[د.حجي إبراهيم الزويد]

لم تكن الدنيا تسعها من الفرح, وكأن تلك الكلمات هي أول كلمات عاطفية تسمعها.

لقد وجدت نفسها أرضا جدباء تتعطش إلى أي كلمة جميلة.

رجعت إلى بيتها, وقد ارتسمت صورته في مخيلتها.

لا تزال كلماته الرقيقة ترن في أذنها, وكأنها تصغي إليها من جديد.

خاطبت نفسها :

لماذا لا أسمع مثل هذه الكلمات من أبي وأمي وأخوتي.

فكرت في الاتصال به, فقد كان كرت المحل في محفظتها.

وضعت يدها على سماعة الهاتف, ولكنها أحست أن نارا قد امتدت إليها .... خاطبت نفسها :

هل يليق بفتاة في التاسعة عشرة من عمرها أن تعيش كل هذه التأملات لمجرد كلمات رقيقة سمعتها من بائع؟

هل أدفع كرامتي ثمنا لتلك الكلمات؟

[د.حجي إبراهيم الزويد]

جاءت ترافقها والدتها إلى المستشفى وهي قلقة بسبب تأخر دورتها الشهرية عن وقتها المعتاد.

لقد أعطتها دراستها الجامعية بكلية العلوم تفسيرا لبعض الأسباب التي تؤدي إلى تأخير حدوث الدورة الشهرية, والتي من بينها اضطراب توازن هرمونات الأنوثة.

تم إجراء تحليل لاختبار الحمل على الفتاة, وكانت المفاجأة للأم!

اعترت الأم دهشة.

أحقا ما تقول؟


هكذا وجهت خطابها للطبيب .

وكانت الصاعقة, عندما أكد لها الطبيب صحة ما حدث.

خارت قوى الأم, وهي تسمع خبر حمل ابنتها ذات العشرين ربيعا, والتي كانت محل افتخارها أينما اتجهت لتفوقها الدراسي في الجامعة.


لم يكن يخطر ببال الأم ذات يوم أن ابنتها ستحمل من غير زواج.

يُتبع :

[صبر الدنيا]

الله يستر على البنات و يهديهم

[الحيدرية]

الله يستر على جميع بنات الناس