الى القارى الكريم من الشيعة والسنة الى الشيعي فكثير ما تحتج بكلامة
اما الى السني فينكرو قولة ويعده من الشيعه
ان الكلام في ترجمة رجل معين لتحديد هويته ومذهبه والفرقة التي ينتمي إليها, يتم عن طريق التحقيق في جمع أقوال أصحاب الرجال وجمع القرائن والشواهد، وكذلك النظر في كلام نفس الشخص من خلال مؤلفاته وماذا يقول عن مذهبه وإلى أي فرقة ينتسب, مع التفريق في كل ذلك بين ما صدر عن دافع مذهبي وبين ما كان من تحقيق وتمحيص.
ولا يمكن نسبته إلى مذهب وفرقة معينة من خلال قول واحد أو اثنين ممن ترجموا له خاصة إذا كانوا من المتأخرين
على كل حال فان الكلام في مذهب وعقيدة ابن أبي الحديد مقطوع به من حيث كونه معتزلياً عقيدة، وهذه أشعاره وكلماته طافحه بذلك، عدا اعتراف من ترجموا له.
نعم، هو كان من مدرسة بغداد الاعتزالية التي لها ميل ومحبة لعلي (ع) وانحراف عن أعدائه ولذا كان لأعلامها علاقات جيدة مع الشيعة, ولكن المحبة والميل إلى طرف علي (ع) لا يسمى تشيعاً بالمعنى الدقيق العلمي وان تراه يطلق على الكثيرين من أهل السنّة في كتب أصحاب الرجال منهم وخاصة الحنابلة وبالأخص نواصبهم فانهم يتهمون كل من روى فضيلة لعلي (ع) بأنه شيعي كما قالوا عن الحاكم الحسكاني والنسائي وعبد الرزاق الصنعاني وغيرهم.
اما قول اهل السنة ان ابن ابي الحديد شيعي فهو باطل ....
الأول: ما يذكره من الردّ على السيد المرتضى ودفاعه عن خلافة الخلفاء الثلاثة وانها خلافة شرعية قول لا يقوله شيعي فضلاً عن أن يقوله مغالي في علي (عليه السلام)، فهل أنّ المغالي في علي (عليه السلام) يدفع الخلافة عنه الى غيره أو يثبتها له بمقتضى غلوه؟! (راجع شرح نهج البلاغة في بدايته تجد هذا الكلام).
الثاني: تصريحه بأنّه ليس بشيعي وإمامي، وذلك عندما قال في معرض شرحه على الخطبة الشقشقية (شرح النهج ج1 ص122 الى ص124) بعد أن ذكر: ((أما الامامية من الشيعة فتجري هذه الخ ... وأما أصحابنا رحمهم الله))، فلاحظ هنا ذكر نفسه وأصحابه مقابل الامامية، بل تبرأ من قول الامامية! فأين الغلو بل أين التشيع فضلاً عن الغلو؟!
الثالث: قوله في (شرح النهج ج1 ص126): ((وتزعم الشيعة أن رسول الله... الخ ، وهذا عندي غير منقدح))، فلو كان شيعياً لما أخرج نفسه عن معتقد الامامية وقال: هذا عندي غير منقدح!
الرابع: قوله في (شرح النهج ج3 ص70 الى ص71): ((فان قلت: هذا نص صريح في الامامة فما الذي تصنع المعتزلة بذلك؟
قلت: يجوز أن يريد أنه إمامهم (أي علي (عليه السلام)) في الفتوى فهو كالفقيه لا انّه إمامهم بمعنى أنّ الرسول نصّبه خليفة))، فهنا ابن أبي الحديد يدفع قول من يقول بأنّ خلافة علي (عليه السلام) بالنصّ مع أنّ نكران النص على إمامة علي(عليه السلام) ليس من معتقدات الشيعة فضلاً عن الغلاة! والقول بأنّ علي (عليه السلام) كأحد المجتهدين قول لا تقوله الامامية قطعاً!
وهناك الكثير من تلك القرائن، فراجع شرح النهج وخصوصاً في الاجزاء الأربعة الأول.
أغلب المخالفين الآن يحاولون رميه بالتشيع هرباً من ملازمات كلامه، ودوافعه واضحة لا تحتاج إلى بيان.
وعلى كل حال، فان الكلام فيه وفي صحة الالزام بكلامه والاحتجاج به هو نفس الكلام الذي يشمل جميع من كتبوا في الفضائل أو أوردوا أحاديث الفضائل في كتبهم من جهة انتسابهم لأهل السنّة في حياتهم ورميهم بالتشيع من قبل أصحاب الرجال الحنابلة وانكار سنيتهم من قبل دعاة الوهابية, فان الشيعة ينسبونهم إلى السنّة اعتماداً على ما ذكر في تراجمهم وأصحاب الرجال السنّة كالذهبي وابن حجر ومن على مذهبهم يرمونهم بالتشيع لما رووه من أحاديث الفضائل اهل البيت ع تخلصاً من الزامهم برواياتهم...
وفي الختام، نودّ أن نبين أن هناك فرقاً بين الشيعي والمحب، فانّ الشيعي من يتّبع ويقفو أثر الائمة، وأما المحب فهو من لا يبغض آل محمد، ونعتقد انكم من المحبين وسنذكر لكم بعض الذين يحبون آل محمد على سبيل المثال الا انهم ليسوا بشيعة، كما هو الكلام عن القندوزي فلا يعدوا أن محباً وليس شيعياً امامياً، وعندها لا يمتنع الاحتجاج بكلام من يحب ولا يتبع، فلأجل خلطكم بين الشيعي والمحب نشأ عندكم هذا الاشكال
هناك قولان لعالمين من علماء الشيعة كثير ما يحتج بهمى اهل السنة على الشيعة واحببت ان انقلهما ونرد عليهما حتى لا احد بعد ذلك بقل لنا هذين القولين .....
قال صاحب روضات الجنات 5/19 (طبعة الدار الإسلامية في بيروت سنة 1411هـ) في ترجمةابن أبي الحديد :
الشيخ الكامل الأديب المؤرخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين ... ابن أبي الحديد المدائني الحكيم الأصولي المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد: صاحب (شرح
نهج البلاغة) المشهور، هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، مواليا لأهل بيت العصمة والطهارة، وإن كان في زي أهل السنة والجماعة ، منصفا غاية الإنصاف في المحاكمة بين الفريقين...)
وقال القمي في كتابه الكنى والألقاب 1/185:
(( ولد في المدائن وكان الغالب على أهل المدائن التشيع والتطرف والمغالاة فسار في دربهم وتقيل مذهبهم ونظم العقائد المعروفة بالعلويات السبع على طريقتهم
وفيها غالي وتشيع وذهب الإسراف في كثير من الأبيات كل مذهب ..(ثم ذكر القمي بعض الأبيات التى قالهاً غالياً )..
ثم خف الى بغداد وجنح الى الاعتزال واصبح كما يقول صاحب نسخة السحر معتزلياً جاهزيا في اكثر شرحه بعد ان كان شيعياً غالياً.
وتوفي في بغداد سنة 655 ، يروى آية الله الحلي عن أبيه عنه )).
الرد
وأما كلام (صاحب الروضات)، فلو قرأته كاملاً لما وجدته خارجاً عن هذا المضمار من كونه معتزلياً يحب ويفضل علياً (ع) على أعدائه وان لم يكن دقيقا في استعمال كلمة (موالياً لأهل البيت (ع) ) لأن لها اصطلاح خاص يعرف به الشيعة وان كانت تدل لغةً على المحبة والميل ولكنها اصطلاحاً تلازم عندنا للتبري. فراجع كلامه بطوله ينكشف لك ما قاله.
4- وأما الكلام الآخر المنسوب للقمي، فليس هو من كلامه ولم نجده في (الكنى والألقاب)، إلاّ اللّهمّ عبارة (وتوفي في بغداد سنة 655, يروي آية الله الحلي عن أبيه عنه) وأما بقية ما ذكر فهو مأخوذ من ترجمته في أول كتاب (شرح نهج البلاغة), ومحصل كلام القمي لو راجعته هو نفس ما قلنا فيه.
__________________
قال صاحب روضات الجنات 5/19 (طبعة الدار الإسلامية في بيروت سنة 1411هـ) في ترجمةابن أبي الحديد :
الشيخ الكامل الأديب المؤرخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين ... ابن أبي الحديد المدائني الحكيم الأصولي المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد: صاحب (شرح
نهج البلاغة) المشهور، هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، مواليا لأهل بيت العصمة والطهارة، وإن كان في زي أهل السنة والجماعة ، منصفا غاية الإنصاف في المحاكمة بين الفريقين...)
لا تعليق !!!!!
المشهور، هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، مواليا لأهل بيت العصمة والطهارة، وإن كان في زي أهل السنة والجماعة ، منصفا غاية الإنصاف في المحاكمة بين الفريقين
ليس كل محب لال البيت ينتمي الى مذهب اهل البيت ( المذهب الشيعي )