لو مرّت ْ الآهاتُ نحو تهامة = ثارت ُ زلازلها شجا ً يُفنينا
أدِم ِالبكاء َ على البتول ِ وولدها = فالله ُ لم ْ يحرمْ عطاءا فينا
فتوجهوا نحو البقيع ِ بجمعكم ْ = لنزور َ قبرا ً في القلوب دفينا
هو آية ُ الفردوس في جناتها = نور السماء ما رأته ُ عيونا
صلوا على الزهراء ياعشاقها = سيزيدكم ْ رب ُ السماء ِ يقينا
****
هذا الولاء العاطفي لأهل البيت عليهم السلام، لا بد وأن يتجسد على شكل سلوك عملي.. ففاطمة (عليها السلام) لخصت فلسفتها بالنسبة إلى تعامل النساء والرجال، وهو تعامل وثيق هذه الأيام، لأن فاطمة أسست أساساً لنا جميعاً، ودعت إلى فصل الجنسين بأقصى ما يمكن، حيث أنها ذكرت بأنه خير للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال.. لعلمها صلوات الله عليها بأن وجود هذين العنصرين من دون وجود محرمية شرعية، وعقد شرعي في مظان إثارة الأحاسيس، والتحركات القلبية المعهودة في هذا المجال.. ولطالما رأينا أن هذا الاتصال غير الشرعي، وفي غير إطار الأجواء الشرعية المنقحة، من موجبات الزلل الكثير الذي وقع فيه كثير من فتياتنا هذه الأيام.
وهذه كلمة عرفانية لها صلوات الله عليها عندما تدخل الجنة، فيوحي الله عز وجل إليها: يا فاطمة!.. سليني أُعطكِ، وتمنّي عليّ أُرضك، فتقول: إلهي!.. أنت المنى وفوق المنى.. فبهذا الجواب العرفاني البليغ تلخص نظرتها للوجود.
نسال الله ان يوفقنا لزيارتها في الدنيا وشفاعتها في الاخره
وشكرا لكم وبارك الله بكم اخي الفاضل الاديب وجدي