|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 47030
|
الإنتساب : Jan 2010
|
المشاركات : 109
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
أخلاق الزهراء
بتاريخ : 23-01-2010 الساعة : 07:51 AM
أخلاق الزهراء أخلاقها تجسدت في شخصية فاطمة مختلف أبعاد الأخلاق الإسلامية التي دعت وأكدت عليها التعاليم القرآنية ، ولقد ضربت المثل الأعلى للمرأة المؤمنة الكاملة ، وهذا ما نراه واضحا ، وجليا من خلال استقراء سيرتها وفي مختلف الأبعاد الإنسانية ، فقد ورد عن علي قال : كنا جلوسا عند رسول الله فقال : أخبروني أي شئ خير للنساء ؟ فعيينا بذلك حتى تفرقنا ، فرجعت إلى فاطمة ، فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله وليس أحد منا علمه ، ولا عرفه . قالت : ولكني أعرفه : خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال فرجعت إلى رسول الله فقلت يا رسول الله ، سألتنا : أي شئ خير للنساء ؟ وخيرهن أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال . قال : من أخبرك ، فلم تعلمه وأنت عندي ؟ قلت فاطمة فأعجب ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال إن فاطمة بضعة مني .
والذي يظهر من هذه الأحاديث أن فاطمة حددت الضابطة الكلية التي فيها خير المرأة والصلاح لها في الحياة الدنيا والآخرة ذلك هو أن لا يرى المرأة رجل ولا ترى رجل ، وفي أمر ورد أيضا عن الإمام موسى بن جعفر استأذن أعمى على فاطمة فحجبته . فقال رسول الله لها : لم حجبته وهو لا يراك ؟ فقالت : إن لم يكن يراني فأني أراه ، وهو يشم الريح ، فقال رسول الله أشهد إنك بضعة مني .
وسأل رسول الله أصحابه عن المرأة ، ما هي ؟ قالوا : عورة : قال فمتى تكون أدنى من ربها ؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة ( عليها السلام ) ذلك قالت : أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فقال رسول الله : إن فاطمة بضعة مني.
أقول : يظهر من هذا الحديث أن الرسول سأل أصحابه ولم يكن فيهم علي ، وهذا معارض للحديث الأول من حيثية وجود علي ، فالحديث الأول بين أن الإمام علي يعرف جواب السؤال الذي سأله الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذا مخالف لكثير من الأحاديث التي تبين مقام علي ( عليه السلام ) العلمية ولذا سيكون من حيث الدلالة الحديث الأخير الذي قدمناه وهو الأصح ، وإلا لو كان علي حاضرا لأجاب على سؤال الرسول وخاصة نحن نعلم أن علي وفاطمة أحدهما كفوا للآخر في كل الأمور التي أقرأتها الأحاديث التي وردت عن لسان المعصومين . وأعطي لك شاهدا واحدا من خلال استقراء أحاديث العلماء والصالحين في قضية أخلاق فاطمة الزهراء تاركا لك مراجعة أقوال الآخرين فضلا عن أحاديث أهل البيت الذي هي بحر عميق لمن أراد الغوص فيه واستخراج الدرر المتناثرة فيه ، ومن هذه الأقوال .
لم تكن الزهراء امرأة عادية كانت امرأة روحانية امرأة ملكوتية . . . كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة نسخة إنسانية متكاملة . . . امرأة حقيقية كاملة . . . حقيقة الإنسان الكامل ، لم تكن امرأة عادية ، بل هي كائن ملكوتي تحلى في الوجود بصورة إنسان . . . بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة . . . فقد اجتمعت في هذه المرأة جميع الخصال الكمالية المتصورة للإنسان وللمرأة . إنها المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء . . . المرأة التي لو كانت رجلا لكانت نبيا . . . لو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله .
غدا يوم المرأة حيث ولدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيتها ، غدا ذكرى مولد كائن الذي اجتمعت فيه المعنويات ، والمظاهر الملكوتية ، والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية ، غدا ميلاد الإنسان لجميع الإنسانية من معنى ، غدا ميلاد امرأة بكل ما تحمله كلمة " المرأة " من معنى إيجابي . أن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل ، وإن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الإنسان أدنى مراتب المرأة ، وأدنى مراتب الرجل ، بيد أن الإنسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقا من هذه المرتبة المتدنية ، فهو في حركة دؤبة من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب ، إلى الفناء في الإلهية وأن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء ، التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية ، بالمدد الغيبي وبتربية رسول الله لتصل إلى مرتبة دونها الجميع . امرأة هي مغفرة بيت النبوة وتسطع كما تسطع الشمس في جبين الإسلام العزيز ، امرأة تماثل فضائلها الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير متناهية . . . امرأة لا يفي حقها من الثناء كل من يعرفها مهما كانت نظرته ، ومهما ذكر لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر أفهام المخاطبين ، واستيعابهم فمن غير الممكن صب البحر في جرة ، ومهما تحدث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها . إذن فمن الأولى أن نمر سريعا من هذا الوادي العجيب . وكانت الصديقة فاطمة عابدة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، فمتى ما كانت تقوم في محرابها بين يدي الله تعالى ، زهر عند ذلك نورها لملائكة السماوات والأرض كما نير هو نور الكواكب لأهل الأرض ، وروت هي سلام الله عليها أنها قالت : سمعت النبي يقول : إن في الجمعة لساعة لا يراقبها رجل مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه . فقلت : يا رسول الله أي ساعة هي ؟ قال إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب . لذا نجدها سلام الله عليها كانت تقول لغلامها اصعد على الظراب فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلى للغروب فأعلمني حتى ادعوا ولذلك نجد في كتب الأدعية والزيارة استحباب قراءة دعاء السمات آخر ساعة من يوم الجمعة تأسيا بما ورد عن لسان فاطمة عن أبيها رسول الله .
وورد عن الإمام الحسن أنه قال : رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى أنصع عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشئ فقلت لم لهذا يا أماه ، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ ! فقالت : يا بني الجار ثم الدار ، وأخيرا قول الحسن البصري الذي قال في حقها : " ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة كانت تقوم حتى تتورم قدماها " .
|
|
|
|
|