هل يجرؤ أحدكم على إغلاق التلفاز في منزله والامتناع عنه هو وأسرته لخمسة عشر يوماً؟
ولو قدّر له ونجح في ذلك ماذا تتوقع أن يحدث؟ بعض الدراسات والبحوث المتخصصة في علوم النفس والاجتماع تحمّل التلفاز مسؤولية الكثير من الأمراض الاجتماعية والنفسية السائدة في مجتمعاتنا الراهنة، من قبيل ضعف التواصل الاجتماعي حتى داخل الأسرة الواحدة، وتردي العلاقات الاجتماعية خارج الأسرة، وانحدار قدرات الأفراد على التأمل والتخيّل مما يؤثّر على قدراتهم الإبداعية، إلى جانب ما يسرقه التلفاز من أوقات ثمينة قد تستغلّ في أعمال أكثر إنتاجية.
وذهبت بعض الدراسات إلى أن الامتناع عن التلفاز لمدة خمسة عشر يوماً في بيت من بيوت مجتمعاتنا الراهنة سيؤدي إلى نتائج مذهلة من قبيل ارتفاع وتيرة التواصل بين أفراد الأسرة، وميل هؤلاء الأفراد لإعادة إحياء صلاتهم الاجتماعية المقطوعة خارج الأسرة وتعزيز تلك القائمة، إلى جانب زيادة إنتاجية الأفراد في العمل أو التحصيل العلمي، وميل الأفراد لقراءة الكتب، وارتفاع معدل الاهتمام بالجانب الروحي، وتزايد القدرات على التأمل والتخيّل.
لكن في المقابل، يعتقد بعض المختصين أن تلك الدراسات آنفة الذكر تبالغ في الآثار السلبية للتلفاز، كما أنها تراهن على قدرة أفراد مجتمعاتنا الراهنة على الاستغناء عنه، وهي قضية محل شك، فبعض المختصين يعتقدون أن الامتناع عن التلفاز أمر مستحيل، كما أنه، لو تم، فهو مضرّ، لأنه يفصل الفرد عن تطورات العصر،
كما أن البعض يعتقد أن إغلاق التلفاز والامتناع عنه في منزل ما، بعد دهر من التعوّد عليه، سيؤدي إلى تفاقم الخلافات والمشاجرات العائلية، وربما الاكتئاب، نتيجة زيادة هامش الوقت المتاح للتفكير بالمشكلات الحياتية، إلى جانب تراجع ثقافة الأفراد وعجزهم عن الإطلاع على آخر تطورات وأحداث عصرهم.
فما رأيك فيما سبق؟ أياً من الرأيين تؤيد؟ وماذا تتوقع أن يحدث في بيتك لو نجحت في إغلاق التلفاز لخمسة عشر يوماً؟