بلى اي جبل هوى واي سماء تداعت واي فارس ترجل .. ذلك هو سليل الدوحة العلوية وابن احد اكبر مراجع الشيعة شانا في العالم واخ لشهداء ومناضل اعطى وجاد ولم يركن لحياة الدعة والرغد التي كان بامكانه ان يعيشها في المنافي باعتباره سليلا للاشراف وابن مرجع كبير ونسيبا لال الصدر .. قاتل وناضل من اجل تحرير العراق من طغمته الفاسدة التي لم تبق ولم تذر .. هذا هو السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله وغمد روحه الجنة..
كان حجر الزاوية وبيضة القبان بين الاطراف العراقية كافة .. واراد ان يجمع الكل في خطوته الموفقة الاخيرة ضمن الائتلاف الوطني العراقي بانفتاحه على كافة شرائح المجتمع واطيافه ومثقفية ومفكرية .. وبذلك سحب البساط من ادعياء السياسة والوطنية ..
كان بامكان هذا الرجل الجليل ان يعيش حياة الرغد ولايتعب نفسه ويعيش كالملوك والاباطرة لما لال الحكيم ولمرجعية والده السيد محسن الحكيم من مكانة عظيمة لدى المسلمين الشيعة في كل انحاء الارض ..فقد كانت مرجعيته وسلطته توازي سلطة الدولة بل وتفوقها وفتاواه فرض عين ليست موضع نقاش.. ولكنه مع اخيه الشهيد رفضا الركون الى ذلك وشعبهم يكتوي بنار الارهاب والعسف والجور الصدامي والاعدامات والحروب والقهر والموت اليومي الذي كان يذيقة النظام العفلقي لابناء العراق عامة وللشيعة بشكل خاص .. ويذكر معظمنا كيف اذاق ابطال بدر الويل للبعثيين في الاهوار حيث كانوا يحتمون بها وكيف جرعوهم كاس السم والمر العلقم .. فالقوات الصدامية والبعثية بكل جبروتها والتها الحربية ودعم دول الجوار الطائفي لها لم تستطع دحر هؤلاء الابطال الذين كانوا يسقطون مدن الجنوب بايدهم ليلا ولايجرأ بعثي واحد على الاقتراب منها او السفر اليها ..
مالذي يجبر رجالا لهم كل هذه المكانة والمنزلة العظيمة على ترك حياة الدعة وتنكب السلاح ليقاتلوا مع اهليهم المظلومين غير حبهم للعراق واهله وقلوبهم الصادقة رأفة به وانتصارا للحق ودفاعا عن كل المقهورين في بلدهم ...
غير ان دعايات مغرضة وممنهجة ومدروسة لاحقتهم من قنوات ومواقع وصحف معروفة بعدائها لال الحكيم حاولت لصق كل المثالب فيهم لتسقيطهم وتحريض الناس ضدهم وهز مكانتهم .. ولكن الحقيقة الساطعة تقول انهم الصقوا بهم كل ذلك لانهم يعرفون ان ال الحكيم + علاقات جيدة مع ايران تعني حكم شيعي قوي ومستقر في العراق وبالتالي تعني تقوية المذهب الشيعي وانتشاره وهذا مايهدد عروشهم الخاوية على اعقابها ولذلك سارعوا الى وضع خطة اعلامية ممنهجة ومدروسة باتقان لتقويض سمعتهم وتشوية تاريخهم وانجازاتهم دونا عن بقية الاحزاب التي شاركت في التغيير حتى الشيعية منها لانهم ادركوا خطر هذا الفصيل وقوته وتاثر الناس به حبا بآل البيت.. ولكن الحقائق تظهر ولو بعد حين ..
على المجلس الاعلى ان لاينسى ان قيادة ال الحكيم للمجلس ضرورية خصوصا في هذا الوقت العصيب من تاريخ العراق بالذات .. وذلك لان المجلس استمد سمعته واسمه وجماهيريته من اسم المرجع الكبير السيد محسن الحكيم ومن نسبهم لال البيت ولانهم اسرة اعطت من الشهداء الكثير .. وان المجلس بدونهم وبدون اسمهم لايكون له ذلك التاثير الكبير ..
هنيئا للسيد عبد العزيز الحكيم رحيله في شهر رمضان والذي توصد فيه ابواب النار وتفتح فيه ابواب الجنة .. وهنيئا له هذا الارث النضالي والاستشهادي ليلتحق بمن استشهد من ال الحكيم وبكل الثوار الذي قارعوا الظلم الاجرامي في زمن العفالقة.. ما يعز على محبيه وانصاره واتباعه ومريديه انه تركهم في وقت صعب من احلك الاوقات التي يمر بها العراق وهم بحاجة اليه .. لانه من القلائل المتبقين من زمن النضال ضد الحقبة الصدامية حقا وليس طمعا بشيء فلديهم من المجد والارث والجاه والمال مايغنيهم عن اي شيء ..
العزاء الوحيد ان الرحم العراقي ولود..
وستبقى مسيرته ناصعة بيضاء ونبراسا لكل الثائرين ..