كشف تقرير حديث أن معدل بطالة الشباب بالعالم العربي هو الأعلى على مستوى العالم، وأن الدول العربية الأقل نموا مهددة بجيل من المعاقين عقليا وبدنيا، وطالب الدول العربية الغنية بدعم مثيلتها الفقيرة.
وقال تقرير صدر بعنوان "تحديات التنمية في الدول العربية.. نهج التنمية البشرية" إن مجموعة من وثائق منظمة العمل العربية عن عام
2005 تبين أن المعدلات تتراوح بين ارتفاع يبلغ 46% بالجزائر وانخفاض نسبته 6.3% بالإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أنه باستثناء الإمارات، تعاني الدول العربية ذات الدخل المرتفع هي الأخرى من معدلات بطالة بين الشباب حيث تصل بالبحرين إلى 27% والسعودية 26% وقطر 17% والكويت 23%.
وذكر أن معدل البطالة بين الشباب بالدول العربية هو الأعلى في العالم، ووفق تقديرات منظمة العمل العربية بلغت نسبته بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا 25.7% عام 2003 وهو المعدل الأعلى على مستوى العالم، وأعلى من المتوسط العالمي بنسبة 77.8%.
وأكد تقرير صادر على هامش اجتماعات لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بدأت أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة
أن شريحة الشباب تمثل أكثر من نصف العاطلين بمعظم الدول العربية.
وحذر من أنه ما لم يتوافر نموذج جديد للتنمية بالعالم العربي يلبي
هدف توفير الحياة الكريمة والرفاه بالدول العربية الأقل نموا فإن "هذه الدول قد تواجه جيلا من الأشخاص المعاقين عقليا وبدنيا نتيجة عدم حصولهم فترات طويلة على تغذية كافية".
وطالب دول الخليج العربي بتقديم مساعدات لمثل هذه الدول ومنها
اليمن والسودان والصومال، مشيرا إلى أن عدد المحرومين من الغذاء بهذه الدول بلغ 38% من إجمالي عدد السكان بالدول العربية عام
2004 بزيادة قدرها 15% تقريبا عن 1995.
ولفت إلى التباينات الكبيرة بين الدول العربية من حيث مستويات التنمية الاقتصادية والبشرية، وما تم احرازه من تقدم حيال الأهداف التنموية
البشرية المتفق عليها عالميا.
وأضاف أنه رغم تحقيق معدلات نمو اقتصادي مقبولة منذ عام 2000 بالمنطقة، فإن نسبة الفقر العام ما زالت مرتفعة وتصل 40% بالمتوسط، مما يعني أن ما يناهز 140 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر الأعلى.
كما تدل المؤشرات على أنه لم يحدث أي انخفاض في متوسطات الفقر على المستوى العربي خلال السنوات العشرين الماضية قياسا بمعدلات عام 1990.
وبحسب التقرير، تمثل الدول النفطية العربية 13% من السكان لكنها تمثل تشكل 45.9% من الناتج المحلي الإجمالي العربي.
ودعا التقرير الدول النفطية العربية الى تخصيص المزيد من الأموال
لاستحداث وظائف، وتعزيز الأمن الغذائي لدى الدول العربية الأفقر.
وتقول الجامعة العربية إن التقرير نتاج عام كامل من التعاون
بينها وبين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومجموعة كبيرة من كبار الخبراء العرب.
وتم إعداد ذلك التقرير بتكليف من مجلس وزراء التنمية والشؤون الاجتماعية العرب الذي عقد في إطار التحضير للقمة العربية الاقتصادية الاجتماعية بالكويت مطلع عام 2009.
لكن دولا عربية تحفظت على التقرير، حيث قالت البحرين إن نسبة البطالة بين الشباب فيها تبلغ 5% فقط، بينما علقت قطر على المعلومات الواردة فيه لافتة إلى أن العالم العربي بحاجة لقاعدة بيانات دقيقة لا سيما أن معدي التقرير اشتكوا من غياب معلومات كثيرة، كما عارض السودان ما ورد بشأنه.