القرني يهجو (( ابن زياد )) متأخراً
...ويعلن أنه ((سني حسيني ))
منقول .. من جريدة الحياة
(فياليت قلبي كان قبرك معلماً .. تُكفّن في اجفان عيني وتُكرمُ)
بذلك طوى الداعية السعودي الدكتور عائض القرني 14 قرنا الى الوراء.. وعاش احداث موقعة (( كربلاء ))
.. التي شهدت مواجهة بين جيشي عبدالله بن زياد وحفيد النبي الحسين بن علي رضي الله عنهما .. الذي هوى جسده الطاهر صريعاً بعد مقاومة ضارية.
ومزج القرني في قصيدته بين رثاء ريحانة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهجاء عبيد الله بن زياد الذي باء بوزر قتل الحسين في معركة كربلاء عام 61ه .
لكنه استدرك بعد ذلك بالحمل على شاتمي الصديقين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما , معتبراً التاريخ نفسه ما أشرق إلا لأنهما من بُناته .. (( وهم في كل ظلماء أنجم)) .
ولم يتوقف الشاعر الداعية عند لعن ابن زياد والدعاء بان يسود الله وجهه , ولكنه تجاوز إلى تمني ان يكون صدره درعا يدفع بها عن ابن الزهراء رماح اعدائه, ممن قال انهم اغلظ افئدة واجفى قلوباً من الخيل
التي تهاب اقتحام ساحة معركة ضحيتها سيد شباب اهل الجنة
ومعأن القرني أعرب عن حزنه الشديد على قتل الحسين , وسكب مشاعره على بطحاء كربلاء , التي يتشح الشيعه في ذكراها بالسواد , إلا انه لم يرها ((يوم حزن )) بل عدّها (( ذكرى عزيزة يجددها قلب ورأس ومعصمُ)) .. وذلك لكونها اسفرت _كما يقول_ عن ( روح بها يَطَّهَّرُالطُهر كلّه .. وعزم تهاب الأسد منه وتُهزمُ).
وحول الرسالة التي أرادها القرني من بكائيته قال :
((أردت ان ابين لمن يزايد علينا في حب الحسين وآل البيت رضي الله عنهم , اننا نحبهم حباًمعتدلاًجماً
ولكننا في الوقت نفسه لانسمح بالتطاول على بقية الصحابة , وننزل كلاًمنزلته اللائقة به)) . واعتبر القرني قصيدته الى جانب ذلك دعوة للسنة والشيعة
إلى((اجتماع الشمل والألفه وصون الدماء وحفظ الأنفس تحت مظللة الأسلام )).
و اترككم مع الابيااااااااااااات...
... انا سني حسيني ...
بكى البيت والركن الحطيم وزمزم ...... ودمع الليالي في محاجرها دمُ
وشق عليك المجد اثواب عزِّه ........ ووجه الضحى من بعد قتلك أدهمُ
فيا ليت قبري كان قبرك معلماً ........ تُكفّن في اجفان عيني وتُكرمُ
وياليت صدري كان دونك ساتراً ....... به كل رمح من عداك يُحطّمُ
أريحانة المختار صرت قضية ........ وأصبحت للأحرار نعم المعلمُ
ولكنني وافقتُ جدك في العزا ...... فأخفي جراحي ياحسين وأكتمُ
وأصبر والأحشاء يأكلها الأسى ..... وأهدأ و الأضلاع بالنار تُضرمُ
وما نُحت نوح اثاكلات تفجُّعاً ...... عليك لأن الدين ينهى ويَعصِمُ
أُ صبنا بيوم في الحسين لو انه ... أصاب عروش الدهر أضحت تُهَدّمُ
الأبن زياد سودَّ الله وجهه ....... معاذيرُ في قتل الحسين فتُعلمُ
يقاضيه عند الله عنّا نبيُّه ..... بقتل ابنه والله أعلى وأحكمُ
على قاتليه لعنة الله كلما .... دجا الليل او ناح الحمام المرنّمُ
وتعرض عنه الخيل خوفاً وهيبةً ..... وفوق ظهور الخيل أجفى وأظلمُ
لنا كربلاء المجد ذكرى عزيزة ... .. يجددها قلب ورأس ومعصمُ
وروح بها يَطَّهَّرُ الطُهر كلّه ...... وعزم تهاب الأسد منه وتُهزمُ
أما ذكروا فيه النبي فأغمدوا ...سيوفاً وخافوا الله فيه فأحجموا
ولو نطقت تلك الرماح لو لْولتْ .... عليه ولكن هل رماح تَكلَّمُ
لمن أصطفي دمعاً ؟ الأبن غذوته؟ ..... فلإبن رسول الله أغلى وأكرمُ
وأبكيه في شوق وأكتم لوعتي .... أكلّ سنين العمر أبكي وأكرمُ؟
إلى الله اشكو ما أصاب جوانحي ..... ولكن بأمر الله راضٍ ومسلِّمُ
وأترك للعينين إبراد غُلتي ..... بدمع سخيَّ يُستثار فيَسجمُ
هواي لأصحاب النبي وآله ..... فبعضهم من بعضهم وهمُ همُ
أبرِّيءُ أصحاب النبي وآله ...... من السبِّ فالسبّاب نذل ومجرمُ
ولو أبغضت يمناي أصحاب أحمدٍ .......... لقلت لها بيني ولو جذ معصمُ
إذا اتُهمَ الشيخان أي عدالةً .... ترجَّى و اي الناس من بعد يسلمُ
وكان ابو السبطين يعلن جاهداً .... بأن خطى الشيخين اجر ومغنمُ
فعرضي لعرض الأكرمين وقايةٌ ..... أصد الردى عنهم فمجديَ منهمُ
وما أشرق التاريخ إلا لأنهم..... بَنوْه وهم في كل ظلماء أنجمُ
أيرضى عليهم ربهم ونسبُّهم ...... كذبتم عليهم يا جفاةُ وخُنتمُ
وزكَّاهم الرحمن جل جلاله .. ... وأنتم لما زكَّى الإله أبيتمُ
براهين من وحي الإله مضيئة ....... رواها الأمينان البخاري ومسلمُ