إيمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و آبائه وكفلائه قبل الاِسلام
تدلّ الدلائل التاريخية والعقلية والمنطقية، على أنّ النبي الاَكرم «صلى الله عليه وآله وسلم» لم يعبد غيرَ اللّه منذُ ولد حتى رحل إلى ربّه، وكذلك ما كان عليه آباوَه وكفلاوَه.
فجدّه عبد المطلب، طلب من اللّه وهو في الكعبة أن يرد هجوم أبرهة ويهزم جيشه، فقد كان الموحّد الذي لا يلتجىَ في المصائب والمكاره إلى غير كهف اللّه. كما أنّه كان يستسقي بالتوسّل إلى اللّه تعالى. وقد اعترف الموَرّخون بذلك، فقد ذكر اليعقوبي: «ورفض عبد المطلب عبادة الاَوثان والاَصنام، ووحّد اللّه عزّوجلّ
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة
تدلّ الشواهد التاريخية بالاِضافة إلى البراهين العقلية، على أنّه ص كان موَمناً باللّه وموحّداً إيّاه قبل البعثة، فلم يعبد وثناً قط، ولم يسجد لصنم أبداً. وقد أجمع الموَرّخون على أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخلو بحراء أشهراً كلّ عام يعبد اللّه تعالى فيه، فقد ذكر الاِمام علي (عليه السلام) : «ولقد كان يجاور في كلّسنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري»
حتى وافاه جبرائيل (عليه السلام) بالرسالة في هذا المكان وفي تلك الحال، وقد صرح بهذا أيضاً أصحاب الصحاح الستة، وجاء في الاَخبار أنّالرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» حجّقبل البعثة عدّة حجّات، وكان يأتي بمناسكها على وجه صحيح بعيداً عن أعين قريش، فقال الاِمام الصادق (عليه السلام) : «حجّ رسول اللّه عشر حجّات مستتراً في كلّها»
وكلّ تلك الوقائع أصدق دليل على إيمانه وتوحيده، وهو النبي الخاتم والاَفضل من جميع الاَنبياء والمرسلين بنصّ القرآن الكريم. وجاء عن «العلاّمة المجلسي»، أنّه قد وردت أخبار كثيرة أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يطوف ويعبد اللّه في حراء، ويرعى الآداب المنقولة من التسمية والتحميد عند الاَكل وغيره،فكيف يمكن للّه تعالى أن يهمل أفضل أنبيائه أربعين سنة بغير عبادة
بزوغ الفجر بولادة امير المؤمنين علية السلام
في يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر رجب المبارك، و قبل بعثة محمد رسول الله (ص) باثنتي عشرة سنة تقريبا، اشتد المخاض على فاطمة بنت أسد، فجاء بها أبو طالب إلى الكعبة المشرفة، و أدخلها فيها ثم قال لها: إجلسي... و خرج عنها، فرفعت يدي الضراعة إلى العلي الأعلى سبحانه قائلة: «ربي إني مؤمنة بك، و بما جاء من عندك من رسل و كتب، و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل (ع) و أنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت و المولود الذي في بطني إلا ما يسرت علي ولادتي»
و لم يمض على فاطمة غير ساعة حتى أعلنت أنها قد وضعت ذكرا، و هو أول مولود ولد في الكعبة المشرفة و لم يولد فيها بعده سواه تعظيما له من الله سبحانه و إجلالا.
و أسرع البشير إلى أبي طالب و أهل بيته فأقبلوا مسرعين و البشر يعلو وجوههم، و تقدم من بينهم محمد المصطفى
(ص) فضمه إلى صدره و حمله إلى بيت أبي طالب، حيث كان الرسول في تلك الآونة، يعيش مع خديجة، في دارهما منذ زواجه منها.
و انقدح في ذهن أبي طالب، أن يسمي وليده«عليا»و هكذا كان. و أقام أبو طالب وليمة، على شرف الوليد المبارك، و نحر الكثير من الأنعام
و قد حضر وليمته جمع حاشد من الناس قدموا التهاني، و عاشوا ساعات من البهجة، أبدوا فيها مشاعرهم الفياضة، و أحاسيسهم السامية، نحو عميدهم شيخ الأبطح، و وليده المبارك.
و مرت الأيام سريعة، و الوليد المبارك يتقلب بين أحضان والديه: أبي طالب، و فاطمة، و ابن عمه محمد (ص) ، الذي كان دائم التردد على دار عمه، التي ذاق فيها دفء المودة، و شرب من ينابيع الإخلاص و الوفاء الصافية، خلال سنوات صباه و شبابه.
اول المؤمنين
حين تلقى الرسول (ص) بيان التكليف الإلهي بحمل الرسالة، عاد إلى بيته فأطلع عليا
(ع) على أمره، فاستقبله بالتصديق و اليقين، كذلك فعلت خديجة الكبرى، فانبثق من أجل ذلك أول نواة لمجتمع المتقين في الأرض.
على أنه يجدر بنا، أن نعي أن عليا (ع) لم يدعه الرسول (ص) إلى الاسلام كما دعا غيره فيما بعد أبدا، لأن عليا (ع) كان مسلما على فطرة الله تعالى، لم تصبه الجاهلية بأوضارها، و لم يتفاعل مع شيء من سفسافها و كل الذي كان: أن عليا (ع) قد أطلعه الرسول القائد (ص) على أمر دعوته و منهج رسالته، فأعلن تصديقه و أيقن بالرسالة الخاتمة، و بادر لتلقي توجيهاته المباركة تلقي تنفيذ و تجسيد، و لهذا يقال (كرم الله وجهه
).
فإن عليا (ع) كان مؤهلا ـ كما بينا في مطلع الحديث ـ لاتباع رسول الله (ص) في دعوته، لأنه (ص) كان قد أنشأ شخصيته، و أرسى لبناتها الأساسية
.
و لا نضيف جديدا إذا قلنا إن الإمام (ع) لم يفاجأ بأمر الدعوة المباركة، طالما عاش في كنف رسول الله (ص) و تفيأ ظلاله، فالمصطفى محمد (ص) ـ كما نعلم ـ كان يعبد ربه تعالى و ينأى عن الجاهلية في مفاهيمه و سلوكه و علاقاته قبل أن يتنزل عليه وحي السماء، بأول سورة من القرآن الكريم. و علي (ع) كان مطلعا على عبادة أخيه رسول الله (ص) و ممارساته و تحولاته الروحية و الفكرية، فكان يتعبد معه، و ينهج نهجه، و يسلك سبيله في تلك السن المبكرة من عمره
.
الخلاصة: ان الانسان يكون بالفطرة اذا كان ابوية كافران فهو كافر بالفطرة وان كان ابوية مسلمان فهو مسلم بالفطرة فكيف بالذي تربة بين يدين رسول الله صلى الله علية واله الا يكون مسلم بالفطرة ؟هذا الا اذا كان القوم يعتقدون ان رسول الله لم يكن مسلما قبل البعثة نعيذ بالله تعالى من كل من يعتقد ذالك
قال ابن باز بجوابة على احد السائلين :عن الطفل الذي يولد من ابوين كافرين قبل سن الكليف هل هو مسلم عند الله سبحانة وتعالى ؟؟
فأجاب : إذا مات غير المكلف بين والدين كافرين فحكمه حكمهما في أحكام الدنيا فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين
وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المعصومين
اعداد وتنسيق اخوكم الفقير الى الله سبحانة
أبا جعفر العراقي
الثلاثاء 9 أيلول 2008