::: قصــــــــــة الطوفان حسب ماذكرت في القـران الكــــــريم :::
بتاريخ : 02-08-2006 الساعة : 03:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة الطوفان حسب ماذكرت في القران الكريم
وان شاء الله الكل ستفيد منها ومن دروسها وعبرها
لقد تحدث القرآن الكريم عن الأمم السابقة البائدة و يعد هذا من الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم و من القصص التي وردت في القرآن الكريم قصة نوح و الطوفان التي أثبتت الدراسات التاريخية و التنقيبات صدق تلك الآيات القرآنية ،قال تعالى في سورة الشعراء:
من المعروف منذ زمن طويل أن قصص الطوفان تنتشر انتشارا واسعاً في جميع أنحاء العالم ، فهناك قصص عن الطوفان في بعض مجتمعات الشرق الأدنى القديم ، و في الهند و بورما و الصين و الملايو و استراليا و جزر المحيط الهادي ، وفي جميع مجتمعات الهنود الحمر .
و لعل أهم هذه القصص قصة الطوفان السومرية ، وقصة الطوفان البابلية ، و قصة الطوفان اليهودية كما ترويها التوراة و على الرغم من التحريم الذي يشوب تلك القصص إلا انها متفقة على أنه قد حدث طوفان عظيم و أنه كان هناك رجل صالح قام ببناء الفلك و حمل فيها من كل حيوان زوجين إضافة إلى أهله و من تبعه من الناس المؤمنين بالله :
أولاً: قصة الطوفان السومرية : كان الناس يعتقدون حتى أواخر القرن الماضي أن التوراة هي أقدم مصدر لقصة الطوفان , و لكن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن ذلك مجرد وهم ، حيث عثر في عام 1853 م على نسخة من رواية الطوفان البابلية ، و في الفترة ما بين 1889م 1900 م ، اكتشفت أول بعثة أمريكية قامت بحفر في العراق اللوح الطيني الذي يحتوي على القصة السومرية للطوفان في مدينة "نيبور " ( نفر ) ثم تبعه آخرون ..
و يبدوا من طابع الكتابة التي كتبت بها القصة السومرية أنها ترجع إلى ما يقرب من عهد الملك البابلي الشهير " حمورابي " و على أنه من المؤكد أنها كانت قبل ذلك .
ملخص القصة حسب الرواية السومرية تتحدث عن ملك يسمى ( زيوسودا ) و كان يوصف بالتقوى ، وكان هذا الملك يخاف الله ، و يكب على خدمته في تواضع و خشوع ، و يصل النظر إلي المكان المقدس ، و هو يقيم أخبره بالقرار الذي أعده مجمع الآلهة بإرسال الطوفان كما يصف اللوح العاصفة و الأمطار و التي استمرت سبعة أيام و سبع ليال يكتسح فيها الفيضان الأرض ، حيث يوصف ( زيوسودا) بأنه الشخص الذي حافظ على الجنس البشري من خلال بناء السفينة ...
الأدلة الأثرية في العراق تدل على ثبوت قصة الطوفان :
لقد عثر " سير ليونارد وولي " في حفائره في " أور " عام 1928م على طبقة من الغرين السميك الذي يقدر بحوالي ثمانية أقدام والذي اعتبره دليلاً مادياً على الطوفان السومري هذا مع ملاحظة أن تلك الطبقة الغرينية تقع فوق و تحت هذا مع ملاحظة أن تلك الطبقة الغرينبية تقع فوق و تحت آثار تنتمي على عصر حضارة العبيد ، والتي تمثل عصر ما قبل الأسرات الأولي في جنوب العراق ، ثم اتجه " دولي " بعد ذلك إلى الحفر في موضع بعيد عن " أور" بحوالي ثلاثمائة يارده من ناحية الشمال الغربي للبحث عن مدى امتداد تلك الطبقة الغرينية ، و كانت نتيجة الحفر إيجابية ، مما أدى إلى القول بوجهة نظره المشهورة في ارتباط تلك الطبقة الغرينية السميكة بالطوفان الذي ذكرته الكتب المقدسة .
و هناك من الأدلة كذلك ما حدثنا عنه " سير ليونارد وولي " من أن قد وجد في أور أسفل طبقة المباني طبقة طينية مليئة بقدور من الفخار الملون ، مختلط بها أدوات من الصوان و الزجاج البركاني ، و كان سمك هذه الطبقة 16 قدماً ( 3 أمتار ) أسفل المباني الطينية التي يمكن أن تعود إلى 2700 ق. م و أن أور قد عاشت أسفل هذه الطبقة في عصر ما قبل الطوفان ، و يستنتج " وولي " أن سبب اختفاء هذا الفخار الملون الذي كان منتشراً على طول بلاد الرافدين قبل الطوفان اختفاء تاماً مرة واحدة كان الطوفان ، الذي قضى قضاء تاماً على سكان هذه البلاد.
ثانياً : قصة الطوفان البابلية :
1 . ملحمة جلجامش : في الثالث من ديسمبر 1872 م أعلن " سيدني سمث " نجاحه في جمع القطع المتناثرة من ملحمة جلجامش بعضها إلى بعض ، مكتوبة في أثنى عشر نشيداً ، أو بالأحرى لوحاً، و محتوية على قصة الطوفان في لوحها الحادي عشر: و ملخص القصة أنه كان هناك رجل يسمى جلجامش أمرته الآلهة بأن يبني سفينة , و أن يدع الأملاك و أنه احتمل على ظهر الفلك بذور كل شيء حي ، و الفلك التي بنها ستكون أبعادها حسب هذا القياس ، عرضها مثل طولها .
و أنه نزل مطر مدار .. الخ ثم استوت السفينة على جبل نيصير ( نيزير ) [ و هو جيل بين الدجلة و الزاب الأسفل] .
2 ـ قصة بيروسوس:
في النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد، وعلى أيام الملك " أنتيوخوس الأول " ( 280 ـ 260 ق.م ) . كان هناك أحد كهنة الإله " ردوك " البابلي، و يدعى بيروسوس قد كتب تاريخ بلاده باللغة اليونانية في ثلاثة أجزاء و حوا الكتاب على قصة الطوفان و تقول أنه كان يعيش ملك اسمه " أكسيسو ثووس " يرى فيما يرى النائم أن الإله يحز من طوفان يغمر الأرض و يهلك الحرث و النسل فيأمره بأن يبني فلكاً يأوي إليه.
فيبني فلكاً طوله مائة و ألف يارده و عرضه أربعمائة و أربعون ياردة ، و يجمع فيه كل أقربائه و أصحابه ، و يختزن فيه زاداً من اللحم و الشراب فضلاً عن الكائنات الحية من الطيور و ذات الأربع .
و يغرق الطوفان الأرض.. و تستقر الفلك على جبل حيث ينزل و زوجته و ابنته و قائد الدفة، و يسجد الملك لربه و يقدم القرابين الخ....
ثالثاً : قصة الطوفان اليهودية كما ترويها التوراة
وردت هذه القصة في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين و تجري أحداثها على النحو التالي :
رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، فحزن أنه عمل الإنسان في الأرض و تأسف في قلبه، و عزم على أن يمحو الإنسان و البهائم و الدواب و الطيور عن وجه الأرض، وأن يستثني من ذلك نوحاً لأنه كان رجلاً باراً كاملاً في أجياله، و سار نوح مع الله ".
و تزداد شرور الناس، و تمتليء الأرض ظلماً، و يقرر الرب نهاية البشرية، إذ تحدرت إلي شر و غواية، و يحيط نوحاً علماً بما نواه، آمراً إياه بأن يصنع فلكاً ضخماً، و أن يكون طلاؤها بالقار و القطران من داخل و من خارج، حتى لا يتسرب إليها الماء، و أن يدخل فيها اثنين من كل ذي جسد حي، ذكراً و انثى، فضلاً عن امرأته و بنهيه و نساء بنيه، هذا إلى جانب طعام يكفي من في الفلك و ما فيه.. تكوين 6: 1 ـ 22.
و يكرر الرب أوامره في الإصحاح التالي فيأمره أن يدخل الفلك و من معه ذلك لأن الرب قرر أن يغرق الأرض و من عليها بعد سبعة أيام ذلك عن طريق مطر يسقط على الأرض أربعين يوماً و أربعين ليلة، ويصدع نوح بأمر ربه فيأوي إلى السفينة و من معه و أهله، ثم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم و انفتحت طاقات السماء، و استمر الطوفان أربعين يوماً على الأرض.
و تكاثرت المياه و رفعت الفلك عن الأرض و تغطت المياه، و مات كل جد كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور و البهائم و الوحوش و بقي نوح والذين معه في الفلك حتى استقرت الفلك على جبل أراراط.