((ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون))
صدق الله العلي العظيم
السلام عليك ياأبن رسول الله السلام عليك يا أبن أمير المؤمنين
السلام عليك يا أبن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
السلام عليك يا مولاي يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته
أشهدُ أنك قد اقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرتَ بالمعروف ونهيت عن المنكر
وتلوت الكتاب حق تلاوته وجاهدت في الله حق جهاده
وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا , حتى أتاك اليقين
أشهد أن الذين خالفوك وحاربوك
والذين خذلوك والذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الّأمي
وقد خاب منْ أفترى لعن الله الظالمين
لكم من الأولين و الأخرين وضاعف عليهم العذاب الأليم
أتيتك يا مولاي ياأبن رسول الله زائراً قبرك عارفاً بحقك
موالياً لأوليائك معادياً لأعدائك مستبصراً بالهدى الذي أنت عليه
عارفاً بضلالة من خالفك , فاشفع لي عند ربك .
عظم الله أجوركم وأجور المؤمنين بفاجعة الطف الأليمه
في ذكرى عاشوراء الدم والشهاده لابد لنا من أحياء هذهِ الذكرى المؤلمه
ولغرض أخذ الدروس والعبر النبيله من ثورة الإمام الحسين بن علي عليه السلام
أضع هذا الموضوع ليكون خاصا عن واقعة الطف الأليمه
نأمل مساهماتكم لأغناءِه
البغدادي
التعديل الأخير تم بواسطة al-baghdady ; 02-01-2009 الساعة 10:17 PM.
خطبة الإمام الحسين الأولى
لما نظر الحسين عليه السلام الى جمعهم كأنه السيل رفع يديه بالدعاء وقـــال: اللهم انت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته اليك رغبة مني اليك عمن سواك فكشفته وفرجته فأنت ولي كل نعمة ومنتهى كل رغبة، ثم دعا براحلته فركبها ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم علي وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم فان قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم علي سبيل وان لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من انفسكم فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فلما سمعن النساء هذا منه صحن وبكين وارتفعت أصواتهن فأرسل اليهن أخاه العباس وابنه علياً الأكبر وقال لهما سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن ولما سكتن حمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الملائكة والأنبياء وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ولم يسمع متكلم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه ثم قال: الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفةً بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من ركن اليها وتخيب طمع من طمع فيها وأراكم قد اجتمعتم على امر أرى أنكم قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمته وجنبكم رحمته فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم إنكم زحفتم الى ذريته وعترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبّاً لكم ولما تريدون انا لله وانا اليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعداً للقوم الظالمين أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق برسوله بما جاء من عند ربه أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي أو ليس جعفر الطيار عمي أو لم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق والله ما تعمدت الكذب منذ علمت ان الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي أما في هذا حـاجـز لكم عن سفك دمي؟
فقال الشمر: هو يعـبد اللّه على حــرف إنْ كـان يدري ما يقول. فقال له حبيب بن مظـاهر والله اني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً وأنا أشهد انك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك.
ثم قال الحسين: إن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أني ابن بنت نبيكم فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته او بقصاص جراحة فأخذوا لا يكلمونه فنادى يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا إلي أن اقدم قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجندة. فقالوا لم نبعث قال سبحان الله بلى والله لقد فعلتم ثم قال أيها الناس إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم الى مأمني من الأرض. فقال له قيس بن الأشعث أولا تنزل على حكم بني عمك فإنهم لن يروك الا ما تحب ولن يصل اليك منهم مكروه.
فقال الحسين: أنت أخو أخيك أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد، عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
*******
خطبة الإمام الحسين الثانية
ثـمّ إنّ الحـسـين ركب فـرسه، وأخـذ مصـحفاً ونشـره عـلى رأسه، ووقـف بـإزاء القـوم وقال: يـا قوم إن بيني وبينكـم كتـاب اللّه وسـنّة جـدّي رســول اللّه صـلى اللّه عـليـه وآله وسـلم، ثـمّ استــشـهدهم عن نفـسه المقـدّسة، وما عـليـه مـن سـيف النبـي ودرعه وعمامتـه، فأجـابوه بالتصـديق. فسألهم عمّا أقدمهم على قتله قالوا: طاعةً للامير عبيد اللّه بن زياد فـقـال عـليه السـلام: تـبـاً لكم أيّتها الجـماعة وترحـاً أحين استصـرخـتمونا والهين، فأصرخـناكم موجفين، سللتـم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحـششتم عـلينا ناراً اقـتـدحـناها على عدوّنا وعدوّكم فـأصـبـحتم ألباً لأعدائكم علـى أوليـائكـم، بــغـير عـدل أفـشــوه فيكم، ولا أمل أصـبـح لكم فيهم، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستصحــف، ولكـن أسـرعـتـم إليـهـا كطـيرة الدبــأ، وتـداعيتم عليها كتهافـت الفراش ثـمّ نـقـضـتـموها فـسـحـقاً لكـم يا عـبـيد الامّة، وشـذاذ الأحزاب، ونبذة الكـتـاب، ومـحـرّفـي الكلم، وعـصـبة الإثـم، ونفثـة الشـيطـان، ومطفئي السـنن ويحـكم أهؤلاء تـعـضـدون، وعنا تتخـاذلون أجـلْ واللّه غـدر فيكـم قـديـم، و شـجـت عـليه اصـولكـم، وتأزرت فـروعكم فكنـتم أخـبث ثمر شــجٍ للنـاظـر، وأكـلة للغـاصـب. ألا وإنّ الدّعـي بـن الدّعي (يعني ابـن زيـاد) قـدْ ركـز بــين اثــنتــين، بـين السـّلة والذّلة، وهـيهات مـنّا الذّلــة يـأبـى اللّه لنـا ذلك ورسـوله والمـؤمنون، وحـجـور طـابت وحجور طهرت وانوف حـمية، ونفوس أبـية من أن نؤثـر طـاعـة اللئام على مصـارع الكرام ألا وإنـي زاحـف بــهـذه الاسـرة عـلى قـلة العدد وخـذلان الناصـر. ثــــم انشد أبيات فروة:
فـإن نهـزم فهـــزّامــون قدمـا
وإن نـهْـــزم فغـير مهـزّمينــــا
ومـا ان طبنـا جـبــْن ولكــن
منـايانــا ودولـــة آخـــرينـــا
فقـــل للشامتيـن بنــا أفيقـــوا
سيلقــى الشامتــون كما لقينـــا
أمـا واللّه لا تـلبــثـون بـعـدها إلاّ كـريـثما يركب الفـرس، حتى تدور بكم دور الرحـى، وتـقلق بـكم قلق المحور، عهد عهده اليّ أبي عن جـدّي رسول اللّه صـلى اللّه عـليه وآله وسـلم «فـأجـمعوا أمركـم وشـركاء كم ثـمّ لا يكـن أمـركـم عـليكم غـمّة، ثـمّ اقـضـوا إليّ ولا تـنـظـرون». «إني تـوكلت على اللّه ربّي وربكّم، ما من دابة إلاّ هــو آخــذ بناصــيتـــها، إنّ ربّي عــلى صراط مسـتـقـيم».
ثـمّ رفـع يديه وقال: «اللّهم احـبـس عنهم قطـر السماء، وابعث عـليـهـم سـنـين كـسـنيّ يوسـف وسلّط عليهم غـلام ثــقـيف يسقيهم كأساً مـصـبـّرة فـإنهم كـذّبونا وخـذلونا، وانت ربّنا عـليك توكّلنا وإليك المصير».
والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و آله الطيبين الطاهرين و
اللعن الدائم على اعداء الدين ...
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
أما بعد
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك واناخت تحت
رحلك ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب
الحسين وعلى حامل لوائه أبو الفضل العباس وعلى عقيلة الطالبيين السيدة
زينب وعلى الركب الأسير عليهم سلام الله أبدا مابقيت وبقي الليل والنهار
وإلى آخر نبض في قلبي
ما هي آداب حضور مجالس الإمام الحسين عليه السلام ؟
إن كل حركة يقوم بها المؤمن، لا بد لها من فقه ظاهري وباطني وواضح أن
حضور مجالس سيد الشهداء (عليه السلام ) يمثل إقامة لشعيرة من شعائر الدين
الحنيف إذ لولا دمه الطاهر، لما بقي من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا
رسمه وهي من مصاديق إحياء الأمر الذي دعا الإمام الصادق (عليه السلام )
لمن أحياه قائلا : ( رحم الله من أحيا أمرنا ) ومن هذا المنطلق, أحببنا
التنويه على ملاحظات مهمة في هذا المجال وذلك لأن عطاء هذه المواسم كعطاء
الشمس فهي واحدة في أصل العطاء ومتعددة في آثارها الخارجية بحسب
القابليات, واختلاف درجات المستقبلين لهذا العطاء .
الوصية الاولى :
لا بد لأصحاب المجالس من أن يقصدوا القربة الخالصة بعيدين عن كل صور
الشرك الخفي وعلامة ذلك عدم الاهتمام بعدد الحضور فالأجر مرتبط بما يقوم
به هو ، لا بما يقوم به الآخرون فما عليك إلا أن تفتح بابك وتنشر بساطك
كما ذكر الصادق ( عليه السلام ) .
الوصية الثانية :
مجالس ذكر الحسين ( عليه السلام ) إنما هي في واقعها ذكر الله تعالى
لأنها ذكر لمن اكتسب الخلود ، وحقق أعلى صور العبودية لرب العالمين ، وهي
الفداء بالنفس وعليه فلا بد من توقير تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية
والطهور واستحضارها كجامعة من أعرق الجامعات الإسلامية التي تضم في
صفوفها مختلف الطبقات الاجتماعية وهذا أيضا من أسباب التفوق العلمي في
القاعدة الشعبية للموالين نسبة إلى غيرهم وذلك لتعرضهم لهذا الإشعاع
النوري منذ نعومة أظفارهم .
الوصية الثالثة :
لا بد من الاستعداد قبل دخول المجلس فيستحسن الاستغفار وذكر الله تعالى
والصلوات على النبي وآله الطاهرين والتهيؤ النفسي لنزول النفحات الإلهية
في ذلك المكان إذ مامن شك أن الله تعالى في أيام دهرنا نفحات ، بحسب
الأزمنة والأمكنة ولا شك أن مجلس ذكر الإمام الشهيد في ضمان نزول أنواع
الرحمة الإلهية التي لا يمكن أن تحصل عليها في غير تلك المجالس .
الوصية الرابعة :
إذا كان المجلس مقاما في بيت من بيوت الله تعالى فلا تنس تحية المسجد
بركعتين مع التوجه بالإضافة إلى مراعاة جميع آداب المساجد المعروفة في
الفقه وخاصة الالتزام بالحجاب الشرعي للنساء وعدم اختلاط الرجال بالنساء
في الطريق العام ، فإن موجبات حبط الأجر موجودة دائما ولا ينبغي التعويل
على قداسة الجو للتفريط ببعض الواجبات الواضحة فقها وأخلاقها .
الوصية الخامسة :
ليكن الهدف من استماع الخطب هو استخلاص النقاط العلمية التي يمكن أن تغير
مسيرة الفرد في الحياة وعليه فانظر إلى ما يقال ، ولا تنظر إلى من يقول
وعلى المستمع أن يفترض نفسه أنه هو المعني بالخطاب الذي يتوجه للعموم ولا
ينبغي نسيان هذه الحقيقة أن الله تعالى قد يجري معلومة ضرورية للفرد على
لسان متكلم غير قاصد لما يقول ولكن الله تعالى يجعل في ذلك خطابا لمن
يريد أن يوقظه من غفلة من الغفلات القاتلة .
الوصية السادسة :
حاول أن تعيش بنفسك الأجواء التي يمكن أن تثير عندك الدمعة وذلك باستذكار
ما جرى في واقعة الطف من دون الاعتماد على ما يذكره الخطيب فحسب وتذكر
قول الرضا عليه السلام : فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ومن المعلوم
أيضا أن التوفيق في هذا المجال مرتبط بمطالعة إجمالية لمجمل هذه السيرة
العطرة ، وذلك من المصادر المعتبرة .
الوصية السابعة :
إذا لم توفق للبكاء ، حاول أن تتباكى وتتظاهر بمظهر الحزن والتلهف على ما
دهى سيد الشهداء ( عليه السلام ) مع عدم الاعتناء بالجالسين حولك فإن من
تلبس إبليس أن يمنعك من ذلك بدعوى الرياء وليس من الأدب إن يعامل المستمع
ساعة النعي كساعة الوعظ حتى في طريقه الاستماع ولا يخفى على المتأمل إن
رقة القلب حصيلة تفاعلات سابقة فالذي لا يمتلك منهجا تربويا لنفسه في
حياته من الطبيعي أن يعيش حالة الذهول الفكري إضافة إلى الجفاف العاطفي .
الوصية الثامنة :
إذا استمرت قسوة القلب طوال الموسم فابحث عن العوامل الموجبة لهذا
الخذلان فقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام ) أنه قال ما جفت الدموع إلا
لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب ) وخاصة إذا استمرت هذه
الحالة فترة من الزمن فإنها مشعرة بعلاقة متوترة مع الغيب إذ كيف لا
يتألم الإنسان لما جرى على من يحب إن كان هنالك حب في البين !!
الوصية التاسعة :
استغل ساعة الدعاء بعد انتهاء المجلس فإنها من ساعات الاستجابة وحاول أن
يكون لك جو من الدعاء الخاص ، *** مكتف بما دعا به الخطيب فالملاحظ أن
الدعاء بعد المجلس لا روح فيه بشكل عام
أي بمعنى أن الناس لا ينظرون إلى هذه الفقرة نظرة جد و اعتناء وكأن
الحديث مع الرب المتعال أمر هامشي ، لا يعطى له ما يستحقه من الألتفات .
الوصية العاشرة :
حاول أن تبحث عن التنوع في مجالس العزاء إذ لكل مجلس هيئته الخاصة ، ولكل
خطيب تأثيره الخاص
وعلى المستمع أن يبحث عن المجلس الذي يثير فيه العبرة والاعتبار تاركا كل
الجهات الباطلة الأخرى : كإرضاء أصحاب المجالس ، أو لجهات معينة ، أو
الميل الذي لا مبرر له, سوى الارتياح الذاتي لا الرسالي .
الوصية الحادية عشرة :
حاول أن تفرغ نفسك أيام عاشوراء من جهة : العمل والدراسة و التجارة لئلا
يكون يومك في يوم عاشوراء كباقي الأيام مشتغلا بأمور الدنيا تاركا مشاطرة
صاحب الأمر عليه السلام في مصيبته التي يبكى عليها بدل الدموع دما والأمر
يعطي ثماره عندما يكون ذلك مقترنا بشيء من المجاهدة في هذا المجال .
الوصية الثانية عشرة :
إذا كنت في بلد خال من مجالس الحسين عليه السلام فاستعن بالمسموعات
والمرئيات والمواقع الهادفة لئلا تحرم بركات المواسم ، بل أن أحياء الذكر
في أماكن غير متعارفة له أثره الخاص وهذه من المجربات التي لا تخلف
لأثرها ّإذ أن الذكر في الخلوات يخلو من كل شوائب الحلوات ومن هنا كان
العمل أقرب من غيره .
الوصية الثالثة عشرة :
من المستحسن – في المنزل والسيارة – أن يعيش الأجواء المثيرة للعواطف
بالاستماع إلى ما أمكن من المحاضرات ومجالس عزاء وقراءة الكتب المتعلقة
بالسيرة والمقتل وكم من الجدير أن يحول المؤمن هذه الأيام إلى أسبوع شحن
فكري وعاطفي في مختلف المجالات حتى العبادية منها فإن إحياء ها لذكرى
مقدمة لإحياء الدين بكل حدوده وثغوره .
الوصية الرابعة عشرة :
إن علامة قبول العزاء : وعظا واستماعا وبكاء وإبكاء هو الخروج بالتوبة
الصادقة بعد الموسم إقلاعا عن الذنوب وتشديدا للمراقبة والملاحظة – مع
الأسف الشديد- إن الإنسان يفرط بسرعة في المكاسب التي اكتسبها في الموسم
وذلك بمجرد الخروج منه وهذا الأمر يتكرر في كل عام مما يعظم له الحسرة
يوم القيامة فهو بمثابة إنسان ورد الغدير ولم يغترف منه إلا لعطش ساعته
ومن دون أن يتزود لسفره البعيد في القاحل من الأرض .
الوصية الخامسة عشرة :
حاول أن تصحب أهلك وأولادك وأصدقائك لمجلس الحسين ( عليه السلام ) فإنها
ضمان التحول الجوهري حتى للنفوس العاصية ولا شك أنه يترك أثرا لا شعوريا
في نفوس الأحداث حتى في السن المبكر وذلك لأن المعصوم عنايته وإشرافه بعد
وفاته كما أن الأمر كذلك في حياته وذلك لأن الفارق بين المعصوم الحي
والمستشهد كالفارق بين الراكب والراجل إذ أنه بانتقاله من هذه النشأة
الدنيا عن بدنه الشريف فهل تجد فرقا بينهما ؟!
الوصية السادسة عشرة :
يغلب على بعض المستمعين – مع الأسف – جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء
المجلس مباشرة وفي ذلك خسارة كبرى لما أكتسبه أثناء المجلس فحاول أن
تغادر المجلس إن كنت تخشى الوقوع في الباطل ومن المعروف في هذا المجال
لأن الإدبار الاختياري بعد الإقبال العبادي مع رب العالمين أو في مجالس
أهل البيت ( عليهم السلام ) ( من موجبات العقوبة الإلهية ) وقد ورد أنه
ما ضرب عبد بعقوبة أشد من قساوة القلب وهذا أيضا يفسر بعض صور الإدبار
الشديد بعد الإقبال الشديد وذلك لعدم قيام العبد برعاية الإقبال, كما هو
حقه ..
الوصية السابعة عشرة :
إن البعض يحضر المجلس طالبا لحاجة من الحوائج فيدخل في باب المعاملة مع
رب العالمين والحال أن الهدف الأساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله
تعالى وبما أراده أمرا ونهيا فشعارنا تبكيك عيني لا لأجل مثوبة لكنما
عيني لأجلك باكية إذ ما قيمة بعض الحوائج المادية الفانية في مقابل
النظرة الإلهية للعبد التي تقلب كيانه رأسا على عقب .
الوصية الثامنة عشرة :
إن المعزى في هذه المواسم بالدرجة الأولى هو بقية الماضين منهم ألا وهو
صاحب الأمر عليه الأمر فحاول استحضار درجة الألم الذي يعتصر قلبه الشريف
وذلك بأنه الخبير بما جرى على جده الحسين عليه السلام في واقعة الطف إذ
ما وصل إلينا رغم فداحته لا يمثل إلا القليل بالنسبة إلى ما جرى على آل
الله تعالى .
الوصية التاسعة عشرة :
إن البعض إلى ما جرى في واقعة الطف وكأنه لا يمكن إن يتكرر ولو تقليد في
درجة دانية والحال انه كما إننا مأمورون بالتأسي بالنبي الأكرم فإننا
مأمورون بالتأسي بسيد الشهداء عليه السلام رفضا للظلم وذكرا الله تعالى
على كل حال وفناء في العقيدة واستقامة في جهاد الأعداء وبصيرة في فهم
حدود الشريعة .
الوصية العشرون :
إن من الملفت تنوع العناصر التي شاركت في واقعة الطف فمنهم الشيخ الكبير
كحبيب ابن مظاهر الأسدي ومنهم الطفل الرضيع ومنهم الشاب في ريعانة شبابه
كالقاسم والأكبر ومنهم العبد الأسود كجون ومنهم النساء اللاتي شاركن في
قسم من المعركة أليس في ذلك درس للجميع وأن التكليف لا يختص بفئة دون فئة
أخرى ؟
أثابكم الله تعالى ولا تنسونا من الدعاء المبارك ولجميع المؤمنين
والمؤمنات
وتسهيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان المنتظر المهدي عليه السلام ..
__________________
الإمام الخميني المقدس:
ووصيتي الى الكتاب ..ومختلقي الاشكالات ، واصحاب العقد هي: بدلا من ان تصرفو وقتكم في معارضة مسار الجمهورية الاسلامية وتسخير كل طاقتكم في اثارة التشاؤم والاماني السيئة، والاقوال القبيحة...اعمدوا الى الخلوة بربكم ليلة واحدة...وابحثوا في دافعكم الباطني..انظروا بأي معيار وأي انصاف تتنكرون لدم هؤلاء الشباب الذين تشظّوا في الجبهات..و تبادرون الى اعلان حرب الاعصاب ، وزرع ا لشقاق ، وتوسيع دائرة المؤامرة وتفتحون الطريق للمستكبرين والظالمين ..
في بيان فضلية البكاء على الشهداء (ع)ور ثائه واقامه مأتمه
روى الشيخ الجليل الكامل جعفر بن قولوية في كتايه الكامل عن ابن خارجة انه قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فذكرنا الحسين عليه السلام وعلى قاتله لعنه الله,فبكى أبو عبدالله عليه السلام وبكينا,قال:ثم رفع رأسه فقال :قال الحسين بن علي عليه السلام أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الابكى
وروي ايضا انه:
((ماذكر الحسين عليه السلام عند أبي عبدالله عليه السلام في يوم قط فرئي أبو عبدالله مبتسما في ذلك اليوم الى الليل وكان يقول :الحسين عبرة كل مؤمن)
وروى المفيد لظلمنا تسبيح,وهمة لنا عبادة,وكتمان سرنا في سبيل الله ,ثم قال أبو عبدالله: يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب)
وروي عن ابي عمارة المنشد باسانيد كثيرة معتبرة انه قال:
دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : يا أبا عمارة أنشدني في الحسين بن علي عليه السلام قال: فأنشدته فبكى ,ثم أنشدته فبكى -وفي رواية انه قال :أنشدني كما تنشدون -قال:فو الله زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار.
فقال لي :يا أبا عمارة منأنشد في الحيسن بن علي عليه السلام فابكى خمسين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرين فله الجنة, ومن أنشد الحسين فأبكى عشرة فله الجنة ,ومن أنشد الحسين فأبكى واحدا فله الجنة ,وم أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة .
وروى الشيخ الكشي عن زيد الشحام انه قال:
كنا عند أبي عبدالله عليه السلام ونحن جماعة من الكوفيين, فدخل جعفر بن عفان على أبي عبدالله عليه السلام فقربه وأدناه ثم قال:
يا جعفر ,قال:لبيك جعلني الله فداك ,قال:بلغني انك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد.
فقال له:نعم جعلني الله فداك,قال ,فأنشدته ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته.
ثم قال: ياجعفر والله لقد شهدك الملائكة الله والمقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام ولقد بكوا كما بكينا أوأكثر ,ولقد أوجب الله لك ياجعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفرالله لك.
فقال: ياجعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم ياسيدي ,قال: مامن احد قال في الحسين شعرا وأبكى به الا أوجب الله له الجنة وغفر له.
وذكر حامي حوزة الاسلام السيد الاجل حامد.حسين طاب ثراه في العقبات عن معاهد التنصيص انه:
حدث محمد بن سهل صاحب الكميت ,قال: دخلت مع الكميت على أبي عبدالله جعفر بن محمد في أيام التشريق فقال له: جعلت فداك ألا أنشدك ,فقال: انها ايام عظام ,قال: انها فيكم ,قال:هات وبعث أبو عبدالله الى بعض اهله فقرب فأنشده فكثر البكاء حتى أتى على هذا البيت
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم فيا اخرا أسد له الغي أول
فرفع أبو عبدالله يديه فقال: اللهم اغفر للكميت ما قدم وما أخر وما أسر وما أعلن وأعطه حتى يرضى.
وروى الشيخ الصدوق"الله ورحمه" في الامالي عن ابراهيم بن أبي محمود انه قال:
قال الرضا عليه السلام: ان المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فا ستحلت فيه دماؤنا, وهتكت فيه حرمتنا , وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ,وأضرمت النيران في مضاربنا ,وانتهب ما فيها من ثقلنا ,ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا .
ان يوم الحسين أقرح جفوننا, وأسبل دموعنا, وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء, أورثتنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء, فعلى مثل الحسين فلبيك الباكون , فأن البكاء علية يحط الذنوب العظام.
ثم قال عليه السلام : كان أبي اذا دخل شهر محرم لا يرى ضاحكا وكانت الكابة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة ايام,فاذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين
وروى الشيخ الصدوق ايضا عنه عليه السلام انه قال:
من ترك السعي في حوائجة يو عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبتة وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره , وقرت بنا في الجنان عينه, ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيدالله بن زياد وعمر بن سعد (لعنهم الله) الى أسفل درك من النار.
السلام عليكم ورحمة الله وبراكته
اللهـــــم صـــلي على محمد واله محمد
وعجل فرجهم الشريف يـارب
السلام عليكً يا ابا عبدالله الحسيـن ع
تعلمنا من الحسين أن نراه بالبصيرة لا بالبصر.
في كل عام نقيم العزاء على الحسين(عليه السلام) بشكل موسمي ثلاثة عشر ليله متتالية،نذكر الحسين ونتكلم بشكل سطحي عن سبب خروج الحسين(عليه السلام) إلى العراق وهو الإصلاح في الأمة،وكذلك نذكر المبادئ ألأخرى التي طرحها الحسين(ع) مثل(هيهات منا الذلة)(والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل،ولا أقر لكم إقرار العبيد)(وإني لاأرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)(إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني)وغيرها من المبادئ الشامخة والمفاهيم السامية التي ذكرها الحسين(ع) في المدينة ومكة وفي طريقه من مكة إلى العراق.ورغم كل هذا وذاك فإننا نذكرها بطريقة غير عملية وغير تطبيقيه،وللأسف الشديد نلاحظ التركيز الكثير على جانب المأساة والطريقة التي قتل فيها الحسين (ع)،وذلك لجلب عواطف الناس تجاه الحسين (ع)وأصحابه،تاركين كل تلك المبادئ وكل تلك القيم التي ضحى الحسين بنفسه لأجل تحقيقها في الدنيا.
الحسين(ع) نادي بالسيوف أن تقتله والخيول أن تطأه لأجل استقامة الناس،ولرفض الذل أن يحصل في أي لحظه من اللحظات ،ولأجل إعطاء العزة لجميع العالم، ورغم ذلك نلاحظ شعيته ومحبيه يسرفون على تحقيق البكاء والعويل من دون تحقيق أي مبدأ من المبادئ التي نادي بها الحسين.نعم ومن دون أي شك أن البكاء والعاطفة تجاه الحسين(ع) وأصحابه طريقة ووسيلة مهمة للوصول إلى المبادئ الحسينية،فالأئمة كلهم أرادوا العواطف ورغَّبوا الناس بالبكاء لأجل إيصال الناس لأهداف ومبادئ الحسين الأصيلة السامية.
دخل إعرابي على الإمام الرضا عليه السلام قال له:بابن رسول الله مالكم إذا دخل محرم لبستم السواد وجلستم إلى العزاء وبكيتم؟ قال: ( يا هذا اعلم أنه إذا دخل محرم نشرت الملائكة قميص الحسين مخضباً بدمه ونراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر)،الرواية تبين أن الأئمة والشيعة المخلصين يرون الحسين بالبصيرة،أي أن كل تفاصيل الثورة الحسينية الحقيقية هي في قلب وأحشاء الأئمة وشيعتهم العارفين بالحسين حق معرفة،إنهم يريدوننا أن نعيش الحسين بأحشائنا وأعماق نفوسنا،لا أن نبكي ونلطم في المأتم، ثم بعد انتهاء ذلك نفعل عكس ما يريده الحسين(ع)،وإن كان هناك الكثير من الروايات التي تحث على البكاء،كما عن الحسين بن علي (ع)قال: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله قي الجنة)،فلا يمكن أن تشمل الرواية من يبكي على الحسين ويعمل كبائر الذنوب،وإن كانت رحمة الله وسعت كل شئ،حتى أنه كما قيل في بعض الروايات بان إبليس في الآخرة سيطمع برحمة الله الواسعة.إن معرفة الحسين بالبصيرة والقلب هي أساس السير على طريقه ونصرته،وقد تعلمنا ذلك من الحسين(ع) نفسه،فلاحظ كيف وصف أصحابه(والله ما رأيت أبر ولا أوفى من أصحابي،إنهم يستأنسون بالمنية استئناس الطفل بحالب أمه)،إن الاستئناس بالموت بهذا المستوى هو دليل على اليقين العالي الذي حصل للأصحاب،فكانوا يعيشون ويرون الحسين ببصيرتهم لا ببصرهم.
تربة الحسين كانت ولازالت وستظل مطمع العاشقين،لأن تلك التربة وطأتها أقدام وجسد الحسين(ع)،ذلك الرجل الذي أفنى ذاته وأهله وعشيرته لكي تتحقق العدالة ويقمع الظلم والاستكبار والاضطهاد والاستضعاف وتعطى الحقوق للمحرومين،لقد قال (هيهات من الذلة)(والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل).
لقد مررنا في عصرنا الحاضر بنماذج كفيلة بأن تقربنا لفكر الحسين،وهذه نعمة نحمد الله عليها بان أبقانا في هذه الدنيا ورأينا الإمام الخميني(قدس الله نفسه) كيف استلهم من الحسين مبادئه وفكره واستطاع بذلك أن يقمع الظلم ويعطي الحرية والعزة للمحرومين والمستضعفين.كذلك نحمده بأن أبقانا في الدنيا ورأينا سيد المقاومة الإسلامية،السيد حسن نصر الله(حفظه الله) وجنوده، وهم يواجهون الطغيان والاستكبار الصهيوني بكل بسالة وبراعة،إلى أن منَّ الله عليهم بالنصر،واعتبرت تلك المقاومة نموذجا أصيلاً لأهداف ومبادئ وخط الحسين(ع).
لذا فإننا تعلمنا من الحسين أن أقدار الناس تتفاوت طبقا لما يقومون به من عمل يخدم المجتمع ويخدم الإسلام،لا من حيث مكانتهم الاجتماعية وموقعهم النسبي،وكان ذلك واضح في جون مولى أبي ذر وموقفه العظيم مع الحسين(ع).
تعلمنا من الحسين أن لا نستكين ونجلس خاملين في بيوتنا ونسير بحياتنا التقليدية ونحضر المآتم والعزاء،وننتظر أن يأتينا الفرج من الله من دون أي سعي وأي حركه تجعلنا في شرف وعزة وكرامة(موت عز خير من حياة ذل).
تعلمنا من الحسين إن معارك الشهوات لا تغير وجه التاريخ ولو طالت ألف سنه،وأن معارك القيم يبقى صداها وتحيى رجالها مخلدين في القلوب مدى الدهر ولو كانت بطول نصف ساعة.
تعلمنا من الحسين أن الباكين عليه كثير وأن أكثر من شاركوا في قتله،بكوه وندبوه ،وانه لو عاد الحسين(ع) لعاد الكثير إلى قتله.
تعلمنا من الحسين أن لا نعزيه فقداً لأنه ليس بمفقود بل موجود في قلوبنا،وكيف يعزى من هو بالتضحية فينا وبالقيم مولود،تعلمنا منه أن لا نفقد ما تعلمنا منه لنكون معه،ونراه حينئذ بالبصيرة لا بالبصر.
السلام عليكم جميعا
من أبرز المفاهيم والدروس المستقاة من واقعة الطف هو (الإيثار). فالإيثار يعني الفداء وتقديم شخص آخر على النفس، وبذل المال والنفس فداءً لمن هو أفضل من ذاته. وفي كربلاء شوهد بذل النفس في سبيل الدين، والفداء في سبيل الإمام الحسين عليه السلام، والموت عطشا لأجل الحسين. فالإمام الحسين ضحى بنفسه في سبيل الدين، وأصحابه ما داموا على قيد الحياة لم يدعوا أحداً من بني هاشم يبرز إلى ميدان القتال. وما دام بنو هاشم أحياء لم يسمحوا بأي أذىً يصيب الحسين.
وفي ليلة عاشوراء لمّا رفع الإمام عنهم التكليف لينجوا بأنفسهم، قاموا الواحد تلو الآخر، وأعلنوا عن استعدادهم للبذل والتضحية قائلين: لا نخذلك ولا نختار العيش بعدك(1).
ولمّا سقط مسلم بن عوسجة على الأرض أوصى حبيب بن مظاهر في آخر لحظات حياته ((..أوصيك أن تقاتل دون الإمام الحسين حتّى تموت )) (2).
و وقف بعض أصحاب الإمام الحسين ظهيرة يوم عاشوراء -عندما وقف لصلاة الظهر- يقونه سهام العدو بصدورهم وخاض العباس نهر الفرات بشفاه عطشى، ولمّا أراد تناول الماء تذكّر عطش الحسين والأطفال فلم يشرب منه وقال لنفسه: أتشربين الماء والحسين عطشان وهو على مشارف الموت؟(3).
ورمت زينب بنفسها بالخيمة المشتعلة بالنار لإنقاذ الإمام السجاد منها. وحينما صدر الأمر في مجلس يزيد بقتل الإمام السجّاد فدته زينب بنفسها.
و هناك أيضا عشرات المشاهد الأخرى التي يعتبر كل واحد منها أروع من الآخر وهو ممّا يعطي درس الإيثار للأحرار فإذا كان المرء على استعداد للتضحية بنفسه في سبيل شخص آخر أو في سبيل العقيدة فهذا دليل على عمق إيمانه بالآخرة والجنة وبالثواب الإلهي، قال الإمام الحسين في بداية مسيره إلى كربلاء: ((من كان باذلا فينا مهجته..فليرحل معنا)) (4).
وهذه الثقافة نفسها هي التي دفعت بفتىً كالقاسم لأن يخاطب الحسين في يوم عاشوراء قائلاً: ((روحي لروحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء)) (5).
كما أشارت زيارة عاشوراء إلى صفة الإيثار عند أصحاب الحسين فوصفتهم بالقول: ((الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام )) (6).
آجركم الله على فتح هذه الواحه المعطره بنهج واقعة الطف العظيمه وبارك الله بكم جميعا