|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 26813
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 13
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
صيانة وحدتنا الاسلامية واجب مقدس.
بتاريخ : 10-12-2008 الساعة : 01:21 PM
قال اللّه تعالى (وَمَن أحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلَـى اللّهِ وَعَمِلَ صاَلِـحاً وَقَالَ إنَّنِـي مِنَ الْمُسلِميِنَ) .
من أعظم الواجبات الملقاة على عواتق العلماء ، والكتّاب ، وقادة الأُمة ، لا سيما في هذا العصر أَن يخلصوا نياتِهم ، ويُنزّهوا أقلامهم عن كل ما يورث الوهن والفشل ، ويؤدي إلى الضعف في صفوف المسلمين ، ويبعدوا نُفوسهم عن سوء الظن ، وأَن يَتَّقوا اللّه فيما يقولون . لا يكتمون الحقائق ، ولا ينشرون الأباطيل ، ولا يعتمدون فيما يكتبون على الزور والبهتان ، والإفتراءات الظالمة التي تُؤَدّي بالناس إلى الضَّلال ، وإثارة العصبيات البغيضة الممزِّقة لجسم الأُمة ، والمفرِّقة للجماعة ، والدافعة للجهلاء على تنمية التباغض والصُّدام ، وفعل ما لا يُجوِّزه العقل والشرع كما يجب عليهم أن ينتهجوا أُسلوب الأَنبياء عليهم السَّلام في المناقشة والجدال والدَّعوة إلى الحق على ضوء ما أَدّبنا اللّه به في كتابه العزيز حيث :
قال عزَّ اسمه (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ) .
وقال سبحانه (أُدْعُ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هيَ أَحْسَنُ) .
وقال تبارك وتعالى (يا اَيُّهاَ الَّذيِنَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) .
وقال تعالى شأنه (إِدْفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌّ حَمِيمٌ) .
وقال تعالى حكاية عن نبيه شعيب لمَّا قال له قومه :
(إِنّا لَنَراكَ فِي سَفاهَة ، وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبينَ) (يا قَوْمِ لَيْسَ بي سَفاهَةٌ وَلكنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) .
وقد أمر نبيَّه الأَعظم صلى اللّه عليه وآله أن يقول للمشركين
(أنَا أَوْ إِيّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلال مُبِين) .
فلم يصرح بضلالة المشركين في مقام التخاطب معهم مع أن المشركين في ضلال مبين من دون أدنى شك أو ريب .
فأقرب الطرق الموصلة إلى الحقيقة ، والأخذ بهذا المنهج الإلهي ، وهو الجدال بالتي هي أحسن ، وأكمل المناهج هو هذا المنهج الذي أمر اللّه به أنبياءه ورسله ليسيروا عليه في أداء رسالاته .
فأحرى بنا أن لا نتبع سواه أثناء الدعوة إلى الدين الحنيف ومحاولتنا اجتذاب الآخرين إلى رسالة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ، وفيما نتناقش حوله من المسائل الخلافية بين المسلمين لأنه المنهج الوحيد البعيد عن الغلط في القول ، والمنزه عن أساليب الشتم والفحش والإفتراء ، والمتحلِّي باللين واللطف ، والمستند على العلم والمعرفة ، والداعي إلى حمل أقوال المسلمين وأفعالهم على المحامل الصحيحة مهما أمكن ، والإجتناب عن المزاعم والظنون الباطلة ، ومتابعة الهوى ، والعصبية الممقوتة .
قال اللّه تعالى (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أوُلئِك كانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) .
وقال سبحانه (فَبِما رَحْمَة مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْكُنْتَ فَظّاً غِليظَ الْقَلْبِ لاَ نْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) . وإذا كان القرآن الكريم يخبر عن قوم شعيب ، وهم كفار أثناء ردّهم عليه بقوله
(وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبينَ) . مما يشير إلى أنهم تحلَّوا بشيء من الأدب حيث لم يقطعوا بكذبه حسب ما توحي به عبارتهم .
فكيف يجوز للمؤمن الذي يأخذ بأدب اللّه أن يحكم على أخ له في اللّه ، أو على طائفة كبيرة من إخوانه المسلمين بالكفر أو الفسق يتهمهم بما لا يقولون به ، وما عذره عند اللّه تعالى إن كفَّر مسلماً بما لا يوجب الكفر ، أو استعمل في رده عليه أسلوب الشتم والفحش إلى جانب الإفتراء والبهتان اللذين يؤديان إلى إثارة الضغائن ، ويحولان دون ظهور الحق وانكشاف الواقع .
فالباحث النزيه إذن لا يجوز لنفسه ـ إن لم يكن في قلبه مرض ـ أن ينحرف عن النهج الإلهي في حواره ومناقشاته مع الآخرين ، ويتبع عوضاً عن ذلك أسلوب الشتم ، والدس ، والضغينة ، والتهريج بالباطل حتى يؤدّي به الأمر إلى أن يحكم على طائفة لعلها الكبرى بين طوائف المسلمين ، ولعلمائها واُدبائها على امتداد التاريخ عشرات الألوف من المؤلفات في مختلف الموضوعات ، والعلوم الإسلامية عقيدة ونظاماً ، أن يحكم على مثل هذه الطائفة من خلال أخبار آحاد شاذة أهملها العلماء والمحققون ، وأساطين علم الحديث ، لعدم الإعتماد عليها والأخذ بها ، بل وإيمانهم بكذبها ، فيتهم هذه الطائفة ـ نتيجة أخذه بشواذ الأخبار هذه ـ بما هي بريئة منه ، ويرميها بالآراء والأقوال الشاذة .
وإننا لنستعيذ باللّه إذا كان بين المنتحلين للعلم والكتابة من لا يحمل سلاحاً للدفاع عن آرائه إلا الشتم والإفتراء والمغالطة ، والقول بغير علم ، بل على خلاف العلم ، وكأنهم لم يسمعوا قول اللّه تعالى (إِنَّما يَفتَرى الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللّهِ وأولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) .
كما نستعيذ به من كُتّاب يؤثرون خصائصهم الطائفية على مقومات الشخصية الإسلامية فيؤيدون الأُولى بما يذهب بالثانية ، ويفترون على غيرهم بما لو ثبت (وهو ليس بثابت قطعاً) لأَصبح عاراً على الإسلام .
فهؤلاء إذن خطر على الإسلام كمبدأ وعقيدة ، وخطر على جماعة المسلمين كأُمة يجب أن تصان وحدتها ، والعمل على جمع كلماتها ،وخصوصاً في هذه الظروف العصيبة التي تواجه الإسلام والمسلمين من جانب اعدائهم.......المحامي عباس الحسيني. الشعبة القانونية في دائرة صحة النجف الاشرف. ماجستير قانون.
|
|
|
|
|