|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 36059
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 2,809
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
موقع الزكاة من عملية التوازن الإجتماعي
بتاريخ : 29-06-2009 الساعة : 08:05 PM
موقع الزكاة من عملية التوازن الإجتماعي
محمد باقر الصدر
لأجل التعرف على موقع الزكاة من عملية التوازن الإجتماعي نحتاج للتعرض بشيء من الإيجاز إلى روح هذه العملية والمنطلقات التي تشكل الأسس التي اعتمد عليها الإسلام في هذا المجال معتمدين على أعمق الآراء الإسلامية بهذا الصدد.
فإذا حاولنا تلمُّس المنطلقات الأصلية لعلاج الإسلام لقضية التوازن الإجتماعي نجد ان الإسلام إنطلق في علاجها من حقيقتين:
إحداهما كونية والأخرى مذهبية مبنية على أساس تصوره هو لفكرة العدالة.
أما الحقيقة الأولى:
فهي ان أفراد البشرية متفاوتون من حيث الطاقات الجسمية، وهذا التفاوت موجود قبل أي تفاوت إجتماعي؛ إذ كل التفاوتات الإجتماعية انما هي رهينة على الأغلب لتلك التفاوتات التكوينية.
وأما الحقيقة الثانية:
فهي ما آمن به الإسلام -على أساس من تصوره الخاص عن العدالة- من أن العمل هو أساس الملكية وما يتبعها من حقوق.
إن الإيمان بهاتين الحقيقتين بعني قبول حصول تفاوت في الثروة من قبل الإسلام، وانه لا يرى فيهما خطراً على التوازن الإجتماعي.
ويخلص الإسلام من ذلك إلى القول بأن التوازن الإجتماعي هو التوازن بين أفراد المجتمع في مستوى المعيشة، لا في مستوى الدخل.
والتوازن في مستوى المعيشة معناه أن يكون المال موجوداً لدى أفراد المجتمع ومتداولاً بينهم إلى درجة تتيح لكل فرد العيش في المستوى العام.
أي أن يحيا جميع الأفراد مستوى واحداً من المعيشة مع الإحتفاظ بدرجات داخل هذا المستوى الواحد تتفاوت بموجبها المعيشة، ولكنه تفاوت درجة وليس تناقضاً كلياً في المستوى كالتناقضات الصارخة بين مستويات المعيشة في المجتمع الرأسمالي.
وهذا لا يعني أن الإسلام يفرض إيجاد هذه الحالة من التوازن في لحظة، وإنما يعني جعل التوازن الإجتماعي في مستوى المعيشة هدفاً تسعى الدولة في حدود صلاحياتها إلى تحقيق الوصول إليه بمختلف الطرق والأساليب المشروعة التي تدخل ضمن صلاحياتها.
ولأجل تحقيق هذا المبدأ فقد رأينا أن الإسلام حرّم- من جهة- الإسراف والتبذير، ونهى عن الترف المفرط، وحث على التحلل من القيود التجملية الخارقة ومشاركة الفقراء حتى في أسلوب حياتهم، وإشعار الأغنياء لهم بالمواساة،
ومن جهة أخرى فقد دلت النصوص الكثير على أن هناك مستوى يجب أن يبلغه كل الأفراد، وهو الغنى، فهو الهدف النهائي الذي يحاول الإسلام تحقيقه لكل أفراد المجتمع الإسلامي.
جاء في الخبر عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
"تعطيه من الزكاة حتى تغنيه".
ولكن ما هو الغنى؟ النص الآتي يوضح لنا ذلك. ففي خبر أبي بصير:
"أنه سأل الإمام جعفر الصادق (ص) عن رجل له ثمان مئة درهم وهو رجل خفاف، وله عيال كثير، أله أن يأخذ من الزكاة؟
فقال له الإمام (ع):
يا أبا محمد أيربح من دراهمه ما يقوت به عياله ويفضل؟
فقال أبو بصير:
نعم، فقال الإمام (ع):
ان كان يفضل عن قوته مقدار نصف القوت، فلا يأخذ الزكاة، وان كان أقل من نصف القوت، أخذ الزكاة، وما أخذه منها فضه على عياله حتى يلحقهم بالناس".
المصدر: كتاب نظرة عامة في العبادات
.
.
.
تحيــــــــــــــاتي
|
|
|
|
|