عندنا أدلة بجواز وإستحباب الجزع على الحسين (عليه السلام) ، وهذا تخصيص لجواز الجزع عليه :
- وبسند صحيح الصدوق في أماليه : ( محمد بن الحسن الطوسي في الأمالي عن أبيه ، عن المفيد ، عن إبن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي محمد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في حديث قال : كل الجزع والبكاء مكروه ، إلا الجزع والبكاء لقتل الحسين ( عليه السلام ) .
- وجعفر بن محمد بن قولويه في المزار عن أبيه ، عن سعد ، عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي ( عليه السلام ) فإنه فيه مأجور ) ، راجع : ( الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 413 ).
ثانيا : نحن في عزائنا لم نبكي ولم نجزع إعتراضا على أمر الله عز وجل ، نعم لو كان جزعا وإعتراضا على أمر الله فهذا يكون من المحرم ، إنما نحن نحيي ذكرى إحياء إستشهاد الحسين (عليه السلام) ، وبهذه الشعائر نعيد موالاتنا للحسين (عليه السلام) ونقول للحسين (عليه السلام) نحن مع هذه الثورة ونتعاطف مع إستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ، ونجدد ولائنا لهذه الثورة ونجدد ولائنا للحسين (عليه السلام) ، ونظهر تعاطفنا معه ولا نشق الجيوب ولا نخمش الوجوه ولا نعترض على أمر الله عز وجل واللطم عى الصدر من اللطم المحبب فقط.
- أخرج عدة من الحفاظ منهم أبي يعلى في مسنده والإمام أحمد في مسنده قال : ( حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يعقوب قال : ثنا أبى عن بن إسحاق قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال : سمعت عائشة تقول : مات رسول الله (صلى الله عليه واله) بين سحري ونحرى وفي دولتي لم أظلم فيه أحدا فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قبض وهو في حجري ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم ( اللطم وضرب الوجوه في المآتم - راجع لسان العرب - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 539 ) ، مع النساء واضرب وجهي ) ، راجع : ( مسند أحمد بن حنبل - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 274 ).
- وقال السهيلي في : ( الروض الأنف - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 431 ) : ( وقول عائشة : فمن سفهي وحداثة سني أنه قبض في حجري فوضعت رأسه على الوسادة وقمت ألتدم مع النساء ، ( الإلتدام : ضرب الخد باليد ولم يدخل هذا في التحريم لأن التحريم إنما وقع على الصراخ والنواح ولعنت الخارقة والحالقة والصالقة وهي الرافعة لصوتها ولم يذكر اللدم لكنه وإن لم يذكره فإنه مكروه في حال المصيبة وتركه أحمد إلا على أحمد (صلى الله عليه واله) فالصبر يحمد في المصائب كلها ... إلا عليك فإنه مذموم ).
- وأخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة بسند صحيح قال : حدثناأحمد بن إسرائيل قال : رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله بخط يده : نا أسود بن عامر أبو عبد الرحمن قثنا الربيع بن منذر ، عن أبيه قال : ( كان حسين بن علي يقول : من دمعتا عيناه فينا دمعة ، أو قطرت عيناه فينا قطرة ، أثواه الله عز وجل الجنة ) ، المصادر : ( فضائل الصحابة للامام أحمد - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 132 ) ، ذخائر العقبى - رقم الصفحة : ( 19 ).
- رواة السند المذكور :
1 - أحمد بن إسرائيل : ( تذكرة الحفاظ ج3 ص869 ، رقم 838 ) : النجاد الإمام الحافظ الفقيه شيخ العلماء ببغداد أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل البغدادي ، قال الخطيب : كان صدوقا عارفا صنف كتابا كبيرا في السنن .
2 - أسود بن عامر : ( الجرح والتعديل ج2 ص294 رقم 1079 ) : الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن ولقبه شاذان روى عن سفيان وشعبة وشريك روى عنه احمد بن محمد بن حنبل وعبد الله وعثمان إبنا محمد بن أبى شيبة سمعت أبى يقول ذلك ويقول هو صدوق صالح حدثنا عبد الرحمن حدثني أبى قال : قال على بن المديني الأسود بن عامر ثقة ، حدثنا عبد الرحمن إنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلى ثنا عثمان بن سعيد قال : سألت يحيى بن معين عن الأسود بن عامر شاذان فقال : لا بأس به .
3 - الربيع بن منذر : ( الثقات للعجلي ج1 ص356 رقم 461 ) ، كوفي ثقة
4 - منذر الثوري أبو يعلى : ( تهذيب التهذيب ج10 ص270 رقم 532 ) : روى عن الستة ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - إبن ماجه ) ، ذكره بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة وقال : كان ثقة قليل الحديث وقال بن معين والعجلي وإبن خراش : ثقة وذكره بن حبان في الثقات .
- وهذا السند لا إشكال في صحته ، وقد نقل مثله الشيخ المفيد في أماليه قال : ( أخبرني أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق إجازة قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأودي قال : حدثنا مخول ابن إبراهيم ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي (ع) قال : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا ، قال أحمد بن يحيى الأودي : فرأيت الحسين بن علي (ع) في المنام ، فقلت : حدثني مخول بن إبراهيم ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عنك أنك قلت : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا ؟ قال : نعم ، قلت : سقط الإسناد بيني وبينك ) ، راجع : ( الأمالي - الشيخ المفيد - رقم الصفحة : ( 340 / 341 ).