بسم الله الرحمن الرحيم
من اوليات البحث العلمي وحدة الموضوع الخاضع للنفي او الاثبات فلو كان الموضوع متغايرا اي لو كان هناك موضوعان فربما لم يكن محل للنزاع والتناقض بينهما .
وعلى هذا فما هو معنى الامامة التي يتنازع عليها الشيعة واتباع الخلفاء ؟
لا ريب ان للامامة معنى عند الامامية لا يعتقده المخالفون فعن الامام الرضا صلوات الله عليهكما في غيبة النعماني ص225 ( هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم ؟ إن الإمامة أجل قدرا ، وأعظم شأنا ، وأعلى مكانا ، وأمنع جانبا ، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إن الإمامة منزلة خص الله بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوة ، والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره ، فقال عز وجل : ( إني جاعلك للناس إماما ) ، فقال الخليل سرورا بها : ( ومن ذريتي ) ، قال الله تعالى : ( لا ينال عهدي الظالمين ) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة ، ثم أكرمه الله عز وجل بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة ، فقال : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) . فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال عز وجل : ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) فكانت له خاصة ، فقلدها ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) بأمر الله عز اسمه على رسم ما فرضه الله فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله عز وجل : ( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ) فهي في ولد علي ( عليه السلام ) خاصة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبي بعد محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فمن أين يختار هؤلاء الجهال الإمام . إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ومقام أمير المؤمنين ، وميراث الحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، إن الإمامة زمام الدين ، ونظام أمور المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعز المؤمنين ، إن الإمامة هي أس الإسلام النامي ، وفرعه السامي) .
وهي عند المخالفين رئاسة عامة في امور الدنيا والدين .
ومحل الاشتراك والنزاع بيننا وبينهم هو : الخلافة بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله اما ما هي مواصفات الخليفة وما هي مهامه فلكل من الفرقين راي غير الاخر .
اذن السؤال الذي ينبغي ان يطرح ما هي الامامة ؟ ولكننا نجد في الغالب ان البحث في من هو الامام ؟ وهذا السؤال لا يصح الا بعد الفراغ عن معنى الامامة ولكن ما جرى عليه القوم لا يخلو من وجه صحيح بل ربما قلنا هو الصحيح لان ماخذ ومستند كل من الفريقين في تحقيق معنى الامامة مبني على على مختاره في من هو الامام .
لذا سنجري عليه نبحث في هل الامامة بالنص او بالاختيار .