قال الله تبارك وتعالى: ( وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًافَكَرِهْتُمُوهُ)سورة الحجرات: الآية12، فقد بالغ سبحانه في النهي عن الغيبةوجعلها شبه الميتة المحرّمة من لحم الآدميين. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ( يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف بين يدي اللّه ويدفع إليه كتابه فلا يرىحسناته، فيقول: إلهي ليس هذا الكتاب! فإني لا أرى فيها طاعتي؟! فيقال له: إن ربك لايضل ولا ينسى، ذهب عملك باغتيابك الناس)ميزان الحكمة ج3ص2330، وروي أن الرجل يعطى كتابه فيرى فيه حسنات لم يكن يعرفها، فيقال هذه بما اغتابك الناس.
وروي أنه قال سلام اللّه عليه: ( إيّاكم والغيبة فإن الغيبة أشدّ من الزنا)تفسير نورالثقلين ج5 ص95 ، وجاء في تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍلُّمَزَةٍ)سورة الهمزة: الآية1. إن الهمزة الطعن في الناس، واللمزة أكل لحومهم وينبغي لمن أراد ذكر عيوب غيره أن يذكر عيوب نفسه فليقلع عنها ويستغفر منها.
عن عبد اللّه بن حماد الأنصاري عن عبد اللّه بن سنان قال لي أبو عبد اللّه سلام اللّه عليه: : ( الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستر اللّه عليه، فأما إذا قلتما ليس فيه فذلك قول اللّه فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً) تفسير نورالثقلين ج1ص549
وأمّا النميمة فإنها أعظم ذنباً وأكبر وزراً لأن النمام يغتاب وينقلها إلى غيره ويثير الشر ويدل عليه، وسمي النمام فاسقاً ونهي عن قبول قوله إلاّبعد البيان والبينة أو الإقرار وقد قال الله تبارك وتعالى: (إِن جَاءكُم ْفَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواعَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)،سورة الحجرات: الآية6،
وقال رجل لعلي بن الحسين سلام اللّه عليهم:
إن فلاناً ينسبك إلى أنك ضال مبتدع! فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: (ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ولا أدّيت حقي حيث أبلغتني عن أخي ما لست أعلمه. إن الموت يعمّنا والبعث محشرنا والقيامةموعدنا والله يحكم بيننا. إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار واعلم أن من أكثر من ذكر عيوب الناس شهد عليه الإكثار أنه إنما يطلبها بقدر ما فيه) الاحتجاج ج2ص45