما أن عزلتها الدولية قد انتهت. وبدأت الطائرات الأوروبية تجلب إليها المسافرين والسياح من ميونيخ وفيينا مباشرة الى السليمانية وأربيل.
وفى الوقت نفسه يتمتع ضباط وجنود الولايات المتحدة بالراحة والاسترخاء فى فنادق دهوك ومصايف دوكان، والمديرون التنفيذيون لكبار شركات أميركا وأوروبا يعيرون المزيد من الاهتمام لكردستان لاسيما خلال السنتين الأخيرتين.
ويقوم بيتر غالبريث السفير فى عهد الرئيس بيل كلنتون بتكليف من قبل الحزب الديمقراطى الكردستانى الذى يتزعمه البارزانى، رئيس إقليم كردستان، وحزب الاتحاد الوطنى الكردستانى الذى يتزعمه جلال الطالبانى رئيس الجمهورية العراقية الحالى، بمهمة اللوبى فى الولايات المتحدة للتكفل بتهيئة كل الإمكانات السياسية والإعلامية لدعم كردستان بما فى ذلك اقتراح بناء قاعدة عسكرية أميركية كبيرة فى كردستان.
ويضيف روبن الذى عمل فى البنتاغون لعدة سنوات:
وبعد مرور فقط خمس سنوات على سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين وبدء العمل الأميركى فى العراق أصبحت الحالة فى كردستان أمراً مختلفاً جدا عما كانت عليه من قبل، إذ بينما كان الأكراد العراقيون يتمتعون بحكم ذاتى شبه منفصل منذ سنة ،1991 فإن الشكوك كانت تظلل حياتهم بشكل دائم، فقد كانت الثقة فى أوساط الأكراد ضعيفة جدا بالولايات المتحدة وبالأمم المتحدة، وبعمل شىء ما إذا ما تحركت قوات صدام حسين من بغداد لاجتياح كردستان وتحدى العقوبات وكان الجيش العراقى قد اتجه شمالاً فعلاً منتصف التسعينيات، وأقنع الكرد بحقيقة ذلك الضعف.
وفى البحث عن وسائل تحويل كردستان إلى -واحدة ديمقراطية فى الشرق الأوسط- أى الى -موطئ قدم أميركى ـ غربى آخر وأكثر توغلاً من إسرائيل، بحسب تعريف أحد المحللين المناهضين لمشروع قيام دولة كردية مستقلة عن العراق. تشتغل الإرادات السرية والعلنية فى كردستان العراق، ومنذ أكثر من عشر سنوات سابقة لسقوط نظام صدام حسين على التهيئة لمشروع الدولة الكردية.
والساسة الأكراد بدأوا بعد أحداث ،1991 يتعلمون أبجديات لعبة اللوبى الضاغط فى واشنطن لصناعة القرارات السياسية التى قد تصل خطورتها إلى تكوين دول لم يعرفها التاريخ. ورغم انحياز الخبراء السياسيين الأميركان إلى أن كردستان تقدمت خطوات باتجاه هدفها الانفصالى المدعوم أميركياً فى السر، إلا أنهم لا يجدون البارزانى من يستحق هذه الجائزة.
ويقول روبن: فى الأول من مارس -آذار- ،2003 أعطى القرار التركى بعدم المشاركة فى عملية غزو العراق دعماً استراتيجياً غير متوقع للحكومة الإقليمية فى كردستان.
وبينما كانت القوات الخاصة وقوات الاستخبارات العسكرية الأميركية قد شاركت قوات البشمركة والقيادة السياسية الكردية فى الأشهر التى تسبق بدء الحرب.. كان المخططون العسكريون الأميركيون يضعون فى تصوّراتهم الأبعاد المفتوحة لشراكة متينة جداً مع تركيا.
وكان المسؤولون الدبلوماسيون والعسكريون فى كل من الولايات المتحدة وتركيا قد عالجوا فى شهر فبراير -شباط- 2003 مهمة الوصول إلى مذكرة تفاهم تلخص طبيعة أعمال التعاون فى العراق. وكان هناك مسؤولون أكراد عراقيون مقتنعون أن العلاقة التركية مع واشنطن تأخذ الأسبقية.
ولكن رفض البرلمان التركى للاشتراك فى قوات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة حرمها من استخدام القدرات العسكرية الاستراتيجية التركية، وعزز فى الوقت نفسه الأهمية الاستراتيجية للقوات الكردية العراقية بالنسبة لتحقيق الأهداف الأميركية.
وقد كانت نتيجة هذا التفاوت فى المواقف قبيل الحرب، أن انتهت مسألة سهولة الانتقال عن طريق تركيا إلى نزول القوات الأميركية بالمظلات فى مطار حرير شمال أربيل.
ويشير روبن إلى أن قوات البشمركة ربما تكون قد انشغلت بالنهب أكثر من انشغالها بالقتال فى الأسابيع الأولى من الحرب. ولكن مشاركتها رمزياً قوّت العلاقة الممتازة مع القيادة الوسطى الأميركية النازعة إلى الشك والمعتادة على التعامل مع رؤى الزعماء العرب ومقربيهم بالقضية الكردية.
وكان صعباً بالنسبة للكثيرين فى الجيش الأميركى أن يكونوا متعاطفين مع الأكراد العراقيين، فالكثيرون لهم خبرتهم مع الأكراد العراقيين فى 1991 عندما ساعدوا على توفير ملاذات آمنة للهجرات الجماعية أثناء عمليات أميركية عسكرية سرية. ورأى هؤلاء الجنود أن المنطقة الكردية قد شهدت المزيد من التحولات على الرغم من العقبات التى تسببت فيها الزعامة الكردية .
وسهّلت الثقافة الكردية المحلية العلاقة مع الولايات المتحدة. وعلى النقيض من الدبلوماسيين والضباط العسكريين الأتراك كان الأكراد العراقيون يظهرون المزيد من الكرم لزائريهم الضباط الأميركان. مغدقين عليهم فى إقامة المآدب، وفى العموم فإن المجتمع الكردى فى جوانب كثيرة أكثر انفتاحاً من المجتمع العراقى المحافظ والمغلق.
لوبى كردى أميركى
ويضع الحزب الديمقراطى الكردستانى الضباط الأميركيين فى بيوت الضيافة ويقدم للمسؤولين فى الجيش وفى وزارة الخارجية الهدايا التى تتراوح بين السجاد الحرير إلى الجواهر والذهب. وعندما كان المسؤولون الأميركان يرفضون مثل هذه الهدايا خلال فترة حكم سلطة التحالف المؤقتة، فإن بعض المسؤولين المدنيين الأميركيين وبعض الضباط العسكريين قبلوا بعض الهدايا.
وتزايد النفوذ الكردى فى واشنطن أصبح ممثلاً بمسؤولين سياسيين وعسكريين سابقين استأجرتهم الحكومة الإقليمية فى كردستان ليمثلوها. والقيادة الكردية على سبيل المثال تستعين بشركة للوبى والعلاقات العامة تدار من قبل روبرت بلاك ول وهو نائب مستشار الأمن القومى السابق، ليمثل مصالح الأكراد فى واشنطن وليرتب الاجتماعات مع مسؤولى الإدارة الأميركية، وتستأجر الحكومة الكردية المحلية هارى سكوت القائد السابق لكتيبة الشؤون المدنية 404 التى كان مقرها فى أربيل.
وقد ترك مهمته العسكرية ليصبح مستشاراً مدفوع الأجر لرئيس وزراء الحكومة المحلية فى كردستان نيجرفان البارزانى.
وعاد الجنرال المتقاعد جاى جارنر ـ الذى سبق بول بريمر وكذلك العقيد المتقاعد ديك ناب اللذان قادا الإدارتين المدنيتين لفترة ما بعد الحرب فى بغداد وأربيل ـ إلى كردستان العراق بحثاً عن عقود .
وطلب قباد الطالبانى نجل الرئيس جلال الطالبانى رئيس الجمهورية وزعيم الاتحاد الوطنى الكردستانى، الذى يعتبر سفير كردستان فى واشنطن من الأكراد وأصدقاء الأكراد العراقيين التبرع للحملات الانتخابية الخاصة بأعضاء الكونغرس المتعاطفين مع استقلال كردستان.
والمشاركة الكردية فى الحرب مع قوات الولايات المتحدة بالمقارنة مع ما فعلته تركيا جعل القيادة الكردية أكثر قدرة على التعبير عن مطامعها التى تأمل الحصول عليها كمكافأة لها عن جهودها الداعمة لجهود الحرب فى العراق، والتى يلخصها مسعود البارزانى بقوله: -إن مطلبنا الرئيسى من الولايات المتحدة وبريطانيا هو المساعدة فى كفاحنا لإنجاز حقوقنا الوطنية-. وأكد البارزانى قوله: -بعد القوات الأميركية فإن البشمركة أكبر قوات التحالف-.
إسقاط القيادة
وبسبب هيمنة عائلية وعشائرية على أحد الحزبين ومجموعة أشخاص على الحزب الآخر وبالتالى على كل شىء فى كردستان يحث روبين إدارة الرئيس بوش على إسقاط القيادة الكردية كما أسقطت قيادة صدام ويؤكد أن مثقفى الكرد وأساتذة جامعاتهم ومعلميهم ومتنوِّريهم كانوا ينتظرون ذلك. وهم يطالبون بتغيير كردستان كما تغيّر العراق.
ولكنّ عدم انتشار العداء للهيمنة الأميركية فى كردستان هو الذى يعطـّل تنفيذ مثل إجراءات التصحيح هذه، لأن أية عمليات ضد الأميركيين فى كردستان على غرار ما جرى فى محافظات العراق الأخرى، سيؤثر على فرص نجاح الإستراتيجية الأميركية فى السيطرة على العراق بأسره.
فعقيدة بوش جعلت التحالف مع كردستان العراقية حالة طبيعية واعتمدت هذه المبادئ على ما يسمّيها روبين أفكار الدبلوماسية المتحولة والتحويل الديمقراطى التى كانت فى مقدمة الأمور التى تركز عليها خطابات البيت الأبيض التى تتحدث عن سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
وهذه الخطابات كانت تدور بشكل أساسى على فكرة الإشارة إلى مشعل للديمقراطية فى الشرق الأوسط، أو نموذج أو تجربة تفتخر بها واشنطن.. وكان -بوش- ينظر إلى كردستان العراقية على أنها ربما تكون النموذج الأميركى الجديد للديمقراطية والتحول الديمقراطى.
وفى ،2006 أدارت شركة تطوير كردستان التابعة لحكومة الإقليم إعلانات تلفزيونية بثتها فى الولايات المتحدة تؤكد أن كردستان تجربة عملية فى الديمقراطية لمدة عشر سنين.
وبإزاء هذه المبالغة الشديدة، فإن الحزبين الرئيسين الكرديين الديمقراطى الكردستانى والاتحاد الوطنى لا يسمحان بأى تحدّ انتخابى جدّى، وهى الحالة ذاتها التى كانت سائدة فى حكم صدام فى بقية البلد، لكن المحافظات الكردية الثلاث التى يحكمها مسعود البارزانى وجلال الطالبانى كانت أكثر تحرراً من غيرها.
ولم يكن؛ لا البارزانى ولا الطالبانى من الديمقراطيين. فخلال السنوات 1994-،1997 انتهك كلا الزعيمين بشكل كبير حقوق الإنسان فى الحرب الأهلية التى خاضها أتباعهما، والتى يصح أن نسمّيها حرب السليمانية-أربيل، فمعارضوهما اختفوا، وأمر كل من الطالبانى والبارزانى تنفيذ إعدامات عاجلة لسجنائهما من الطرفين وجميعهم من الأكراد.
ويقدر ناشطون كرد فى المناطق التى يسيطر عليها الزعيمان الكرديان- بأن هناك 3000 سجين كردى لم يأت لهم أى ذكر حتى الآن فى سجلات الطرفين، وهم مجهولو المصير تماماً من قبل عوائلهم التى تعرف فقط أنهم كانوا أسرى لدى الطرف الكردى الآخر خلال الحرب التى كانت دائرة لسنوات بين الحزبين المتحالفين اليوم، فيما تـُروى تفاصيل بشعة عن أعمال إجرامية نفذها الطرفان بقطع آذان الأسرى وثقب رؤوسهم وتعذيبهم بطرق مختلفة لأغراض الترهيب والانتقام.
وتشدد منظمات إقليمية لحقوق الإنسان على أن الزعماء السياسيين فى كردستان يمنعون عملية دفاع حقوقية من قبل العوائل التى فقدت أبناءها. وخلال محاكمة صدام سنة ،2006 قابل العديد من الأكراد المثقفين وأساتذة الجامعات والمعلمين بكثير من السخرية تفاصيل تلك المحاكمات التى تجاهلت الجرائم التى ارتكبتها القيادات الكردية التى تحاكم صدام إلا أنها ارتكبت كل جرائمه ما عدا أنها لم تستخدم الكيماوى ضد شعبها الكردى..
توزيع المكاسب والمناصب
وإن كان العراق قد تغيّر، فكردستان العراق هى التى لم تتغير. فبعد سقوط صدام، قال الكثيرون من الأكراد إن إقليمهم الكردى سوف يتحرر ويتحول نحو الديمقراطية على الطريقة التى جرت فى مناطق العراق الأخرى، ولكن أن يبقى على حالته الدكتاتورية، فهذا ما لم يكن متوقعا. وبدلاً من أن يحدث ذلك فإن الإدارة الأميركية عظـّمت القيادة الكردية الدكتاتورية وصار البارزانى يفرض سيطرته المطلقة الشخصية على دهوك وأربيل، مقابل سيطرة الطالبانى على السليمانية. ويؤكد روبين اعتماد الحزبين الكرديين الحاكمين على سيطرة العوائل العشائرية الكبيرة.
والبارزانى عين ابن أخيه نيجرفان البارزانى رئيساً للوزراء، كما خصص ابنه ذا الـ 35 عاماً لإدارة المخابرات الكردية المحلية. ويسيطر أقرباؤه الآخرون على شركة التليفون الإقليمية، والصحف، ووسائل الإعلام.
ومن المعروف أن هيرو خانم زوجة الطالبانى تدير محطة فضائية محلية. وأحد أبنائهما يدير عمليات مخابرات الاتحاد الوطنى، بينما يمثل ابنهما الآخر الحكومة المحلية فى كردستان بواشنطن، أى أنه سفيرها هناك تقريباً.
وعندما جاء الوقت لتوزيع الحقائب الوزارية فى بغداد، فإن كلا من الزعيمين الكرديين رجع إلى عائلته؛ فـالبارزانى أعطى إلى خاله حقيبة وزارة الخارجية، بينما أعطى الطالبانى نسيباً له وزارة المياه والمصادر، كما عيّن نسيباً لزوجته سفيراً فى الصين. وبالنسبة لـ الطالبانى فإنه يعدهما محترفين فى وظيفتيهما، ومؤهلين لهما.
ويسيطر البارزانى والطالبانى على الشركات الخاصة، وبعضها يعود لأقربائهما والأخرى لمسؤولين فى حزبيهما السياسيين. والطالبانى بصفته رئيساً لحزب الاتحاد الوطنى الكردستانى حوّل أراضى الدولة إلى ملكية خاصة للاستفادة من أرباحها. وفى واحدة من الحالات المستمرة حتى الآن، فإنه يستخدم نوكان Nokan وهو اسم لتكتل رجال الأعمال فى حزبه، كوسيط لـرحيل اللاجئين من الأرض التى يرغب الطالبانى فى السيطرة عليها ومنحها كجزء من رعايته لأعضاء حزبه.
ومعروف أن كلا الحزبين الديمقراطى الكردستانى والاتحاد الوطنى يسيطران على القضاء، ولا يستطيع لا اللاجئون ولا المواطنون العاديون استخدام أية وسيلة لاستئناف قرارات القضاء أو الاعتراض.
ويتهم التقريرالحزبين الكرديين الديمقراطى بزعامة البارزانى والاتحاد بزعامة الطالبانى باستنساخ قوانين سيطرة البعث وآلياته، وتطبيقها بحرفية أقسى أحياناً لتحويل كل شىء فى دهوك وأربيل والسليمانية الى ملكية خاصة إما لعائلة هذا أو عائلة ذاك، لحزب هذا أو لحزب ذاك.
وفى النتيجة يزداد الفقراء فى كردستان كلما أثرى عدد من العوائل المحظوظة أو العوائل المناضلة التى لا يمكن أن يستمر حظها فى البحبوحة ما لم تستمر الوقائع اليومية لـ -الوصاية على العقول والقلوب والأفئدة- وأيضا حسابات البنوك والجيوب أى بإحصاء الأنفاس على الناس لكى يخرجوا على قواعد الحكم المستنسخة.
ملياردير ومليونير!!
وأثناء زيارات روتينية إلى ســجون كردستان، اكتشف مراقبو حقوق إنسان مستقلون أن هناك رجال أعمال معتقلين بدون تهم محددة. ويقولون إنهم سجنوا بأمر أحد أبناء البارزانى بسبب رفضهم شراكات مع رجال أعمال من العائلة البارزانية.
ويقول التقرير إنّ ثروتى كل من البارزانى والطالبانى قد زادتا على 2 مليار دولار و400 مليون دولار على التوالى.
وفى الوقت الذى يتصارع فيه أعضاء القيادات السياسية على المكاسب التى يجنونها من وراء مناصبهم، فإنّهم باتوا يخلطون بين مالية أحزابهم ومالية الحكومة الإقليمية الكردية وبين مالياتهم الخاصة.
وعملياً لا فرق حتى عند البارزانى أو الطالبانى بين حساباتهم الفردية وحسابات أحزابهم أو حسابات حكومة كردستان. فالبارزانى مثلاً حول المصيف العام فى - سرهرهش - إلى الاستخدام الشخصى، فيما راح كثيرون من أفراد عائلته ووزرائه، يبنون قصوراً ملكية الطراز على أرض تابعة للأملاك العامة قريبة من المصيف.
مستر 10%
وكشفت مفاوضات النفط الأخيرة التشوّهات الخطيرة فى المجالات السياسية والاقتصادية التى يعانى منها أكراد العراق من دون أن يستطيعوا فعل شىء نتيجة تعسف الحكومة الإقليمية.
فشركات النفط للاستكشاف والتطوير فى أربيل وفى دهوك، تـُجْبَر على أن تكون شريكة فى السر وبصمت مطبق مع طرف يحدده البارزانى. ويقول عدد من المسؤولين المطلعين على مفاوضات النفط إن أشخاصاً لهم علاقة وثيقة بالبارزانى كانوا قد طلبوا ما يصل الى 10% من واردات النفط المستقبلية تذهب لحساب البارزانى و10% أخرى تذهب لحساب حزبه السياسى.
وأن الخزينة العامة لحكومة كردستان المحلية تشكل اهتماماً ثانوياً حتى لو كان النفط - نظرياً - لكامل منطقة كردستان، وليس لخزينة العراق. ومثل هذا التضارب فى المصالح ليس جديداً. فهناك وثائق جرى الاستيلاء عليها بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين تكشف تعاملات مالية بين ابنيه عدى وقصى وبين نيجرفان البارزانى.
وطبقاً لمنظمة محلية غير حكومية مقرها فى حلبجة ، فإن حريقاً مريباً شبّ سنة 2006 لتلتهم ألسنة نيرانه أرشيف اتحاد معلمى الاتحاد الوطنى الكردستانى، مباشرة بعد أن صدرت أوامر محددة بتدقيق أموال مختلسة من الاتحاد.
ولهذه الأسباب ولغيرها وكان الكثيرون من الأكراد العراقيين يأملون أنْ يكون الحضور الأميركى فى كردستان بالذات فرصة لإجراء المزيد من الإصلاحات ومحاسبة الفساد وممارسة الشفافية فى كشف الحقائق للرأى العام ومنع القمع والأساليب الدكتاتورية.
|
|
|
|
|