|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 30365
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,092
|
بمعدل : 0.19 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ولادة علي (عليه السلام)في الكعبة
بتاريخ : 15-06-2009 الساعة : 12:41 AM
تميّز (عليه السلام) بمناقب وفضائل لم تكن لاحد قبله ولا بعده، وكان الصحابة يتمنون ولو واحدة منها، على قول أحدهم «لكانت أحبُّ إليَّ من حُمُر النِعَم» ومن هذه الخصوصيات ولادته في بيت الله الحرام، تلك الفضيلة التي طفحت بها الكتب وتظافر على نقلها كبار المحدّثين والمؤرّخين، كالمسعودي في «مروج الذهب»، وسبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص»، وابن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» وغيرهم، أذكر هنا نص كلام الحافظ الحاكم النيسابوري على ما أورده عنه الحافظ الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» قال:
«ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمكّة في بيت الله الحرام، ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه، إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم».
وقال شهاب الدين الالوسي صاحب التفسير المشهور، في «الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينية» لعبد الباقي العمري عند قول الشاعر:
أنت العليُّ الذي فوق العُلى رفعا * * * ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا وكون الامير - كرّم الله وجهه - ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة... ولم يشتهر وضع غيره - كرم الله وجهه - كما اشتهر وضعه، بل لم تتَّفق الكلمة إلاّ عليه ; وما أحرى بإمام الائمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، وسبحان مَن يضع الاشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين».
وقال عند قول الشاعر العمري:
وأنت أنت الذي حُطت له قدمٌ * * * في موضع يده الرحمان قد وضعا «أحبَّ عليه الصلاة والسلام أن يكافئ الكعبة حيث ولد في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها».
وقد ذكرت في باب مستقل قصّة صعود علي (عليه السلام) على منكب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورميه الاصنام، فلاحظه.
أمّا تفاصيل حادثة الولادة الميمونة فمروية في مصادر معتبرة كثيرة، منها: الاسناد مذكورة في المجلد الثاني من موسوعة علي في الكتاب والسنة للمؤلف ص20/ 21.
روى هؤلاء جميعاً بإسنادهم إلى سعيد بن جبير قال: قال يزيد بن قعنب:
كنتُ جالساً مع العبّاس بن عبد المطّلب وفريق من بني عبد العزَّى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد - أم أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) - وكانت حاملةً به لتسعة أشهر، وقد أخذها الطلق فقالت:
ربّ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنّه بنى البيت العتيق، فبحقّ النبيّ الّذي بنى هذا البيت، وبحقّ المولود الّذي في بطني لمّا يسّرت عليَّ ولادتي.
قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرُمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنَّ ذلك أمرٌ من أمر الله عزَّ وجلَّ.
ثمَّ خرجت في اليوم الرّابع وبيدها أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ثمَّ قالت:
إنّي فُضِّلتُ على مَن تقدَّمني من النساء، لانَّ آسية بنت مزاحم عبدت الله عزَّ وجلَّ سرّاً في موضع لا يحبُّ أن يعبد الله فيه إلاّ اضطراراً.
وأنَّ مريم بنت عمران كانت تتعبد في بيت المقدس فلما احست بالمخاض قيل لها هذا بيت عبادة لا ولادة فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً، ثم هزَّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً جنيّاً، فإنّي دخلتُ بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة وأوراقها، فلمّا أردتُ أن أخرج هتف بي هاتف:
يا فاطمة، سمّيه عليّاً فهو عليٌّ، والله العليّ الاعلى يقول: إنّي شققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، ووقفته على غامض علمي، وهو الّذي يكسر الاصنام في بيتي، وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي ويقدّسني ويمجّدني، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه.
وتسابق الشعراء إلى نظم بدائع القصائد في هذه الحادثة الميمونة، أذكر منها مقاطع من موشّحة العلاّمة الميرزا اسماعيل الشيرازي المتوفّى سنة 1305 هـ، التي ذكرها العلامة الاميني في كتابه «الغدير» ج6/ 29 - 31 نقتطف منها ما يلي:
مالكاً ثقل ولاء الاُممِ شاطئ الوادي طوى من حرمِ بسنا أنواره في الظّلمِ إذ تجلّى نوره في آدمِ جلَّ معناه فلمّا يُعلمِ فوطا تربته بالقدمِ حيث لا يدنوه من لم يحرمِ وإليهم كلُّ فخر ينتمي
|
|
|
|
|