من كبار اصحاب سيد المرسلين ومن خواص سيد الوصيين أمير المؤمنين عليه السلام وهو من السبعة الذين صلوا على فاطمة الزهراء عليها السلام.
وقد حضر أحداً مع ابيه وأخيه صفوان وجاهد في ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وقتل أبوه في تلك المعركة بيد أحد المسلمين خطأً وظناً منه انّه من المشركين، وكان حذيفة يعرف منافقي الصحابة ـ بالسّر الذي أودعه رسول الله صلى الله عليه وآله عنده ـ وكان عمر بن الخطاب لا يصلي على جنازة لم يحضرها حذيفة، وكان والياً على المدائن سنين متمادية من قبله ثم عزله وولىّ عليها سلمانا رضي الله عنه ولما توفى عاد حذيفة والياً عليها الى ان انتهت الخلافة الى سلطان الولاية علي عليه السلام فكتب عليه السلام اليه واثبته على ولايته وأخبره بخلافته.
وتوفى حذيفة بالمدائن ودفن فيها بعد خروج أمير المؤمنين عليه السلام الى البصرة لدفع شرّ اصحاب الجمل وقبل وصوله الى الكوفة.
روى أبو حمزة الثمالي انّه لما دنت وفاة حذيفة دعا ابنه فوصّاه وقال له: يابني اظهر اليأس عمّا في ايدى الناس فانّ الغني في اليأس عن الناس، ولا يطلب حوائجك منهم فانّه فقر حاضر وكن في يومك هذا أحسن من يومك الذي مضى ولتكن صلاتك صلاة مودع لها واعتقد انّها آخر صلاتك في الدنيا ولا تفعل ما تعتذر منه.
وفي رجال ابن داود وغيره انّ حذيفة بن اليمان، احد الاركان الاربعة، انصاري، سكن الكوفة ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين يوماً.
وأوصى ابنيه (صفوان وسعد) بمبايعة أمير المؤمنين عليه السلام فعملا بوصية ابيهما واستشهدا بصفين.