قال العلي الأعلى في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم،،
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ...آية 56 سورة هود..!!
الله سبحانه وتعالى على صراط مستقيم،،،
وهذا أمرٌ واضحٌ لا يحتاج إلى بيان، إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ...آية90 سورة النحل..!!
ولذلك يقول العلي الأعلى في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم،،
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ...آية 153 سورة الأنعام..!!
إذاً من يكون على الصراط المستقيم يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْي، والله عز وجل يوصي الناس بأن يتبعوا من يكون على صراطٍ مستقيم، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ... آية30 سورة الأحقاف..!!
قال تعالى:
أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ...آية 22 سورة الملك..!!
لنقف على كلمات بن حزم الأندليس ( والذي أثبت ( هو نفسه ) في موضوع طرحنها سابقاً بأن أبا بكروعمر وعثمان قد حالوا اغتيال الرسول صلوات الله عليه وآله عند العقب) وهو يثبت إختلاف عمر بن الخطاب مع أبي بكر..!!
الإحكام لعلي بن أحمد بن حزم الأندلسي أبو محمد ( 383-456هـ ) ج: 6 ص: 231واحتج بعضهم بأن قال روي عن عمر أنه قال إني لأستحي من الله عز وجل أن أخالف أبي بكر
قال أبو محمد:
وهذا يبطل من خمسة أوجه:
أولها
أن هذا حديث مكذوب محذوف لا يصح منفردا هذا اللفظ كما أوردوه وإنما جاء بلفظ إذا حقق فهو حجة عليهم وسنورده بذكر حججهم ثم الابتداء بالاحتجاج عليهم في هذا الباب إن شاء الله تعالى
والثاني
أن خلاف عمر لأبي بكر أشهر من أن يجهله من له أقل علم بالروايات فمن ذلك خلافه إياه في سبي أهل الردة سباهم أبو بكر وبلغ الخلاف عن عمر له أن نقض حكمه في ذلك وردهن حرائر إلى أهليهن إلا من ولدت لسيدها منهن ومن جملتهن كانت خولة الحنفية أم محمد بن علي
وخالفه في قسمة الأرض المفتتحة فكان أبو بكر يرى قسمتها وكان عمر يرى إيقافها ولم يقسمها
وخالفه في المفاضلة أيضا في العطاء فكان أبو بكر يرى التسوية وكان عمر يرى المفاضلة وفاضل ومن أقرب ذلك ما حدثناه عبد الله بن ربيع ثنا عمر بن عبد الملك ثنا محمد بن بكر ثنا سليمان بن الأشعث حدثنا محمد بن داود بن سفيان وسلمة بن شبيب قالا ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال قال عمر إني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف وإن استخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال ابن عمر فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لا يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا مستخلف
قال أبو محمد
فهذا نص خلاف عمر لأبي بكر فيما ظن أنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم
وقد خالفه في فرض الجد ذلك كثيرا بالأسانيد الصحاح المبطلة لقول من قال إنه كان لا يخالفه
والثالث
أن هذا لو صح كما أوردوه وموهوا به وهو لا يصح كذلك موجب لتقليد مالك وأبي حنيفة ولا يتمثل في عقل ذي عقل إن في رحمة عمر لأبي بكر ما يوجب رحمة أهل بكذا لمالك وأبي حنيفة فبطل تمويههم بما ذكروا
والرابع
أن المحتج بما ذكرنا عن عمر ينبغي أن يكون أوقح الناس وأقلهم حياء لأنه احتج بما يخالفه وانتصر بما يبطله لأنه لا يستحي مما استحى منه عمر لأن المحتجين بهذا يخالفون أبا بكر وعمر في أكثر أقوالهم وقد ذكرنا خلاف المالكيين لما رووا في الموطأ عن أبي بكر وعمر فيما خلا من كتابنا فأغنى عن ترداده وبينا أنهم رووا عن أبي بكر ست قضايا خالفوه منها من خمس وخالفوا عمر في نحو ثلاثين قضية مما رووا في الموطأ فقط
فهلا استحيا هذا المحتج مما استحيا منه عمر ويلزمه أن يقلد أبا بكر وعمر وإلا فقد أقر على نفسه بترك الحق إذ ترك قول عمر وهو يحتج بقوله في إثبات التقليد
والخامس
أنه لو صح أن عمر قلد وقد أعاذه الله من ذلك لكان هو وسائر من خالفه من الصحابة وأبطلوا التقليد راجيا أن ترد أقوالهم إلى النص فلأيها شهد النص أخذ به والنص يشهد لقول من أبطل التقليد واحتجوا بما حدثناه محمد بن سعيد ثنا أحمد بن عون الله ثنا قاسم بن أصبغ ثنا الخشني ثنا بندار ثنا غندر ثنا شعبة عن جابر بن يزيد الجعفي عن الشعبي أن جندبا ذكر له قول في مسألة من الصلاة لابن مسعود فقال جندب إنه لرجل ما كنت لأدع قوله لقول أحد من الناس..إنتهى..!!
ونحن ندعو كل يوم أقلها عشر مرات بهذا الدعاء، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ..آية 7 سورة الفاتحة..!!
فمن في طريقه ظنٌ وريبٌ وشكٌ لا يكون على الصراط المستقيم لأن هذا يُـعـتبر ضلالاً..!!
فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ
آية 2 سورة الحشر
منقووووووووول
قال روي عن عمر أنه قال إني لأستحي من الله عز وجل أن أخالف أبي بكر
لفت نظري هذا الكلام و كأني أنتبه له لأول مرة
فعبارة " أستحي من " فيها استخفاف بالله - والعياذ بالله - و كأن مقامه يقوم مع الله مقام البشر من المجاملات مع بعضهم . وكان الأجدر بواضعه أن يقول " أخشى الله".
ومن المعروف أنه يجب على المسلم السني أتباع كتاب الله ونبيه في عدم الخلاف - أما عمر فهذا لا يصح الا اذا سلم بعدم امكانية ورود أي خطأ منه - مما يعني " العصمة" !!!!
و ليس غرابتي في أن هذا الكلام مزعوم - و لكن عدم تصدي أهل السنة في دحضه بشدة, لأنه دليل على غباء الفقهاء الأوائل المؤسسين لمذهب السنة في تهاونهم في تشويه الحقائق بصورة تفتقر الدقة في الفبركة مما يكشفها بسهولة.