لا شك أن الله سبحانه يعذب ساب علي عليه السلام أشد العذاب ، كائنا من كان ، وقد فتح العلامة الكنجي الشافعي بابا في كتابه كفاية الطالب وهو الباب العاشر في كفر من سب عليا عليه السلام ، روى بسنده عن يعقوب بن جعفر بن سليمان قال حدثنا أبي عن أبيه قال : كنت مع أبي عبد الله بن عباس و سعيد بن جبير يقوده ، فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علي بن أبي طالب عليه السلام !
فقال لسعيد بن جبير ردني إليهم ، فوقف عليهم
فقال : أيكم الساب لله عز و جل ؟
فقالوا : سبحان الله ما فينا أحد سب الله
فقال : أيكم الساب رسول الله ؟
قالوا : ما فينا أحد سب رسول الله ص
قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب ع ؟
فقالوا : أما هذا فقد كان !!
قال : فأشهد على رسول الله ص سمعته أذناي و وعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب : من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله أكبه الله على منخريه في النار .
وروى كثير من أعلامكم ومحدثيكم أن النبي (ص) قال في علي وفاطمة : من آذاهما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله .
وقال (ص) : من آذى عليا فقد آذاني .
وقال (ص) : من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله
أخرج حديث ابن عباس الذي رواه العلامة الكنجي الشافعي كثير من أعلام العامة منهم : المحب الطبري في الرياض النضرة : ج2 ص 166 ، والموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي في المناقب 81 ، والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين / 105 ، والعلامة ابن المغازلي الشافعي في مناقبه / 394 / حديث رقم 447 .
وروى ابن حجر في الصواعق المحرقة / 72 / طبع المطبعة الميمنية بمصر : قال : ( الحديث الثامن عشر ) أخرج أحمد الحاكم وصححه عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : من سب عليا فقد سبني .
وقال : ( الحديث السادس عشر ) أخرج أبو يعلى والبزار عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول (ص) : من آذى عليا فقد آذاني .
والاحاديث في هذا الباب كثيرة بحيث لا منكر لها بين المسلمين ، وقد ورد مثلها في حق فاطمة (ع) :
روى العلامة الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى / المودة الحادية عشرة / عن عائشة أن النبي (ص) قد قال : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني .
وفي الصواعق /112 طبع مطبعة الميمنية بمصر الحديث الثالث والعشرون ، أخرج أحمد والحاكم عن مسور أن النبي (ص) قال : فاطمة بضعتي يغضبني ما يغضبها ويبسطني ما يبسطها . وفي صفحة 114 / الحديث الخامس ، أخرج أحمد والترمذي والحاكم ، عن ابن الزبير أن النبي (ص) قال : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها .
وروى في صفحة 108 / : فاطمة بضعة من يسرني ما يسرها .
وروى القندوزي في ينابيع المودة / الباب الخامس والخمسون ، قال : وفي صحيح البخاري عن المسور بن مخرمة أن رسول الله (ص) قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني .
قال : وفي صحيح مسلم ، إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها ويسرني ما أسرها . قال القندوزي : وفي الترمذي ، عن مسور : إنها بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ، حديث حسن صحيح ، وفي الترمذي أيضا عن ابن الزبير :
إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها ، حديث حسن صحيح .
وفي الترمذي ايضا وابن ماجة ، عن صبيح مولى أم سلمة وزيد بن أرقم قالا : أن رسول الله (ص) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم .
قال القندوزي : وفي كنوز الدقائق للمناوي : إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، قال : ورواه الديلمي .
وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة / 143 / باب التحذير من بغضهم وسبهم / : عن رسول الله (ص) : من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله و الإسلام ، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله ، ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله ، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم وسبهم .
بعد نقل هذه الأحاديث من صحاح السنة ومسانيدهم ، ألفت نظر القارئ الكريم إلى الخبر الذي رواه ابن قتيبة في كتابه المشهور الامامة والسياسة / 14 و 15 / طبع مطبعة الأمة بمصر سنة 1328 هجرية في عيادة أبي بكر وعمر لفاطمة (ع) :
... فقالت : أ رأيتكما إن حدثتكما حديثا من رسول الله (ص) تعرفانه و تفعلان به ؟ قالا : نعم ، فقالت : نشدتكما الله أ لم تسمعا من رسول الله (ص) يقول : رضا فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني و من أرضى فاطمة فقد أرضاني و من أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله (ص) ، قالت : فإني أشهد الله و ملائكته ، أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني و لئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه .
فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله من سخطه و سخطك يا فاطمة ! ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق ، و هي تقول : و الله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها !!
ومشهور المحدثين قالوا : أن فاطمة ماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر ، منهم : البخاري في صحيحه / ج5 / 5 باب فرض الخمس / روى عن عائشة ... فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت . وفي ج6 / 196 / باب غزوة خيبر / عن عائشة ... فوجدت [ أي غضبت ] فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته ، فلم تكلمه حتى توفيت .
ومثله لفظا أو معنى ، في صحيح مسلم : ج2 / 72 ، ومسند أحمد : ج1 / 6 و 9 ، ومثله لفظا أو معنى ، وتاريخ الطبري : ج3 / 202 ، ومشكل الآثار للطحاوي : ج1 / 48 ، وسنن البيهقي : ج6 / 300 و 301 ، والعلامة الكنجي في كفاية الطالب / الباب التاسع والتسعون / في أواخره ، ثم قال : هذا حديث صحيح متفق على صحته ، وتاريخ ابن كثير : ج5 / صفحة 285 وقال في ج6 / 333 : لم تزل فاطمة تبغضه مدة حياتها ـ أي تبغض أبا بكر ـ وذكره بلفظ الصحيحين أي عن عائشة .
والديار البكري في تاريخ الخميس : ج2 / 193 ، ورواه عنها أيضا بلفظ الصحيحين ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج6 / 46 ، وقال في صفحة 50 : والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت ألا يصليا عليها .
أن م كان رسول الله يقول: (لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمنن آذى عليا فقد آذى رسول الله، وذاك
قوله (صلى الله عليه وآله): (من آذى عليا فقد آذاني).
نستفيد من هذه الأحاديث في هذا المطلب: إن حب علي وحب المنافقين لا يجتمعان، لو أن أحدا يعتقد حتى بإمامة علي وولايته بعد رسول الله، إلا أنه لا يبغض المنافقين، هذا الشخص هو أيضا منافق، وهو مطرود من الطرفين، أي من المؤمنين ومن المنافقين، لأن المنافقين لا يعتقدون بولاية علي وهذا يعتقد، ولأن المؤمنين لا يحبون المنافقين وهذا يحب.
ولا يمكن الجمع بينهما بأي حال من الأحوال، وبأي شكل من الأشكال.
تكفي هذه الاحاديث عن القول نهى الرسول عن سب الامام
على رضى الله عنة فى كتبكم يقول سبونى من سبنى فهو نجاة لة وزكاة لة
اذا هو من قال هذا اخى الطيب
والله نحن اهل السنة نبرأ من هذا
كيف الحال ايها المكاوي الهارب ؟؟؟؟
قال الامام علي :.
((أما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن ، ياكل ما يجد ويطلب ما لايجد .فاقتلوه ولن تقتلوه الا وانه سيامركم بسبي والبراءه مني . فاما السب فسبوني فانه لي زكاه ولكم نجاه .وأما البراءفلا تتبرئوا مني فاني ولدت علي الفطره وسبقت الي الايمان والهجره ))
مارايك في عمار بن ياسر عندما أكره على التلفظ بكلمة الكفر فنطق بها، وأنزل الله سبحانه في ذلك: (من كفر بالله من بعد إيمانه، إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)
وقال ابن عباس:
وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها – فشكا ذلك للنبي صلى الله عليه واله وسلم فقال له: كيف تجد قلبك؟ قال مطمئن بالإيمان.
فقال الرسول: "إن عادوا فعد".