الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: {هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، والقائل {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ * كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ..
مؤلف : خالد كروم
بداية يجب أن نتيقن بأن النصر من عند الله العزيز الحكيم، وهو يتنزل بالصدق مع الله والتوبة والإنابة إليه سبحانه، واللجوء إليه والتضرع له بالدعاء، والاجتهاد في العمل أخذاً بالأسباب من الإعداد والتحضير للمعركة بقدر استطاعتنا.
هذه الرسالة والتي أعدت على عجل نهدف منها إلى إعطاء أهلنا في المنطقة العربية صورة واضحة ومن الميدان؛ عن حقيقة الحرب الضروس التى تدور رحاها بين جماعة الحوثيين الصابرة وبين جيش اليمن من ناحية وقوات أل مسعود من ناحية أخرى وأسلوبه في القتال، وسوف نستخدم فيها لغة رجل الشارع بعيدا عن المصطلحات العسكرية.!!
المعركة اليمنوا سعودية الوهابية هي معركة نفسية تعتمد على الإعلام وسحر المايكرفون، فإدارة الحرب - وكما نرى هذه الأيام - تبدأ في بث وطرح موضوعات تتعلق بالحرب وأسلوبها، والأسلحة المستخدمة فيها، والفترة الزمنية التي تستغرقها، كما تقوم بإلقاء أطنان من الفسفور الابيض على رؤس العزل من المدنين و تتبجح فيها وتأمر وتنهى وكأنها ملكت الأمر، فتقوم بتهديدات مستمرة للقيادات ومطالبتها بالاستسلام.
كما يحرص أل مسعور واذنابهم من جيش سلول اليمنى على إفساد الوسط المحيط بخصمه ببذل المكافآت السخية لمن يقتل القائد الفلاني أو يدل عليه، بل وتطرح أيضا شكل النظام القادم ومن هي شخصياته ويستمر الطرح ممثلا نوعاً من الإرهاب لإرادة الخصم بحيث تحاصره معنوياً، وللأسف فإن الإعلام العربي أحد وسائل هذه الحرب النفسية بكافة أشكاله.
وهذه الحملة لاقت نجاجا في بعض جوانبها في شمال اليمن ( صعدة) بسبب عدم وجود الحملة المضادة للحرب النفسية بكافة وسائلها.
وتمثل أبرز نجاحات الحملة الإعلامية في الدور الذي مارسته إذاعة الـ \"العربية وأشباهها\" الناطقة بالسان أبناء سلول المسعور والغير صالح !! في الحرب، فنظراً لعدم وجود إذاعة واسعة الانتشار للحوثين وندرة الاتصالات بين المجموعات في المناطق المختلفة انفردت هذه الإذاعة الخبيثة بالساحة العربية والاسلامية وروجت كماً هائلاً من التزييف والأكاذيب عن معارك وهمية ووضعت لها نتائج كسرت بها الإرادة القتالية لمقاتلي تلك المناطق، مما أفقد صف الطلاب اتزانه وتسببت في كثير من الانحيازات التي لم يكن لها أي مبرر.
وانحصر الجهد الإعلامي الإسلامي في ما تبثه قناة العالم وبعض القنوات المحايدة ومواقع المجاهدين الحوثيين على الشبكة، إلا أنه كان جهداً للخارج لم يستفيد منه الشعب اليمنى أو العربى بشكل العموم !!
ولكن هذه الحملة فشلت في باقي الجوانب، ومن أهمها فشلها الذريع في إفساد الوسط القطرية وكذلك الدعم اللوجيستى الايرانى وكذلك بعض الدعم المعنوى من داخل الفبائل اليمنية الشريفة المجاهدة الصابرة, فعلى الرغم من استخدامها للعناصر الشيوعية السابقة والمنحرفين والشاذين من أبناء الشعب إلا انها لم تنجح على مستوى الوسط المحيط بالمجاهديبن الحوثين ، وأكبر دليل على هذه هو فشل العدو المسعور وفلول جيش الراقصين من بنى ( بهلول ) الجيش اليمنى سابقا\" في القضاء على قيادات الحوثيين الذين يديرون فصول المعركة من على قمم الجبال , ناهيك عن مكافأة الشهادة المسعورة ( موت فى سبيل ال مسعور تأخذ جائزة قيمتها مليون ريال سعودى ؟؟؟) ولا أدرى هل وصل الاستهانة بقدرة جنودهم أو قواتهم عندما يهنون الجيش الحجازى بهذة الطريقة العفنة التى لا تنم سوى عن رجال حكم أم ( أشباة رجال) يتاجرون بارواح جنودهم لمجرد الدخول فى جنات أل مسعود ؟؟
ومما هو معلوم لمن مارس الحرب؛ أنها عبارة عن عدد من المعارك، ونحن نؤكد على أن أغلب المعارك التي بدأت بعد إعادة الترتيب والتنظيم في صفوف المجاهدين الحوثين كلها بفضل الله لصالح الإسلام والمسلمين.
ونقول لمن يستعجل النصر: أن هذا النوع من الحرب الذي يمارسه المجاهدون يعتمد طول الزمن واستنزاف العدو وإرهابه، ولا يعتمد التشبث بالأرض.
الجندي السعودى لا يصلح للقتال حقيقة يعرفها قادة ال مسعور ، ودعاية هوليود لا يمكن أن تنجحفي ميدان القتال الحقيقي، ولهذا السبب وأسباب أخرى؛ تعمد القيادة ال مسعور الىالعمل من خلال القوات الجوية والقصف الصاروخي لإخلاء الأرض من أي مقاومة تمهيداًلتقدم خيال المآته السعو يمنى !!
عجزت القدراته التكنولوجية للعدو عن إحداث الأثر المطلوب فاعتمد العدو العمل بالعنصر البشري الذي كان يحدد الموقع ومن ثم يتبعه القصف من الوحدات الجويه.
الحرب النفسية: تشويه الحقائق واختلاق الأكاذيب، التهديد، شراء الذمم، المنشورات، الـ "بي بي سي"، عرض خيال المآتة المسعور في صورة مضخمة، تضخيم الأله العسكرية وقدراتها الخارقة، المكافآت المالية نظير الموت فى جنات أل مسعود وأتباعهم من سلالة اليهود ..
الحرب الجوية: القصف الجوي بالطائرات الهليكوبتر والجيت و الـ أف 16 والاباتشى وأستخدام المدفعية بشكل مكثف والضرب العشوائى على القرى وسفوح الجبال لضرب المراكز الحيوية والبنية التحتية، استخدام مرشدين أرضين، التشويش على أجهزة الاتصال، ضرب المدنيين، دعم التقدم البري.
التقدم البري: ويعتمد فيه على قوات المنافقين المدعومة بسلاح الجو أو على قواته مع المعدات العسكرية الأرضية والمدعومة جواً، وهي القوات التي لم تحقق أي نجاح في أي معركة خاضتها.
استخدمت قوات ال مسعود والغير صالح اليمنية كل ما يمكنها من تحقيق أهدافها من الحرب، وكانت النتائج في ضوء ما طرحوه من أهداف وحتى يومنا هذا؛ فشلا ذريعاً مقارنة بالحشد والإمكانيات والنفقات والتحالف الذي وجهوه للحرب، مقابل ما يملكه المجاهدون وما تكبدوه من خسائر - في نظرهم - وما هو عليه الوضع الآن في السنة الثانية للحرب.
فلم يتحقق الأمن والأمان المزعوم، كما لم تعتقل قيادة الحوثين المقاتلة الصابرة ، كما لم نرى أي برنامج سياسي واضح لمجموعة اللصوص في صنعاء أو الرياض أو بعض العواصم الداعمة لممكلة أل مسعور التي توحدت وانتشر فيها الأمن في عهد حكم الحوثين الشرفاء أصبحت اليوم أثراً بعد عين، كما أن كل ما يبذله العدو السعودى اليمنى من جهود تؤكد نواياه السيئة في فرض قيادة عميلة وتفتيت البلاد وسرقة ثرواتها، ولهذا لم تستطيع حكومة اليمن الملحدة أن تغير من نظرة الشعب اليمنى لها , وفي الواقع أن الحكومة المفروضة في صنعاء لا تسيطر إلا علىالقصر الذي تقيم فيه, أما المجاهدون؛ فلا زالوا في الميدان ولازال القتال قائم ولن ينتهي - إن شاء الله - حتى تعود اليمن الى مذهب ال البيت عليهم السلام وتلفظ هذة العقيدة الوهابية البغيضة التى هى من صنع المحتل الصليبى ..
نحن نختلف كثيراً عن العدو في عملية التوجيه النفسي، ففي حين يعتمد العدو على خلق الأكاذيب عن نفسه، مضخما من شأنه وأنه لا يقهر، والمعركة لن تتجاوز أسبوع لامتلاكه القوة الكاسحة التي تفعل الأعاجيب، فبرنامجه يعتمد على إرهاب الخصم بسبب يأس ال مسعود واذنابها من جيش يزيد الغير صالح من المستوى القتالي المتدني لأفرادهم.
أما الحوثيين ؛ فقد كنا نعمل على ربط الفرد بربه وعلاقته به وأنه سبحانه القوي المتين، فكان برنامجنا يعتمد على بناء الفرد المسلم المؤمن بالغيب والمدرك أن في كتاب الله أفعالاً لا تصرف إلا إليه سبحانه، فهو سبحانه يحيي ويميت، وهو سبحانه يعز ويذل، وهذه الأفعال تعرف النفوس الأبيه أنها لا تصرف إلا إلى الله، ولتأتي ألسعودية والجيش اليمنى ومن معها ولن يكون إلا ما أراده الله.
والحقيقة؛ أننا لم نعاني كثيراً على الجانب النفسي، والسبب في ذلك بسيط جداً، وهو أننا لم نقم بعملية تجنيد إجباري للشباب، وإنما قدمنا قضية الأمة للأمة؛ فقدم كل الشباب إلينا حرصاً منهم على نصرة الإسلام والذود عن المسلمين وحباً في الشهادة ورغبة فيها، وكان هناك حب فطري متوارث لقتال جيوش المرتدين وبقايا يهود خيبر النجاس الملاعين .
فوائد ميدانية مهمة:
تحويل القوة العسكرية - الجيش - إلى وحدات صغيرة ذات إمكانيات إدارية جيدة يوفر علينا الخسائر الكبيرة من طرف، كما يساعد على السيطرة على كافة المحاور وبأقل عدد ممكن، كما أن تحويل الشعب إلى مليشيات مسلحة يجعل مهمة العدو مستحيلة.
فالقطع العسكرية الكبيرة - الجيوش - تكون معضلة في الشؤون الإدارية، كما تكون ذات مساحة أرضية كبيرة يصعب إخفاؤها عن الرصد الجوي أو مقذوفات الطيران
إيقاف إطلاقات جميع الرشاشات المضادة للطيران، بسبب أن هذه الطائرات خارج المدى من طرف، ومن طرف أخر تقوم هي بتحديد موقع الرشاشات ومن ثم قصفه
كلمة أخيرة
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر…. ضل قوم ليس يدرون الخبر
فالتاريخ يكرر نفسه- وإن على صور متجددة، ومآسي الماضي هي عبر المستقبل، وسنن الله لا تتغير ولا تتبدل.
ففرعون اليوم هو فرعون الأمس، وقارون اليوم لم يتخلف سلوكه عن قارون الماضي، ومنافقو اليوم نسخة ممسوخة من عبدالله بن أبي بن سلول وحزبه!!!
وهاهي أمراض قوم لوط تعود من جديد!!
وجبابرة العصر يرفعون شعار عاد: من أشد منا قوة؟!!
أما من يستحب العمى على الهدى كثمود فلقد "تعطنت" بهم الآفاق!!
لكن مصلحو اليوم تنكبوا سلوك سبيل الرسل!!
ولم يفقهوا سنن التعامل مع أولئك كما بيّن القرآن، وفصّلت السيرة.
وتنوعت المشارب وتعددت….. وتأخر بزوغ الفجر.
أما آن لنا بعد أن نقتدي بالرسل!!
إلى متى نُشرّق ونُغرّب؟!! حتى في طريق الإصلاح!!
قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ؟!!
المصدر