قراءات في النهضة الاسلامية
اذاكان العالم الغربي قد انتهى من اشكاليت النهضة وشروطها فان العالم الاسلامي والعربي مازل يعيش عقدة التسطيح ونظرية التطرف والانكفاءوفي زمن الرسول كان الاسلام بانفتاحة الحضاري ومشروعة العالمي هوالعلاج الانساني النهضوي لكن ونتيجة لعوامل التخلف والقبلية بعدالرسول والانقلاب على عناصر المشروع الالهي المتمثلة بلامام علي علية السلام تراجعت احد اهم اطراف المعادلة وهي القيادة المعصومة وبدء الفكر الاسلامي يتعاطى مع الحضارات المختلفة بصورة متفاوتة نسبيا ولعلة حقق بعض الخطوات المتعثرة نحوالنهضة النسبية في فترات تاريخية
إن النهضة تقوم وتتولد بعمليتين مترافقتين متلازمتين هما
: إجراءات عمليةواقعية.. ورؤية فكريةنظريةصحيحة.. فبمقدار ما تكون الرؤية الفكرية معمقةومركزة في توصيف الحاضروفهم الواقع وتشريح الماضي وتحليلة واستشراف المستقبل،وتوقعة بمقدار ما تكون النهضة ناجحة وذات أثر مستمر،فعال وهذا ما حدث في أوروبا التي قامت على العقلانية، واحترام حقوق الإنسان رغم الاخطاء والانهيارالروحي وهذا بحث اخر
والإسلام دين عقلاني. والعقل هو القاسم المشترك الأعظم بين البشر على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم. وأن إبراز الجانب العقلي في الإسلام، هو العامل الأكبر والفعال لفتح أبواب النهضة.و ما يقود إلى التنوير والإصلاح، هو فهم الدين فهماً صحيحاً يتوافق مع العقل الحاضر وربما يعترض علينا بعض اخوة الاستخدام مصطلح توافق فالنقل توثيق وهوالاصح ..توثيق لا يتناقض معه أي العقل الحاضر كما هو حاصل اليوم في العالم العربي والاسلامي المخالف للقواعد الاساسية في مشروع النهضة الاسلامي والتفاعل والحوارالحضاري الا وهو قانون الاجتهاد واستنباط المعرفة الشرعية من النص
العقل حاجة انسانية
هذا مايميز الكائن الإنساني عن باقي المخلوقات بأنه كائن يهدف إلى تحصيل المعرفة العقلية من أجل إشباع حاجاته المادية و الروحية و هو للوصول إلى المعرفة يستخدم عقله مفكراً عبر مراحل استدلالية مختلفة و متعددة عبر مقدمات متسلسلة يستنبطها حدسه العقلي وفق قانونين اساسييا هما القناون العقلي العملي والنظري حتى يصل للنتائج الصحيحة ، لذلك اخترع المتقدمون من الحضارات القديمة قواعد و ضوابط عقلية أسموها بالمنطق حتى تصبح ثوابت عامة في المعرفة الإنسانية. ذلك أن الإنسان قد لا يصل غالباً إلى المعرفة التي تكشف عن الواقع او قد يضع لنفسه معرفة تطابق هواه و رغباته ومصالحه لذلك يخطئ كثيراً في تحصيل المعرفة او استخدامها بالصورة الصحيحة. اذا كان الإنسان كائن مستدل عقلاني فأن نمط حياته العام يتشكل حسب نوعية الحركة المعرفية التي يتخذها و حسب أساليبه الاستدلالية، و قد تتخذ أمة كاملة منهجاً استدلالياً و معرفياً خاطئاً يقودها إلى اتجاه معاكس و لا يوصلها إلى أهدافها.وبالتالي تسقط في متاهات الجهل المركب اصدق مثال هي المنظومة السلفية الحالية
و تغيير كثير من الأخطاء التي نعيشها و تغيير واقعنا إلى واقع جديد سليم يعتمد بشكل كبير على كشف الأسلوب الذي نفكر به وبنياتة وقواعدة وسلامتها ، فإذا كان واقعنا سيئا ومريرا فهذا يعني أننا نفكر بأسلوب خاطئ ولابد من أن نغير أساليبنا الفكرية و الاستدلالية لتغيير هذا الواقع المتخلف.
التفكير السطحي
الذي هو أحد آفات الفكر التي تحجم الاستدلال وتنمع شروط النهظة وتعرقل الصحوة وتنتج الخلل الفكري وتعيدة في رحم المجتمع ، فالإنسان الذي يغرق في مشاكل حياته اليومية يصبح عاجزاً عن التفكير المنهجي و المنظم، و حين تسيطر عليه الجزئيات الذهنية والمفردات الثقافية المحدودة واحادية التفكير والتسطيح التجريدي لادوات المعرفة يصبح تفكيره مجرد رد فعل حسب الاستجابات التي تطرأ عليه خارجاًقانون الفعل ورد الفعل العقلي او القضية الشرطية لفان لوف ، فهو حينئذ مجبر على التفكير في قضايا جزئية معينة و يعجز عن خلق أفكار و ابداع أشياء جديدة ومحاورة العقول الاخرى ونتاجها الفكري والعقلي والاخذ منهم والاستمداد والمعرفة . لذلك تصدر أغلب الافعال بدون تفكير اوبتفكيرمسبق لفكرة مشوة او ناقصة الدلالة و حين نقع في الاخطاء فاننا حينئذ نحاول أن نفكر بذلك و نخلق أفكاراً لتبرير سلوكنا و الدفاع عن اخطائنا و هذا هو منطق التفكير العاطفي وهو عكس التفكير المنطقي لانه يستهدف الدفاع لا البرهان
، فالذين يفكرون قبل ان يعملوا هم قليلون والذين يعملون دون ان يفكروا هو ولاشك كثيرون في مجتمع تعلم وتربى على ان يكون محدودا لايفكريقلد لاينقد ينتظر لايبادر. و عندما يحاول ان يبرر الإنسان سلوكه الخاطئ و يعمل دون تفكير منهجي منظم مسبق يستمر في الوقوع في الاخطاء حتى يتأقلم معها و تصبح من الملفات المؤجلة و العادات المتجذرة، فتصبح تدريجياً حالة طبيعية متأصلة في سلوكنا بدون ان نشعر بذلك.ونفقد اساسيات المشروع الاسلامي الا وهو الانفتاح الدعوتي من الثوابت الى الاهداف
ان التفكير السطحي السريع ينعكس فقط في فهم الظواهر فهماً شكلياً سطحيا متعجلاً معتمداً على الخبرة الشخصية الذاتية المحملة بانطباعات و تصورات ذاتية مغرورة دون أن يخترق الاعماق ليفهم الواقع ويحلل معطيات الفكر الصحيح فهماً تحليلياً للوصول إلى الاسباب و العلل. و التحليل الفكري العميق يعطي الكثير من النتائج المذهلة للفكر الإنساني حيث يخلق مجموعات متوالية من الولادات الفكرية المبدعة و المفيدة.
وهنا لابد من فهم شروط النهضة المتوقف على فهم رسالة الاسلام الرسالة الموجه للعقول والارواح
الحضارة الاسلامية وفهم الاخر
الواقع أنه لا أحد، لا في الغرب ولا في الشرق، يستطيع أن يدعي أن الحضارة الإسلامية حضارة منغلقة تنحو نحو الصراع وترفض الأخذ والعطاء وتغلق باب الحوار. فالحضارة الإسلامية كانت منذ قيامها ولا زالت ملتقى حضارات وثقافات ونظم قيم. الجميع يعرف أن الحضارة العربية الإسلامية بدأت بدوية صحراوية في الجزيرة العربية، ولما احتكت بالحضارة الفارسية تبنت معظم، إن لم نقل جميع، مظاهرها الحضارية؛ ليس فقط على مستوى المأكل والملبس والحياة الأسروية الخاصة، بل أيضا على مستوى الأدب والفن والتنظيم الاجتماعي ونظام الحكم، بل لقد شجع جو الحوار الثقافي الحضاري، الذي ساد فيها، المثقفين الذين كانوا ذوي ميول يونانية إلى إبراز مآثر الحضارة اليونانية فدخلوا في حوار تنافسي مع المثقفين ذوي الميول الفارسية. وهكذا جرى داخل الحضارة العربية الإسلامية حوار تنافسي بين الثقافتين الفارسية واليونانية، الشي الذي حفز ذوي الثقافة العربية والإسلامية على الالتحاق بميدان المنافسة فأبرزوا مآثر العرب ومناقب الإسلام مع الاعتراف للحضارات الأخرى بفضلها،
هذا الطابع التعددي الحواري الذي تتميز به الحضارة العربية الإسلامية معروف لدى الغرب، يعرفونه من خلال دراستهم لتاريخهم: هم يعرفون أن الحضارة اليونانية قد انتقلت إليه عبر الحضارة العربية الإسلامية، وأن معرفتهم بالحضارة الفارسية والهندية تدين بالكثير للعرب والمسلمين.
وهم يعرفون أيضا أن هذا الانفتاح على الآخر، الذي تتميز به الحضارة العربية الإسلامية، لم يكن مقصورا على العصور الوسطى، بل يعرفون جيدا أنه الطابع المميز لها في العصر الحديث أيضا لقد فهم الغرب مفردات الحضارة الاسلامية بشكل متغاير متفاوت لكن باجماع ع انها من اعظم الحضارات البشرية وكان هناك تفكير لتفكيك بنية هذة الحضارة المتماسكة نسبيا فكان قرارمجمع فييناعام 1312م الذي تم فيه استحداث مقاعدلدراسة اللغة العربية والقران والحديث النبوي والفكر الاسلامي في جامعات اوربا السوربون وكيمبردج واكسفوردوغيرها للوصول الى تشخيص الوسائل المنتجة للفصل بين المعرفة الاسلامية وقدرتها على التحول الى سلوك ثابت فردي وجماعي للامة كان دليل كبيرع ان الامة الاسلامية تعاني من اشكل الهوية ومعرفة الذات لقد ادت هذة الدراسات الى غزوالعالم الاسلامي بحملاات اطلق عليها الاستشراق كما يذكر ادورد سعيد في كتابة الاستشراق
وتطورالغزو الاستشراقي الى غزوميداني عسكري لسبب بسيط هو ان المسلمين لم يكون ع وفاق مع المستشرقين ثم بدات مرحلة تصديرالعولمة ولعل كتاب قاسم امين تحريرالمراة وكتابة المراة الجديدة خيردليل على ذالك فقد هاجم المتبنيات الفقهية الاسلامية ومع كتاب الاسلام واصول الحكم لعلي عبدالرزاق وما انتجة من موقف من الخلافة الاسلامية وهوترجمة الافكارالمستشرق سيرتوماس ارنولدمهدالى تجربة جمعية تركياالفتاة وانقلاب اتاترك ثم هوجمت النصوص الاسلامية الاساسية في كتاب طه حسين الشعرالجاهلي في هذة المرحلة احرج العالم الاسلامي خاصة بعد سقوط الخلافة العثمانية ودخل مرحلة الارهاص لكي يبلور مشروعة النهضوي الاسلامي
معرفة الاخر
ان المنظومة منذونشوءهااقصد المنظومة الدينية الاسلامية حاول الفكرالاسلامي ان يتعامل مع الاخر بتوازن لكن كان هناك تفريط على حساب الفكرالاخر واقصاء من قبل المفكرين المسلمين ومن يقراء ادبيات الفكرالاسلامي من خلال مفكرية ومنظرية يلاحظ ذالك مثلا
محمدباقرالصدرقده تعامل مع الاخرباتزان نسبي فقد تعامل رض مع عدد من الاطروحات المتقاطعة مع الدين ونقدهاواستفاد منها بل وعبرعن احترامة لبعض رموزها نجدهذاواضحا في كتب من قبيل اقتصادنا او الاسس المنطقية للاستقراء اوالسنن التاريخية بحيث كان مشروعة التفسيري المعروف بلتفسير الموضوعي يشكل فهم الاخر وركيزة اساسية فية ولعل السيد قده من اكثر المفكرين اقتراب من الفكر الاخر وتعامل معة بمهنية معرفية وذكاء حاد ورؤية اسلامية واذا كان محمد باقرالصدر قده اصبح محبوبا ومقدسا بين اوساط المتدينين فليس ذالك بسبب افكارة فقط بل بسبب تفاعله مع قظايا الامة من الداخل واستشهادة لهاوفي سبيلها
وهناك من تعامل بسياق السيد قده لكن بفهم اقل وشمولية اضيق امثال حسن حنفي ومحمد مهدي شمس الدين رحمه الله والسيدالشهيد موسى الصدرقده والسيد محمدحسين فضل الله رعاه الله المعروف بدقتة السياسية
اما المفكرعلى شريعتي فقد مثل اعتدال شبة متوازن ففي كتابة التشيع الصفوي والتشيع العلوي نلاحظ افتقاربحثة لمنهجية الرواية في التصنيف مما اثار حفيضة العلماء على كتابة المعروفة امثال المرحوم المجاد مرتضى العسكري
هولاء وغيرهم اسماء لمفكرين ظهرو في النصف الاخيرمن القران الماضي مثلوا الاعتدال والتوازن مع تفاوت نسبي بينهم طبعا
ولكن احبائي نجد بلمقابل شكلااخر من التفكير حيث تكمن الروح الاقصائية الانفعالية التي قد تصل الى هدردماءمن يختلف معهاوتتحكم هذه الروح والذهنية الالغائية بكل الانساق الى درجة تصل الى حدالانكماش والتقوقع البغيض والذهنية الاقصائية والتي نسميها التكفيرية فقهينا
هذا النمط الاصولي للاخرتمثل ايضا بسيد قطب رحمة الله فسيد قطب يرى نفسة مصلحا كبير لانة يعيدفهم الاسلام بطريقة اصولية لكنة رحمة الله اقترف خطء تاريخي كبير جدا ادى الى تاسيس وانتاج نمط سياسي خطير سبب للامة كوارث وعنف غيرمسبوق باسم الاصلاح ومفهوم الجاهلية الحديثة الذي انتجة سيدقطب ومصطلح المجتمع الجاهلي كان اكبرخطء وقع فية قطب وبرر للكثيرين القمع والقتل والتفخيخ فطبق التلميذ الا بار لسيد قطب ايمن الظواهري فكرسيد قطب بتنظيم القاعدة والحركات الاصولية الجهادية التي تتحرك تحت العنوان نفسة الذي كان هو نتاج هذا الطرح الاقصائي من قطب
اذن
علينا ان نفهم الاخر ونعيش معة حالة حوار عقلي منفتح على قضايا الحياة المختلفة وبدون اقصاء او تحريب نستطيع ان نحتوى الافكار المضادة والتي تتقاطع مع الدين
لقد علمنا اهل البيت ع ان نحترم العقول وان اختلفت معنا وان ناخذ الحكمة ولو من اهل النفاق فهي غاية المؤمن ونتاج التجربة الانسانية الطويلة بل نلاحظ ان الاسلام كمنظومة معرفية فلسفية ليست قائمه بذاتها انما من خلال التفاعل مع الحضارات اليونانية والفارسية والاخذ والاقتباس منها وتطوير فلسفتها المعرفية وانتاج رؤية اسلامية وادبية خاصة ولايمكن فصل الفكر الاسلامي المعرفي عن الحضارات الفلسفية التي تفاعل معها الا بتجريد العقل الاسلامي من ذاتيتة وهذا امر محال ولم يقل بة اشد التيارات الاسلامية تطرفا