قد لا تسمح لكم ظروفكم المادية بتوفير كل ما يحتاج إليه الطفل لكنه يمكنكم التعويض عن ذلك من خلال إظهار حبكم واحترامكم والتعامل معه بود وتفاهم لكي تقظواعلى الآثار السلبية للفقر المادي.
إن أشد ما تحتاج إليه التربية اليوم هو حنان الأسرة وحبها حيث يساهم ذلك في تقوية الأواصر وتحقيق الانسجام بين الأفراد ومنع الانحراف والصدق في القول.
وفي ظل الحنان والحب يقبل بوظيفته ويمارس دوره وتنشأ روحيته وتظهر شجاعته في مواجهة المشاكل والصعاب.
ويتأثر الطفل بوالده ويلجأ إلى محاكاته متى ماشاهده إلى جانبه ويتعامل معه بخلق واحترام.
ولذا يمكن القول ان قبلات الأب وملاطفاته إنما هي وسائل لتحقيق التربية المطلوبة التي تدفع الطفل لنيل الهدف المقصود ومعه من الانحراف والفساد.
ولو أدرك الآباء القيمة المعنوية للحب والحنان والاحترام لأكثروا من ذلك لكي يتمكنوا من النفوذ إلى قلب الطفل الذي سيستسلم لوجهات نظرهم القائمة على أسس تربوية صحيحة.
المزاح وأساليب الجذب الأخرى:
ليس صحيحا أن يستقبل الأب ولده بوجه عبوس، إذ أن هذا التصرف لا ينفع الأب أبدا بل سينظر إليه الطفل بأنه كائن مخيف ومستبد مما يؤثر سلبا على مستقبل الطفل والأسرة.
فالبشاشة والمزاح وذكر اللطائف هي من الأمور التي تزيد من شأن الأب في نظر الطفل فتجعله يحبه وينتظر لقاءه كل يوم.
ويؤثر ذلك على نفسية الطفل أيضا فينشأ إنسانا متزنا وسليما. وقد تواجه الأب مشاكل جمة فلا يكون قادرا بسببها على الابتسامة، لكنها ضرورية ومهمة، فضحكة الأب تجعل الطفل يشعر بالسعادة والانشراح، وقلما يلجأ إلى الانحراف والفساد.
ينبغي أن يوفر الأب المناخ الملائم للود والإلفة من خلال إقامة العلاقة مع ولده، ويمكن تحقيق هذه العلاقة من خلال عدة أساليب منها عقد جلسات للاستشارة في البيت وإشراك الطفل في اتخاذ القرارات فيشعر بأنه قريب من والده.
وبخلاف ذلك فإن ترك مساعدة الطفل والتحدث معه ستدفعه إلى الابتعاد تدريجيا عن ولده، وتعميق علاقته بأصدقائه ومعاشريه فيأتمنهم الى أسراره، ويلجأ مثل هؤلاء الأطفال أحيانا إلى معلميهم أومن لهم مقام أعلى وينفصلون عن آبائهم.