اهدى النبي صلى الله عليه وآله فدك الى بضعته الزهراء بوحي من الله تعالى حيث قال تعالى فآت ذا القربى حقهم في سنة سبعة من الهجرة وبقية بيدها اكثر من ثلاث سنين فهل تغيرت حياة الزهراء والامام علي عليهما السلام حيث ان فدك كثير الغلاة وفيرة الثمار كلا والف كلا فلم يزل ذلك القرص من الشعير ولم يزل ذلك الملح او اللبن وهناك سؤال يتبادر الى الاذهان وهو اين تذهب غلات وثمار واموال فدك والجواب لقد كانت تقسم على الفقراء والمحتاجين من المسلمين بينما الامام علي وفاطمة عليهما السلام يعيشان حياة الزهد والعزوف عن الدنيا وزبرجها وهنا تتبادر اسئلة اخرى لماذا استولى عليها الحكام ومنعو من استمرار انفاق ثمارها في سبيل الله ومن انتفاع الفقراء والمحتاجين لها ولماذا هذا الاصرار من الزهراء والامام علي عليهما السلام بمطالبتها بفدك وسهم خيبر وبأرث الزهراء من ابيها وغير ذلك فهذا الاصرار على تحدي السلطة في اجراءاتها الظالمة ومغاضبة الزهراء للغاصبين حتى توفيت حيث اوصت ان تدفن ليلا كل ذلك يجعلنا نتسائل عن السر الكامن وراء تلك المطالبة وذلك الاصرار ولعلنا ان نستلهم من ذلك دروس وعبر للحياة منها :
1-ان انتصار الحق ونأكيده ورفض الباطل وادانته من المثل الاسلامية العليا التي سعى النبي الائمة الاطهار الى تثبيتها في المجتمع الاسلامي فكانت هذه المطالبة شعلة وهاجة تنير الدرب امام المظلومين المغصوب حقهم وتحرق بوهجها وشررها الحكام الظالمين على مر الايام والدهور
2 - ان موقف الزهراء في هذا الظرف الحرج احتجاجاتها بالدستور الاسلامي القران الكريم وأستشهادها بالصحابة يبين مدى الانحراف الخطير الذي حدث بمسيرة الاسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فحاولت الزهراء تحييد هذا النحراف منذ لحظاته الاولى وكان هذا واجبها امام الله سبحانه وتعالى والمجتمع سواء اعادة الحق الى اصحابه او لم يعد
3-ان الزهراء اعطت درسا لكل المسلمين من وجوب قول الحق والوقوف بوجه الحاكم الغاصب
4-ان الاعتراض والمطالبة بلحق والعدالة ليست من اختصاص الرجال بل من اختصاص كل شرائح المجتمع بما فيه النساء لانهن عنصر من عناصره
اللهم صلي على فاطِمة و أبيها و بعلها و بنيها و التسعة المعصومين من ذراريها
و السر المستودع فيها صلاة لا غاية لعددها و لا نهاية لأمدها و لعن الله
ظالميها من الأولين و الآخرين و الخلائق أجمعين إلى قيام يوم الدين
و رزقنا الله في الدنيا زيارتها و الأخذ بثأرها
و في الآخرة شفاعتها
يعطيج العافية خيوو على هذا الجهد
المبذول في حق سيدتنا و مولاتنا فاطِمة الزهراء عليها السلام
و نحن بإنتظار جديدكم دائماً