|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 30554
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 2,817
|
بمعدل : 0.49 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جاسم العجمي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 21-02-2010 الساعة : 06:59 AM
ويكررها بانكسار قلب ودموعه جارية ولم يزل كذلك حتى قذفته الامواج على ساحل البحر فجاء إلى منوله وقد أنطوت اليه الأرض باذن الله تعالى . فلما وصل وجد الباب مغلقا والبيت خاليا من أهله فوقف متحيرا فبينما هو في حيرته اذ مر به رجل من جيرانه فسأله عن أهله فقال له ان السلطان قد أمر بسجنهم لانهم سرقوا قلادة ابنته . فجاء عبد الله مسرعا إلى مجلس السلطان وقال له ان كان قد حكمت على اهلي بالسجن وهم نساء وأطفال فاطلقهم واسجني مكانهم قال صدقت فأمر باطلاقهم وامر بسجن عبدالله فلما صار في السجن وجاء الليل قال في نفسه أني لست بأحسن من الامام موسى بن جعفر الذي بقى في سجن هارون الرشيد سنينا ولست بأحسن من الامام زين العابدين الذي أدخلوه في مجلس يزيد بن معاوية مقيدا وعند ذكر الامام زين العابدين جرت دموعه على خذه وجعل يبكي ثم أخذ يقول :
ناد عليا مظهر العجائب
تجـــده عونا لك في النوائب
كـــــل هم وغم سينجلي
بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
ويكررها بخضوع وخشوع وانكسار قلب ودموعه جارية إلى أن جاءت ليلة الجمعة ولما لم يجد من المال ليشتري به من الحلاوات ويقرأ مدح حلال المشاكل وينفقه في حبه بات تلك الليلة وهو باكي العين حزين القلب وعند قرب الفجر سمع هاتفا يقول له يا عبد الله إذا أصبحت امضي إلى باب السجن ستجد قطعة من النقود الذهبية فخذها وكل من مر بك أعطه القطعة الذهبية واطلب منه أن يصرفها ويشتري لك شيئا من الحلاوة واقرأ مدح حلال المشاكل حتى يخلصك الله مما أنت فيه من البلاء العظيم .
فلما صار الصباح جاء عبد الله إلى باب السجن فوجد القطعة الذهبية كما أخبره الهاتف فأخذها وبقى واقفا ينتظر اذ مر به شاب على فرس فناداه عبد الله وقال له خذ هذه القطعة واصرفها واشتر لي شيئا من الحلاوه حتى أقرأ مدح حلال المشاكل ووننفقه في حبه فلما سمع الشاب من عبد الله هذا الكلام قال له هذا المال قد سرقتموه وتقولون من عند الله وببركة حلال المشاكل فلما سمعه عبد الله انكسر قلبه وجرت دموعه وقال اللهم اكفني شر هذا الشاب والقني خيره ببركة حلال المشاكل علي بن أبي طالب عليه السلام . ثم ان الشاب لم يكاد يتقدم بضع خطوات حتى نفرت فرسه به وسقط على وجه الأرض مغشيا عليه كالميت فبلغ الخبرإلى ابيه وجاء مسرعا مذهول الرأي طائر العقل واجتاز في طريقه على السجن الذي فيه عبد الله فناداه وقال له يا هذا ما الذي حل بك أراك مذهول الرأي فقال له أتاني خبر عن ولدي انه قد وقع من على فرسه على وجهه الأرض مغشيا عليه فحل بي ما تراه فهل عندك وسيلة تنجيه قال له عبد الله لا بأس خذ هذه القطعة واصرفها واشتر بها شيئا من الحلاوة حتى أقرأ مدح حلال المشاكل أمير المؤمنين فقال له الرجل حبا وألف كرامة لله عز وجل ولعلى حلال المشاكل هات ما عندك يا عبد الله . ثم مضى وأخذ ما طلبه عبد الله وأتى به مسرعا إلى عبد الله فتناوله من يده وأخذ يقرأ مدح حلال المشاكل ويكرر من قول ناد عليا مظهر العجائب تجدة عونا لك في النوائب كل هم وغم سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي والرجل يقول يا الله بحق محمد وبحق حلال المشاكل حل مشكلتي ولم يزل كذلك حتى اتاه رجل وبشره ان الله عافى ولده بقدرته وببركة حلال المشاكل فمضى إلى منزله فرأى ابنه في غاية الصحة والسلامة فقال يا ولدي ماذا حل بك فقال يا أبي قم بنا إلى مجلس السلطان لاحدثه عن معجزة حلال المشاكل بين الناس . فجاء إلى السلطان وأخبره بكل ما رأى قال لما مررت على السجن وقال لي عبد الله ما قال قلت له المال كله سرقتموة وتقولون من عند الله وببركة حلال المشاكل ومضيت فلم اخطو الا قليل حتى سقطت على وجه الأرض وغشي علي فسمعت هاتفا وأنا في غشوتي يقول يا فتى يقول لك حلال المشاكل أمض ألى السلطان وأخبره بين ملأ من الناس ان عبد الله وأهله بريئون من هذه التهمة وان قلادة ابنتك قد اخذها طائر وعلقها على غصن شجرة من أشجار البستان في مكانه كذا وكذا فتعجب السلطان ومن معه من كلام الشاب . ثم أنه قام ومن معه وجاءوا إلى البستان لينظروا صحة الخبر فلما وصلوا إلى الشجرة التي وصفها الشاب وإذا بطائر انقض من الهواء وأخذ القلادة من على غصن الشجرة وهم ينظرون وألقاها بين يدي السلطان فلما نظر إلى ذلك زاد اعجابه وقال لا نريد أثرا بعد عين . ثم رجع إلى مجلسه وأمر باحضار عبد الله من السجن مكرما محشوما فلما أحضروه قام السلطان واعتنقه وقبل ما بين عينيه وجعل يعتذر اليه بما ارتكبه في حقه من سجنه واهانة حرمه وقال الان صدقت ان كل ما عندكم من مال ونعمة من عند الله وببركة حلال المشاكل . ثم أمر بارجاع ما أخذ منه حتى أرضاه ومضى عبد الله إلى منزله فرحا مسرورا بما أنعم الله عليه وعاش باقى عمره في أحسن حال وأرغد عيش هو وزوجته الصالحة وعياله إلى أن أختاره الله .
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
تابع أنشاء الله
|
|
|
|
|