إلى السيدة النائبة جنان العبيدي..لا تَرِبت يداك وأنت تشخصين مواطن الفساد في وزارة الكهرباء....علي السراي
الكهرباء والميزانية الانفجارية ... مفردتان شكلتا معادلة صعبة لم يتوصل احد لحلها من قبل..إلا أن بوادر حل الغازها وكوامنها وخفاياها بدأت تتضح جلياَ يوماَ بعد يوم وذلك بتسليط الضوء على مدى حجم الفساد الحاصل في الوزارات العراقية، وما عملية استجواب وزير الكهرباء من قبل البرلمان العراقي إلا دليل واضح إلى ما اشرنا اليه ...
لقد كان المواطن العراقي البسيط ولا زال يسمع بين الفينة والاخرى عن هذه الميزانية ولكنه لم يلمس لحد الان ذلك التاثير الواضح لها على حياته البسيطة وخاصة من الناحية الخدمية وبالاخص موضوع الكهرباء، والتي اصبحت الحلم الأكبر بالنسبة لجميع العراقيين حتى اخذوا يتندرون عليها ويطلقون النكات والقصائد الشعرية عنها .
وحقيقة ثبت لنا اليوم ان الميزانية موجودة والمليارات قد صرفت لمشاريع شتى وليس هنالك اي عوائق تُذكر من ناحية الرصد المالي الحكومي لتلك المشاريع وخاصة الخدمية منها فأين ذهبت ياترى؟؟؟، أن الخلل الحاصل هو في التنفيذ وهدر تلك الاموال بصور الفساد المتعددة . والسؤال المطروح هو هل وضع العراق والحكومة العراقية والساسة العراقيين أقدامهم على الطريق الصحيح في استخدام الديمقراطية المنضبطة والصحيحة واستخدامها لمصلحة المواطن البسيط؟؟؟
حقيقة أن ما رأيناه اليوم تحت قبة البرلمان العراقي لهو شيء رائع حقا نفتخر به جميعاً وتطبيقاً عملياَ للديمقراطية البناءة و ترسيخاً حياً لمقولة أنه لا يوجد أحد فوق القانون فالكل سواسية حاكماً كان أو من الرعية...
نعم إنها الديمقراطية والحرية التي قاتلنا لاجلها وعلى مدى 35 عاماً أعتى نظام دموي سطلوي عرفه التاريخ الحديث، حرية كانت وما زالت وستبقى حلم كل الشعوب التي تنشد العدل والمساواة و تحترم حياة الانسان والقيم الحضارية وتعطي لكل ذي حق حقه .
اليوم وانا اتابع للمرة الثانية عملية إستجواب وزير الكهرباء السيد كريم وحيد الذي صرفت لوزارته وحدها ميزانية مالية تجاوزت الـ17 مليار دولار، لم ينجح السيد الوزير في تأمين أكثر من 1500 ميغا واط يعود 723 ميغا واط منها الى زمن الوزير السابق ايهم السامرائي، فقد لمست من خلال اجوبته الركيكة والغير مقنعة مدى المأزق الحقيقي الذي وضع فيه ، ومحاولة التهرب من الإجابة المباشرة والتغطية على حجم الفساد الحاصل في وزارته التي اثبتت فشلها الذريع على مدى الاعوام الماضية والتي اذاقت العراقيين الامرين، حتى أصبح حلم المواطن العراقي بعد التغيير أن ينعم بساعتين متتاليتين من الكهرباء دون انقطاع
لقد كانت السيدة جنان العبيدي متمكنة أيما إمكان... متسلحة بسلاح الثقة المطلقة وهي تسأله وتستجوبه مدعومة بوثائق جاهزة ومعدة سلفاً من قبل اكثر من 15 خبير مختص بشؤون وزارة الكهرباء جعلت السيد الوزير في حيرة من امره من خلال تمييعه للاجوبة وتحويلها الى هذه الجهة او تلك وتحميلها على عواتق الاخرين
أنا هنا لست بصدد تقريع أو محاسبة السيد وزير الكهرباء وإن كان هذا أمنية كل العراقيين الذين عانوا من لعنة الكهرباء، بل أنا مع وضع حد لإستهتار الوزراء المنفلتة وزاراتهم على حساب معاناة وراحة المواطن العراقي البسيط.
ان الطريقة الحرفية والعالية التي امتلكتها السيدة العبيدي في طرح الاسئلة وحضورها القوي و الاني وسرعة البديهية التي استخدمتها في الرد المباشرة على زوغان السيد الوزير تدل على انها قد استعدت استعداداَ جيَدا لعملية الاستجواب من خلال إلمامها ودراستها الوافية لدقائق الامور المتعلقة بهذه الوزارة والكيفية التي تسير عليها وقد أثبتت جدارة وشجاعة من ناحية الاستجواب مما حدى بأحد النواب الى الطلب من السيد الوزير بتقديم استقالته لما شاهده من ركاكة الاجوبة وضعف قوة الاقناع فيها.
وحقيقة الامر إن ما يتمناه الشارع العراقي هو رؤية موحدة متمكنة لجميع اعضاء مجلس النواب في حالة إستجواب أي وزير في الحكومة العراقية من خلال الالمام بكيفية عمل تلك الوزارة ودراسة كل الملفات المتعلقة بها واسباب فشلها وبهذا سنكون قد وضعنا أيدينا على اهم بؤر الفساد المنتشرة في الوزارات العراقية
نتمنى من الحكومة العراقية ومجلس النواب بالذات الاستمرار في هذا النهج الحضاري ووضع اليد على كل ملفات الفساد التي يعاني منها المواطن البسيط الذي لا يتجاوز حلمه الاني سوى الحصول على ماء صالح للشرب وكهرباء تقيه حر الصيف اللاهب
واخيرا اتوجه بالكلام إلى اللبوة العراقية الشجاعة السيدة النائبة جنان العبيدي واقول لها سلمت لنا ولابناء شعبك أيتها الحرة الاصيلة لقد اثلجت صدورُ عراقية حرى بهذا الاستجواب الذي يامل منه ابناء شعبنا جميعاً وضع حد للعنة الكهرباء التي تلاحقهم إلى هذه اللحظة..
كلمات اعطت لكل ذي حق حقه من الاخ العراقي الاصيل علي السراي
ما احوجنا الى اقلام مؤمنة كقلمك يا علي السراي
اقلام لا يقال عنها انها مميزة لاننا اعتدنا ان نبخس الناس حقوقهم في هذا البلد الضائع
و لكنها فعلا مميزة بانصافها لمن يطالب بحقوق العراقيين و منهم الاخت جنان العبيدي التي طالها ما طالها من لغو الادعياء لانها فضحت وزيرهم الفاسد كريم وحيد