حدثنى الشيخ الفقيه (أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي) قال حدثنى الشيح محمد بن ابى مسلم بن أبي الفوارس الدارمى، وقد رواه كثير من الاصحاب حتى انتهى إلى ابي جعفر ميثم التمار قال بينما نحن بين يدى مولانا علي بن أبي طالب (ع) بالكوفة وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله محدقون به كأنه البدر في تمامه بين الكواكب في السماء الصاحية إذ دخل عليه من الباب رجل طويل علية قباء خز أدكن متعمم بعمامة اتحمية صفراء وهو مقلد بسيفين فدخل من غير سلام ولم ينطق بكلام فتطاول الناس بالاعناق ونظروا اليه بالآماق وشخصوا اليه بالاحداق ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لا يرفع رأسه اليه فلما هدأت من الناس الحواس فحينئذ أفصح عن لسانه كأنه حسام جذب من غمده، ثم قال أيكم المجتبى في الشجاعة، والمعمم بالبراعة، والمدرع بالقناعة، أيكم المولود في الحرم، والعالي في الشيم، والموصوف بالكرم؟
[3]
أيكم الاصلع الرأس، والثابت الاساس، والبطل الدعاس، والآخذ بالقصاص، والمضيق للانفاس؟ أيكم غصن أبي طالب الرطيب، وبطله المهيب، والسهم المصيب والقسم والنجيب؟ أيكم خليفة محمد صلى الله عليه وآله الذى نصر به في زمانه، وعز به سلطانه، وعظم به شأنه؟ أيكم قاتل العمرين وآسر العمرين، فعند ذلك رفع أميرالمؤمنين * ع * رأسه اليه فقال له * ع * يا مالك يا أبا سعد بن الفضل بن الربيع بن مدركة ابن نجيبة بن الصلت بن الحارث بن الاشعث بن السميمع الدوسي سل عما بدالك؟ فانا كنز الملهوف وأنا الموصوف بالمعروف أنا الذي افرعتنى الصم الصلاب، وأنا المنعوت في كل كتاب، أنا الطود والاسباب اناق والقرآن المجيد، وأنا النبأ العظيم أنا الصراط المستقيم، أنا على مواخى رسول الله صلى الله عليه وآله وزوج إبنته ووارث علمه وعيبة حكمته والخليفة من بعده فقال الاعرابى بلغنا عنك انك معجز النبي صلى الله عليه وآله والامام الولي ليس لك مطاول فيطاولك، ولا ممانع فيصاولك، أهو كما بلغنا عنك يا فتى قومه؟ قال علي (ع) قال ما بدا لك؟ فقال إني رسول اليك من ستين ألف رجل يقال لهم (العقيمية) وقد حملوا معي رجلا ميتا قد مات منذ مدة وقد اختلف في سبب موته وهو على باب المسجد فان أحييته علمنا إنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله صادق نجيب الاصل وتحققنا إنك حجة الله في أرضه، وخليفة في عباده وان لم تقدر على ذلك رددته على قومه وعلمنا انك تدعي غير الصواب وتظهر من نفسك مالا تقدر عليه.
فقال اميرالمؤمنين (ع) يا أبا جعفر (وهو ميثم التمار) اركب بعيرا وطف في شوارع الكوفة ومحلاتها وناد من أراد ان ينظر إلى ما اعطى الله عليا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله بعل فاطمة (ع) مما أوعه رسول الله من العلم فيه فليخرج إلى النجف غدا فهرع الناس إلى النجف فلما رجع
[4]
ميثم من النداء قال له علي (ع) خذ الاعرابي إلى ضيافتك فغداة غد سيأتيك الله بالفرج قال ميثم فاخذت الاعرابي ومعه محمل فيه ميت فانزلته منزلي واخدمته اهلي فلما صلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام الفجر خرج وخرجت معه ولم يبق في الكوفة بر ولا فاجر إلاو خرج إلى النجف فقال (ع) يا أبا جعفر علي بالاعرابي وصاحبه الميت فخرجت من عنده واذا أنا بالاعرابى وهو راجل تحت القبة التى فيها الميت فاتى بها إلى النجف فعند ذلك قال (ع) يا أهل الكوفة قولوا فينا ماترونه واروواعنا ماتسمعونه واوردوا ما تشاهدونه منا ثم قال يا اعرابي ابرك جملك واخرج صاحبك انت وجماعة من المسلمين قال ميثم فاخرج تابوتا من الساج وفيه من قصب وطاء ديباج فحله واذا تحته بدرة من اللؤ لؤ وفيها غلام قد تم عذاره بذوائب كذوائب المرأة الحسناء فقال عليه السلام يا اعرابي كم لميتك هذا فقال احد واربعون يوما فقال ما كان سبب موته فقال الاعرابى يافتى أهله يريدون أن تحييه ليخبرهم من قتله فيعلموه لانه بات سالما واصبح مذبوحا من الاذن إلى الاذن فقال له (ع) من يطلب بدمه؟ قال خمسون رجلا من قومه يعضد بعضهم بعضا في طلب دمه فاكشف الشك والريب يا أخا رسول الله فقال * ع * هذا الميت قتله عمه لانه تزوج ابنته فخلاها وتزوج غيرها فقتله حنقا عليه فقال الاعرابي لسنا نرضى بقولك وانما نريد ان يشهد هذا الغلام بنفسه عند اهله من قتله حتى لا يقع بينهم السيف والفتنة والقتال فعند ذلك قام علي * ع * فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبى صلى الله عليه وآله فصلى عليه ثم قال يا اهل الكوفة ما بقرة بني اسرائيل بأجل من علي أخي رسول الله * ص * وانها احيت ميتا بعد سبعة ايام ثم دنا من الميت فقال ان بقرة بني اسرائيل ضرب بعضها الميت فعاش وانا اضربه ببعضي فان بعضي عند الله خير من البقرة كلها ثم هزه برجله اليمني وقال قم باذن الله تعالى يامدرك بن حنضلة بن غسان بن يحيى بن سلامة ابن الطبيب
[5]
ابن الاشعث فها قد احياك الله تعالى على يدى علي بن ابي طالب قال ميثم التمار فنهض غلام احسن من الشمس اوصافا ومن القمر اضعافا وقال لبيك لبيك يا حجة الله تعالى على الانام والمتفرد بالفضل والانعام فقال له علي (ع) من قاتلك فقال قاتلي عمي الحاسد حبيب بن غسان فقال اميرالمؤمنين (ع) انطلق إلى اهلك يا غلام قال لا حاجة بي إلى اهلي فقال اميرالمؤمنين (ع) ولم قال أخاف ان اقتل ثانية ولا تكون انت فمن يحيبنى فالتفت الامام (ع) إلى الاعرابي وقال امض انت إلى اهلك واخبرهم بما رأيت فقال الاعرابي وانا ايضا قد اخترت المقام معك إلى ان يأتي الاجل فلعن الله تعالى من انجه له الحق ووضح وجعل بينه وبين الحق سترا فاقاما مع علي (ع) إلى ان قتلا معه بصفين وسار اهل الكوفة إلى منازلهم واختلفوا في اقاوبلهم فيه (ع)
(وبالاسناد) يرفعه إلى أنس بن مالك قال دخل يهودى في زمن خلافة أبي بكر فقال اريد خليفة رسول الله قال فجاؤا به إلى أبي بكر فقال له اليهودى أنت خليفة رسول الله قال له أبوبكر نعم اما تنظرني أنا في مقامه ومحرابه فقال له ان كنت كما تقول يا أبا بكر اسألك عن أشياء فان كنت تجيب صدقتك قال سل عما بدا لك وعما تريد فقال اليهودى اخبرني عما ليس لله وعما ليس عندالله وعما لا يعمله الله قال فعند ذلك قال ابوبكر هذه مسائل الزنادقة يا يهودى قال فعندها هم المسلمون بقتل اليهودى فكان ممن حضر ذلك ابن عباس فزعق بالناس وقال يا أبابكر ما انصفتم الرجل فقال اما سمعت ما تكلم به فقال ابن عباس (رض) فان كان عندكم جوابه والا اخرجوه حيث شاء قال فأخرجوه وهو يقول لعن الله قوما جلسوا في غير مراتبهم يريدون قتل النفس التى حرم الله تعالى بغير علم فخرج وهو يقول ايها الناس ذهب الاسلام حتى لاتجيبوا عن مسألة واين رسول الله صلى الله عليه وآله واين خليفته قال فتبعه ابن عباس وقال له ويلك اذهب إلى عيبة علم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزل علي بن أبى طالب (ع) فعند ذلك اقبل وقد خرج ابوبكر والمسلمون في طلبه والمسلمون في طلبه فلحقوه في بعض الطريق فأخذوه وجاؤا به إلى امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فاستأذنوا للدخول ثم دخلوا عليه وقد ازدحم الناس يبكون وقوم يضحكون فقال له ابوبكر يا اباالحسن ان هذا اليهودى سألني عن مسائل الزنادقة فقال علي ما تقول يا يهودى قال اسألك ويفعلون بى ما يريدون هؤلاء القوم قال وأى شئ أرادوا ان يفعلوا بك قال ارادوا ان يذهبوا بدمي لانهم ما اجابوني عن مسائلي قال له الامام (ع) دع هذا وسل عما بدا لك يايهودى وما شئت قال يا علي سؤالي لا يعلمه الا نبي او وصي قال سل عما تريد فعند
[133]
ذلك قال اليهودى اخبرني عما ليس عندالله وعما لا يعلمه الله فقال له علي (ع) شرط يا اخا اليهود قال: وما الشرط قال تقول معي قولا عدلا مخلصا بالرضا لا اله الا الله محمد رسول الله قال نعم يا علي كيف ما أقول فقال - ع - يا اخا اليهود سألت عما ليس عند الله فليس عندالله ظلم فقال صدقت يا اباالحسن واما قولك عما ليس لله فليس لله ولد ولا صاحبة ولا شريك قال صدقت، واما قولك عما ليس يعلمه الله ما يعلم ان لله صاحبة ووزيرا ولا مشيرا وهو قادر على ما يريد فعند ذلك قال مد يدك فأنا اشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وانك خليفته حقا ووصيه ووارث علمه فجزاك الله عن الاسلام خيرا فضحك الناس عند ذلك فقال ابوبكر انت يا علي كاشف الكربات انت يا علي فارج الهم والغم فعند ذلك خرج ابوبكر فرقي المنبر وقال اقيلوني ثلاثا فلست بخيركم وعلي فيكم قال فخرج عليه عمر وقال كيف ياابا بكر وقد رضيناك لانفسنا فنزل عن المنبر واخبروه بذلك اميرالمؤمنين.
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابي ذر (رض) قال امرنا رسول الله ان نسلم على اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقال سلموا على اخي ووارثى وخليفتى في قومى وولي كل مؤمن ومؤمنة من بعدى سلموا عليه بامرة المؤمنين فأنه ولي كل من يسكن الارض إلى يوم القيامة ولو قدمتموه لاخرجت الارض بركاتها فأنه اكرم من عليها من اهلها قال ابوذر فرأيت عمر قد تغير لونه وقال احق من الله يا رسول الله قال نعم يا عمر حق من الله تعالى امرني به وبذلك امرتكم قال فقام وسلم عليه بأمرة المؤمنين وكذلك ابوبكر تم اقبلا على اصحابهما وقالا ماقالاه.
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابي امامة الباهلي قال قال رسول الله ان الله خلقني وعليا من شجرة واحدة فأنا اصلها وعلى فرعها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا اوراقها فمن تمسك بها ومن تخلف عنها هوى.
[134]
* وبالاسناد * يرفعه إلى ابن مسعود انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى بي إلى السماء قال لي جبرئيل (ع) قد امرت بعرض الجنة والنار عليك قال فرأيت الجنة ومافيها من النعيم ورايت النار ومافيها من عذاب اليم والجنة لها ثمانية ابواب على كل باب منها اربع كلمات كل كلمة منها خير من الدنيا وفيها لمن يعرفها ويعمل بها قال قال لي جبرئيل (ع) اقرأ يامحمد ماعلى الابواب قال قلت له قرأت ذلك اما ابواب الجنة فعلى الباب الاول مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله لكل شئ حيلة وحيلة العيش اربع خصال القناعة ونبذ الحقد وترك الحسد ومجالسة اهل الخير
[153]
(وعلى الباب الثانى) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله على ولي الله لكل شئ حيلة وحيلة السرور في الآخرة اربع مسح رؤس اليتامى والتعطف على الارامل والسعي في حوائج المسلمين وتفقد الفقراء والمساكين
(وعلى الباب الثالث) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله كل شئ هالك الا وجهه لكل شئ حيلة وحيلة الصحة في الدنيا اربع خصال قلة الكلام وقلة المنام وقلة المشي وقلة الطعام.
(وعلى الباب الرابع) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم والديه ومن كان يؤمن بالله اليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت.
(الباب الخامس) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فمن اراد ان لايشتم ومن اراد ان لا يذل ومن اراد ان لا يظلم ولا يظلم ومن اراد ان يستمسك بالعروة الوثقى في الدنيا والاخرة فليقل لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله.
(وعلى الباب السادس) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فمن احب ان يكون قبره واسعا فسيحا فليبن المساجد ومن احب ان لا تأكله الديوان تحت الارض فليكنس المساجد وليكنس المساكين ومن احب ان تبقى طريا نضرالا يبكي فليكسوا المساجد بالبسط ومن اراد ان يرى موضعه في الجنة فليسكن في المساجد.
(وعلى الباب السابع) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله بياض القلوب في اربع خصال عيادة المرضى واتباع الجنائز وشراء اكفان الموتى ورد القرض.
(على الباب الثامن) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي
[154]
الله فمن اراد الدخول في هذه الابواب الثمانية فليمسك باربع خصال وهي الصدقة والسخاء وحسن الخلق وكف الاذى عن عباد الله.
* ثم رأيت ابواب جهنم * فاذا على الباب الاول منها مكتوب ثلاث كلمات وهي من رجا الله تعالى سعد ومن خاف الله تعالى أمن والهالك المغرور من رجا غير الله وخاف سواه * وعلى الباب الثاني * مكتوب ثلاث كلمات من اراد ان لا يكون عريانا يوم القيامة فليكس الجلود العارية في الدنيا ومن اراد ان لا يكون عطشانا يوم العطش فليسق العطشان في الدنيا ومن اراد ان لا يكون جائعا في القيامة فليطعم البطون الجائعة في الدنيا.
* وعلى الباب الثالث * مكتوب ثلاث كلمات لعن الله الكاذبين لعن الله الباخلين لعن الله الظالمين.
* وعلى الباب الرابع * مكتوب ثلاث كلمات اذل الله من اهان الاسلام اذل الله من اهان اهل بيت النبي لعن الله من اعان الظالمين على ظلم المخلوقين.
* وعلى الباب الخامس * مكتوب ثلاث كلمات لا تتبع الهوى فان الهوى مجانب الايمان ولا تكثر منطقك فيما لايعنيك فتقنط من رحمة الله ولا تكن عونا للظالمين.
* الباب السادس * مكتوب انا حرام على المتهجدين انا حرام على الصائمين.
* وعلى الباب السابع * مكتوب ثلاث كلمات حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ووبخوا انفسكم قبل ان توبخوا ادعوا الله عزوجل قبل ان تردوا عليه ولا تقدرون على ذلك.
* وبالاسناد يرفعه إلى محمد الباقر بن جعفر الصادق * عليهم السلام يرويه عن النسب الطاهر إلى جده رسول الله * ص * انه قال ان الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتى من صلب علي بن ابى طالب (ع)
[155]
وان الله اصطفاهم كما اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين فاتبعوهم يهدوكم إلى صراط مستقيم فقدموهم ولا تتقدموا عليهم فانهم احلمكم صغارا واعلمكم كبارا فاتبعوهم لا يدخلونكم في ضلال ولا يخرجونكم من هدى.
* وبالاسناد * يرفعه إلى انس بن مالك والزبير بن العوام انهما قالا قال رسول الله أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه وفاطمة عليها السلام علاقته والائمة من ولدهم عموده فينصب يوم القيامه فيوزن فيها أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا.
* وبالاسناد * يرفعه إلى سعد بن أبي وقاص انه بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله معنا إذااقبل علينا من الركن اليمناني شئ على هيئة الفيل أعظم مايكون من الفيلة فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لعنت وخزيت ياملعون فشك سعد فعند ذلك قام أمير المؤمنين علي بن ابى طالب (ع) وقال ماهذا يارسول الله قال أو ماتعرفه يا علي فقال الله ورسوله أعلم فقال النبي صلى الله عليه وآله هذا ابليس فوثب أمير المؤمنين (ع) من مكانه كأنه أسد وأخذ بناصيته وجذبه من مكانه ثم قال اقتله يارسول الله فقال صلى الله عليه وآله أو ما علمت انه من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم فجذبه وتنحى به خطوات فقال له ابليس مالي ومالك يابن أبي طالب دعنى من يدك فوعزة ربي مايغضبك احد الا من شاركت أياه في أمه فخلاه من يده فانزل في ذلك (وشاركهم في الاموال والاولاد يوعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) يعنى بذلك شيعة علي بن ابي طالب عليه السلام.
حديث مفاخرة علي بن ابي طالب (ع) مع ولده الحسين (ع)
قال حدثنا سليمان بن مهران قال حدثنا جابر عن مجاهد قال حدثنا عبدالله بن عباس قال حدثنا رسول الله قال لما عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله والحسن والحسين سبطا رسول الله وفاطمة الزهراء صفوة الله وعلى ناكرهم وباغضبم لعنة الله تعالى (قيل) إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا ذات يوم وعنده الامام علي بن ابي طالب (ع) إذ دخل الحسين بن علي فاخذه النبي (ع) واجلسه في حجره وقبل بين عينيه وقبل شفتيه وكان للحسين (ع) ست سنين فقال على (ع) يا رسول الله أتحب ولدي الحسين قال النبي صلى الله عليه وآله وكيف لا أحبه وهو عضو من اعضائي فقال علي (ع) يا رسول الله ايما أحب اليك انا ام الحسين فقال الحسين ياابتي من كان أعلى شرفا كان احب إلى النبي صلى الله عليه وآله واقرب اليه منزلة قال علي (ع) لولده اتفاخرني ياحسين قال نعم يا ابتاه ان شئت فقال له الامام علي (ع) ياحسين انا امير المؤمنين انا لسان الصادقين انا وزير المصطفي انا خازن علم الله ومختاره من خلقه انا قائد السابقين إلى الجنة انا قاضي الدين عن رسول الله صلى الله عليه وآله انا الذى عمه سيد في الجنة انا الذى اخوه جعفر الطيار في الجنة عند الملائكة انا قاضي الرسول انا آخذ له باليميين انا حامل سورة التنزيل إلى اهل مكة بأمر الله تعالى انا الذى اختارني الله تعالى من خلقه انا حبل الله المتين الذى امر الله تعالى خلقه ان يعصموا به في قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا انا نجم الله الزاهر انا الذي تزوره ملائكة السموات انالسان الله الناطق انا حجة الله تعالى على خلقه انا يدالله القوى انا وجه الله تعالى في السموات انا جنب الله الظاهر انا الذى قال الله سبحانه وتعالى في وفي حقى بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون انا عروة الله الوثقى التي لاانفصام لها والله سميع عليم انا باب الله
[84]
الذى يؤتى منه انا علم الله على الصراط انا بيت الله من دخله كان آمنا فمن تمسك بولايتي ومحبتي أمن من النار وانا قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين انا قاتل الكافرين انا ابو اليتامى انا كهف الارامل انا عم يتسائلون عن ولايتي يوم القيامة قوله تعالى ثم لنسئلن يومئذ عن النعيم انا نعمة الله تعالى التى انعم الله بها على خلقه انا الذى قال الله تعالى في وفي حقي اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي لكم ورضيت لكم الاسلام دينا فمن أحبني كان مسلما مؤمنا كامل الدين انا الذى بي اهتديتم انا الذى قال الله تبارك وتعالى في وفي عدوى وقفوهم أنهم مسؤلون أي عن ولايتى يوم القيامة انا النبأ العظيم الذي اكمل الله تعالى به الدين يوم غدير خم وخيبر انا الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله في من كنت مولاه فعلى مولاه انا صلاة المومن انا حي على الصلاة انا حي على الفلاح انا حي على العمل انا الذي نزل على اعدائى سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع بمعنى من انكر ولايتى وهو النعمان ابن الحارث اليهودي لعنه الله تعالى انا داعى الانام إلى الحوض فهل داعى المؤمنين غيرى انا ابوالائمة الطاهرين من ولدى انا ميزان القسط ليوم القيامة انا يعسوب الدين انا قائد المؤمنين إلى الخيرات والغفران إلى ربي انا الذى اصحاب يوم القيامة من اوليائي المبرأون من اعدائي وعند الموت لايخافون ولايحزنون وفى قبورهم لا يعذبون وهم الشهداء و الصديقون وعند ربهم يفرحون انا الذى شيعتي متوثقون ان لا بوادوا من حاد الله و رسوله ولو كانوا آباءهم أو ابناءهم ان الذى شيعتي يدخلون الجنة بغير حساب انا الذى عندى ديوان الشيعة باسمائهم انا عون المؤمنين وشفيع لهم عند رب العالمين انا الضارب بالسيفين انا الطاعن بالرمحين انا قاتل الكافرين يوم بدر وحنين انا مردي الكماة يوم احد انا ضارب ابن عبد ود لعنه الله تعالى يوم الاحزاب انا قاتل عمرو ومرحب انا قاتل فرسان خيبر انا الذي قال في الامين جبرئيل
[85]
عليه السلام لاسيف إلا ذو الفقار ولافتى إلا على انا صاحب فتح مكة انا كاسر اللات والعزى انا الهادم هبل الاعلى ومنوة الثالثة الاخرى انا علوت على كتف النبي صلى الله عليه وآله وكسرت الاصنام انا الذي كسرت يغوث ويعوق ونسرا انا الذى قاتلت الكافرين في سبيل الله انا الذى تصدق الخاتم انا الذى نمت على فراش النبي صلى الله عليه وآله ووقيته بنفسي من المشركين انا الذى يخاف الجن من بأسي انا الذي به يعبد الله انا ترجمان الله انا علم الله انا عيبة علم رسول الله صلى الله عليه وآله انا قاتل اهل الجمل وصفين بعد رسول الله انا قسيم الجنة والنار فعندها سكت على (ع) فقال النبي صلى الله عليه وآله للحسين (ع) اسمعت يا ابا عبدالله ما قاله ابوك وهو عشر عشير معشار ما قاله من فضاله ومن الف الف فضيلة وهو فوق ذلك أعلى فقال الحسين - ع - الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وعلى جميع المخلوقين وخص جدنا بالتنزيل والتأويل والصدق ومناجاة الامين جبرئيل - ع - وجعلنا خيار من اصطفاه الجليل ورفعنا على الخلق اجمعين ثم قال الحسين عليه السلام اما ما ذكرت يا اميرالمؤمنين فأنت فيه صادق امين فقال النبى - ص - اذكر انت يا ولدي فضائلك فقال الحسين - ع - يا ابت انا الحسين بن علي بن ابي طالب - ع - وامي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وجدى محمد المصطفى - ص - سيد بني آدم اجمعين لاريب فيه يا علي أمي افضل من امك عند الله وعند الناس اجمعين وجدى خير من جدك وافضل عند الله وعند الناس اجمعين وانا في المهد ناغاني جبرئيل وتلقاني اسرافيل يا على انت عندالله تعالى افضل مني وانا افخرمنك بالآباء والامهات والاجداد قال ثم ان الحسين - ع - اعتنق اباه وجعل يقبله واقبل على (ع) يقبل ولده الحسين وهو يقول زادك الله تعالى شرفا وفخرا وعلما وحلما ولعن الله تعالى ظالميك يا أبا عبدالله ثم رجع الحسين (ع) إلى النبي صلى الله عليه وآله وهذا وجدناه مكتوبا على التمام والكمال ونستغر الله من الزيادة والنقصان ونعوذ بالله من سخط الرحمن.[86]