الأربـعـون حـديـثـاً في حق الامام المهديّ(عليه السلام)
بتاريخ : 26-09-2009 الساعة : 06:17 PM
الأربـعـون حـديـثـاً في حق الامام المهديّ(عليه السلام)
__________________________________
تأليف
الحافظ أبي نُعيم الأصبهاني
الحديث الأوّل
[ مدّة ملك المهديّ، وتنعّم الأُمّـة في زمانه ](1)
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال:
" يكون في(2) أُمّتي المهديّ، إن أقصر(3) عمره فسبع سنين، وإلاّ فثمان، وإلاّ فتسع (سنين)(4)، تنعّم(5) أُمّتي في زمانه نعيماً لم يتنعّموا مثله قطّ، البرّ والفاجر، يرسل [ الله ](6) السماء عليهم مدراراً، ولا تؤخّر(7) الأرض شـيئاً من نباتها "(8).
الحديث الثاني
في ذِكر المهديّ وأنّـه من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال:
" تُملأ الأرض ظلماً وجوراً، فيقوم رجل من عترتي فيملأُها قسـطاً وعدلا، يملك سـبعاً أو تسـعاً "(1).
الحديث الثالث
[ في مـدّة ملكه ](1)
(عـن أبـي ســعـيـد الـخــدري)(2)، أنّــه قــال: قــال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(3):
" لا تـنقضي الساعة(4) حـتّـى يملك الأرض رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملـئت قبلـه جـوراً، ويملك(5) سـبع سـنين "(6).
الحديث الرابع
في قوله لفاطمة (عليها السلام): المهديّ من وُلدك
(1) عن عليّ بن الحسـين، عن أبيه (عليهم السلام)، أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال لفاطمـة (عليها السلام):
" المهديّ من وُلْـدِك "(2).
الحديث الخامس
قوله (عليه السلام): إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّـة
يعني: الحسـن والحسـين عليهما السلام عن عليّ بن عليّ الهلالي(1)، عن أبيـه، قال:
" دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الحالة التي قبض فيها، فـإذا فاطمـة عنـد رأسـه، فبكـت حتّـى ارتفـع صوتهـا، فرفـع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (طرفـه إليها)(2)، فقال:
حبيبتي فاطمة! ما الذي يبكيك؟!
فقالت: أخشى الضيعـة من بعـدك.
فقال: يا حبيبتي! أما علمتِ أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلكِ، وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إيّـاه.
يا فاطمة! ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عزّ وجلّ سبع خصال لم يعطِ أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيّين، وأكرم النبيّين على الله عزّ وجلّ، (1) وأنا أبوك، ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله، وهو حمزة بن عبـد المطّلب عمّ أبيك وعمّ بعلك، ومنّـا مَن له جناحـان (أخضران)(2) يطير في الجنّـة مع الملائكة حيث يشاء، وهو ابن [ عمّ ](3) أبيك وأخو بعلك، ومنّا سـبطا هذه الأُمّـة، وهما ابناكِ الحسـن والحسـين، وهما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة، وأبوهما والّذي بعثني بالحـقّ خير منهما.
[ يا فاطمـة! ](4) والذي بعثني بالحقّ! إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّـة، إذا صـارت الدنيـا هـرجاً ومـرجاً(5)، وتظاهرت الفتن،
وتقطّعت(1) السـبل، وأغـار بعضهـم على بعض، فـلا كبير يرحم صـغيراً، ولا صـغير يوقّـر كـبيراً، فيبعـث الله عنـد ذلك منهمـا مـن يفتـح حصـون الضـلالـة وقلوبـاً غلفـاً، يقـوم بالدين في آخـر الزمان (كما قمتُ به في أوّل الزمان)(2)، ويملأُ الأرض عدلا كما ملئت جـوراً.
يـا فاطمـة! لا تحـزني ولا تبكـي، فـإنّ الله عـزّ وجـلّ أرحـم بـك وأرأفُ عليـك منّـي، وذلـك لمكـانـك منّـي وموقعك مـن قلبـي، قـد زوّجك الله زوجَـك وهـو أعظمهم حسـباً(3)، وأكرمهـم منصـباً، وأرحمهـم بالرعيّـة، وأعدلهـم بالسـويّـة، وأبصرهم بالقضـيّـة، وقد سَألتُ ربّي عـزّ وجـلّ أن تكوني أوّل مـن يلحقني مـن أهـل بيتي.
قال عليٌّ(4): فلمّا قبض النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تبق فاطمة [ بعده ](5)
إلاّ خمسـة وسـبعين يـومـاً [ حتّـى ](1) ألحقها الله بـه عليهما السلام "(2).
أقـول: اختلف المؤرّخون في مدّة مكث سيّدة نساء العالمين فاطمـة الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما اختلفوا في موضع قبرها (عليها السلام).
فالمشهور أنّها بقيت بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) 75 يوماً، كما في تاريخ الأئمّة ـ لابن أبي الثلج: 6، تاريخ أهل البيت: 72، الكافي 1 / 520، تاريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم: 166، مجمع الزوائد 9 / 166 عن الطبراني في المعجمين الكبير والأوسط، الاسـتيعاب 4 / 1898.
إلاّ أنّ هناك أيضاً من يرجّح القول ببقائها (عليها السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 95 يوماً، كابن جرير الطبري في دلائل الإمامة: 45، والشيخ المفيد في مسارّ الشيعة: 54، والشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد: 554، من أنّها (عليها السلام) توفّيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة سـنة إحدى عشرة للهجرة، ذلك إذا اعتمدنا على أنّ وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في 28 صفر، كما هو المشهور، وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيّين: 60 بقوله الثابت في ذلك في ما روي عن الإمام أبي جعفر محمّـد بن عليّ (عليه السلام) أنّها توفّيت بعده بثلاثة أشـهر، أي 90 يوماً، ولا سـيّما إذا اعتمدنا على ما روي من أنّ وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في شهر ربيع الأوّل، يوم الاثنين لليلتين خلتا منه، كما في كشف الغمّة 1 / 14.
وانظر في ذلك أيضاً: الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 8 / 23، الاستيعاب 4 / 1898.
والله العالم.
الحديث السادس
في أنّ المهديّ هو الحسـيني
عن حذيفة، قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكّرنا بما هو كائن، ثمّ قـال:
" لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتّى يبعث رجلا من وُلدي، اسمه اسمي.
فقام سلمان فقال: يا رسـول الله! من أيِّ وُلدك هو؟
قال: مِن وَلَدي هذا ; وضرب بيده على الحسـين (عليه السلام) "(1).
الحديث السابع
في القرية التي يخرج منها المهديّ
عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" يخرج المهديّ من قرية يقال لها: كـرعة "(1).
هذا، وقد روى أبو القاسم عليّ بن محمّـد بن عليّ الخزّاز القمّي الرازي في كفاية الأثر: 147 ـ 151 حديثاً طويلا، بسـنده عن عبـد الرحمن بن أبي ليلى، قال: " قال عليّ (عليه السلام): كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت أُمّ سلمة إذ دخل علينا جماعة من أصحابه، منهم: سلمان وأبو ذرّ والمقداد وعبـد الرحمن بن عوف ; فقال سلمان: يا رسول الله! إنّ لكلّ نبيّ وصيّاً وسـبطين، فمن وصيّـك وسـبطاك؟
فأطرق ساعة ثمّ قال: يا سلمان! إنّ الله بعث أربعة آلاف نبيّ، وكان لهم أربعة آلاف وصيّ وثمانية آلاف سـبط، فوالذي نفسي بيده لأَنا خير الأنبياء، ووصيّي خير الأوصياء، وسـبطاي خير الأسـباط...
إلى أن قال: فيخـرج [ يعني: المهديّ ] من اليمن، من قـرية يقال لها: كرعـة، على رأسـه عمامـة، متدرّع بدرعي، متقلّـد بسـيفي ذي الفَـقار، ومناد ينـادي: هذا المهديّ خليفـة الله فاتّبعوه، يملأ الأرض قسـطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، ذلك عندمـا يصـير الدنيا هرجـاً ومرجـاً، ويغـار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير، ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخـروج ".
أقـول: لقد استفاضت الأحاديث من الفريقين التي تنصّ على ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام) من المسـجد الحـرام في مكّـة المكـرّمة ; وأمّـا مـا جـاء في الحديث المذكـور وفي بعض الأحـاديث الأُخرى، كحـديث الرايات السـود التي تظهر في خراسـان، وأنّ فيها المهديّ (عليه السلام)، فمن الممكن حملهـا على وجـوه عديـدة:
منها: كلّنا نعلم بأنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) حيٌّ يتردّد بين العباد، يمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم، يتنقّل في جميع أنحاء الأرض، يرعى بلطفه محبّيه ومواليه من حيث يشعرون أو لا يشعرون، ولا يعرفونه حتّى يأذن الله له أن يعرّفهم نفسه ; لذا لا يسـتبعد أن يكون ابتداء حركته من هذه الأماكن المذكورة في هذه الروايات، أو من أيّ مكان آخر من دون أيّ تحديد، إلاّ أنّ مبدأه وإعلان أمره ـ من دون شكّ ـ سـيكون من مكّـة المكـرّمـة.
ومنها: إنّه قد يكون المقصود به اليمـاني، الذي من الممكن أن يكون مبـدأ ظهوره من اليمن، وكذا الأمر بالنسبة للخراساني، الذي من الممكن ـ هو الآخـر ـ أن يظهر من خراسـان.
ولكن كون أحدهمـا يمانياً أو خراسانياً لا يدلّ ـ بالضرورة ـ على ظهورهما من اليمن أو خراسان ; فتأمّـل.
الحديث الثامن
في صفة وجه المهديّ
عن حذيفة، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" المهديّ رجل من وُلدي، وجهه كالكوكب الـدُّرّي "(1).
الحديث التاسع
في صفة لونه وجسمه
عن حذيفة، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" المهديّ رجل من وُلدي، لونه لون عربي(1)، وجسمه جسم إسرائيلي(2)، على خدّه الأيمن خال، كأنّه كوكب دُرّيّ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً، يرضى في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجـوّ(3) "(4).
____________
1- اللون العربي: أي حنطي أو أبيض، وقد ورد في صفة الإمام المهديّ (عليه السلام) أنّ لونه لون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أبيض مشرب بحمرة.
انظر: مسند أحمد 1 / 116، فتح الباري 13 / 264، كنز العمّال 7 / 161 ح 18524 و ص 173 ح 18561، شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار 3 / 378 ح 1251.
2- جسم إسرائيلي: أي طويل مملوء كأبناء يعقوب (عليه السلام) المعروفين بالأجسام المملوءة ; انظر: شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار 3 / 378 ح 1251.
3- وهذه كـناية عن شمول عدله وخيره جميع المخلوقات.
4- انظر: جواهر العقدين: 307 عن الروياني في " مسنده "، عقد الدرر: 34 عن الطبراني في " معجمه "، فردوس الأخبار 2 / 359 ح 6940، البيان في أخبار صاحـب الزمان: 501.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469، العَرف الوردي: 55 ح 81، نامه دانشواران 7 / 12.
________________________________________
الحديث العاشر
في صفـة جبـينه
عن أبي سعيد الخدري، أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" المهديّ منّـا، أجلى الجبـين(1)، أقنى الأنف(2) "(3).
____________
1- أجلى الجبين: الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته.
انظر مادّة " جلا " في: النهاية في غريب الحديث 1 / 290، لسان العرب 2 / 344.
2- أقنى الأنف: القنا في الأنف: طوله ودقّـة ورقّـة أرنبته مع حدب في وسطه.
الحديث الحادي عشر
في صفـة أنفـه
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّـه قال:
" المهديّ منّا أهل البيت، رجل من أُمّتي، أشمّ الأنف(1)، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً "(2).
1- أشمّ الأنف: الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع اسـتواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا ; ورجل أشمّ الأنف: أي طويل الرأس بيّن الشمم فيها.
انظر: لسان العرب 7 / 206 مادّة " شمم ".
2- انظر: المستدرك على الصحيحين 4 / 600 ح 8670، ونحوه في مسند أحمد 3 / 17، عقدالدرر: 33، البيان في أخبار صاحب الزمان: 500.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469 ـ 470، العَرف الوردي: 27 ح 5، نامه دانشواران 7 / 12.
الحديث الثاني عشر
في خاله على خدّه الأيمن
عن أبي أُمامة الباهلي(1)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" بينكم وبين الروم أربع هدن، يوم الرابعة على يد(2) رجل من آل هرقل، تدوم سـبع سـنين.
فقـال له رجل من عبـد القيـس، يقـال له: المسـتورد بن نحـلان(3): يا رسـول الله! مَن إمام الناس يومئـذ؟
____________
1- هو: أبو أُمامة صُـدّى بن عجلان بن الحارث، وقيل: عجلان بن عمرو بن وهب، الباهلي السهمي، سكن مصر، ثمّ انتقل منها فسكن حمص من الشام، وكان من المكـثرين في الروايـة.
توفّي في حمص سـنة إحدى وثمانين، وقيل: سـنة سـتّ وثمانين، وله إحـدى وتسعون سـنة، وهو آخر من مات بالشام من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في قول بعضهـم.
انظر: معرفة الصحابة 3 / 1526 رقم 1489، الاسـتيعاب 4 / 1602 رقم 2853، أُسد الغابة 2 / 398 رقم 2495 و ج 5 / 16 رقم 5688، الإصابة 3 / 420 رقم 4063.
2- في " ع ": " يـدَي ".
3- كذا في الأصل، وفي " ك " و " ن ": " غيلان "، ولم يرد اسم الرجل في " ع ".
وقد اخـتُـلِف في اسم أبيه اختلافاً كبيراً مردّه إعجام الحروف وتشابه رسم الكلمة، ففي المعجم الكبير: " خيلان "، وفى مسند الشاميّين وأُسد الغابة: " جيلان "، وفي الإصابة: " حيلان "، وفي البيان في أخبار صاحب الزمـان: " غيلان " نقلا عن الطبراني.
قال: المهديّ من وُلدي، ابن أربعين سـنة، كأنّ وجهه كوكب دُرّيّ، في خدّه الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قطوانـيّتان(1)، كأنّه من رجال بني إسرائيل، يسـتخرج الكـنوز، ويفتح مدائن الشرك "(2).
____________
1- القطوانـيّتان ; تثنية القطوانيّـة: وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل ; نسـبة إلى قَـطَوان ـ محرّكة ـ ; وهي موضع بالكوفة تنسـب لها الأكسـية القطوانـيّـة.
الحديث الثالث عشر
قوله (عليه السلام): المهديّ أفرق الثـنايا
(عـن أبي سـلمة بن عبـد الرحمن بن عوف، عن أبيه)(1)، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا أفرق الثـنايا(2)، أجلى(3)الجبهة، يمـلأ الأرض عدلا، يفيض المال فيضـاً "(4).
الحديث الرابع عشر
في ذِكر المهديّ وهو إمام صالح
عن أبي أُمامة، قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر الدجّال، وقال:
" فتنفي المدينة الخبيث(1) كما ينفي الكِير(2) خبيث(3)الحـديد، ويدعى ذلك اليوم: يوم الخـلاص.
فقالت أُمّ شريك(4): فأين العرب يا رسول الله يومئـذ(5)؟!
4- أُمُّ شريك: هي غزيّـة ـ وقيل: غُـزَيلة ـ بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رواحة بن حجير بن عبـد بن معيص بن عامر بن لؤي، القرشـية العـامرية، كانت عند أبي العَـكَرِ بن سُمَى بن الحارث الأزدي الدوسي، فولدت له شريكاً، وكانت قد أسلمت بمكّـة.
قيل: إنّها التي وهبت نفسها للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتـزوّجها ولم يدخل بها ; لأنّـه كره غيـرة نساء الأنصـار.
انظر: معرفة الصحابة 6 / 3517 رقم 4111، الاسـتيعاب 4 / 1942 رقم 4169، أُسد الغابة 6 / 352 رقم 7489، الإصابة 8 / 238 رقم 12099.
5- في " ك " و " ن ": " فأين العرب يومئـذ يا رسـول الله؟! ".قال: هم يومئذ قليل، وجلّهم ببيت المقدس، وإمامهم المهديّ، رجل صالح(1) "(2).
____________
1- في " ع " زيادة نصّها: " فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى، فيضع عيسى يده بين كـتفيه، ثمّ يقول له: تقدّم فصلِّ، فإنّها لك أُقيمت ; فيصلّي بهم إمامهم ".
2
الحديث الخامس عشر
في ذِكر المهديّ، وأنّ الله يبعثه غياثـاً للناس
عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
" يخرج المهديّ في أُمّتي يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأُمّة، وتعيش الماشـية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً "(1).
الحديث السادس عشر
في قوله (عليه السلام): على رأسه عمامة(1)
عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" يخرج المهديّ وعلى رأسه عمامة(2)، فيها مناد ينادي: هذا المهديّ خليـفـة الله فاتّـبعوه "(3).
الحديث السابع عشر
في قوله (عليه السلام): على رأسه مَـلَـك
عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" يخرج المهديّ وعلى رأسه مَـلَك ينادي: (إنّ)(1) هذا المهديّ فاتّبعوه "(2).
الحديث الثامن عشر
في بشارة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أُمّـته بالمهديّ
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" أُبشّركم بالمهديّ(1)، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملـئت (جوراً وظلماً)(2)، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً.
فقال له رجل: وما صحاحاً؟
قال: السـويّـة بين الناس "(3).
وكان في " ع " زيادة بعد كلمة " الناس "، نصّها:
" ويملأ قلوب أُمّـة محمّـد غنىً، ويسعهم عدله حتّى إنّه يأمر منادياً فينادي: مَن له حاجة إليّ؟ فما يأتيه أحد إلاّ رجل واحد يأتيه فيسأله، فيقول: ائت السادن حتّى يعطيك ; فيأتيه، فيقول: أنا رسـول المهديّ إليك لتعطيني مالا ; فيقول: احـث! فيحثي، ولا يسـتطيع أن يحمله، فليقي حتّى يكون قدر ما يسـتطيع أن يحمله، فيخرج به، فيندم، فيقول: أنا كنت أجشع أُمّـة محمّـد نفساً، كلّهم دُعي إلى هذا المال فتركه غيري، فيردّه عليه ; فيقول: إنّا لا نقبل شـيئاً أعطينـاه.
فيلبث في ذلك سـتّـاً أو سـبعاً أو ثمانياً أو تسع سـنين، ولا خير في الحياة بعـده ".
الحديث التاسع عشر
في اسم المهديّ
عن عبـد الله بن عمر، أنّه قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجـوراً "(1).
الحديث العشرون
في كـنيته
عن حذيفـة، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، وخلقه خلقي، يكـنّى أبا عبـد الله "(1).
دانشواران 7 / 14.
الحديث الحادي والعشرون
في ذِكر اسم أبيـه
عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، (يملأُها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً)(1) "(2).
____________
1- في " ع ": " فيملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ".
2- عقد الدرر: 29 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ "، وانظر: مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 193، المعجم الكبير 10 / 133 ح 10213، مسند الشاشي 2 / 110 ح 634، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 227، المستدرك على الصحيحين 4 / 489 ذ ح 8364.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 31 ح 11، نامه دانشواران 7 / 15.
أقـول: وقد تناول الأُسـتاذُ السـيّد ثامر العميدي بحثَ الأحاديث التي وردت فيها عبارة " واسم أبيه اسم أبي "، في مقالة له نشرتها مجلّة " تراثـنا " الغـرّاء في العددين الثالث والرابع من السـنة الحادية عشرة / رجب ـ ذو الحجّة 1416 هـ، تحت عنوان " تطبيق المعايير العلمية لنقد الحديث على أحاديث المهديّ (عليه السلام) بكـتب الفريقين ".
ونظراً لأهمّـيّة هذه المقالة، فإنّـا نورد فقرات منها، خدمةً للقـرّاء الأعزّاء والباحثين عن حقيقة نسـب الإمام المهديّ (عليه السلام).
يقول الأُسـتاذ العميدي: " إنّ تشخيص اسم والد الإمام المهديّ (عليه السلام) في كـتب الحديث يعدُّ من موارد الاختلاف المهمّة التي يجب تسليط الضوء عليها في هذا البحث، خصوصاً وأنّ منكري الاعتقاد بصحّة أحاديث المهديّ قد تذرّعوا في إنكارهم بأنّ الأحاديث الواردة في هذا الحقل لم تـتّفق على اسم معيّن، بل وحتّى القائلين بتواتر أحاديث المهديّ من علماء الإسلام لم تـتّـفق كلمتهم على اسم المهديّ الكامل تبعاً لاختلاف الموارد في بيان اسم أبيه.
فبعضها يقول: إنّ اسم والد المهديّ (عبـد الله) كاسم والد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، لحديث (اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي)، وهو ما سـيأتي مفصّـلا.
=>
____________
<=
وبعضها ينفي ذلك ويقول: إنّ اسم والده هو (الحسن)، وبالتحديد الإمام الحسن العسكري ابن الإمام عليّ الهادي عليهما السلام، وقد تبنّى هذا القول الشـيعة الإمامية الاثنا عشرية برمّتهم، ووافقهم عليه جملة من علماء أهل السُـنّة أيضاً كما سـتأتي الإشارة إليه في محلّـه ".
ويضيف الأُستاذ العميدي قائلا: " هناك عدّة أحاديث مختلفة الألفاظ متّحدة المعنى في تحديد اسم أبي المهديّ، ألا وهو (عبـد الله) كاسم أبي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). ونودّ الإشارة قبل بيان تلك الأحاديث إلى جملة من الأُمور وهي:...
إلى أن قال: وبعد بيان هذه الأُمور نسـتعرض ما وقفنا عليه من تلك الأحاديث وهي:
• الحديث الأوّل: (لا تذهب الدنيـا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).
وأهـمّ مـن أخرج هـذا الحديث ابن أبي شيبـة، والطبراني، والحاكـم ; كلّـهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبـد الله بن مسـعود، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
كما أخرجه من الشـيعة المجلسيُّ الثاني في (بحار الأنوار)، عن الأربلّي، ونقله الأخير عن كـتاب (الأربعين) لأبي نُعيم الأصبهاني.
• الحديث الثاني: (لا تقوم الساعة حتّى يملك الناس رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).
=>
___________
<=
والذي أخرج هذا الحديث هو أبو عمرو الداني، وكذلك الخطيب البغدادي، أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود بسـنده عن ابن مسعود أيضاً، ولم يخرجه الشـيعة.
• الحديث الثالث: (المهديّ يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).
وأهمّ من أخرجه من أهل السُـنّة: الخطيب البغدادي، وابن حجر، وقد أخرجاه من طريق عاصم ـ أيضاً ـ بسـنده عن ابن مسعود.
وأخرجه من الشـيعة ابن طاووس، نقلا عن ابن حمّـاد.
هـذا، وقد وقع في سـند الخطيب لهذا الحديث: أبو نُعيم، والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن حمّاد، فهؤلاء كلّهم من رواته.
وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهمّ ما روي في هذا الشأن، ومن أخرجها من العلماء ـ كما تقدّم ـ أصبحوا الأساس لجميع من تأخّر من العلماء الّذين أوردوها عنهم، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتّصل بعاصم بن أبي النجود، فهو العمدة في المقام كما صرّح به الأعلام.
إنّ ممّا يلحظ على الأحاديث المتقدّمة أنّها غير معروفة عند غالبية الحفّاظ والمحـدِّثين، مع تصريحهم بأنّ الأكـثر والأغلب على رواية: (واسمه اسمي) فقـط، من غير زيادة (واسم أبيه اسم أبي).
=>
<=
فالحديث الأوّل مثلا، رواه الإمام أحمد في مسنده في عدّة مواضع من غير تلك الزيادة.
كما رواه الترمذي من غير هذه الزيادة أيضاً، وقال: (وفي الباب: عن عليّ، وأبي سعيد، وأُمّ سلمة، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح).
أمّـا الطبراني، فقد أخرج الحـديث الأوّل بأكـثر من عشرة طرق من غير هـذه الـزيـادة، وذلـك في الأحـاديـث التـي تحـمـل الأرقـام التـاليـة: 10214 و 10215 و 10217 و 10218 و 10219 و 10220 و 10221 و 10223 و 10225 و 10226 و 10227 و 10229 و 10230، وهكذا فعل غيره مثل ابن أبي شـيبة والحاكم وغيرهما من أقطاب المحـدِّثين.
وممّا يزيد الأمر وضوحاً هو تصريح مَن أورد الحديث الأوّل بعدم وجود (واسم أبيه اسم أبي) في أكـثر كـتب الحفّاظ، قال المقدسي الشافعي بعد أن أورد الحديث عن أبي داود: (أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كـتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سـننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشـيخ أبو عمرو الداني، كلّهم هكذا) يريد: (اسمه اسمي) فقط بدون زيادة (واسم أبيه اسم أبي).
ولا يمكن أن يكون هؤلاء الأئمّة الحفّاظ لا علم لهم بهذه الزيادة المرويّة من طريق عاصم بن أبي النجود، مع أنّهم أخرجوا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه، وهذا يدلّ على عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة، وإلاّ لَما أعرضوا عن روايتها، ولا يُـتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً، خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهمّـيّـتها في النقض على ما يدّعيه الطرف الآخر من اسم والد المهديّ (عليه السلام).
ومن هنا يتبيّن أن عبارة (واسم أبيه اسم أبي) هي من زيادة أحد الرواة عن عاصم; ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمّـد بن عبـد الله بن الحسن، أو ابن المنصور الخليفة العبّـاسي.
وممّا يؤكّد هذا أنّ في لسان الأوّل رتّـةً، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثاً يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق، وهو حديث: (إنّ المهديّ اسمه محمّـد بن عبـد الله، في لسانه رتّـةٌ)!=>
<=
هذا، وقد ردّ زيادةَ (واسم أبيه اسم أبي) زيادةً على من أعرض عن روايتها بعض أعلام هذا الفنّ من أهل السُـنّة، منهم الآبري (ت 363 هـ) على ما في (البيان) للكنجي الشافعي ; إذ روى الكنجي عن كـتاب أبي الحسن الآبري المسمّى بـ (مناقب الشافعي)، فقال: (ذَكَرَ هذا الحديث، وقال فيه: وزاد زائدة في روايته: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ لطـوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلا منّي ـ أو: من أهل بيتي ـ، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قِسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً).
ولمّا كانت الأحاديث الثلاثة المتقدّمة كلّها من رواية عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيـش، عن عبـد الله بن مسعود، فلا بأس ببيان ما جمعه الحافظ أبو نُعيم من طرق هذا الحديث المنتهية إلى عاصم، والتي اتّفقت جميعها على روايته بلفظ: (واسمه اسمي) فقط، ولم يرد في طريق واحد منها لفظ: (واسم أبيه اسم أبي)، في ما صـرّح به الكنجي الشافعي في كـتابه (البيان) ".
ويقول أيضاً: " وقد حاول بعض علماء الفنّ من الفريقين تأويل هذه الزيادة على فرض صحّة صدورها، وقد تعرّض الكنجي الشافعي إلى بعض تأويلاتهم في المقام ; إلاّ أنّه اسـتنكرها بقوله: (وهذا تكلُّفٌ في تأويل هذه الرواية، والقول الفصل في ذلك: إنّ الإمام أحمد ـ مع ضبطه وإتقانه ـ روى هذا الحديث في مسـنده [ في ] عـدّة مواضع: واسمه اسمي).
ومن هنا يتّضح: أنّ حديث: (واسم أبيه اسم أبي) لا يصحّ في حسابات فـنّ الدرايـة أن يكـون متعارضـاً مع أحـاديث كون اسـم والد المهديّ هـو الحسـن (عليه السلام)، المرويّة بعشرات الطرق من الفريقين، مع موافقته لحديث: (واسمه اسمي) المرويّ عن عليّ (عليه السلام)، وابن مسعود، وأبي سعيد، وحذيفة، وسلمان، وأبي هريرة، وابن عمر، وأُمّ سلمة، وغيرهم.
هـذا، زيادة على إطباق كلمة أهل البيت (عليهم السلام) من لدن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) على ذلك، مضافاً إلى تأييد مئة وثمانية وعشرين عالماً ومحدِّثاً ومؤرّخاً من أهل السُـنّة إلى أحاديث كون المهديّ من وُلْد الإمام الحسن العسكري، وقد فصّلنا الكلام عنهم وعن أسمائهم وأقوالهم، ورتّبناهم بحسـب القرون، ابتداءً من القرن الرابع الهجري وانتهاء بالقرن الرابع عشر الهجـري.
وهذا ما يجعل حديث: (واسم أبيه اسم أبي) على فرض صحّته ليس بقوّة ثبوت الحديث الآخر، ممّا يجب طرحه أو تأويله، وسـيأتي عند الحديث عن كون المهديّ من أولاد الحسن أو الحسين عليهما السلام ما له علاقة وطيدة ببيان الاسم الصحيح لوالد الإمام المهديّ (عليه السلام) ".
انـتهى ما نقلناه عن مجلّـة " تراثـنـا ".
الحديث الثاني والعشرون
في ذِكر عـدله
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لـتُمـلأنّ الأرضُ ظلماً وعدواناً، ثمّ ليخرجنّ رجل من أهل بيتي حتّى يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً(1) وعدوانـاً "(2).
____________
1الحديث الثالث والعشرون
في خلـقـه
(1) عن عبـد الله، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلـقي، يمـلأُها قسـطاً وعـدلا(2) "(3).
الحديث الرابع والعشرون
في عطائـه
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" يكون عند(1) انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، رجل يقال له: المهديّ، يكون عطـاؤه هنيئـاً "(2).
الحديث الخامس والعشرون
في ذِكر المهديّ وعمله بسُـنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" يخرج رجل من أهل بيتي، ويعمل بسُـنّـتي، وينزل الله له البركة(1) من السماء، وتخرج له الأرض بركـتها(2)، (ويملأُهـا عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً)(3)، ويعمل على هذه الأُمّـة سـبع سـنين، وينزل بيت المقـدس "(4).
الحديث السادس والعشرون
في مجيئه وراياته
عن ثوبان(1)، أنّـه قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حَـبْـواً(2) على الثلج، فإنّ فيها خليفة الله المهديّ(3) "(4).
____________
1- هو: ثوبان بن بُجدد ـ وقيل: ابن جحدر ـ، مولى رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يكـنّى أبا عبـد الله، وقيل: أبو عبـد الرحمن، والأوّل أصحّ، وهو من حِمير من اليمن، وقيل: هو من السراة، موضع بين مكّة واليمن، وقيل: هو من سعد العشـيرة من مذحج، أصابه سـباء فاشـتراه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعتـقه.
ثبت على ولاء النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يزل معه سـفراً وحضـراً إلى أن توفّي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج إلى الشام فنزل مدينة حمص، وتوفّي بها سـنة 54 هـ.
انظر: المعجم الكبير 2 / 91 رقم 172، معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ 1 / 501 رقم 422، أُسد الغابة 1 / 296 رقم 624.
2- حَـبا حُـبُـوَّاً: مشى على يديه وبطنه، وحَـبَا الصَّبِـيُّ حَبْواً: مشى على اسْـتِه وأشرف بصدره ; انظر: لسان العرب 3 / 36 مادّة " حبا ".
3- أقـول: لعلّ المراد من " فيها خليفة الله المهديّ " أنّ فيها دعوته وأنصاره، وقد أوضحنا في هامش الحديث السابع بأنّ مبدأ خروج الإمام المهديّ (عليه السلام)يكون من المسجد الحرام في مكّـة المكـرّمة ; فراجـع!
4الحديث السابع والعشرون
في مجيئه من قبل المشرق
عن عبـد الله(1)، قال: بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبلت فتية من بني هاشم، فلمّا رآهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اغرورقت عيناه وتغـيّر لونه، قالوا(2): ما نزال نرى في وجهك شـيئاً نكرهه؟! فقال:
" إنّـا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سـيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود، فيَسألون الحقَّ فلا يُعطونه، فيقاتلون فينصرون فـيُعطون ما سألوا، فلا يقبلون حتّى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي، فيملأُها قسطاً كما مَـلأَُوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حَـبْـواً على الثلج(3) "(4).
الحديث الثامن والعشرون
في مجيئه وعود الإسلام به عزيزاً
عن حذيفـة، قال: سمعت رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [ يقول ](1):
" ويح هذه الأُمّة من ملوك جبابرة(2)، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين(3)، إلاّ مَنْ أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم
بلسانه (ويفـرّ منهم)(1) بقلبه، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يعيد الإسلام عزيزاً قصم كلّ جبار عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أُمّـةً بعد فسـادها.
فقال (عليه السلام)(2): يا حذيفة! لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، ولا يخلف وعده، وهو سريع الحساب "(3).
الحديث التاسع والعشرون
في تنعّم الأُمّـة في زمن المهديّ (عليه السلام)
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال:
"(1) يتنعّم(2) أُمّتي في زمان(3) المهديّ نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ، يرسل [ الله ](4) السماء عليهم مدراراً، ولا تدع(5)الأرض شـيئاً من نباتها (إلاّ أخرجتـه)(6) "(7).
الحديث الثلاثون
في ذِكر المهديّ وهو سـيّد من سادات الجنّـة
عن أنس بن مالك، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" نحن سـبعة(1) بنو(2) عبـد المطّلب سادات(3) أهل الجنّة، (أنا، وأخي عليّ، وعمّي حمزة، وجعفر، والحسـن، والحسـين، والمهديّ)(4) "(5).
الحديث الحادي والثلاثون
في مُـلكـه
عن أبي هريرة، أنّـه قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة، لملك فيها رجل من أهل بـيتي "(1).
الحديث الثاني والثلاثون
في خلافـتـه
عن ثوبـان، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" يقتتل عند كـنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، (1) لا يصير إلى واحد منهم، ثمّ تجيء(2) الرايات السود(3)، فيقتلونهم(4) قتلا لم يقتله قوم، ثمّ يجيء خليفة الله المهديّ، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه(5)، فإنّـه خليفـة الله المهديّ "(6).
الحديث الثالث والثلاثون
في قوله (عليه السلام): إذا سمعتم بالمهديّ فأتوه فبايعوه
عن ثوبـان، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" تجيء الرايات السود من قبل المشرق، كأنّ قلوبهم زبر الحديد(1)، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم(2) ولو حَـبْواً على الثلـج "(3).
الحديث الرابع والثلاثون
في ذِكر المهديّ وبه يؤلِّف الله بين قلوب العباد
عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قـال:
" قلت: [ يا رسول الله! أَمِنّا آل محمّـد المهديُّ أم من غيرنا؟ فقـال ](1) (رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم))(2):
لا، بل منّـا، يختم الله به الدين كما فتح بنا، وبنا يُنقذون من الفـتنـة(3) كما أُنـقذوا من الشرك، وبنا يؤلِّـف الله بين قلوبهم بعد عـداوة الفتنة إخواناً(4) كما ألّف بينهم(5) بعد عداوة الشرك، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانـاً في دينهم "(6).
الحديث الخامس والثلاثون
في قوله (عليه السلام): لا خير في العيـش بعد المهديّ
عن عبـد الله بن مسعود، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ ليلة، لطوّل الله تلك الليلة حتّى يظهر(1) رجـل من أهـل بيتي، يواطئ اسـمه اسـمي، واسـم أبيه اسـم أبي(2)، يملأهـا قسـطاً وعدلا كمـا ملئت ظلمـاً وجـوراً، ويقسـم المال بالسـويّة، ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأُمّـة، فيمكـث(3) سـبعاً أو تسـعاً، ثمّ(4) لا خير في العيش(5) بعـد المهديّ "(6)
الحديث السادس والثلاثون
في ذِكر المهديّ وبيده تفتح القسطنطينية(1)
عن أبي هريرة، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قـال:
" لا تـقـوم السـاعة حـتّى يملـك رجـل مـن أهـل بـيتي،
____________
1- في " ك " و " ن ": قسطنطنية، والصحيح ما في المتن من الأصل و " ع ".
والـقُـسْـطَـنْـطِـيـنِـيّـة ـ ويقال لها أيضاً: قسطنطينة، بإسقاط ياء النسبة ـ: قال ابن خُـرْداذبه: كانت رومية دار ملك الروم، وكان بها منهم تسعة عشر ملكاً، نزل بعمورية منهم ملكان، وعمورية دون الخليج وبينها وبين القسطنطينية سـتّون ميلا، وملك بعدهما ملكان آخران برومية، ثمّ ملك أيضاً برومية قسطنطين الأكبر، ثمّ انتقل إلى بِـزَنْـطية، وبنى عليها سوراً وسمّاها قسطنطينية، وهي دار ملكهم إلى اليوم واسمها إصطنبول، وهي دار ملك الروم، بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح، عَمّرها ملك من ملوك الروم يقال له: قسطنطين فسمّيت باسمه، ولها خليج من البحر يطيف بها من وجهين ممّا يلي الشرق والشمال، وجانباها الغربي والجنوبي في البرّ، وسمك سورها الكبير أحد وعشرون ذراعاً، وسمك الفصيـل ممّا يلي البحر خمسة، بينها وبين البحر فُـرْجة نحو خمسـين ذراعاً، وذكر أنّ له أبواباً كـثيرة نحو مئة باب، منها باب الذهب، وهو حديد ممـوّه بالذهب.
الحديث السابع والثلاثون
في ذِكر المهديّ وهو يجيء بعد ملوك جبابرة
عن قيـس بن جابر، عن أبيه، عن جدّه(1)، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قـال:
" سـيكون بعدي خلفاء، [ ومن بعد الخلفاء ](2) أُمراء، وبعد(3) الأُمراء ملوك (جبابرة)(4)، ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جـوراً(1) "(2).
____________
الحديث الثامن والثلاثون
في قوله (عليه السلام): منّا الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم
(عـن أبي هريـرة،)(1) عـن أبي سـعيد الخـدري، قـال: قـال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" منّـا الذي يصلّي عيـسـى بن مريم خلفـه "(2).
الحديث التاسع والثلاثون
وهو يكلّم عيسى بن مريم (عليه السلام)
عن جابر بن عبـد الله، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" ينزل عيـسـى بن مريم (عليه السلام)، فيقول أميرهم المهديّ: تعـال صـلّ بنا ; فيقول: ألا إنّ بعضَـكم على بعض أُمـراء تكرمة من الله (عـزّ وجـلّ)(1) لهذه الأُمّـة "(2).
الحديث الأربعون
في قوله (عليه السلام) في المهديّ
(1) عن عبـد الله بن العبّـاس، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لن تهلك أُمّـة أنا في أوّلها، وعيـسـى بن مريم في آخرها، والمهديّ في وسطها "(2).
أقـول: روي هذا الحديث ـ أيضاً ـ بطرق أُخرى وبألفاظ مختلفة عمّا ورد في المتن..
ففي الفـتـن ـ لنعيم بن حمّـاد ـ: 353، عن كعب الأحبار، قال: قـال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " كيف تهلك أُمّـة أنا أوّلها والمسـيح آخرها ".
وفي نوادر الأُصول: 156 الأصل 122، قال: " وفي رواية أُخرى: (ليدركنّ المسـيح من هذه الأُمّـة أقوام، إنّهم لمثلكم أو خيـرٌ منكم ـ ثلاث مرّات ـ، ولن يخزي الله أُمّة أنا في أوّلها والمسـيح في آخـرها) ".
وفي تفسـير الطبري 3 / 288 ح 7133، عن كعب الأحبار، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " كيف تهلك أُمّـة أنا في أوّلها وعيـسى في آخرهـا ".
وفي المسـتدرك على الصحيحين 3 / 43 ح 4351، عن صفوان بن عمرو، عن عبـد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: لمّا اشـتدّ جزع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على مَن قُـتل يوم مؤتة، قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ليدركنّ الدجّالُ قوماً مثلكم أو خير منكم ـ ثلاث مرّات ـ، ولن يخزي الله أُمّـة أنا أوّلها وعيـسـى بن مريم آخرهـا ".
قـال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشـيخين.
وفي أخبار الدول: 76: "... والشهداء من أهل بيتي في وسـطها
قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه!
قلت: وما وجه الحكمة من غَـيـبته؟
قال: وجه الحكمة في غَيبته وجه الحكمة في غَيبات من تقدّمه من حجج الله عزّ وجلّ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة في ما أتاه الخضـر (عليه السلام) إلى وقت افتراقهما.
يا بن الفضل! إنّ هذا الأمر أمرٌ من الله، وسرّ من أسرار الله، وغيب من غيـب الله، ومتّى علمنا أنّه جلّ وعزّ حكيم صدّقنا أنّ أفعاله كلّها حكمة وإنْ كان وجهها غير منكشـف.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين