|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 21618
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 704
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
>>اضحك للدنيا تضحك لك للكاتب محسن الصفار
بتاريخ : 25-02-2009 الساعة : 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
إليكـــم القصة :
بعد الكآبة الشديدة التي أصابت سعيد مما يراه من مصائب الدنيا كل يوم قرر أخيراً أن يلجأ إلى أخصائي بالعلاج النفسي علّه يستطيع ان يزيح عن كاهله هذا الثقل الذي حرمه حتى من النوم والأكل. دخل سعيد عيادة الطبيب وإنتظر حتى حان دوره ودخل وحكى للطبيب عن مشاكله المادية والمعنوية إستمع الأخصائي بكل دقة إلى نهاية كلام سعيد وقال له:
- يا أخ سعيد مشاكلك هي ما يعانيه كل مواطن في العالم العربي وليس هناك دواء أو وصفة تستطيع علاج هذه الحالة لأنها بصراحة مستعصية ولكن هناك طريقة لتجنيبك الكآبة التي تحصل عندك.
- أسعفني يا دكتور بها فالكآبة تكاد تقتلني.
- هي طريقة صعبة في البداية وستسبب لك بعض الحرج ولكنها ناجحة إذا واظبت عليها.
- أنا موافق عليها مهما كانت إذا كان في ذلك خلاص من الكآبة
- الطريقة بكل بساطة هي أن كلما واجهك موقف مؤلم وصعب يثير غضبك وحنقك إضحك عليه بصوت عال كي تتخلص من الكآبة التي تنتج عن ذلك الخبر والموقف.
- ولكن يا دكتور هذا صعب.
- نعم أعرف ولكنه العلاج الوحيد الذي عندي وأنت حر ولك أحذرك أن الكآبة مرض قاتل ويستطيع أن يدّمر حياتك بأكملها لذا ان يجب ان تضحك من قلبك ودون توقف .
- طيب سأجرب.
- عظيم والآن تفضل بدفع مبلغ 100 دولار أجرة الكشف.
- 100 دولار؟
كاد سعيد أن يفقد أعصابه ولكنه تذكر نصيحة الطبيب فأخرج النقود من محفظته وهو يضحك ويضحك أحس ببعض الراحة بعد الضحك فخرج من عيادة الدكتور فوجد شرطي المرور يكتب له غرامة أحسّ بالغضب ولكنه تمالك نفسه وأخذ يقهقه بصوت عال والشرطي يسلمه ورقة المخالفة أحسّ الشرطي بالإهانة فامر بسحب سيارته إلى الحجز، أخذ سعيد المخالفة وذهب إلى البيت سيراً على الأقدام وهو يضحك طوال الوقت.
دخل البيت وسلّم على زوجته وطلب الغذاء فإعتذرت له وقالت:
- والله اليوم نسوان الحي زاروني وأخذنا الحديث ونسيت أن أطبخ روح تغدى بالمطعم. وبدل الغضب والصراخ أخذ سعيد يضحك ويضحك ويضحك أحسّت زوجته بالإهانة وجمعت أغراضها وذهبت إلى بيت أهلها.
ذهب سعيد إلى المطعم وطلب قائمة الأطعمة وإختار ان يأكل قطعة لحم مشوية وبعد إنتظار جاء النادل بقطعة اللحم حاول أن يقطعها ولكنها كانت أقسى من حذاء قديم فلم ترضى أن تستسلم للسكين نادى على مدير المطعم كي يوبخه ولكنه تذكر نصيحة الطبيب فأخذ يضحك ويضحك حتى أخذ كل الموجودين في المطعم ينظرون إليه وكأنه مجنون فما كان من مدير المطعم إلا أن أمر الندل بأن يرموه في الشارع بعد إجباره على دفع ثمن الطعام والبقشيش بالطبع نفض سعيد ثيابه وهو يضحك ويضحك ذهب إلى عمله لأنه كان أخذ نصف ساعة نهار فقط إجازة وفور وصوله إستدعاه المدير قائلاً:
إنت طلبت إجازة دون أن يكون لديك رصيد إجازات وعليه فسأخصم عليك راتب يومين.
ضحك سعيد بصوت عال على كلام المدير الذي غضب من هذا التصرف وقرر إحالته على مجلس تأديبي خرج سعيد من عند المدير وهو يضحك حتى أن زملاءه ساورهم الظن بانه قد حصل على علاوة أو ترفيع!!ذهب سعيد الى المقهى واخذ يتصفح الجريدة وقرا خبرا اطفال غزة اللذين ينامون في العراء بعد ان قتل العشرات منهم بيد اليهود ,تالم قلبه ولكنه اخذ يضحك وقرا خبرا عن القمم الثلاث التي انعقدت حول غزة ولكنها خرجت كلها دون اي نتيجة واخذ يضحك ويضحك وصل الى خبر عن افلاس البنك اللذي وضع فيه كل مدخراته فانتابته نوبة جنونية من الضحك حتى احس بقلبه يكاد يتوقف ولكنه استمر بالضحك والضحك .
في مكتب الطبيب الشرعي وحين تسليم جثة سعيد لاهله قال الطبيب :
- البقية في حياتكم قلبه توقف من الضحك ولكن عزائكم الوحيد انه مات من السعادة وهو يضحك .
وكل ضحكة وانتم بخير
|
|
|
|
|