|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 25515
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 41
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 11-12-2008 الساعة : 11:33 AM
واجعله (اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين، اللهم وسر نبيك محمداً صلى الله عليه وآله برؤيته، ومن تبعه على دعوته، وارحم استكانتنا بعده...)
من الواضح، ان الله تعالى قادر على تحقيق النصر بلا أسبابه الطبيعية التي جعلها عملية اختبار وامتحان وابتلاء في تجربة الحياة الدنيا،... وعندما يقرر الدعاء أو يتوسل الداعي بالله تعالى ان يحفظ الامام المهدي(عج) من شر المعتدين فان فلسفة مثل هذا الدعاء تظل بدورها مرتبطة بارادته تعالى في التعامل مع طبيعة احداث الدنيا من جانب، وفي صياغة انفسنا - نحن القراء للدعاء- وفق متطلبات الحالة الفكرية والوجدانية التي نحياها عبر ايماننا بالله تعالى، وبالاسلام، وبشريعة محمد(ص)، وبعترته الطاهرة، ومن ثم تبطل عنا الى ظهور الامام المهدي(عج) والمشاركة في معركته الاصلاحية، ووراثة الارض لعباد الله الصالحين... المهم: ان من الصياغات التي جعلها الله تعالى مرسومة وفق مبادئ الطبيعة الكونية، هي: هذا التوسل به تعالى بان يحفظ لنا الامام المهدي(عج) من شر المعتدين، حيث لاحظت الفقرة القائلة (واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين...) وما يعنينا الآن هو: ملاحظة الفقرة المذكورة ... واضح، ان التوسل المذكور قد اعتمد لغةً استعارية فنية هي: تحصين الامام المهدي(عج) من بأس المعتدين،... (والحصن) - كما هو معروف لغوياً - المكان او الشئ او الظاهرة التى تتسم بالمناعة او المنع من الوصول اليها،... وبالنسبة الى ما نتحدث عنه تكون عبارة الدعاء تمثلة في التوسل بالله تعالى بأن يجعل الامام المهدي(عج) في (حصن) منيع لا يصل اليه الأذى من اعداء الله تعالى... وواضح ايضاً ان هذا التوسل هو: مقترن مع ظهور الامام عليه السلام، اي: اللهم (حصنه) من بأس المعتدين (حال ظهوره) حتى يواصل مسيرته الاصلاحية مثلما حصنته من بأسهم من قبل بحفظه بستار الغيبة.هنا، نلفت نظرك الى نكتة جديدة هي: ان التوسل المذكور اي تحصين الامام المهدي(عج) من بأس المعتدين حال ظهوره - ومطلقاً بطبيعة الحال- قد أعقبه توسل آخر هو:
(اللهم وسر نبيك محمداً صلى الله عليه وآله برؤيته...) والسؤال هو: ما هي النكتة الكامنة وراء التوسل المشار اليه، اي سرور محمد صلى برؤية الامام المهدي(عج)؟...
ان رؤية محمد(ص) للامام المهدي(عج) سواء أكانت بصفته الشخصية عليه السلام، ام بصفته الممارسة لعملية الاصلاح، فيه الحالتيين ثمة نكتة مهمة هي: ان الامام المهدي(عج) بصفته خاتم الائمة عليهم السلام وصلته بالنبي(ص) بصفته خاتم الانبياء، ثم امتداد ثورته الاصلاحية لرسالة محمد(ص)، اي: الصلة بين البداية لرسالة محمد(ص) والنهاية للزمن الامتدادي لها، حيث ان الاسلام بدأ غريباً، وأصبح في الزمن المقترن بظهور الامام عليه السلام، اي: قبل حركته الاصلاحية قد اتسم بطابع الغربة، فحينئذ تكون الصلة بين الزمانين مطبوعةً بما يستدعي سرور محمد(ص) عندما يجد ان الاسلام يبدأ جديداً، وهو امر أشارت اليه النصوص الشرعية في ذهابها الى ان الامام عليه السلام يأتي بما هو جديد اي: يجدد ما ذهب من الدين: كما لاحظنا في فقرة سابقة، حيث توسل الدعاء بالله تعالى بان يجعل الامام المهدي(عج) (مجدداً) للدين....اذن: نستخلص بما تقدم بان النبي صلى الله (يسر) - دون ادنى شك- عندما يرى شخص الامام عليه السلام من جانب، وحركته التجديدية من الجانب الآخر، وعندما تمتلئ الارض عدلاً بعدما ملئت جوراً... والسرور المشار اليه يخص محمد صلى الله اكثر مما يخص سواه: للإعتبارات التي تمت الاشارة اليها قبل قليل والا فان السرور - بلاشك - يطبع جميع المؤمنين، وقبل ذلك جميع المعصومين عليهم السلام.يبقى ان نحدثك عن الفقرة الاخرى القائلة (ومن تبعه على دعوته) حيث ترتبط بالسرور المذكور: كما اوضحنا
|
|
|
|
|